مكافحة الإرهاب يحتفل بيوم النصر ويؤكد خطر داعش مازال قائم

الأحد 14/ديسمبر/2025 - 12:54 م
طباعة مكافحة الإرهاب يحتفل روبير الفارس
 
في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز، أقام جهاز مكافحة الإرهاب في بغداد احتفالية مركزية لاستذكار يوم النصر، ذلك اليوم الذي يمثل علامة فارقة في تاريخ العراق الحديث، ويجسد ملحمة شعب وقوات أمنية نجحوا في دحر أخطر تنظيم إرهابي عرفته المنطقة. لم تكن الاحتفالية مجرد مناسبة بروتوكولية، بل محطة للتأكيد على معنى النصر، وأبعاده المستمرة، والتحديات التي لا تزال قائمة رغم مرور السنوات.
وخلال الاحتفالية، أشاد رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول الركن كريم التميمي ببطولات المقاتلين الذين واجهوا الإرهاب في أصعب الظروف، وواصلوا الليل بالنهار من أجل استعادة الأمن والاستقرار، وتحرير الأرض، وإعادة الأمل إلى المدن التي عانت ويلات القتل والدمار. وأكد أن هذا النصر لم يكن إنجاز مؤسسة واحدة، بل ثمرة تكاتف جميع القوات الأمنية، ودعم الشعب العراقي، وصمود الدولة في واحدة من أخطر مراحلها.
ويحمل الاحتفال بيوم النصر بعدًا رمزيًا عميقًا، فهو تذكير بأن العراق استطاع أن ينتصر عندما توحدت إرادته، وأن الإرهاب، مهما بلغ من عنف ووحشية، لا يمكنه كسر دولة تملك إرادة الحياة. كما أن استذكار النصر يرسخ قيم التضحية والانتماء، ويعيد الاعتبار لتضحيات آلاف الشهداء والجرحى الذين دفعوا أثمانًا باهظة من أجل بقاء الوطن.
وفي هذا السياق، شدد رئيس الجهاز على المكانة الخاصة لعائلات الشهداء والجرحى، معتبرًا أن تكريمهم واجب أخلاقي ووطني لا يسقط بالتقادم، وأن دماء الشهداء هي الأساس الذي بني عليه هذا النصر. وأوضح أن الاهتمام بهذه العوائل ليس مجرد لفتة إنسانية، بل رسالة واضحة بأن الدولة لا تنسى أبناءها الذين ضحوا من أجلها.
ورغم أجواء الاحتفال، حملت المناسبة رسالة واقعية مفادها أن خطر تنظيم داعش لم ينتهِ بالكامل. فالتنظيم، وإن هُزم عسكريًا وفقد سيطرته على الأرض، لا يزال يحاول الظهور عبر خلايا نائمة، وعمليات متفرقة، مستغلًا بعض الثغرات الأمنية أو الظروف الاقتصادية والاجتماعية. وهذا ما يجعل من يوم النصر محطة للتقييم والمراجعة بقدر ما هو مناسبة للاحتفال.
من هنا، يؤكد جهاز مكافحة الإرهاب أن الحفاظ على النصر يتطلب يقظة دائمة، وتطويرًا مستمرًا للقدرات الأمنية والاستخبارية، إلى جانب معالجة الجذور الفكرية والاجتماعية التي يستغلها التطرف. فالمعركة مع الإرهاب لم تعد فقط في الميدان، بل في الوعي، والتنمية، وبناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
 ويبقى ان يوم النصر ليس ذكرى من الماضي فحسب، بل مسؤولية مستمرة للمستقبل. نصرٌ يجب حمايته، وتضحيات يجب صونها، ووطنٌ يستحق أن يبقى آمنًا وقويًا. وبين الفخر بما تحقق، والحذر مما قد يعود، يواصل العراق مسيرته، مؤمنًا بأن وحدته وقوة أبنائه هي الضمانة الحقيقية للنصر الدائم.

شارك