لبنان يدخل الأيام الأخيرة لخطة حصر السلاح جنوبي الليطاني/مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي/روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

الأحد 21/ديسمبر/2025 - 11:56 ص
طباعة لبنان يدخل الأيام إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 21 ديسمبر 2025.

الخليج: لبنان يدخل الأيام الأخيرة لخطة حصر السلاح جنوبي الليطاني

أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام،أمس السبت، أن خطة حصر السلاح في جنوب الليطاني باتت على بعد أيام من الانتهاء وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل، مشيراً إلى جاهزية الدولة للانتقال إلى المرحلة الثانية، كما بحث مع نظيره الإيرلندي ميخائيل مارتن الأوضاع في جنوب لبنان، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال سلام، خلال لقائه رئيس الوفد المفاوض في لجنة الميكانيزم السفير سيمون كرم، إن المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بعد أيام من الانتهاء، وإن الدولة جاهزة للانتقال إلى المرحلة الثانية، أي إلى شمال نهر الليطاني، استناداً إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناء على تكليف من الحكومة.

وشدد سلام على ضرورة توفير كل الدعم اللازم للجيش اللبناني لتمكينه من الاضطلاع الكامل بمسؤولياته الوطنية.

وأتت هذه التصريحات بعد أن عقد أعضاء لجنة (الميكانيزم) اجتماعهم الخامس عشر في الناقورة، أمس الأول الجمعة، حيث صرحت السفارة الأمريكية في لبنان، أن «المشاركين العسكريين أجمعوا على أن تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الضامن للأمن في قطاع جنوب الليطاني، أمر أساسي للنجاح».

في سياق آخر، بحث سلام مع نظيره الإيرلندي ميخائيل مارتن، أمس السبت، الأوضاع في جنوب لبنان، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن سلام استقبل مارتن في مقر الحكومة وسط بيروت ،أمس، حيث جرى«استعراض الأوضاع في لبنان، ولاسيما في الجنوب، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين».

ولفتت الوكالة إلى أن مارتن يزور بيروت لمعايدة جنود بلاده المشاركين في قوة «يونيفيل»، إلى جانب عقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين.

على الصعيد الأمني، حلقت طائرات إسرائيلية مسيّرة، أمس، في أجواء مناطق لبنانية عدة بينها الضاحية الجنوبية لبيروت. وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بـ«تسجيل تحليق لمسيرة إسرائيلية على علو منخفض جداً فوق بيروت، بما فيها الضاحية الجنوبية». ولفتت أيضاً إلى تسجيل تحليق لطيران مسيّر على علو منخفض فوق قرى منطقة الزهراني جنوباً، وفي أجواء قضاء الهرمل شمال شرقي البلاد.

إلى ذلك، ضبطت دورية للمخابرات اللبنانية مخزن أسلحة داخل شقة تمت مداهمتها في بلدة الأنصار في بعلبك.

وجاء في بيان لقيادة الجيش: «بعد توفر معلومات عن وجود مخزن أسلحة داخل شقة كانت مستأجرة من قبل أحد المطلوبين في بلدة الأنصار- بعلبك، دهمت دورية من مديرية المخابرات الشقة وضبطت مذنبات وأسلحة خفيفة ومتوسطة وكميّة من الذخائر».


الرئاسات العراقية تدعو إلى شراكة حقيقية لتشكيل الحكومة

دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيسا الوزراء محمد شياع السوداني والبرلمان محمود المشهداني، أمس السبت، القوى الوطنية إلى شراكة حقيقية للإسراع بتشكيل الحكومة، فيما أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، أمس، توقيع وثائق تسليم مجمعها الرئيسي في بغداد إلى الحكومة قبل انتهاء ولاية البعثة في 31 الحالي.

وحث رشيد، خلال تأبين أقامه «تيار الحكمة الوطني» في بغداد بمناسبة ذكرى اغتيال المرجع محمد باقر الحكيم عام 2003، على «تشكيل حكومة تمثل العراقيين بجميع أطيافهم، وترتقي ببناء الدولة العراقية».

وأضاف: «العراق تجاوز المراحل الصعبة بعد سنوات من العنف والإرهاب وقبلها فترة الاستبداد، ووصل إلى حالة الأمن والاستقرار، وينبغي على الجميع العمل على إدامتها».

بدوره، دعا السوداني، في كلمة له خلال التأبين،«القوى الوطنية إلى المضي في حسم الاستحقاقات الدستورية»، وفق الوكالة.

وأشار إلى «ضرورة إعلاء المصلحة الوطنية العليا عبر شراكة حقيقية بين القوى السياسية، وتغليب مصلحة الشعب العراقي بتمثيل أصواتهم وتحقيق تطلعاتهم».

وأكد المشهداني «ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة واحترام المدد الدستورية»، بينما قدّم زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، أمس السبت، مقترحاً بشأن برنامج الحكومة الجديدة يتكون من ثلاث مراحل متدرجة تعتمد محاربة الفساد والبيروقراطية، وتمضي باستكمال الإصلاحات الهيكلية، وتعمل على تنويع الاقتصاد.

وقال الحكيم، في كلمته: إن «العراق أمام استحقاق كبير يتمثل في تشكيل حكومة قوية وواعية يتشارك فيها الجميع ويتحمل مسؤوليتها الجميع، لتكون حكومة قرار لا تردد».

ودعا إلى «طاولة حوار الشجعان، حيث يجلس الشركاء ليصوغوا عقد إدارة وطن، لا ليقتسموا المواقع»،مشدداً على أهمية «انتهاج سياسة خارجية متزنة ومستقلة.

من جهة أخرى، أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، أمس، توقيع وثائق تسليم مجمعها الرئيسي في بغداد إلى الحكومة، قبل انتهاء ولاية البعثة في 31 الجاري.

وقالت يونامي، في بيان: «قام كلاوديو كوردوني، نائب الممـثــل الخــاص لــلعــراق لــلشؤون السـيــاسيــة والمساعــدة الانتخابية في 14 ديسمبر الجاري، بالتوقيع نيابة عن البعثة»، مشيـــرة إلـــى أن السفير محمد بحر العلوم، وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية، قام بالتوقيع نيابة عن حكومة العراق.

وأضافت: «ويعد هذا الحدث تتويجاً للتعاون الوثيق بين الجانبين على مدى عدة أشهر، ويمثل الانتقال فصلاً جديداً من الشراكة بين الأمم المتحدة والعراق».


الأردن يشارك في عملية استهداف مواقع لـ«داعش» الإرهابي في سوريا

شارك الأردن عبر سلاح الجو الملكي الأردني، فجر يوم أمس الجمعة، بتنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت عدداً من الأهداف التابعة لـ«داعش» الإرهابي في مناطق جنوب سوريا، وفقاً للوكالة الأردنية «بترا».


وتأتي المشاركة بالتعاون مع الولايات المتحدة في إطار عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي انضمت إليه الحكومة السورية مؤخراً.


وجاءت هذه العملية في إطار الحرب على الإرهاب ومنع التنظيمات المتطرفة من استغلال هذه المناطق كنقاط انطلاق لتهديد أمن الجوار السوري والمنطقة.


الشرق الأوسط: مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي

دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجدداً، عن «الحوار المهيكل» الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، رغم الجدل المثار حول إمكانية نجاحه، وتَزامَنَ ذلك مع تنظيم مظاهرة في مدينة مصراتة بغرب البلاد «تندِّد بالانقسام السياسي، وترفض جميع الأجسام الحاكمة»، ومع كشف النيابة العامة عن وقائع خطيرة لتزوير بيانات الأحوال المدنية، ومنح أرقام وطنية لأجانب.

وندَّد المئات من أهالي مصراتة، مساء الجمعة، بالأوضاع في البلاد، والتدهور الخطير في الأحوال الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وعبّروا، في بيان نقلته «وكالة الأنباء الليبية»، عن رفضهم جميع الأجسام المسيطرة على المشهد السياسي في ليبيا، مطالبين بحلها كاملة، وإنهاء حالة الانقسام والفساد، واستعادة الدولة ومؤسساتها، على أساس الشرعية وإرادة الشعب.

وأكد البيان دعمه جهود البعثة الأممية ودعوتها لتسريع الحوار، وعدم المماطلة فيه للوصول بليبيا إلى انتخابات حرة ونزيهة، عبر حكومة حقيقية موحدة، مطالباً المجالس البلدية كافة بالوقوف مع إرادة الشعب، والدعوة لمصالحة حقيقية بين بلديات ومكونات ليبيا.

في غضون ذلك، أكدت البعثة الأممية، السبت، التزامها الكامل بالشفافية والحياد. وأوضحت أن «الحوار عملية ليبية القيادة والملكية، تستهدف الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة». وذكرت «البعثة» أنه، وكما هي الحال مع جميع البعثات السياسية للأمم المتحدة حول العالم، يتم تمويل البعثة من خلال الاشتراكات الدورية الإلزامية، التي تدفعها الدول الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة، بما فيها ليبيا، وفق قرارات الجمعية العامة، لافتة إلى أن دورها «يقتصر على تقديم الدعم الفني والخبرة، والتسهيلات اللوجيستية لتمكين الليبيين من قيادة العملية بأنفسهم، دون التدخل في تحديد النتائج».

وأعربت جهات ليبية في السابق، بمَن فى ذلك أعضاء في مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» ومكونات من المجتمع المدني وناشطون، عن شكوكٍ تجاه «الحوار المهيكل»، خشية إعادة إنتاج الأجسام السياسية القائمة. ورأوا أن «الحوار قد يتجاوز الأطر الدستورية، بالإضافة إلى المخاوف بشأن ضعف التمثيل الشعبي وغياب الشفافية»، في حين أشار مراقبون إلى «مخاطر إطالة المرحلة الانتقالية، وتوقيت الحوار، وقدرته على تحقيق اختراق حقيقي».

من جهة أخرى، أعلن مكتب النائب العام الليبي كشف حالتَي تزوير جديدتين في بيانات الأحوال المدنية، تتعلقان بمنح رقمَين وطنيَّين لشخصَين أجنبيَّين غير مؤهلَين للمواطنة الليبية.

يُشار إلى أن كشف هاتين الواقعتين جاء ضمن حملة واسعة لمكافحة التزوير في السجلات المدنية، حيث شهدت ليبيا أخيراً موجة كشوف شملت مدناً مثل سرت، وطبرق، وصرمان، وتاجوراء، وسبها، والأصابعة، مع تقديرات تفيد بأكثر من 34 ألف قيد عائلي مشتبه فيه، مكَّن مئات الأجانب من أرقام وطنية، ومِنح مالية حكومية.

وتعكس هذه الوقائع، بحسب مراقبين، «خطورة العبث بمنظومة السجل المدني، بوصفها العمود الفقري للهوية القانونية للدولة، عبر منح أجانب حق التصويت، مما يهدِّد نزاهة أي انتخابات وطنية مقبلة، بما يُستخدَم ذريعةً للتشكيك في النتائج، وتبادل الاتهامات بين الفرقاء، ويسهم في تأجيل الاقتراعَين الرئاسي والبرلماني المعلقَين منذ 2021، ويعيق التقدم نحو انتخابات عامة نزيهة دون تدقيق شامل».

في غضون ذلك، واصل رئيس حكومة «الاستقرار»، أسامة حمّاد، جولته في الجنوب، حيث وصل مساء الجمعة إلى مدينة سبها، رفقة مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني؛ للاطلاع على المشروعات الحيوية، والوقوف ميدانياً على سير تنفيذها، ومستوى الخدمات المقدَّمة للمواطنين.

وأكد حماد في اجتماع بمدينة غات، رفقة بلقاسم، مع أعيان وحكماء وعمداء بلديات عدة، أن الجنوب يشكّل عمقاً وطنياً واستراتيجياً للدولة الليبية، لما له من أهمية محورية في حماية الحدود وتعزيز الأمن، موضحاً أن التنمية المتوازنة تمثل أولوية قصوى، وأن العمل مستمر على دعم البلديات، وتمكينها من أداء مهامها، بالتنسيق مع الجهات التنفيذية المختصة.

كما تفقد حماد وبلقاسم الأوضاع الخدمية والتنموية بمدينة غات، حيث أعلن صندوق التنمية إطلاق وتنفيذ حزمة من المشروعات التنموية، تتضمن صيانة عدد من الطرق والمدارس، واستكمال وتطوير مطار غات، وإنشاء برج ملاحة جوية به، وإنارة ليلية، وصالة ركاب حديثة، إضافة إلى إنشاء مستشفى جديد بسعة 120 سريراً، وصيانة وتجهيز المستشفى القائم.

إسرائيل تكشف عن قاعدة بيانات الفصائل العراقية

كشفت مصادرُ مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أنَّ مسؤولين عراقيين تسلّموا خلال الأيام الماضية قاعدة بيانات أمنية إسرائيلية شديدة التفصيل عن الفصائل المسلحة العراقية، نُقلت عبر جهاز استخبارات غربي، وتضمَّنت معلوماتٍ واسعة عن القيادات، والبنية العسكرية، والشبكات المالية، والواجهات الحكومية المرتبطة بهذه الجماعات.

وأفادت المصادر بأنَّ حجم البيانات ودقَّتها «أذهلا» المسؤولين، وشكّلا إنذاراً عملياً بقرب تحرك عسكري محتمل.

وجاء تسليم «ملف ضخم» من البيانات بعد تحذير من دولة عربية «صديقة» أبلغت بغدادَ بأنَّ إسرائيل تتحدَّث عن ضوء أخضر أميركي للتحرك منفردة في العراق، وسط تراجع صبر واشنطن حيال ملف السلاح خارج الدولة. وأكَّد مسؤول عراقي «وصول الرسائل إلى بغداد».

ووفق المعلومات، فإنَّ الضربات المحتملة كانت ستشمل معسكرات تدريب، ومخازن صواريخ ومسيّرات، إضافة إلى مؤسسات وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري على صلة بالفصائل و«الحشد الشعبي».

وساهمت هذه التطورات في تسريع نقاشات داخل «الإطار التنسيقي» حول حصر السلاح بيد الدولة، مع طرح مراحل أولى لتسليم الأسلحة الثقيلة وتفكيك مواقع استراتيجية، رغم استمرار الخلافات حول الجهة المنفذة وآليات الضمان. ويتزامن ذلك مع ضغوط أميركية ربطت التعاون الأمني بجدول زمني قابل للتحقق لنزع القدرات العملياتية للفصائل.

إقليمياً، أفادت «إن بي سي نيوز» بأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطلع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مخاطر توسع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وخيارات توجيه ضربات جديدة.

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».

رسالتان عربية وغربية «قلبتا الموازين» في العراق

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة العراقية وجهات سياسية فاعلة تلقت خلال الأسبوعين الماضيين رسالتي تحذير غير اعتياديتين من دولة عربية وجهاز استخبارات غربي تضمنتا معلومات «جدية» عن اقتراب تنفيذ ضربات عسكرية واسعة في العراق، وأكد مسؤول عراقي أن «دولة صديقة» أبلغت بغداد بمضمون «التهديد»، قبل أن تسارع فصائل شيعية إلى تقديم تنازلات.

كان من المحتمل أن تشمل الضربات مؤسسات حكومية على صلة بالفصائل الشيعية و«الحشد الشعبي»، وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري، ومواقع ومخازن طائرات مسيّرة وصواريخ ومعسكرات تدريب، ويُعتقد على نطاق واسع أن «الرسالتين» سرعتا من إعلانات سياسية متواترة من فصائل دعت أخيراً إلى «حصر السلاح بيد الدولة»، إلا أنها طلبت «الوقت وحرية التصرف فيما سمته نطاقاً وطنياً» لإنجاز عمليات تفكيك مفترضة لقدراتها العسكرية، وهي «وجهة نظر» محل خلاف داخلي بين قادة «الإطار التنسيقي» حتى الآن.

رسالة «دولة صديقة»
قالت المصادر إن مستوى التهديد بدأ بالتصاعد أولاً مع رسالة وصلت من دولة عربية تحتفظ بعلاقات جيدة مع الأميركيين والإيرانيين «شدّدت على أن بغداد قريبة للغاية من التعرض لهجوم عسكري خاطف على غرار استهداف المكتب السياسي لحركة (حماس) في الدوحة في سبتمبر (أيلول) 2025».

وأبلغت الرسالة أطرافاً في الحكومة العراقية وسياسيين عراقيين أن «مستوى التهديد جدي للغاية، وأن إسرائيل باتوا يتحدثون عن حصولهم على ضوء أخضر من الأميركيين للتصرف منفردين في مسرح العمليات العراقي»، وفق المصادر.

وكان العراق أحد مسارح أهداف تخطط إسرائيل لضربها منذ عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكن سياسيين عراقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» خلال الأشهر الماضية أن الأميركيين كانوا يمنعون تل أبيب من شن عمليات في العراق، لكنهم في المقابل كانوا يضغطون لإزالة مخاطر السلاح خارج الدولة.

وقال دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»، إن الانطباع الذي كان الأميركيون يحصلون عليه من المسؤولين العراقيين أنهم لا يدركون تماماً حقيقة الأمر، وأن عليهم اتخاذ قرارات حاسمة تجنبهم المخاطر». وأضاف أنهم «في مرحلة ما بدأوا يشعرون بالحنق من ضعف الاستجابة العراقية».

وأكد مسؤول في الحكومة العراقية وصول «رسائل» بشأن الجماعات المسلحة. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» رافضاً الكشف عن اسمه لأنه غير مخوَّل بالتصريح علناً، إن «التحذيرات وصلت من دول صديقة وسفارات دول غربية عاملة في بغداد».

«ملف ضخم ومعلومات غزيرة»
وقالت المصادر إن مسؤولين في الحكومة تلقوا بعد أيام من وصول الرسالة العربية «ملفاً ضخماً» من جهاز استخبارات غربي تضمن قوائم أعدها جهاز أمني إسرائيلي تتضمن معلومات غزيرة ومفصلة عن الفصائل العراقية المسلحة».

وفق المصادر، فإن «حجم المعلومات ودقتها وشموليتها أذهل المسؤولين العراقيين». وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، إن «تبليغ العراقيين بطبيعة المعلومات التي بحوزة إسرائيل جاء في توقيت حاسم».

وقالت المصادر إن القوائم التي نقلها الجهاز الاستخباري الغربي تضمنت معلومات مفصلة عن مسؤولي فصائل وأشخاص سريين ينشطون في دوائرهم المقرّبة، فضلاً عن أشخاص يديرون مصالح مالية وتجارية على صلة بالفصائل، كما تضمنت مؤسسات حكومية تمثل واجهات لنفوذ الفصائل المسلحة».

وأوضحت المصادر أن الجهاز الغربي أبلغ العراقيين بأن إسرائيل على وشك تنفيذ عملية واسعة بعد انكشاف القدرات العملياتية والمالية للفصائل بما في ذلك الشبكة العميقة التي تشكل بنيتها العسكرية، مشيرة إلى أن «سياسيين شيعية استحضروا مشهد تفجيرات اجهزة البيجر في لبنان بعد إطْلاعهم على جانب من ملف الجهاز الاستخباري».

قال قيادي شيعي في تحالف «الإطار التنسيقي» إن الرسالتين «قلبتا الموازين، ودفعتا قادة أحزاب شيعية إلى الإسراع بخطوات تتعلق بسلاح الفصائل، ويحاول كثيرون منهم الإجابة عن سؤال: ما العمل الآن»، لكن «ثمة خلافات حول الطريقة والجهة الموثوق بها التي تنفذ المرحلة الانتقالية من حصر السلاح».

وأكد القيادي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المرحلة الأولى من عمليات حصر السلاح تقضي بتسليم الفصائل صواريخ باليستية ومسيّرات إلى جانب تفكيك وتسليم معسكرات استراتيجية شمال وجنوب العاصمة بغداد»، في حين يزعم أن تبدأ المرحلة الثانية بـ«إقالة مسؤولين فصائليين من هية الحشد الشعبي بانتظار تعامل الأميركيين مع هذه الخطوات».

وقال مسؤول في تحالف «دولة القانون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن اتفاقاً على نزع السلاح الثقيل كان مبرماً أساساً بين قادة الإطار التنسيقي حتى قبل تصاعد الضغوط الأميركية.

وتتركز الخلافات الآن، بحسب المصادر المطلعة، حول الجهة الحكومية التي تتولى نزع القدرات العملياتية للفصائل وتسلُّم سلاحها وتقييده، بسبب انعدام الثقة الأميركي بمؤسسات أمنية حكومية تخضع لنفوذ الفصائل».

إلا أن مشكلة أخرى تعترض طريق الجماعات الشيعية؛ إذ «تتخوف من تنفيذ عمليات حصر السلاح خلال مداولات سياسية شاقة لاختيار رئيس الحكومة، إذ يتجنب كثيرون ربط الأمرين ببعضهما».

ويحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني الحصول على ولاية ثانية في المنصب بعد فوزه بأعلى المقاعد داخل «الإطار التنسيقي»، إلا أن خصمه اللدود نوري المالكي يعارض هذه المساعي، ويدفع مع حلفاء شيعة لاختيار مرشح تسوية.

«حرية التصرف»
في الوقت نفسه، ترفض الفصائل التحرك وكأنها ترضخ لضغوط وتهديدات أجنبية». وقال القيادي الشيعي إن جماعات شيعية مسلحة طلبت «حرية التصرف في نطاق وطني دون ضغط ومزيد من الوقت» حتى تنسجم مع التغيرات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تفكيك قدراتها العسكرية.

وفازت هذه الجماعات بمقاعد في البرلمان العراقي الجديد، الذي انتُخب في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، وأرسلت مفاوضيها إلى تحالف «الإطار التنسيقي» من أجل الحصول على مواقع في الحكومة الجديدة، كما تحاول إقناع فصائل لم تشترك في الانتخابات بالانخراط في خطة حصر السلاح، لكن ثمة شعوراً لدى كثيرين بأنهم يبحثون عن كبش فداء.

ورفضت 4 فصائل شيعية طلبات متكررة للتعليق على خطط معلنة لحصر السلاح بيد الدولة، إلا أن قائداً بارزاً في فصيل شيعي أبلغ «الشرق الأوسط»، أن «هذه الخطة لا تحظى بقبول جماعات لم تشترك في الانتخابات الأخيرة».

ضغوط أميركية
تزامنت رسالة الجهاز الاستخباري الغربي مع وصول الكولونيل ستيفانا باغلي إلى العراق، وهي المديرة الجديدة لمكتب التعاون الأمني الأميركي، الذي سيتوقف تمويله على تنفيذ 3 شروط وردت في قانون موازنة الدفاع الأميركي.

وأقر الكونغرس الأميركي الموازنة في 11 ديسمبر (كانون الأول) 2025 بقيود جديدة على تمويل التعاون الأمني مع السلطات العراقية، إلا إذا تمكنت بغداد من «تقليص القدرة العملياتية للجماعات المسلحة الموالية لإيران وغير المدمجة في قوات الأمن العراقية من خلال عملية نزع سلاح وتسريح، وإعادة دمج قابلة للتحقق علناً».

واشترط القانون الأميركي أيضاً «تعزيز سلطة رئيس وزراء العراق وسيطرته العملياتية كقائد أعلى للقوات المسلحة العراقية»، كما يُنتظر أن يجري «التحقيق مع أفراد الميليشيات أو أفراد قوات الأمن العاملين خارج التسلسل القيادي الرسمي لقوات الأمن العراقية، ومحاسبتهم، في حال تورطهم في هجمات على أفراد أميركيين أو عراقيين، أو قيامهم بأي أعمال غير قانونية أو مزعزعة للاستقرار».

وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، إن باغلي يفترض أن تطلب من المسؤولين العراقيين جدولاً زمنياً واضحاً لتنفيذ هذه الخطوات بشكل حاسم، وبطريقة قابلة للتحقق والاستمرارية.

وكانت باغلي قد التقت رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عبد الأمير يار الله مرتين خلال أسبوع واحد، يومي 13 و20 أكتوبر 2025. وقال بيان عسكري عراقي حينها إن الجانبين بحثا «رفع القدرات القتالية للجيش العراقي على جميع المستويات».

ونفت المصادر المطلعة علمها ما إذا كانت الكولونيل باغلي قد نقلت تحذيرات إلى المسؤولين العراقيين بشأن مصير الفصائل المسلحة.

ومن المفارقات أن تعود باغلي إلى العراق بعد 20 عاماً، إذ كانت برتبة نقيب عندما خدمت في البلاد بين عامي 2005 و2006 ضمن الجيش الأميركي، وأسهمت في تنفيذ برامج لتطوير قدرات الشرطة. وغادرت لاحقاً في ظل تصاعد أعمال العنف، وما وصفته حينها بضعف «ولاء والتزام» عناصر الأمن داخل المؤسسات الرسمية.

وقال مسؤول حكومي عراقي سابق، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأميركيين كانوا قد أبلغوا الحكومة العراقية مرات عديدة أنهم بانتظار جدول زمني لتصفية نفوذ الميليشيات، لا سيما في عام 2026 الذي من المقرر أن يشهد استكمال اتفاق إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد متحدث «الخارجية الأميركية» أن الولايات المتحدة ستواصل التأكيد على ضرورة نزع سلاح وتفكيك الميليشيات المدعومة من إيران التي تقوّض سيادة العراق، وتهدد الأميركيين والعراقيين، وتنهب موارد العراق لصالح إيران. يدرك القادة العراقيون جيداً ما يتوافق وما لا يتوافق مع شراكة أميركية عراقية قوية.

العربية نت: مصادر إسرائيلية: الجيش أوشك على الانتهاء من نزع السلاح من الخط الأصف

نقلت القناة "الثانية عشر" الإسرائيلية، الأحد، عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن الجيش أوشك على الانتهاء من نزع السلاح من منطقة الخط الأصفر في غزة.

وأوضح المسؤول أن هذا الأمر يعني الانتهاء من نزع السلاح من 52% من مساحة القطاع، الواقعة تحت سيطرة تل أبيب.
مصر: نرفض التهجير
يأتي ذلك فيما شدد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي على ضرورة البدء العاجل في جهود إعادة الإعمار بقطاع غزة، مجدداً رفض بلاده أي خطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وأضاف عبدالعاطي: "نرفض محاولات تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي للأراضي الفلسطينية".

المرحلة الأولى من خطة غزة للسلام
إلى ذلك، وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أمس السبت، إنه يجري إحراز تقدم في تنفيذ خطة غزة للسلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكتب ويتكوف على منصة "إكس"، بعد يوم من محادثات استكشافية مع ممثلين من مصر وقطر وتركيا: "لقد أسفرت المرحلة الأولى عن تقدم، بما في ذلك توسيع المساعدات الإنسانية، وإعادة جثامين الرهائن، وانسحابات جزئية للقوات، وتقليص للأعمال العدائية".

وأضاف: "ستستمر المزيد من المشاورات في الأسابيع المقبلة للمضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية".

المرحلة الثانية.. ومجلس السلام
وتشمل المرحلة الثانية من خطة غزة للسلام إعادة إعمار المنطقة المدمرة. وتصر إسرائيل على ضرورة إعادة جثمان آخر رهينة في غزة منذ الهجوم الذي قادته حماس في عام 2023 - وهو أحد الشروط المحددة في المرحلة الأولى للخطة.

كما تدعو الخطة إلى نزع سلاح حماس، التي قالت إنها لن تتخلى عن أسلحتها.

وقال ويتكوف إن المحادثات ركزت أيضاً على تدابير لتسهيل التجارة في المنطقة وتطوير البنية التحتية.

وتابع: "في هذا السياق، أعربنا عن دعمنا لإنشاء وتفعيل مجلس السلام في المدى القريب كإدارة انتقالية للمسارات المدنية والأمنية وإعادة الإعمار".

ويعد إنشاء مجلس السلام واحد من 20 نقطة في خطة غزة للسلام التي كشف عنها ترامب في أواخر سبتمبر (أيلول).

وبموجب المقترح، ستتم إدارة غزة مؤقتا من قبل لجنة من التكنوقراط غير الحزبيين، تحت إشراف هيئة انتقالية جديدة تعرف باسم مجلس السلام، والتي يقول ترامب إنه ينوي رئاستها.

غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.. ومسيرات تلقي قنابل

استهدفت غارة بمسيرة إسرائيلية بلدة الطيبة جنوب لبنان، السبت، وفق مراسلة "العربية".

كما ألقت مسيرات إسرائيلية قنابل على بلدة بليدا جنوب لبنان، فيما استهدفت مسيرة انتحارية أحد المنازل المتضررة سابقاً خلال الحرب الأخيرة، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.

ضربات رغم اتفاق وقف النار
يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في نوفمبر 2024 أنهى حرباً استمرت أكثر من عام بين حزب الله وإسرائيل.

لكن إسرائيل تواصل تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان تقول إنها تهدف لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته بعد تكبده خسائر كبيرة في الحرب.

ونص اتفاق وقف النار على وقف الأعمال القتالية وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وصولاً إلى نزع سلاحه في كل لبنان، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المواقع التي تقدم إليها خلال الحرب الأخيرة.

إلا أن إسرائيل تُبقي على 5 مواقع استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، بينما يرفض حزب الله نزع سلاحه، مشيراً إلى أن الاتفاق يلحظ فقط منطقة شمال الليطاني الحدودية، حسب فرانس برس.

وفي أغسطس (آب) أقرت السلطات اللبنانية خطة لنزع سلاح حزب الله تطبيقاً للاتفاق بدأ الجيش تنفيذها، على أن تنتهي المرحلة الأولى التي تشمل المنطقة الحدودية مع إسرائيل (جنوب الليطاني) بحلول نهاية العام.

شارك