الإخوان وعلاقاتهم بالتنظيمات الإرهابية في حوار مع "أم الزين بنشيخة"

الأربعاء 28/أغسطس/2019 - 01:27 م
طباعة الإخوان وعلاقاتهم حسام الحداد
 
أم الزين بنشيخة المسكيني‎ باحثة تونسية متخصصة في الفلسفة، حاصلة على الدكتوراه في الفلسفة الحديثة ببحث حول كانط وعلى التأهيل في الفلسفة في اختصاص فلسفة الفن والجماليات. وهي أستاذة محاضرة في الفلسفة بجامعة تونس المنار. لها مؤلّفات نظرية وإبداعية متنوّعة منها: - الفن يخرج عن طوره أو جماليات الرائع من كانط إلى دريدا (بيروت: جداول، 2011)- جرحى السماء. رواية (بيروت: جداول، 2012)- تحرير المحسوس. لمسات في الجماليات المعاصرة (بيروت: دار ضفاف، 2014)
وفي حوار لها مع بوابة عين الإماراتية، اعتبرت الفيلسوفة التونسية البارزة، أم الزين بن شيخة، أنه لا توجد فواصل بين تنظيم الإخوان والحركات الإرهابية؛ إذ تعد جميعها مرتبطة بوقائع تاريخية حدثت بينها. 
وقالت إن وظيفة الثقافة والأدب معالجة ما تحدثه هذه الجماعات؛ لأن الكلفة الإنسانية التي تنتج عن أفعال هذه الجماعات عالية وغالية جدا.
وحول رأيها في الإرهاب كظاهرة أصولية فكرية قالت: "أعتقد أن الإرهاب هو أجندة عالمية تستثمر فيها لوبيات الإمبريالية؛ ما دفعني للاهتمام بهذا المشغل الفكري بكتابتي لمؤلف "الفن في زمن الإرهاب" لتحرير العقول من كل أشكال التطرف الديني وغسل الأدمغة كما هو حاصل اليوم تحت راية الإسلام السياسي باعتباره صناعة تابعة للمنظومة العالمية الكبيرة التي استثمرت في حركات التطرف الديني وفي تنظيم الإخوان المسلمين تحديدا وفي الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش التي تحولت إلى أداة لتخريب الدول".
وحول ارتباط الاخوان بالجماعات الإرهابية والمختلفة قالت: "لا توجد فواصل بين هذه الحركات، وقد اشتغل العديد من المفكرين في تونس على هذه النقاط؛ حيث إنها مرتبطة بوقائع تاريخية حدثت بينها، لكن ما يهمنا هو معالجة ما تحدثه هذه الجماعات من عمليات إرهابية، سواء كان مسرحها في تونس أو سوريا أو العراق؛ لأن الكلفة الإنسانية التي تنتجها هذه الجماعات عالية وغالية جدا".
هذا الخطر أيضا يداهم أوروبا من خلال العمليات الإرهابية التي عرفتها في السنوات الماضية، إلا أن المتضرر الأول والكبير في هذ المسائل هو الوطن العربي الذي ضُربت مدائنه.
وحول دور المثقف في نشر الوعي قالت: "المثقف دوره رفع اللبس عن كل مَواطن الخلل والكشف عن الحقيقة كبحث أبدي، كما أنه يمثل كل عناصر الإنتاج الفكري في البلاد.
وبخصوص الحالة التونسية، يمكن للإعلامي والفنان أن يكون له دور إيجابي أكثر مما هو عليه الآن باعتباره ملتصقا بهموم الناس ومشاغلهم.
وينبغي أن نتخلى عن المقولة التقليدية للمثقف التي تقول إنه معلم أو وصي على العقول بينما المثقف هو الذي ينزل للناس وللشارع ويمارس ثقافته بطريقة إنسانية محسوسة على الطريقة الغرامشية "نسبة للفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي (1891 -1937)".
واستطردت حول موضوع ارتباط المثقف بمجتمعه فقالت: "يجب على المثقف أن يندمج في قضايا مجتمعه وأن يتحول إلى الريف وكل زوايا المدن وأن يتصالح مع هموم شعبه؛ حيث إن هناك هوة على سبيل المثال بين الجامعة التونسية وهموم الناس، خاصة في هذا الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه البلاد.
ومن عيوب الأكاديميين في تونس أنهم لا يتواصلون مع الشارع؛ حيث بقيت الجامعة معزولة عن الجدل اليومي، وأعتبر هذا أمرا مؤسفا؛ لأن هذا الانسحاب لا يخدم إلا أبواق الجهل والتطرف.
وعن تقدم الغرب وتأخر العرب المسلمين قالت: "هذا السؤال يتنزل في الجدل الذي طرحه المفكر العربي محمد عابد الجابري ضمن خماسيته "العقل العربي" والمفكر السوري برهان غليون في علاقة العرب بالحداثة .
وكانت المشكلة في السؤال التالي هل الفكر العربي مطالب بخطاب التنوير أو بخطاب التأصيل؟ وقد انخرط في هذا السؤال العقلانيون العرب مثل جلال صادق العظمة لإدراج مشروع تنويري للمنطقة العربية.
إلا أن ردة الإسلام السياسي بعد سنة 2011 أو ما يسمى بالربيع العربي حاولت بسط نفوذها على العقل العربي بشكل تسلطي عبر أدوات التكفير الذي راح ضحيته العديد من المفكرين العقلانيين على غرار شكري بلعيد في 6 فبراير2013."

شارك