في محاولة اغتيال الكاظمي.. تقارير اعلامية تشير الي «عصائب أهل الحق»

الإثنين 08/نوفمبر/2021 - 02:05 م
طباعة في محاولة اغتيال روبير الفارس
 
 أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنه يعرف منفذي محاولة الاغتيال التي استهدفته في منزله بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، متعهدا بملاحقتهم وكشفهم.
ونقل بيان حكومي عن الكاظمي قوله خلال رئاسته لاجتماع طارئ لحكومته "سنلاحق الذين ارتكبوا جريمة "، مضيفا "نعرفهم جيدا وسنكشفهم".
وتابع "سوف تصل يد العدالة إلى قتلة الشهيد العقيد نبراس فرمان ضابط جهاز المخابرات الوطني العراقي" في إشارة إلى أن منفذي محاولة اغتياله هم من اغتالوا ضابط المخابرات نبراس.
وكان مسلحون مجهولون اغتالوا العقيد نبراس، معاون مدير المراقبة في جهاز المخابرات العراقي في السابع من يونيو الماضي بإطلاق نار عليه بمنطقة البلديات شرقي بغداد.
وأشار الكاظمي إلى أن نتائج الانتخابات والشكاوى والطعون ليست من اختصاص الحكومة، مبينا أن واجب الحكومة انصب على توفير الأمور المالية والأمنية لإجراء الانتخابات.
وأوضح أنه أمر بفتح التحقيق الفوري في الأحداث التي حصلت مع المحتجين أمام المنطقة الخضراء يوم الجمعة الماضية قائلا "سنضع أي متجاوز خلف القضبان ونقدمه للعدالة لأننا لا نفرق بين العراقيين".
وقرر المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات محاولة الاغتيال. واشارت تقارير اعلامية باصابع الاتهام الي مليشيا «عصائب أهل الحق» وراء الهجوم الارهابي كما انها   هي  أيضاً من ارتكب هجوم 29 يوليو على "جهاز المخابرات الوطني العراقي"، حيث يتواكب ذلك  مع النمط الأوسع للهجمات الصاروخية المتزايدة التي شنتها «العصائب»  حيث تم ربط «العصائب» بمجموعة متنوعة من الهجمات الصاروخية "التي تفردت بها" وغير المتطورة جداً على أهداف في غرب بغداد، والسفارة الأمريكية، وشمال بغداد / جنوب صلاح الدين (التاجي، بلد). في حين اتهمت تقارير اخري  «كتائب حزب الله»
وفي تحليل  له بعنوان المشهد العراقي.. بين رسائل التصعيد والأوراق المخلوطة كتب الباحث العراقي "جهاد بشير" يقول 
لم يكن قادة الميليشيات في العراق يمارسون التهديد المجرد بعد إعلان نتائج الانتخابات التي وجدوا فيها فصائلهم والأحزاب المرتبطة بها تقبع في رتبة متأخرة وهي تتنافس على مواقع المرحلة الجديدة من العملية السياسية التي تبدو هذه المرة ذات لون وشكل يُراد له أن يكون أساسًا لإعادة توزيع مساحات النفوذ وتقاسم المصالح.
التهديدات السريعة بعد النتائج والتي نص الكثير منها على إدخال العراق في نفق مظلم ما لم تعطَ ميليشيات الحشد نصيبًا أكبر وسطوة أعلى (رغم أنها تمتلك ذلك تحت مظلة الحكومة وفي ضوء قوانينها)؛ جاءت ترجمتها في محافظة ديالى بوصفها بيئة جغرافية واجتماعية تضم تنوعًا يحسب الطائفيون أن مخططاتهم سهلة المرور فيها، ولأن الطائفية هي المستند الذي تتكئ عليه العملية السياسية في أصل بنائها وفي وسائلها وإجراءاتها؛ جاءت أحداث المقدادية رسالة واضحة وصريحة من الطرف الخاسر في الانتخابات مقارنة بمنافسيه؛ باتخاذه الخطوة الأولى نحو الفوضى.واضاف بشير قائلا
ان سلسلة الانتهاكات وجرائم التطهير الطائفي التي ارتكبتها الميليشيات وما تزال أحداثها سارية وتداعياتها مستمرة في قرى المقدادية بمحافظة ديالى متصلة بقوّة بنتائج الانتخابات، وحينما يرصد المتابع على مدار السنوات الثلاث الماضية مسالك ما يعرف بـ(تحالف الفتح) الذي يجمع تحت مظلته ميليشيات الحشد الشعبي؛) يدرك يقينًا أن الجرائم التي طالت قرى ديالى بنزعة طائفية؛ تهدف إلى تصعيد مقصود للأوضاع وخلط متعمد للأوراق، لاسيما وأن الأرضية الشعبية هناك تشهد خلافًا سياسيًا بين قوى وكتل (البيت الشيعي) التي أعطت نتائج الانتخابات (فوزًا) لفئة منه مقابل إزاحة فئة أخرى عن مراتب المقدمة، وحتى لا يُقال بأن أبناء البيت الواحد اختلفوا لأن قضيتهم السياسية لا تقوم على حق ولا تستند إلى عقل؛ جاءت الجرائم بصبغة طائفية يدفع أهل القرى والسكّان المحليون ثمنها لتغطي على حقيقة مجريات الأحداث، وتصرف الأنظار عن الصراع المميت بين أطراف اللعبة.
رسائل أرباب الميليشيات وجنودهم، تشير إلى أن البلاد تتجه نحو هوّة جديدة يُضحى فيها بأرواح العراقيين ودمائهم بسبب الخلافات السياسية، وذلك أمر بات متعارفًا عليه في تأريخ العراق بعد احتلاله؛ إذ إن جميع الكتل السياسية والأحزاب التي تحركها إرادات خارجية ما فتئت تحوّل تنافسها وصراعاتها أحداثًا ميدانية تطال عامة الناس بهدف تأجيج فتن محليّة، ومحاولة صناعة نوع من الاصطفاف الطائفي المفضي إلى تغيير مستقبلي في تركيبة المجتمع وطبيعة الأرض.
أدوات العملية السياسية تدرك أنها مجرد وسائل وأحجار تتحرك على رقعة لا قبل لها بتجاوزها، وأن كل ما  يدور في المشهد العراقي من مناورات يعلو فيها أحد على آخر أو تتخلّف مجموعة على حساب تقدم أخرى إنما هي وقائع متعددة الغايات والمقاصد، يُريد المتحكمان الدولي والإقليمي في العملية السياسية تحقيقها في إطار المصالح ذات الاشتراك بينهما، بيد أن الإدراك وحده لا يكون حائلاً أمام جماح فصائل الميليشيات التي حظيت بضوء أخضر سابق  لممارسة السلطة والسطوة والنفوذ، فأخذت أطماعها تجرّها إلى ما هو أبعد من المتاح وأوسع من الممنوح، وحيث لا قواعد على الساحة العراقية في أصول اللعبة بين واشنطن وطهران إلا بما يتعلق بالمآلات والمكاسب؛ فإن عبث الميليشيات مستمر، وجرائمها لن تتوقف.فهل محاولة اغتيال الكاظمي  تنتمي الي  هذه العمليات

شارك