نهج الاستحواذ.. حماس بين استراتيجية السلاح ومعاناة أهل غزة

الأربعاء 10/نوفمبر/2021 - 01:15 م
طباعة نهج الاستحواذ.. حماس علي رجب
 

استراتيجية القوة داخل الجماعات المسلحة تتركز على مصادر القوة سواء السلاح أو المال، وكل ما يخدم تطوير هذه القوة، لذلك لا يعد اهتمامات الاوضاع المعيشية في قطاع غزة من أولويات حركة حماس، بل هي تعمل من اجل تطويع أي مصدر داخل القطاع وخارجه ليؤمن لها مصادر التمويل والدعم المالي والعسكري.

وتشكل استراتيجية القوة وتعظيمها بكل الوسائل، نهج متبع لدى هذه الجماعات، فالوضع في قطاع غزة او الجماعات المتطرفة والارهابية  سوريا  او ميليشيات الحوثي في اليمن أو حزب الله في لبنان أو الميليشيات الطائفية في سوريا.. الخ كلها تسير على نفس النهج، البحث عن مزيد من القوة ومحاولة استقطاع مناطق نفوذ جديدة .

وتشير تقديرات عديدة إلى أن حماس تنفق أكثر من 100 مليون دولار سنويا على البنية العسكرية، هذه الاموال تأتي عبر طرق عدة، جزء كبير عبر البضائع المهرب التي يتم بيعها للشعب الفلسطيني في غزة بأضعاف ثمنها، وهنا يمكن القول أن الفلسطينيين في غزة تحولوا الى مصدر من مصادر تمويل حركة حماس، ولذلك لا يهم أن يكون لدى الحركة مسؤولية اجتماعية وسياسية تجاه أهل غزة فهم جزء من حركة تمويل الحركة.

وأي انتفاضة ضد حماس سوف تواجه بالحديد والنار وهي مشاهد تكررت في منذ  سيطرة الحكة في انقلاب على السلطة يونيو 2007، فتحولت هذه الاحتجاجات الى مشروع "متاجرة من الحركة بها للحصول على دعم وتبرعات من الحكومات والشعوب والهيئات العربية والاجنبية ضد شعار كسر الحصار على غزة.

ويقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح ، "لقد سيطرة حماس على قطاع غزة في الرابع عشر من يونيو عام ٢٠٠٧ م بعد صراع دموي مع الاجهزة الأمنية وحركة فتح  مضيفا "نحن نحاول أن نتجاوز مرحلة هذا الانقلاب الدموي الذي لازلنا ندفع ثمنه على صعيد قضيتنا الفلسطينية ولكن لا نستطيع أن نتجاهل بشكل كامل دماء شهدائنا و سلوك حماس حينها الغير مسؤول".

الرقب أوضح  في تصريح لـ"بوابة الحركات الاسلامية" أن :"هذه المرحلة لازلنا نعاني منها رغم محاولات المصالحة الفلسطينية التي لم تصل إلى بر الأمان حتى الان"، مضيفا "حماس اليوم عمليا غير حماس امس عند تنفيذ الانقلاب الدموي حيث أن تجربة الفشل والنجاح كان لها تأثير على حماس كما ساعد وصول شخصيات جديدة لقيادة حركة حماس امثال يحي السنوار وروحي مشتهى وغيرهم والذين كانوا في المعتقلات الصهيونية عشية الأحداث الدامية والانقلاب الدموي ، وقد ساعد الحوار بين حماس وعدوهم اللذوذ سابقا النائب الفلسطيني محمد دحلان إلى فتح آفاق  وأمل للشراكة السياسية وتجاوز سنوات الدماء من أجل الوطن" .

وأضاف القيادي في حركة فتح :"بعد تجربة حماس في الحكم لمدة ١٤ عاما سننظر للأمر من عدة زوايا أهمها الاقتصادي حيث دفع المواطن الفلسطيني المسحوق ثمن هذا الانقلاب نتيجة زيادة الحصار والعقوبات التي فُرضت على قطاع غزة من أكثر من جهة مما رفع نسبة البطالة والفقر و التي وصلت لدرجة بطالة بنسبة ٦٠ %".

وتابع "الرقب" قائلا:"رأينا هجرة الشباب الفلسطيني بالآلاف من قطاع غزة في ظاهرة لم نشهدها من قبل ، وزاد عدد الخريجين العاطلين عن العمل لما يقل عن خمسون الف خريج"، مشددا على أن :"تجربة جعلت حماس تعيد فتح آفاق للحوار مع جميع دول المحيط وكان أهمها التقارب مع جمهورية مصر العربية وكان أهمها عام ٢٠١٦".

واختتم قائلا :"ورغم كل ذلك فإن تطور المقاومة المسلحة وصواريخ المقاومة مفخرة لكل حر في العالم فبالامكانيات القليلة نصنع صواريخ تجعل الاحتلال ينام في الملاجئ".

شارك