باعتراف مُقاتل "داعشي".. "أجنادُ مصر" أحد روافد الإخوان المسلحة

الأربعاء 26/نوفمبر/2014 - 12:07 ص
طباعة باعتراف مُقاتل داعشي..
 
صدرت تصريحات عن أحد مقاتلي ما يسمى بـ" تنظيم الدولة الإسلامية" والمعروف إعلاميًا بـ"داعش"، يشير فيه إلى أن "أجناد مصر"  جزء من جماعة الإخوان المسلمين، بل قد تكون ذراعها للعمليات المسلحة والتي قد تشهد تصاعدًا في 28 نوفمبر المقبل.
وكان هيثم صبري، أحد مقاتلى «داعش»، قد كشف عن أن تنظيم أجناد مصر الإرهابي جزءٌ رئيس من تكوين "جماعة الإخوان"، مضيفًا عبر أحد المواقع الجهادية، أن الإخوان إحدى ركائز الحركات الجهادية، على حد وصفه: «وأغلب أعضاء جماعة الإخوان أصبحوا يؤمنون بالعمل الجهادى، خصوصاً بعد فشل وسائلهم الديمقراطية في الوصول إلى الحكم.

من هو تنظيم "أجناد مصر":

من هو تنظيم أجناد
ظهور "أجناد مصر" ترك علامات استفهام في ظل المواجهة بين الجيش المصري و"أنصار بيت المقدس " في سيناء، والتي يعتبرها البعض امتدادا لجيل تنظيمات "التوحيد والجهاد"، فيما ذهب البعض إلى أنها أداة الإخوان لإرباك الدولة المصرية عقب تصريحات القيادي الإخواني محمد البلتاجي" أن العنف في سيناء ستوقف في اللحظة التي يعود فيها محمد مرسي إلى الحكم".
ولكن ظهور "أجناد مصر" يوم الجمعة 24 يناير الماضي، وقبل الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير2014، وضع العديد من علامات الاستفهام ومدى ارتباط  التنظيم الجديد بجماعة الإخوان، في ظل التصعيد الإخواني  في الشارع وظهور حركات تدعوا إلى العنف.
وفي الرابع والعشرين من يناير تداولت المواقع الجهادية بيانًا منسوبًا لهذه الجماعة، وفي التوقيت نفسه تم تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حملت اسم "أجناد مصر"، بدأت هذه الصفحة بالبيانات الخاصة بالجماعة، وقامت بتفعيل أنشطتها، حيث انطلقت على الملأ وبشكل علني يوم الجمعة 18 أبريل 2014، وهو اليوم الذي أصدر فيه مكتبها الإعلامي شريط فيديو يوثق عملياتها ضد الشرطة.
وتناول البيان الأول تدشين حملة انتقامية بعنوان "القصاص حياة"، تتوعد بتوجيه ضربات لأجهزة الأمن، وتحرّض كل مواطن على أن يستهدف أفراد الأمن في مقراتهم ومساكنهم.
كما تعطى قضية تنظيم أجناد مصر، والتي يُحاكم فيها الآن أمام محكمة أمن الدولة أعضاء هذا التنظيم، جانبًا للإجابة عن سؤال وصول المجموعات الإرهابية الإخوانية لضباط الشرطة ورصد حركاتهم.
وتشير الأوراق في القضية إلى أن التنظيم ضم عدداً من ضباط الشرطة الذين تم تجنيدهم في صفوف الإخوان بعد ثورة 25 يناير، مثل الضابط سامح العذيرى، وهو شقيق تامر العذيري الذى يعد من أهم عناصر تنظيم أجناد مصر.
وطبقا لتقارير أمنية، فإن تامر العذيرى الذي يعد من أهم القادة لتنظيم أجناد مصر مع الهارب همام محمد أحمد عطية، والعذيري عمره 40 عاما، وخريج تجارة عين شمس، وهو من عائلة معروفة في مصر الجديدة، وكان يحضر دروسا دينية، وبدأ يرتاد مسجد بلال، كما أن خالته فنانة معتزلة وارتدت الحجاب وكانت زوجة لأحد تجار الذهب المعروفين.
وساعد التكوين الرياضى لتامر العذيرى، لأنه كان لاعب كرة السلة في المنتخب، أن يقع عليه الاختيار ليقود مجموعات إخوانية تستخدم في المواجهات، وقام بزيارة لمدن في الصعيد كما تلقى معسكرات تدريبية على يد الفرقة «95 إخوان».
ولم يمنع ارتباط عائلة تامر العذيرى، وكون شقيقه الضابط سامح العذيري، الذى عمل في حراسة وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي ثم الأمن المركزى، وبعدها في جمرك الإسكندرية، كما أن شقيقته زوجة لأحد الضباط في جهة سيادية، من الانخراط في الإخوان، بل على العكس استغل تامر العذيرى علاقاته بزملاء شقيقه الضباط، خاصة في الفترة التي وصل فيها مرسي للرئاسة وصعود الإخوان في الحكم في توثيق علاقاته بضباط شرطة آخرين مثل الضابط تامر بدوى بمرور السلام والذى عرفه على صديقه الضابط محمد عويس في إدارة المرور، والمتهم أنه من أبلغ عن خط سير الضابط في الأمن الوطني محمد مبروك الذى كان زميلاً لعويس في كلية الشرطة ووجدت أجهزة الأمن وقت القبض عليه صوراً جمعته بسامح العذيرى، وضابط آخر يعمل في إحدى الجهات الرقابية.

العلاقة بين "الإخوان و"أجناد مصر":

العلاقة بين الإخوان
قبل إعلان "داعش" بأن "أجناد مصر" تمثل الذراع العسكري لجماعة الإخوان، كان هناك العديد من المراقبين والخبراء العسكريين والأمنيين يشيرون إلى أن أجناد مصر تنظيم تابع لجماعة الإخوان.
وقال المتحدث باسم الوزارة، اللواء هاني عبداللطيف، إن جماعات مثل "أجناد مصر"، و"أنصار بيت المقدس"، هي "مجرد مسميات"، مؤكداً أن "العنصر الإرهابي واحد"، مضيفا أن "جماعة الإخوان والعناصر الإرهابية تتستر خلف أسماء وهمية، كأجناد مصر، وأنصار بيت المقدس وغيرها من أسماء الجماعات، التي يقف خلفها عنصر إجرامي واحد ، بهدف تشتيت الأمن والسيطرة الأمنية على تلك الجماعات خلال الفترة الماضية، ومحاولة تشتيت القبضة الأمنية وراء جماعات وهمية".
وقال عمرو عمارة، منسق حركة «إخوان منشقون»، إن جماعة أجناد مصر «جزء من الإخوان المسلمين»، مستنكرًا التهديدات، التي توجهها الجماعة لقوات الجيش والشرطة، وتوعدها بـ«الثأر»، مضيفًا أن «هذه التهديدات تؤكد الصلات الوثيقة، التي تربط (أجناد مصر) بالإخوان»، مؤكدًا «وجود تنسيق في تلك العمليات بين قيادات إخوانية بارزة تتواجد في قطاع غزة مع هؤلاء».
وأضاف أن (أجناد مصر) هي الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، وهي من تقف وراء عدد كبير من عمليات استهداف الجيش والشرطة خلال الفترة الماضية، وقد جاءت بياناتها الأخيرة لتؤكد الارتباط القوي بين الإخوان وبينها، لافتًا إلى أن الجماعة كانت تتحسب «لأن قدرتها على الحشد ستتراجع بشكل كبير، ومن ثم فلم يكن أمامها إلا الارتباط بعدد من المنظمات التكفيرية والجهادية وتوظيفها للضغط على الدولة لانتزاع تنازلات منها).
وقال حسين عبدالرحمن، مؤسس حركة «إخوان بلا عنف»، إن مجموعات شبابية من الإخوان «تلقت تدريبًا عسكريًا في غزة على أيدي قادة العمل العسكري في حركة حماس»، مشيرًا إلى أن هؤلاء الشباب «يمثلون العمود الرئيسي لتلك الحركات التي ترتكب عمليات إرهابية بحق المصريين».
ويقول الخبير الأمني العقيد خالد عكاشة: تنظيم «أجناد مصر» قولًا واحدًا هو تنظيم إخواني بدأ من عباءتهم، الجسم الرئيسي للتنظيم هو شباب «الإخوان المسلمين» الذين كانوا يديرون معارك الإخوان مع الشرطة في شوارع حي الهرم وعين شمس والألف مسكن، بدأت فكرة إنشاء التنظيم في رءوس قيادات طرة وهى تلحظ غليان الشباب فيما بعد فض اعتصام رابعة والنهضة وفشل عملية إحراق مصر التي كان يراد لها أن تمتد من الصعيد وحتى سيناء والإسكندرية، تم فيها استهداف الأمن ومبانيه وضباطه، وأصاب أكثر من موقع عسكري، وألهب الحدث في المنيا بهجوم كاسح غير مسبوق على منشآت مسيحية بالجملة وامتد التدمير ليشمل مبانيَ حكومية ودواوين محافظات، كانت الهجمة هي ذروة العمل الإرهابي العنيف للجماعة لكن الشارع المصري والأجهزة معه استوعبا ذروة المنحنى التصاعدي وفككا عناصره وتعامل الجميع دون اتفاق بثبات أعصاب نادر ساهم سريعًا في نجاح المواجهة، ليظل شباب الإخوان يغلى وهو يتابع سقوط أوراق التنظيم القوية في أيدى قوات الأمن بداية من المرشد إلى الشاطر ثم أتبعهما معظم قيادات مكتب الإرشاد والصف الأول".

العدد والتسليح:

العدد والتسليح:
والعدد والتسليح لم يوضح بشكل كبير الا ان الخبير في الشأن الامني  العقيد خالد عكاشة ، رأى أن تنظيم "أجناد مصر" ، يضم شباب جماعة الإخوان من الصف الثاني والثالث، ليكون تشكيل شباب الجماعة ضع فيه هؤلاء الشباب طاقتهم ويفرغون به الاحتقان الذى كاد ينفجر في وجه التنظيم نفسه الذى فشل في كل مخططاته لمواجهة 30 يونيو، كلمة السر كانت «المجموعة 95» التي كان يشرف عليها أسامة ياسين وزير الشباب الإخواني ومحمد البلتاجي الجوكر الحركي للجماعة.
وعقب 30 يونيه انضمت  قيادات الصف الثاني والثالث الشابة التي تمرست على العمل بالشارع، وأضيف إليهم عناصر فاعلة ومدربة من مجموعات «حازمون» الذين كانوا يرتبطون بالقيادات الإخوانية أثناء فترة حكمهم، وهى المجموعات التي نظمت حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي بتنسيق مباشر مع خيرت الشاطر.
ويضيف: دعم التنظيم منذ بدايته بأخطر أسلحة الدعم الحديثة، والتي تشكل أهم تقنيات التنظيمات الإرهابية اليوم على الإطلاق، ألا وهو الدعم الإعلامى، فقد تم تشكيل وحدة إعلامية عالية المستوى تم انتقاؤها بدقة من عناصر محترفة كانت من ضمن كوادر شبكتي «إخوان أون لاين – شبكة رصد الإخبارية»، لتبدأ هذه الوحدة الإعلامية في صياغة بيانات التنظيم ونشرها والتواصل مع جميع محطات الوصول إلى المستهدف من الرأي العام بدرجة تقنية فاقت في البداية قدرات التنظيم الفاعلة على مستوى العمليات الإرهابية.

حركات الإخوان المسلحة:

حركات الإخوان المسلحة:
لم يتوقف الإخوان عند تنظيم "أجناد مصر"، لكن هناك من الحركات التي ظهرت لإرباك الأجهزة الأمنية المصرية، لإشغالها عن التنظيم المسلح "أجناد مصر" ، فظهرت مجموعات تتبني العنف مثل "كتائب حلوان"، وحركة"مولوتوف" وحركة "ولع"، (قصاص) و(هنرعبكم)، وغيرها من الحركات التي دعوا إلى الحركات السلفية .
ودعت هذه الحركات التي ترفع السلاح في وجه الوطن والشعب المصري، وتريد تحويل مصر إلى أرض صراع أخرى كما في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وهو ما رفضه الشعب المصري.
وقالت حركة (مولوتوف) على حسابها على فيس بوك موجهة تحذيرها لضباط الشرطة: "سنشردكم كما شردتمونا"، كما تبنّت حركة تدعي "هنرعبكم" حرق سيارات ملاكي مملوكة لضباط، ردًّا على ما أسمته "الاعتداءات على المسيرات وعلى الحرم الجامعي واعتقال الفتيات والسيدات"، كما توعّدت الحركة ضباط الشرطة بالاعتداءات .
وقالت مجموعة أخرى تدعي (شباب ضد الانقلاب) في بيانٍ إنّه تم تشكيل مجموعات في 10 محافظات من محافظات مصر مما أسموه (حركة قصاص)، وقالت إنها أنجزت في يوم واحد حرق نقاط شرطة، وسيارات ضباط وقتل رائد شرطة .
ومن بين الحركات التي برزت في العنف خلال الأشهر الماضية "حركة الخفاش"، و"كتائب الشهيد" التي حذرت من أنها سوف تلاحق "جميع مَن اشتركوا في قتل الشهداء منذ بداية الانقلاب (على حد قولهم) حتى يومنا هذا"، مدعية أن لديها عناوين أولئك الذين كانت تستهدفهم، وأعلن عن قتلها "بلطجي" في المنصورة .

المشهد الآن:

المشهد الآن:
يبدو أن علاقة وارتباط جماعة الإخوان بالتنظيمات والمجموعات المسلحة أصبح أمرًا واقعيًا ولو لم يكن معلنًا من قيادات التنظيم، رغم الدعوات إلى الثورة المسلحة في 28 نوفمبر المقبل، فهل سيكون هناك ظهور لتنظيم "أجناد مصر" عبر عمليات إرهابية جديدة؟ واستهداف رجال الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة، والتدشين لصراع مسلح؟ أم سيكون لدى جهاز الأمن المصري رأيٌ آخر؟!

شارك

موضوعات ذات صلة