مدير شئون المسيحيين بإقليم كردستان: أوضاع النازحين المسيحيين مأساوية

الثلاثاء 16/ديسمبر/2014 - 08:53 م
طباعة مراسل بوابة الحركات مراسل بوابة الحركات الإسلاميه مع خالد جمال ألبير
 
•المجتمع الدولي مطالب بتوفير الحماية وسبل العيش الكريم
•فصل الشتاء نكبة على النازحين وخاصة الأطفال
•صعوبة عودة النازحين إلى الموصل بعد تعاطف السكان مع داعش
•ممارسات داعش إجرامية.. الالتزام بقوانين التنظيم وإلا مزيد من العقوبات 
هدم الكنائس فى نينوى
هدم الكنائس فى نينوى
خاص جنيف - مراسل بوابة الحركات الإسلامية
يعانى المسيحيون بإقليم كردستان العراق أوضاعًا إنسانية صعبة، نتيجة جرائم تنظيم داعش الإرهابي، وبالرغم من سقوط مدينة الموصل وسهل نينوى في يونيه الماضي، وتشرد مئات الآلاف من المسيحيين والايزيديين، إلا أن الحكومة العراقية والمجتمع الدولي عاجزان عن وضع حل معاناة النازحين المسيحيين، وبالرغم من التحذيرات المتكررة بشأن سوء الأوضاع الإنسانية، وخاصة مع قدوم فصل الشتاء وهطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، وقلة المساعدات الإنسانية، إلا أن الأمور تتجه إلى الأسوأ.
بوابة الحركات الإسلامية التقت خالد جمال ألبير، مدير شئون المسيحيين بإقليم كردستان، العراق، للتعرف على وضع النازحين المسيحيين حاليا، وكيفية التغلب على المشكلات التي يتعرضون لها، ودور المجتمع الدولي في تقديم يد العون، وتحليل الوضع الراهن، والتعرف على سيناريوهات التعامل مع الأزمة مستقبلا. 
أكد خالد البير أن عدد المسيحيين في العراق يتناقص بشكل ملحوظ، وأن هذه الأرقام تتضح منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، حيث وصل عدد المسيحيين قبل هذا التاريخ مليون و800 ألف، ولم يتبقَ الآن أكثر من 500 ألف مسيحي، يعيش أغلبيتهم في اقليم كردستان العراق، ويهاجر كثير منهم خارج العراق بأرقام كبيرة، بعد سقوط الموصل ومدينة نينوي، ويوجد حاليا  مسيحيين عراقيين بالأردن وسوريا وتركيا ولبنان، إلا انه مع ممارسات داعش الارهابية عدد النازحين في تزايد، ولم تعد الحكومة العراقية قادرة على وقف هذه الهجرة.
مدير شئون المسيحيين
شدد البير على أن تنظيم داعش الإرهابي عمل على تفاقم أزمة المسيحيين العراقيين، فمنذ سقوط صدام حسيين وتأجيج النزاعات الطائفية والايدلوجية في تزايد، والخلافات بين السنة والشيعة تتفاقم، وهو ما ألقي بظلال قاتمة على الأقليات الدينية والمذهبية في العراق ومنهم المسحيين، وهو ما ترتب عليه هذه المعاناة التي لم تكن مفاجأة، وإن كان اخلاء سهل نينوي والموصل من المسيحيين لأول مرة في التاريخ هو ما لفت نظر المجتمع الدولي.
أكد البير أن نتيجة غياب استقرار الأوضاع الأمنية في مختلف المدن العراقية، إلى جانب سيطرة تنظيم داعش على الموصل، يتوزع المسيحيين على بغداد والسليمانية وكذلك في اربيل ودهوك، ويوجد 12 الف أسرة في اربيل، و7 آلاف أسرة في دهوك، و500 أسرة في السليمانية، وانه يوجد اتصال دائم مع حكومة اقليم كردستان، وتم تخصيص منازل ومدارس لاحتواء النازحين المسيحيين، وكذلك بناء مخيمات خاصة لاستيعاب العدد المتزايد من النازحين المسيحيين.
شدد البير على أن كثير من المنظمات غير الدولية كان لها دور ايجابي في حماية المكون المسيحي، إلى جانب زيارة بطاركة الشرق الأوسط والمبعوث البابوي بالفاتيكان، وطمأنة المسيحيين للبقاء في أوطانهم، وتجيعهم على عدم ترك اوطانهم، والتمسك بديارهم وكنائسهم وحضارتهم وثقافتهم، والتماسك بقدر الامكان في ظل الظروف الصعبة المحيطة.
وكشف البير عن تزايد معاناة المسيحيين وخاصة في فصل الشتاء، مع انخفاض درجات الحرارة، وعدم توفر ملابس ثقيلة نتيجة نزوحهم الى الخارج بملابسهم الصيفية، وهناك معاناة حقيقية نتيجة الاوضاع الانسانية الصعبة، وهناك مخاطبات عديدة للمنظمات الدولية لتخفيف معاناة النازحين، وتوفير مساعدات انسانية عاجلة، وانقاذ الاكفال بشكل خاص لعدم قدرتهم على تحمل درجات الحرارة المنخفضة.
وأشاد البير بالكنائس المصرية التي أرسلت مساعدات انسانية إلى المسيحيين النازحين من جحيم داعش، والتضمن مع معاناتهم، ومطالبة المجتمع الدولى بالتدخل وإنقاذ النازحين.
مدير شئون المسيحيين
وحول أهم مطالب المسيحيين العراقيين، أكد البير أن هناك حاجة لتحرير قري المسيحيين من قبضة تنظيم داعش الذى يسيطر على الموصل ونينوي وكذلك الأنبار وتكريت، إلى جانب تحرير المناطق المختلفة بجنوب العراق من خلايا نائمة لتنظيم داعش.
واكد البير أن الأوضاع في الموصل صعبة، خاصة وأن هناك تعاطف كبير من سكان الموصل الحاليين مع أفكار وأيدولوجية داعش، وأي عودة للمسيحيين حاليا حتى بعد تحرير الموصل سيقابل بصعوبات عديدة، ولذلك هناك من بدأ يبحث عن ديار ومناطق آخري للعيش فيها، نتيجة استحالة العودة إلى الموصل.
وعن ضربات التحالف الدولي الذى تقوده الولايات المتحدة لإسقاط داعش، أكد البير أن هذه الضربات عمل على وقف تقدم التنظيم، ولكن لم تؤثر بشكل ملحوظ على التنظيم ذاته، حيث لا يزال يحصل على السلاح وينضم له مقاتلون من مختلف البلدان والمناطق، ويبحث عن بسط نفوذه على كل المناطق التي قام باقتحامها.
ازمة النازحين تتفاقم
ازمة النازحين تتفاقم
وعن سبل عيش المسيحيين العراقيين، أكد البير أن هناك أعدادًا كبيرة منهم تعمل في الحرف المهنية واليدوية للإنفاق على اسرهم، نتيجة تردي الاوضاع المعيشية، وعدم القدرة على انتظار الهبات والمساعدات التي لا تكفي وحدها للعيش، في ظل محدودية قدرات اقليم كردستان، وإن كان هناك تقدير كبير لحكومة اقليم كردستان على استضافة المسيحيين وكل الأقليات الهاربة من جحيم داعش، وتوفير الملاذ الامني لهم.
وعبر البير عن خيبة أمله جراء ممارسات التنظيم الارهابي ضد الانسان العراقي، فهناك مجازر حقيقية تم ارتكابها، وأطفال تم خطفهم وتقديمهم هدايا إلى خليفة المسلمين في تنظيم داعش، وفرض شروط على المسيحيين إما دفع الجزية أو القتل أو التحول للإسلام، وفرض زي إسلامي على المواطنين الذين يعيشون في مناطق تحت سيطرة داعش، مع رفض الاعتراف بكل ما يمت صلة بالحكومة العراقية، ويتم لتشديد على المواطنين بضرورة التعامل فقط بالعملة الخاصة بتنظيم داعش وإهمال العملة العراقية، إلى جانب الالتزام بمناهج داعش في المدارس، والزى الإسلامي مثل النقاب للسيدات والجلباب للرجال، واطلاق اللحى، ومعاقبة كل من يخالف هذه التعاليم، في معاناة حقيقية للعراقيين، وأوضاع لم يتوقعها أحد.

شارك