شادي المنيعي.. زعيم "أنصار بيت المقدس"

الإثنين 23/مايو/2022 - 09:00 ص
طباعة شادي المنيعى شادي المنيعى
 

" شادي المنيعى " يكفى هذا الاسم للتدليل على رقم صعب في المعادلة الأمنية بسيناء حيث لم يتمكن الأمن حتى الأن من فك شفرة هذا الجهادي العشريني الذى يرتبط اسمه بأكثر العمليات عنفا وضراوة ضد أجهزة الأمن على مدار فترات حكم المجلس العسكري ومرسى والسيسي

الفتى الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، أدار معركة عنيفة مع الأمن في رفح، صار لغزاً لدى أجهزة الأمن بالرغم من صغر سنه وحصوله على مؤهل عال" بكالوريوس خدمة اجتماعية" إلا أن انتماءه لعائلة المنيعي العريقة في سيناء وقرابته بعدد من الجهاديين مثل خليل المنيعي دفعته لأن يسلك نفس المسار.

المتهم من السلفية الجهادية ومتورط في اختطاف الجنود السبع وهو شقيق خليل المنيعي، ومتورط هو وشقيقه في اقتحام ومهاجمة قسم ثالث العريش أثناء أحداث ثورة 30 يونيو، ومطلوب ضبطه وإحضاره في عدة قضايا ومن العناصر الخطرة في سيناء.

يعيش الشاب في قرية المهدية برفح تلك القرية الحدودية التي تُعد معقلاً للجهاديين في سيناء .

بدايات المنيعى وظهوره في أعقاب تنحي مبارك وتردد بقوة بعد تفجيرات سيناء التي توالت منذ تولي المجلس العسكري شئون البلاد، وإبان الانتخابات الرئاسية السابقة منع شادي المنيعي المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي من دخول الشيخ زويد ورفح لإقامة مؤتمر جماهيري.

 هذا فيما تحول "شادي المنيعي"، بسرعة خاطفة من رجل يعمل في تهريب البضائع والسلاح عبر الأنفاق إلى زعيم أكبر جماعة تكفيرية في سيناء، "أنصار بيت المقدس"، ليتم القبض عليه مؤخرًا وينتظر مصيره النهائي في السجن.

كان "المنيعي" قد كوّن علاقات واسعة مع جماعة التوحيد والجهاد عام 2000، على يد "أسامة النخلاوي" المتهم الرئيسي في تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وابن عمه سليمان حرب المنيعي، ليتحول من تاجر مخدرات إلى تكفيري.

وشارك في تأسيس جماعة بيت المقدس، بحسب خبراء أمنيين الذين أكدوا بدورهم أن مجموعة من التكفيريين الهاربين من غزة، انضموا للمنيعي، وجماعة التوحيد والجهاد، وأسسوا الجماعة الجديدة، التي أصبحت بمثابة الذراع العسكرية لجماعة الإخوان، للضغط على القوات المسلحة في حالة رفض تنفيذ أجندة الإخوان المسلمين، ظنًا منهم أنهم سيمثلون عقبة قوية تهدد أفراد الجيش المصري وقياداته إذا ما فكر أحدهم في مواجهة المخطط الإخواني، الذي كان يتضمن توطين الفلسطينيين في سيناء.

وعقب سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي، بدأ شادي المنيعي ينفذ ما كان قد اتفق عليه مع جماعة الإخوان، بتكثيف هجماتهم الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، ونشر الفوضى بشمال سيناء وبعض المحافظات الأخرى، بل وإعلان شمال سيناء إذا ما نجحوا في مخططهم إمارة إسلامية، لاستضافة الجهاديين المنتشرين في كل أنحاء العالم، ليمثلوا تهديدًا غير مسبوق للدولة المصرية.

ونجح شادي المنيعي، في النجاة بأعجوبة من الموت المحقق في يوليو الماضي، عندما حاول بالإضافة إلى أربعة من رجاله، استهداف مدينة إيلات بصاروخ جراد من داخل فناء خاص بمنزله جنوب رفح، في محاولة منهم لخلق أزمة على الحدود المصرية - الإسرائيلية، ولكن طائرة للجيش نجحت في تحديد موقعهم وقامت بقصفهم، عقب انصراف المنيعي بدقائق معدودة، ونجحت في تدمير قاعدة الصواريخ، بالإضافة إلى قتل الثلاثة الآخرين، وخرجت جماعة "أنصار بيت المقدس" يوم 26 يوليو 2013 ببيان تؤكد من خلاله أنها فقدت خيرة قياداتها في هذه العملية.

ولمرة أخرى نجح "المنيعي" في الإفلات من الموت المحقق الأسبوع الماضي، عندما هاجمت قوات الجيش بؤر الإرهاب بقرية المهدية، وأطلقت النار عليه ولكنه اختفى فجأة، داخل المنطقة المتواجد بها، والتي حاصرتها قوات الجيش المصري وقامت بهدم أكثر من منزل له، وظلت تطارده، حتى سقط مؤخرًا.

كانت الصدمة قوية للإرهابي شادي المنيعي، بعدة إلقاء القبض على أربعة تكفيريين من أقاربه التابعين لجماعة "أنصار بيت المقدس"، تلا ذلك قتل أحد قيادات جماعته خلال مواجهة مع الجيش المصري، جنوب العريش، فما كان منه وجماعته إلا الرد بعملية اغتيال العقيد محمد مبروك واستهداف قوات الجيش والشرطة.

وأخيرًا سقط "المنيعي" في قبضة رجال الأمن، لتكون آخر عملياته التي خطط لها هي قتل 11 من جنودنا البواسل، وسيدفع وكل من يؤيدونه ثمن أرواح جنودنا غاليًا، ومازالت الحرب على الإرهاب قائمة، ومازالت مصر تدفع ضريبة قبولها لحكم جماعة الإخوان لعام واحد، لكنها دائمًا اعتادت أن تنتصر.

للمزيد عن مقتله أضغط هنا

شارك