"سعيد رمضان".. الاخطبوط الإخواني

الأحد 09/مارس/2014 - 07:31 م
طباعة سعيد رمضان سعيد رمضان
 
يعد سعيد رمضان واحدا من الشخصيات المعروفة جدا لدى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، سواء محليا أو على مستوى التنظيم الدولي، وهو العقل المدبر لطريقة عمل الإخوان على مستوى العالم، وبالتحديد في أوروبا وأمريكا، ولكنه في نفس الوقت غير معروف بالشكل الكبير على المستوى الغربي، وذلك لحبه أن يعمل في الخفاء وراء أشخاص يستطيع أن يحركهم كالدمى ينفذون مخططاته كيوسف ندا أو علي غالب همت أو أحمد هوبر، وفي الوقت ذاته يظل هو المحرك لهم طوال الوقت.
الباحث في مجموعة "التقوى" وانتشارها السريع باعتبارها واحدا من أكبر المصارف الإسلامية الإخوانية في الغرب، سيدرك مدى توغل الإخوان المسلمين في الغرب بشكل عام وفي سويسرا بشكل خاص، ولكن من الضروري أيضا فهم الدور الحيوي الذي لعبه سعيد رمضان في تأسيس مجموعة التقوى. 
سعيد رمضان.. الاخطبوط
يسلط المؤلف ريتشارد ليبفيير في كتابه "دولارات لدعم الإرهاب" الضوء على سعيد رمضان، أحد القيادات الإخوانية الهامة في تاريخ الجماعة، والذي التحق بها عام 1940، ثم سريعا تزوج رمضان من وفاء حسن البنا ، ليصبح صهرا لمؤسس الجماعة، في عام 1948 قاد رمضان لواء المتطوعين العرب للحرب ضد اسرائيل في حرب 1948، وعندما قام عبد الناصر بتضييق الخناق على الجماعة وأعضاءها انتقل رمضان إلى المملكة العربية السعودية، ولكنه انتقل فيما بعد إلى باكستان، ومنها إلى أوروبا، وبالتحديد في سويسرا، بعدما حصل على دعم المملكة في نشر الإسلام في الغرب، وبهذا افتتح رمضان مركزا إسلاميا في ميونيخ، وفي جزء آخر من الكتاب يستعرض ليبفيير تعاون الإخوان مع النازيين في آواخر 1930، مستشهدا ببعض التقارير المصرية التي أكدت تعاون يوسف ندا مع "الأبفير" أو المخابرات الحربية الألمانية في الفترة ما بين 1930حتى 1940، بالتزامن مع بدء فرانسوا جينوود، المصرفي السويسري النازي، تطوير الاتصالات في العالم العربي باسم المخابرات الألمانية.
أثناء تحضير رمضان لرسالة الدكتوراة في جامعة كولونيا بألمانيا، والتي تدور عن الشريعة الإسلامية، نصح السعوديون رمضان بأن يتخذ من سويسرا مقرا لعملياته، وأثناء ذروة الحرب الجزائرية، قام رمضان رمضان بافتتاح المركز الإسلامي الشهير الموجود في جنيف منذ عام 1961، وهو المركز الذي أعلن فيه ألبرت هوبر إسلامه فيما بعد، ولهذا ظل سعيد رمضان واحد من أكبر أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا حتى وفاته في أغسطس 1995، وهذا يعني أن ندى وهمت، ونصر الدين، وبقية قادة جماعة الإخوان المسلمين المرتبطون بـ"التقوى"، كانوا أساسا يعملون تحت قيادة سعيد رمضان، الذي استقر في ميونيخ، ثم في سويسرا، ليدير صندوق الحركة.
سعيد رمضان.. الاخطبوط
يقتبس الكاتب بيوترو سمولار ما نشرته صحيفة لوموند الفرنسية في حوار لأحمد هوبر نشر في 6 مايو 2002، يتذكر فيها لقاءه الأول بيوسف ندا وذلك خلال مؤتمر نظمته إيران عام 1988، وبعدها تقرب ندى لهوبر، وأبدى له عن مشاركته في تأسيس مجموعة التقوى، وكان هوبر قد التقى رمضان قبل ذلك أواخر عام 1970، وعندما علم السعوديين بسفر رمضان إلى إيران، قرروا وقف الدعم عن المركز السويسري الذي كان يشرف عليه رمضان آنذاك، وقاموا بفتح مركز آخر اسمه جمعية الثقافة الإسلامية بجنيف، وكان ذلك عام 1978.
في منتصف عام 1970، قام سعيد رمضان بتعيين أحد المتطرفين الأمريكيين ذي الأصول الأفريقية يدعي ديفيد تيودر بيلفيلد، والذي غير اسمه بعد اسلامه ليصبح داوود صلاح الدين، والذي جمع بين تطرفه والأفكار المتشددة للإسلام، والذي عمل كقاتل محترف لدى الحكومة الإيرانية، ونفذ أول عملية لها في 21 يوليو 1980، حيث قام باغتيال علي أكبر طبطبائي والذي كان يعيش بولاية ميريلاند، بعد تركه العمل كملحق صحفي أثناء حكم الشاه، وبعد عملية الاغتيال، هرب صلاح الدين وتوجه أولا إلى جنيف ومنها إلى إيران.
استطاع صلاح الدين من اغتيال العديد من الشخصيات المناهضة للحكومة الإيرانية، والتي كانت تقطن في أنحاء متفرقة بالولايات المتحدة، ووفقا لما نشره الكاتب الأمريكي ديفيد أوتاواي في ماله "القاتل الوحيد" والذي نشرته مجلة واشنطن بوست في 25 أغسطس عام 1996، في ربيع 1975، التقى صلاح الدين بسعيد رمضان والذي كان ضيف شرف المركز الإسلامي ومسجد ماساشوستس، وبعدها أصبح رمضان وصلاح الدين أصدقاء لدرجة أنهما عاشا سويا في أحد المنازل بواشنطن، ووفقا لشهادة صلاح الدين والذي سردتها الكاتبة الأمريكية إيرا سيلفيرمان، في كتابها "المتطرفين الأمريكيين" ، فإن صلاح الدين وصف رمضان بالمرشد والمستشار الروحي له، وهناك أيضا أدلة قوية على تورط رمضان مع صلاح الدين في اغتيال الطباطبائي، ويقول صلاح الدين لصحيفة النيويورك أنه سافر على نطاق واسع عبر العالم الإسلامي كدبلوماسي، كما قابل معمر القذافي نيابة عن سعيد رمضان عام 1986، كما سلم رسالة من رمضان إلى الرئيس الأفغاني برهان الدين رباني عام 1992، حذر فيها رمضان رباني من حركة طالبان التي لها علاقات مع وكالة المخابرات المركزية.

لمتابعة المزيد عن التنظيم الدولي للإخوان اضغط هنااااااااااااااا

شارك

موضوعات ذات صلة