خبير ألمانى لدويتشه فيله: "الجهاديون الأوروبيون أكثر خطورة لصعوبة مراقبتهم"

السبت 17/يناير/2015 - 04:12 م
طباعة خبير ألمانى لدويتشه
 
تقدر الأجهزة الأمنية عدد المقاتلين الأوروبيين الذين التحقوا بصفوف "داعش" في سوريا والعراق بالمئات. في حوار مع دويتشه فيله يتحدث مروان أبو طعام المسئول بمكتب التحقيقات الجنائية الألماني عن الخطورة الأمنية المحتملة لهؤلاء على أوروبا بعد عودتهم. 
ما هو الخطر الذي يمثله الجهاديوين العائدون من سوريا أو العراق إلى ألمانيا أو أوروبا؟
مروان أبو طعام: خطورة الجهاديين العائدين إلى أوروبا تكمن بالأساس في كونهم بلغوا درجة من التطرف في السابق جعلتهم يلتحقون بجبهة القتال. وأنا شبه متأكد من أن جزءا من هؤلاء المقاتلين أصيب بخيبة أمل وربما غير فكرته المتعلقة بالجهاد. الجزء الآخر في نظري أكثر خطورة؛ لأنه يتعلق بأشخاص نشأت عندهم كراهية لأسلوب الحياة الغربية وهو ما دفعهم للهجرة. وهؤلاء الأشخاص كان لديهم احتكاك بالموت من خلال مشاهدتهم لقتلى أو قيامهم بأعمال قتل بأنفسهم.
وعلاوة على التطرف فإن هذه الفئة قد تعرضت للصدمة، كما أنها تدربت على استعمال السلاح. وحتى إن لم يتم تكليف عناصرها بتنفيذ هجمات هنا فإنهم يظلون خطيرين؛ لأنه يصعب مراقبتهم بشكل دقيق. ثم هناك مجموعة ثالثة من الأشخاص الذين من المرجح أن يكونوا قد عادوا إلى أوروبا من أجل تنفيذ هجمات. وهذه المجموعة هي الأكثر خطورة لأنها لديها نية مسبقة لممارسة العنف.

 هل يمكن للأجهزة الأمنية أن تتغلب على هذه المشكلة؟
نحن أمام صورة غير واضحة المعالم، فهناك أيضا مجموعة من الأشخاص لم تعلم السلطات الأمنية أنهم قد غادروا البلاد والتحقوا بالقتال في الشرق الأوسط، ثم عادوا. فهذه الفئة الرابعة والسرية يمكنها أن تعمل وتخطط هنا دون أن يعلم بها أحد مما يجعلها تشكل خطرا واضحا على المجتمع.
هيئة حماية الدستور(وكالة المخابرات الداخلية بألمانيا) تقدر عدد الجهاديين الذي سافروا للقتال في سوريا بحوالي 450 شخصا. لكن كم تقدر أنت عدد الجهاديين الذين لم تحصيهم أجهزة المخابرات؟
أعتقد أن عدد الأشخاص الذين هاجروا سرا إلى سوريا أكبر من الذين علمنا بسفرهم. والمشكلة في سوريا مقارنة مع أفغانستان هي أن السفر إليها أسهل نسبيا. فعندما يسافر شخص ما من ألمانيا إلى تركيا فإنه لا يكون دائما محل شك لأن الكثير من الناس يسافرون إلى هناك. ومن الصعب التأكد هل الغرض من ذلك هو قضاء عطلة في تركيا أو الالتحاق بالمقاتلين في مناطق الحدود.
خبير ألمانى لدويتشه
هل حدث بالفعل أن عاد مقاتل جهادي وفي نيته تنفيذ عملية معينة في أوروبا؟
لمسنا ذلك لدى منفذ الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل. فهذا الفرنسي لم يكن مقاتلا عاديا في سوريا وإنما كان يركز على استهداف المصالح الفرنسية. وحسب شهود عيان فقد شارك في اختطاف مواطن فرنسي هناك. انطلاقا من ذلك يمكن القول أنه عاد إلى أوروبا وهو عازم على تنفيذ هجوم إرهابي فيها. وهو ما عشناه أيضا سابقا في ألمانيا مع ما يعرف بخلية "زاورلاند" والتي التحق عناصرها بالقتال في أفغانستان وكُلفوا هناك بمهمة تنفيذ هجوم في بلدهم بعد عودتهم لألمانيا. إذاً هناك أمثلة لعائدين تم تكليفهم من طرف المنظمات الإرهابية بتنفيذ هجمات.

 هل يمكن أن ترتفع وتيرة مثل هذه العمليات خصوصا مع زيادة الضغط على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق؟
هذا أمر وارد جدا على المدى القريب، بل إني أعتقد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يدخل ذلك في استراتيجيته ويبعث بمقاتلين للقيام بهجمات هنا. ويجب علنا أن ندرك أن هناك فرق جوهري بين هذا التنظيم وبين القاعدة: فمقاتلي القاعدة أغلبهم عرب من الخليج. وبالرجوع إلى أحداث 11 من سبتمبر 2001 (في الولايات المتحدة الأمريكية) فلا يوجد شخص واحد من بين المتورطين في الاعتداء يحملون جواز سفر أوروبي. وذلك على عكس المقاتلين الذين التحقوا بالقتال في سوريا والعراق. فمعظمهم إما من أصول أوروبية أو أجانب حصلوا على جنسيات دول أوروبية. فهؤلاء الأشخاص يمكنهم العودة بسهولة للعيش في المجتمعات الغربية، خصوصا إذا لم تكن السلطات الأمنية قد علمت بسفرهم، وبالتالي يسهل عليهم تنفيذ الهجمات التي كلفوا بها.

هل مشاركة بعض الدول الغربية في التحالف الدولي ضد "داعش" يُزيد من خطر وقوع هجمات في أوروبا؟
أعتقد فعلا أن مشاركة أوروبا والدول الغربية في الحرب ضد "داعش" في العراق وسوريا يزيد من خطر وقوع هجمات في أوروبا على المدى القريب. من ناحية أخرى لا بد من التأكيد على أن منطق القاعدة والجماعات المنبثقة عنها مثل "داعش" والنصرة يقوم على تنفيذ الهجمات في أي مكان يسمح بذلك. فالخطر زاد لكنه كان دائما موجودا.

في حال القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" هل سنشهد عودة جماعية للمقاتلين؟
في أفغانستان سجلنا عودة بعض المقاتلين، لكن الكثير منهم ظل يتنقل من منطقة صراع إلى أخرى. في الوقت الراهن يصعب التنبؤ بقدرة القوى الغربية على القضاء على "داعش" بشكل كلي. وهو أمر مستبعد. المسئولون الأمريكيون يتوقعون بأن يستغرق الأمر ثلاث سنوات حتى يتم إضعاف تنظيم "الدولة الإسلامية". ولا أعتقد أن نشهد عودة جماعية للمقاتلين.

شارك