"العبادي" يكشف ابعاد الحرب العراقية ضد "داعش".. والدور الإيراني – الأمريكي

الثلاثاء 20/يناير/2015 - 05:54 م
طباعة  العبادي يكشف ابعاد
 
يرى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن بغداد باتت خارج خطر تنظيم داعش الذي خطط للاندفاع في اتجاه الجنوب، واضطر للارتداد نحو كردستان بعد اصطدامه بمقاومة شرسة، محذرًا من أن أي جيش لن يستطيع مواجهة داعش إذا أتيح لهذا التنظيم الاستمرار في استقطاب آلاف الشبان والزج بهم في مشروعه، ولفت إلى أن سنّة العراق هم أول المتضررين من ظهور داعش والحروب التي يشنها، مؤكدًا أن التهديد الذي يشكله داعش أدى إلى تغيير في أولويات دول عدة، ملاحظاً أن الإصرار على إزاحة نظام الرئيس بشار الأسد تراجع أو أرجئ، ليتقدم عليه هم مكافحة الإرهاب. رئيس الوزراء العراقي

 العبادي يكشف ابعاد
أكد أنه من الصعب وصف الوضع العراقي بكلمات محدودة، لكن كانت هناك تحديات حقيقية بعضها تم تجاوزه، وبعضها ما زال يواجهنا، والتحدي الأكبر الذي واجهنا أمنياً، كان في بغداد.هذه الاّراء والتصريحات للعبادي جاءت خلال الحوار المطول الذى أجرته صحيفة "الحياة اللندنية" اليوم (23يناير2105)
وحول ما إذا كانت بغداد مهددة بالسقوط بيد تنظيم داعش فعلاً، نفي العبادي، قائلا: "لكن كان يمكن أن تكون هناك حرب داخل شوارع بغداد، هذا الخطر أبعد بالكامل في بغداد، وهذا التحدي الأول، والتحدي الآخر أننا نجحنا في إيقاف زخم داعش الذي كان مندفعاً نحو الجنوب، ويتراجع الآن، لم يكن ضمن مخطط داعش مثلاً أن يهجم باتجاه أربيل وكردستان، لكن عندما وجد الطريق مغلقاً باتجاه الجنوب، اتجه شرقا".
وأضاف: "تحدي تنظيم داعش ما زال موجوداً، مع اضمحلال قدرته على التوسع، فـ داعش يمتلك صفتين رئيسيتين، الأولى هي صفة المجموعات الإرهابية، التي تقوم بعمليات إرهابية بطريقة الجيش غير النظامي، وأيضاً صفة الدويلة أو شبه الدولة التي تمتلك مؤسسات والمال، والمناطق التي تسيطر عليها، وهذا خطير، ولدينا خطة لا بأس بها في مواجهته".
وتابع: "بالتأكيد نحن نواجه تحديات أخرى، أبرزها محدودية الإمكانات، فكما هو معروف أن جزءاً كبيراً من قوة جيشنا انهار مع احتلال داعش الموصل، ومع انهياره فقدنا الكثير من الأسلحة والمعدات، ويبقى الانهيار النفسي هو الأكبر والأهم، وأي دولة يحدث فيها مثل هذا الانهيار يمكن أن يقود إلى انعكاسات اجتماعية خطيرة على المواطنين، شهدنا حتى في الجنوب العراقي- حيث لا وجود لـ داعش- أن القيادات العسكرية كانت تعاني من نظرة الناس إليها، وبعض القادة تعرضوا لإهانات واتهامات بعدم الدفاع عن الوطن، لكن هذا الأمر تغلبنا عليه اليوم، عبر تغيير بعض القيادات، وإعادة هيكلية بعض وحدات الجيش، والزج بقيادات عسكرية جديدة، تشارك الجنود في القتال وقدمنا شهداء من بين القيادات العسكرية".
وفيما يخص مفاجأته في انهيار الجيش، قال: "ومن لم يفاجأ؟ المفاجئة كانت هائلة، خصوصاً أن احتلال داعش تم من دون قتال، وعبر حرب نفسية كبيرة، نفذها التنظيم ومجموعات أخرى داخل الجيش، والمؤسسات الأمنية، واستمر الحال لأشهر، أعتقد أن سبب كل ذلك هو وجود خلل استخباري هائل، ليس في العراق فقط، بل حتى لدى الدول الغربية، أوروبا وأمريكا مثلاً، مع امتلاكها أجهزة استخبارات كبيرة لم تشعر بحجم الخطر".
وحول تلقي هذه القوات أمراً بعدم القتال، أكد أن "هناك تحقيق، لكن الموضوع حساس، نحن في حالة حرب، والقتال مع داعش ما زال مستمراً، وفي مثل هذه الأجواء، أي تحقيق لن يكون منصفاً أو حيادياً؛ لأن السياسيين سيستثمرونه لتبادل الاتهامات. علينا أن ننهي ملف تحرير نينوي، ومن ثم تظهر الحقيقة، لدينا بعض الحقائق حول ما حصل، بعضها ليس سراً، فالصراع السياسي مسئول جزئياً عن الأحداث".
وحول مسئولية الصراع عن الانهيارات، أكد ذلك، قائلا: "عندما تكون القوات العسكرية في الموصل للدفاع عنها، وعندما تتهم هذه القوات بتحريض من بعض ساسة الموصل، بأنها قوات أجنبية يجب أن تخرج من المدينة، وتتم مهاجمتها، فإن العسكري يفقد الدافع لمواصلة القتال، وهو يجد أن هناك تحريضاً، وأن البلد يغيب عنه التوافق السياسي للدفاع عن مدنه".

 العبادي يكشف ابعاد
وتطرق في حواره بشأن استحالة وقف داعش ما لم تتدخل القوات الأمريكية لمحاربة داعش، قائلا: "لا لم يكن مستحيلاً، بدليل أن اندفاع تنظيم داعش تم إيقافه، قبل التدخل العسكري الأمريكي الذي تأخر لشهور، أعتقد أن العامل الأساسي هو اندفاع العراقيين للدفاع عن بلادهم، وكان لفتوى علي السيستاني دور كبير في ذلك، فأعداد المتطوعين للقتال كانت هائلة، وبعض المتطوعين جلبوا أسلحتهم من منازلهم. وذهب بعضهم إلى القتال بمعدات بسيطة، ولا بد هنا من أن أشير بوضوح، إلى وجود ألوية وأفواج عراقية صمدت، مع انهيار وحدات أخرى، وقدم ذلك إلهاماً لباقي القوات وأيضاً للمواطنين".
وتناول في الحوار، الطرف الذي بادر أولا في مساعدة العراق أمريكا أم إيران، قائلا: "من الناحية الزمنية، كانت إيران سباقة، فهي منذ الأسبوع الأول أنشأت جسراً جوياً لنقل الأسلحة إلى العراق، إلى كردستان وبغداد، وهذا لم يكن سراً".
وأكد، أن "هناك مصالح مشتركة عراقية- إيرانية في الحرب على داعش، فأنا لا أشك في أن الإيرانيين يدافعون بصدق عن العراق؛ لأن تهديد داعش يتجاوز العراق، وهو خطر حقيقي على إيران، قائلا: لو أن هذا التنظيم، تمكن من الوصول إلى الحدود الإيرانية سواء من خلال كردستان أو عبر ديالي، لكان من الممكن أن تتزعزع مناطق هائلة من إيران".
وأضاف: "أن التدخل الإيراني بهذه السرعة لمساعدة العراق، كان قضية استراتيجية، وحتى لم يحصل تفاهم حول كيفية دفع ثمن الأسلحة الإيرانية في بادئ الأمر؛ لسرعة الحدث وخطورته".
وحول مشاركة طائرات إيرانية في عمليات قصف على الأرض العراقية، قال، "إنه وفق معلوماتي، كلا، هناك ثلاثة خروقات تمت من الطيران الإيراني للأجواء العراقية، أحدها في شهر أغسطس الماضي، وخرقان في نوفمبر وكانت خروقات استطلاعية".
وحول عدم تسجيل عمليات قصف إيرانية، أكد: "لم تسجل لدينا، بعد الضجة الإعلامية حول وجود قصف إيراني، طلبت مسحاً من الدفاع الجوي العراقي، ولم تكن هناك عمليات قصف، آخر خرق للطائرات الإيرانية كان في 23 نوفمبر 2014، وقدمنا احتجاجاً رسمياً إلى إيران في هذا الشأن، فنحن لم نطلب من الإيرانيين التدخل بالسلاح الجوي، لضرب مواقع عراقية".
وقال: "من يصف الوضع العراقي، بأن الطائرات الأمريكية في الجو، والجنرال قاسم سليماني على الأرض، إنه ليس سراً وجود مستشارين ومدربين أمريكيين، وبريطانيين، وفرنسيين، وأستراليين، وألمان، مع وجود مستشارين إيرانيين، نحن اليوم مثلاً نتعاون مع الإمارات العربية المتحدة في شكل كبير، ونتعاون أيضاً مع الجانب الأردني، والأردنيون فتحوا كل القدرات الاستخبارية والأمنية والعسكرية أمام العراق، وعرضوا المشاركة في الحرب عبر القصف الجوي المباشر لـ داعش، لكن حتى هذه اللحظة لم نطلب مساعدة أي من دول الجوار في ما يتعلق بالقصف الجوي، وبالتأكيد لم نطلب من أي دولة التدخل برياً".
وحول وجود قوات برية إيرانية في العراق، "أكد أنهم ليسوا مقاتلين، لا يوجد مقاتل أجنبي في العراق، هناك مستشارون إيرانيون، وبعضهم سقط بقصف قذائف هاون، خصوصاً في سامراء".
وحول ما تردد بشأن إصابة الجنرال قاسم سليماني أصيب في معارك بسامراء، قال: "سمعت بمثل هذا الحديث الإعلامي، لكن الجانب الإيراني نفى ذلك كما أعتقد، إضافة إلى ذلك ليس لدينا الآن عمليات عسكرية في سامراء وآخر عملية عسكرية كانت قبل أسبوعين. أنا لا أنفي أن الرجل يأتي ويذهب من وإلى العراق، الكل يعلم بذلك، فإيران تقدم خدمات في مجال التعاون الأمني مع العراق، ونحن نرحب بذلك".
وقال: إن "مسلحو حزب العمال الكردستاني موجودون في شمال العراق، وسورية، وهم يشاركون البيشمركة الكردية في قتال داعش. فالقوات التي قاتلت وصمدت في منطقة سنجار تتبع حزب العمال الكردستاني في شكل أساسي".
وأضاف: "نحن أخبرنا الأتراك، أن الـ بي كي كي ساعدوا العراق بأوجه عدة، وكانت مشاركتهم متميزة على المستوى الإنساني، عندما تعرض الإيزيديون في سنجار إلى مذبحة ساعدوا بنقل الكثير منهم من خلال ثغرة عبر الحدود السورية ومنها إلى دهوك، وهم يقاتلون إلى جانب البيشمركة في سنجار".

 العبادي يكشف ابعاد
ولفت إلى أن "الجانب التركي يعتقد أن حزب العمال تهديد حقيقي لأمن تركيا، وفي بعض الأحيان يعتقدون أنه خطر أكبر من خطر داعش، وربما هذا الأمر يفسر عدم حماسة الأتراك للدخول في التحالف الدولي للحرب ضد داعش، لكنهم أعربوا لنا عن تأييدهم لهذه الحرب، وعرضوا تدريب قواتنا وتوفير أسلحة، ونحن نتفاوض في هذا الشأن".
وأوضح أن "الزيارات التي قمنا بها إلى كل دول المنطقة فتحت آفاقاً كثيرة، نحن نقول بوضوح، أن استراتيجيتنا في مجال العلاقات مع دول المنطقة سبق أن أعلنتها، أنا لم أذهب إلى هذه الدول لغرض تصفير المشاكل معها، إنما ذهبت لفتح علاقات إيجابية، بعض المشاكل متراكمة وتحتاج إلى زمن لتحل في شكل نهائي، نعم نضع خطوات للحل، لكننا لا ننتظر حل كل المشاكل لتكون العلاقات إيجابية مع دول الإقليم والعالم، يمكننا البدء بفتح علاقات إيجابية، ونضع آلية زمنية لحل المتعلقات، اليوم ليس لدينا أي مشكلة مع الكويت مثلاً، باستثناء التعويضات التي كانت من المفترض أن تنتهي، لكن طلبنا من الإخوة في الكويت تأجيل سدادها لمدة سنة بسبب الوضع المالي العراقي، ووافقوا في شكل فوري".
وأكد أنه "بالنسبة لإيران ما زالت لدينا بعض متعلقات الحرب العراقية- الإيرانية، فالحدود لم تخطط في شكل نهائي حتى اليوم. ولم ننتهِ من حدود شط العرب أو خط التالوك في شكل نهائي، لكن الشيء الإيجابي، أن الإيرانيين عرضوا عرضاً سخياً، وأبلغونا بأن تخطيط الحدود سيتم في ضوء الرواية العراقية وليس الإيرانية، بما في ذلك حدود شط العرب".
وحول وجود مشكلة من الإدارة الإيرانية للشأن العراق، قال: "علاقتنا مع إيران متينة لأسباب عدة: أولها جغرافي فنحن نمتلك أطول حدود مع إيران، والعامل الآخر سكاني، فالكثافة السكانية العراقية تتركز شرقاً في محاذاة الحدود الإيرانية، وهذا خلق على مر السنوات، تداخلاً ثقافياً، كما أن الأمن العراقي متداخل مع الأمن القومي الإيراني".
وأضاف أن "إيران خاضت مع العراق حرباً لسنوات، وكانت حرباً مدمرة للجانبين، والإيرانيون ما زال لديهم الخوف، أن تتجه الأوضاع العراقية مرة أخرى في الاتجاهات التي قادت إلى هذه الحرب... كما هو معلوم أن صدام حسين، لم يكن ليتمكن من الاستمرار في الحرب لولا الإسناد العربي، والإسناد الغربي أيضاً، ما زالت إيران تشعر بالخشية والخوف من تكرار ذلك، لهذا ربما يذهب الإيرانيون إلى خطوات أبعد كالخلاف مع العراق حول الموقف من التحالف الدولي ضد داعش".
وقال: "لدينا علاقات متينة مع الجانب الأمريكي والدول الغربية وتخطيط على مستوى عال في مجال الضربات الجوية والتدريب، وهذا الأمر يعتبره الإيرانيون تهديداً لهم؛ لهذا قلنا للإخوة في إيران إن هذا الأمر ليس من حقهم، بل هو حقنا الطبيعي وشأن عراقي داخلي، فنحن لا يمكن أن نسمح باستخدام الأراضي العراقية ضد إيران، في الوقت الذي يقف التحالف الدولي مع العراق ضد داعش، وليس ضد أي دولة مجاورة. وهذا أمر معلن، بل إن هذا التحالف ليس ضد سورية على رغم خلافات التحالف الدولي مع النظام هناك".
وأكد أنه "على رغم علاقاتنا المتينة مع الجانب الإيراني، إلا أننا لا نسمح لإيران التدخل في شئوننا، فالإيرانيون لهم مصالحهم ولنا مصالحنا، وهناك فرق، بين تداخل المصالح، وبين التدخل في الشئون العراقية"، مضيفًا: "نحن نسعى إلى تداخل المصالح مع دول الجوار وباقي الدول الإقليمية".

 العبادي يكشف ابعاد
وحول اتصاله مع الملك عبد الله ولي العهد السعودي، أكد أنه كان اتصالاً إيجابياً، وكان على خلفية الاعتداء الذي تعرض له المنفذ الحدودي، وكان نتيجة الاعتداء نحو أربعة شهداء وأربعة جرحى من حرس الحدود العراقي، وكانت هناك روايات عدة لهذا الحادث، مشيرا إلى أن الرواية العراقية تؤكد أن الاعتداء تم من الجانبين السعودي والعراقي للمنفذ، وأن القوة المهاجمة قدمت من منطقة الرطبة، عبر الصحراء، قائلا: "نحن نعتقد أن داعش كان يحاول السيطرة على منفذي الحدود من الجانبين، وهي محاولة لإثبات قدرة التنظيم على تهديد الحدود بين البلدين، وهذا جزء من تكتيك داعش، لإثبات تهديده للمنطقة، حاول عمل الأمر نفسه مع نقاط حدودية مع الأردن ولكن لم ينجح".
وأضاف أن "هذا الأمر يؤكد أهمية التعاون بين العراق والسعودية لمكافحة الإرهاب، واتفقت مع سمو ولي العهد خلال المكالمة، على ذلك".
وتطرق في حواره عن الشأن السوري، وحول أن سورية هي عائق في العلاقات العراقية – السعودية، قائلا: "لم نلمس ذلك، من خلال اللقاءات التي تمت بين البلدين. الأزمة السورية قد تمثل مشكلة في العلاقة العراقية مع تركيا وليس مع السعودية".
وأضاف: "ما نلمسه اليوم أن هناك تراجعاً من كل الأطراف في المواقف من الموضوع السوري، كان مخططاً أن تكون سورية جزءاً من الربيع العربي، لكن انتهينا إلى تدمير عربي، وهذه كارثة، هناك أكثر من زاوية نظر للوضع السوري فهناك من يتحدث عن نظام قمعي وشمولي وغير ديمقراطي في هذا البلد، وآخرون يتحدثون عن معارضة وطنية ترغب بتحرير سورية من قمع النظام، وجانب ثالث يرى أن النظام السوري نظام علماني، وأنه يحارب معارضة متشددة، الآن التوجه العام أن داعش هو الأخطر على سورية وليس النظام".
وحول وجود تراجع في المطالبة بإزاحة النظام السوري، أوضح أن "الموقف الغربي واضح لجهة وجود تغير جوهري، في السابق كانت النظرية هي احتواء هذه الأزمة داخل الحدود السورية، ربما تعبر الحدود في شكل بسيط وليس أن تتسع إلى هذا الحجم وتتحول إلى خطر يهدد الأمن في كل المنطقة".
وأضاف: "بات مفهوماً اليوم، أن الخطر الحقيقي لـ داعش لم يتم استيعابه في شكل كامل من جانب الآخرين، فقدرة داعش خلال فترة قصيرة كما حصل في العراق، على غسل عقول الشباب هي قدرة إجرامية رهيبة، داعش أعاد برمجة عقول الكثير من الشباب، فالشاب بطبيعته متطلع إلى الحياة، لكن داعش حاول أن يحوله إلى متطلع إلى القتل والتدمير، ويبدأ بتدمير عائلته وعشيرته ومدنه في شكل غريب، وهذه قدرة مخيفة، وأنا أقول بمنتهى الصراحة، أنه إذا تمكن داعش من تجنيد العدد الكافي من الشباب، فلن يكون بإمكان أي جيش نظامي الوقوف بوجههم".
وحول وجود صفقة بين أمريكا- وإيران، توقع العبادي: " أن هذه قضية ربما خارج السيادة العراقية، لكن ما يهم الجانب العراقي أن الدولتين تعملان لمساندة العراق في حربه مع داعش وهما لا يريدان التصادم في العراق".
وقال: "مصلحتنا تقتضي ذلك، تحدثت مع الرئيس أوباما ومع المسئولين الإيرانيين، وكان موقفنا واضحاً، ومفاده أن لدينا مصالح مع كلا الطرفين، وقدمنا رجاء لهما وليس فقط طلب، أن لا يتصادما في العراق. إذا كانا جادين في دعمه".
وحول رد فعله عقب مشاهدته وزيري الخارجية الأمريكي والإيراني يسيران معاً كأصدقاء، ضحك قائلا: " أنا لا أتصور أن العداء يمكن أن يتحول إلى صداقة في شكل فجائي، لكن قطعاً هناك الكثير من نقاط الالتقاء بين الطرفين، يمكن أن نقول أن وجود داعش غير الكثير من الموازين".

 العبادي يكشف ابعاد
وفيما يخص الرغبة لدى الإيرانيين بالتسوية النهائية مع الولايات المتحدة، قال: "نعم، ولم يكن هذا الأمر موجوداً قبل ثلاثة أو أربعة شهور سابقة، كان هناك حذر وشك من الجانبين ولا زال، الآن رغبة إيرانية، بل معرفة واطلاع إيراني على أن هناك جدية أمريكية في التوصل إلى اتفاق، يجب أن تكون أجواء من الثقة لتحقيق مثل هذا الاتفاق، لكن الاتفاق ليس سهلاً بتصوري، هناك تعقيدات في هذا الأمر".
وحول مصطلح الهلال الشيعي وما إذا انقطع هذا الهلال في سورية مثلاً، قال: "هذا جزء من التحشيد الطائفي في المنطقة، هناك صراع إقليمي، والصراع في سورية في الأصل هو صراع إقليمي اتخذ شكل الصراع الداخلي والإقليمي والدولي، يتم من خلاله للأسف استخدام كل أنواع الأسلحة، ويتم أحياناً النظر إلى أن كل ذلك محسوب على إيران، وهذا حساب خطير، وهو مؤشر إلى فوبيا ونمطية في التعامل مع إيران".
وأضاف: هذا الأمر ينطبق على النظر إلى العراق بأنه شيعي ويتبع إيران، ولا يرون في العراق الجانب السنّي مثلاً.
وحول أن الشيعي العربي تابع لإيران، أكد العبادي، "أن هذا نتاج الاستقطاب الطائفي في المنطقة، وربما نشعر بأن هناك مشروعاً ما لإدخال المنطقة بمستويات مختلفة من الصراعات القومية والدينية والطائفية، لهذا أولويتنا إنزال الخطاب الطائفي إلى أدنى مستوى ممكن".
وأضاف: "نحن في العراق موقعنا فريد، حدودنا الشرقية والشمالية مع دولتين إسلاميتين كبيرتين، ولكن غير عربيتين هما تركيا وإيران، وحدودنا الغربية والجنوبية مع دول إسلامية عربية... قدرنا أن يكون لدينا امتداد إسلامي تركي وامتداد إسلامي إيراني وامتداد عربي".
وحول مكان تواجد عزة الدوري الرجل الثاني إبان حكم صدام حسين، قال: "لا أتصور أنه موجود في العراق، لو كان داخل العراق لتم القبض عليه منذ فترة طويلة، أعتقد أنه في دولة أخرى".
وبشأن فرار الانتحاريين من السجون بعد 2003، أوضح أنه "كلام صحيح، هذه مشكلة حقيقية، أنا أضيف شيئاً آخر يتعلق بالسجون الأمريكية، فسجن بوكا في البصرة كان تحول إلى أكبر كلية مختصة بتخريج الإرهابيين، أبو بكر البغدادي خريج بوكا، والأمريكيون أطلقوا سراحه".

 العبادي يكشف ابعاد
وبشأن نسيان الغرب قصة إسقاط الأسد، قال: "بالتأكيد أرجئت، حتى مشروع تدريب المعارضة لم يبدأ، ويبدو أنه وضع لإقناع الآخرين بإبقاء الوضع على حاله، القضية تشبه ما حدث في العراق، فالأمريكيون بعد حرب الكويت زعموا أنهم يدعمون المعارضة العراقية، استمر هذا الأمر 12 سنة ولم يتم أي شيء على الأرض، إلى أن تم إسقاط النظام".
وعن العلاقات اليوم مع إقليم كردستان، قال: "حالياً العلاقات طيبة، وهناك تنسيق في الجوانب الأمنية والعسكرية والاقتصادية بعدما توصلنا إلى اتفاق في ما يتعلق بالموازنة، ونتمنى أن يكون هناك التزام كامل على الأرض، بتسليم النفط إلى الحكومة العراقية وهذا كان أصل الاتفاق".
وعن تسليم النفط، أكد أن "الموازنة يجب أن تضع أرقاماً، كما هي الحال في نفط البصرة، وفي الاتفاق أن يكون هناك 300 ألف برميل يومياً من كركوك، ومن إقليم كردستان 250 ألف برميل يوميا".
وتطرق في حواره عن علاقته بمسعود بارزاني، قائلا: "هناك علاقات ثقة متبادلة، لكن أنا حديثي مع الإخوة الكرد صريح جداً، وقلت لهم، إن أرادوا أن يستمروا على النهج السابق بمعنى أخذ ما يستطيعون من العراق حتى الانفصال، يجب أن يكونوا واضحين. وإن أرادوا البقاء في العراق فنحن نتقاسم الخبز، أنا مستعد للتوصل إلى اتفاق بشرط أن يكون منصفاً، ولن أسمح لنفسي كرئيس وزراء بتوقيع اتفاق غير منصف للجانبين".
واختتم العبادي حواره مع "الحياة" عن الأقليات، قائلا: "الأقليات تعرضت لضغوط كبيرة، لكن حقيقة الأمر أن أكثر من تضرر من القتل والتدمير بعد هجوم داعش هو المناطق السنّية، وأكثر النازحين اليوم من السنّة، مع أن داعش يرفع شعار الدفاع عن السنّة".

شارك