مساع إفريقية للتحرك ضد "بوكوحرام".. هل تواجه مصير التحالف الدولي؟

الخميس 22/يناير/2015 - 02:49 م
طباعة مساع إفريقية للتحرك
 
على غرار اتفاق عدد من الدول الغربية، لتدشين التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، اتفقت دول إفريقية أمس الأربعاء 21 يناير 2015، والتي تتعرض لإرهاب جماعة "بوكو حرام" المتطرفة، على السعي للحصول على تفويض دولي لإنشاء قوة متعددة الجنسيات لقتال هذه الجماعة، بينها النيجر وتشاد والكاميرون.

مساع إفريقية للتحرك
مواجهة جماعة بوكو حرام من قبل الدول الإفريقية التي تتعرض للإرهاب، أمر لا يحتاج إلى تفويض، فكل ما يهم هو التوافق على رأي موحد فقط، حتى يكون التحرك على أساس واضح واستراتيجية مضمونة التنفيذ، ورغم ذلك بدءوا في السعي لإنشاء أكبر قوة ممكنة من مختلف الدول سواء كانت إفريقية أو أوروبية، لمحاربة ذلك التنظيم الإرهابي.
ودعا الاتحاد الإفريقي إلى إتمام مشروع إرسال قوة إفريقية مشتركة للتصدي لجماعة "بوكو حرام"، قبل يوم من انعقاد قمة الاتحاد في نيامي بالنيجر.
وذكر بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي أن الدول الأعضاء طلبت من الأمم المتحدة إصدار قرار يمنح للقوة الإفريقية صلاحية التدخل في نيجيريا للقتال ضد جماعة "بوكو حرام" المتطرفة.
كما دعا الاتحاد الإفريقي إلى استحداث صندوق لدعم القوة الإفريقية، مؤكدا على أن "بوكو حرام" تشكل خطرا ليس فقط على نيجيريا وإنما على المنطقة برمتها. 
فيما أعلن وزير خارجية النيجر محمد بازوم أمس الأربعاء عقب القمة المخصصة للتصدي لـ"بوكو حرام" أن مقر "القوات الإقليمية" التي تحارب مقاتلي "بوكو حرام" سيتم نقله إلى عاصمة تشاد نجامينا، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء بعد وقوع مدينة باغا النيجيرية، التي كانت مقرا للقوات المشتركة التي تحارب "بوكو حرام"، تحت سيطرة الأخيرة.

وأضاف بازوم أن الدول الواقعة في منطقة بحيرة تشاد وافقت أثناء اجتماع في نيامي عاصمة النيجر على أن يقدم الاتحاد الإفريقي مشروع قرار إلى الأمم المتحدة، ولم يذكر متى سيحدث هذا، موضحًا أن الدول وافقت أيضا على نقل مقر القوة المتعددة الجنسية المقترحة من بلدة باجا في نيجيريا إلى العاصمة التشادية نجامينا بعد أن استولى مقاتلو "بوكو حرام" على باجا.
من ناحيته دعا رئيس تشاد إدريس دبي المجتمع الاقتصادي لدول إفريقيا الوسطى إلى تشكيل تحالف واسع النطاق؛ من أجل محاربة جماعة "بوكو حرام"، وتمتلك تشاد قوات أكثر فاعلية مقارنة مع الدول الإقليمية الأخرى في محاربة الجماعة.

مساع إفريقية للتحرك
وكانت تشاد أرسلت قوات إلى الكاميرون المجاورة الأسبوع الماضي، لتقديم المساعدة في الحرب ضد "بوكو حرام"، على خلفية ازدياد الخطر الذي يمثله مقاتلو الجماعة.
وفي أوائل الشهر الجاري، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره البريطاني فيليب هاموند للبحث في مبادرة جديدة لمحاربة تنظيم بوكو حرام بعد المجازر التي ارتكبها والعملية الانتحارية التي نفذتها طفلة في العاشرة من عمرها في سوق يقع شمال شرق نيجيريا.
وكان دعا رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ومسئولة في الأمم المتحدة إلى التحرك ضد جماعة بوكو حرام التي تشن منذ ست سنوات هجمات في شمال شرق نيجيريا، ويتوسع نطاق عملياتها مؤخرا إلى خارج الحدود.
وقال رئيس غانا جون ماهاما: إن الاتحاد الإفريقي قد يسعى نهاية المطاف للحصول على تفويض من الأمم المتحدة لتشكيل قوة لمحاربة جماعة بوكو حرام، بينما بدأت قوات تشادية بالوصول إلى الكاميرون لدعم البلاد في حربها ضد الجماعة ذاتها.
وأضاف الرئيس الغاني الذي يرأس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أن قادة المجموعة يدرسون إنشاء قوة مشتركة لمواجهة بوكو حرام، مشيرا إلى أنهم سيعقدون قمة إقليمية الأسبوع المقبل بهذا الخصوص، لافتا إلى أن الأمر سيستغرق شهورا قبل أن تصبح هذه القوة جاهزة.
وذكر ماهاما، في تصريحات له خلال اجتماع للمجموعة الاقتصادية، أنه يأمل في التوصل إلى "خطة تحرك محددة للانتهاء من مشكلة الإرهاب في القارة".
مساع إفريقية للتحرك
ويأتي نداء رئيس غانا بعيد نداء مماثل أطلقته ليلى زروقي مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة التي قالت: "نحن نرى بوكو حرام تنتقل إلى الدول المجاورة، وهذا يستدعي ردا إقليميا".
وأكدت زروقي ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي ودول الجوار والحكومة النيجيرية إجراءات تضمن وقف كل هذا الأمر، معتبرة أن مكافحة بوكو حرام "يجب أن تأتي في المقام الأول من نيجيريا".
من جانب آخر، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الكاميرونية أنه يجري نقل معدات عسكرية تشادية إلى الكاميرون لدعمها في قتال جماعة بوكو حرام النيجيرية.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي النيجيري ماتياس أوولا: "إن النيجيريين مستائين من الوضع الحالي التي تعيشه نيجيريا، موضحًا أن بوكو حرام استطاعت السيطرة على عدة مناطق في الشمال، وهذا ما جعل الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان يصرح أنه مصر على التصدي للإرهابيين، رغم أنه على أرض الواقع بوكو حرام هي التي تسيطر على الميدان وقوتها تأتي من تعقد هذه المنظمة، حيث إنها تستعمل في بعض الأحيان التحرش كوسيلة من وسائل الحرب، وفي بعض الأحيان تستعمل المتفجرات التقليدية وفي أحيان أخرى يستعملون وسائل حربية جد متطورة".
وفوض أعضاء البرلمان التشادي الحكومة بإرسال قوات لمحاربة جماعة بوكو حرام المتشددة مع الجنود الكاميرونيين والنيجيريين.
وأوضحت مصادر، أن البرلمان عقد جلسة استثنائية لتفويض الحكومة لإرسال القوات وهو في عطلة بدأت في 31 ديسمبر عام 2014، مضيفة أن القرار جاء بعد زيارة قام بها وفد كاميروني يوم الخميس بقيادة وزير الدفاع آلان إدجار بيبي نجو ومبعوث الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان إلى عاصمة نجامينا التشادية.

مساع إفريقية للتحرك
وأشاد الرئيس الكاميروني بول بيا بقرار التشاد، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستضمن الاستقرار والسلام والأمن للدول المعنية ولشعوبهم.
واقترحت التشاد تقديم دعم للكاميرون لمحاربة التنظيم، وحثت المجتمع الدولي على دعم الكاميرون وجميع الدول الأخرى على حوض بحيرة التشاد للقضاء على التهديد الذي تمثله الجماعة الإرهابية.
وتشن بوكو حرام التي تقاتل لإقامة إمارة إسلامية في شمال نيجيريا هجمات متزايدة على الكاميرون المجاورة، وتهدد أيضا الاستقرار في المنطقة التي تشمل أيضا النيجر وتشاد.
عدم التوافق بين تلك الدول على فكر موحد في مواجهة التنظيم، عرقل محاولات التصدي له، حيث إن الجميع لا يتفق على رأي واحد، فجميع الأطراف مختلفة في طرح سبل المواجهة؛ مما يؤدي إلى ازدياد الأزمة فيما بينهم، وكانت الدول الأربع وافقت على إنشاء قوة متعددة الجنسية للتصدي للإرهاب في نوفمبر الماضي، لكنها فشلت في تقديم الجنود.
ما تقوم به جماعة ‫"بوكو حرام‫" في نيجيريا في الوقت الراهن على غرار ما تقوم به داعش في العراق وسوريا، و‫"طالبان‫" في أفغانستان وباكستان، و‫"الإخوان‫" في مصر، يعد سعيا واضحا من الجماعات الإرهابية لفرض سيطرتها على مناطق جغرافية بعينها.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ويوضح المشهد أن مساعي الدول الإفريقية لتدشين جبهة في مواجهة جماعة بوكو حرام، سيكون مصيره نفس ما يشهده التحالف الدولي في مواجهة داعش، ما لم تتغير استراتيجية تلك الدول في مواجهة العناصر الإرهابية، قد يكون احتمال نجاح محاربة بوكو حرام أمرا ضعيفا، ولكن مع انضمام دول أوروبية سيختلف الأمر وقد تنجح المواجهة في ظل توحد الدول الإفريقية والأوروبية معا.

شارك