الآشوريون من الفرس إلى "داعش" تاريخ من المذابح.. وأرمينيا ترحب بهم

السبت 28/فبراير/2015 - 07:00 م
طباعة الآشوريون من الفرس
 
لفت خطف تنظيم داعش للآشوريين بسوريا نظر العالم لهم، وجعل الكثيرين يتساءلون عنهم.. أصلهم وعقائدهم وثقافتهم، وهو ما نقدمه في السطور التالية: 
يعتقد أن الآشوريين يتحدرون من سلالة سام بن نوح أب آشور. المذكور في الإصحاح العاشر من سفر التكوين بالتوراة وهم موجودون قبل المسيح بسبعة آلاف سنة، ويصنفهم التاريخ بين أقدم الشعوب التي اعتنقت المسيحية منذ القرن الأول الميلادي.

البداية

البداية
كلمة "آشور" مشتقة من كلمة "آشارو" الآكادية، أي اللغة الآشورية القديمة، وتعني البداية، وبهذا الاسم سمى الآشوريون الله، فهو بداية كل شيء حسب ما جاء بالكتاب المقدس (أنا هو الألف والياء البداية والنهاية)، ثم انتسبوا جميعهم إلى هذا الاسم، إذ تقاسموا عبادة هذا الإله غير المنظور، بحسب ما تثبته صلوات الملوك الآشوريين. وبعد انقسام كنيسة المشرق إلى طوائف متعددة، اختلفت التسميات التي أطلقت على هذا الشعب، لكن بقي "آشوري" الاسم القومي الوحيد لكل مسيحي في العراق وسوريا مرتبطًا مباشرة بالآشوريين القدماء، الذين اعتنقوا المسيحية في العراق على يد القديس تداوس (أحد حواريي المسيح الاثني عشر).

تاريخ وحضارة

تاريخ وحضارة
تؤكد كتب التاريخ أن الآشوريين سكنوا بلاد ما بين النهرين، أي المناطق التي تعرف اليوم بالعراق وسوريا وتركيا، وبأعداد أقل في إيران، وكانت لهم امبراطورية عنيدة، عرفت بحضارتها الباهرة، وهزمت الكثير من الجيوش، حتى قضت عليها جيوش "البابليون والميديون" التي دخلت نينوي في 612 قبل الميلاد، حيث استغلوا هطول أمطار قوية رفعت منسوب دجلة بسيول جارفة حطمت أسوارالمدينة، وأسهمت في إبادتها، بحسب رواية ذكرتها جريدة "النهار" اللبنانية عن الأب سرجون زومايا، خادم كنيسة مارجيوارجيوس الآشورية في لبنان.
قال الأب سرجون "بعد سقوط نينوي، أسس الآشوريون ﻷنفسهم حكمًا آخر بالاتفاق مع الرومان الأقوياء في ذلك الوقت، واستمر هذا الحكم إلى سنة 336 ميلادية، حين نشبت حرب شعواء بين الروم والفرس، فانهزم الروم وسقطت مملكتهم الصغيرة على يد الفرس، فطُرد الآشوريون من مملكتهم وانتهت المملكة".

الشتات 
تحت الحكم الفارسي تشتت الآشوريون ما بين تركيا في بلدة أورهي التركية وفي سوريا في نصيبين وفي الموصل بالعراق. 
وينسب للحضارة الآشورية تعليم العالم الأبجدية، وإسهاماتهم في تأسيس علم الفلك، واشتهروا بصيد الأسود، وعرفوا بالقوة والبأس، وأبدعوا في تطوير وسائل الدفاع والحصار وأدوات القتال، وبرزوا في فنّ النحت. ومن أشهر ملوكهم هو آشور ناصربال الثاني (884-858 قبل الميلاد) وسنحاريب (705-681 قبل الميلاد)، وآشور بانيبال (669-629 قبل الميلاد).

الآشوريون تاريخ من المذابح

الآشوريون تاريخ من
لا يعد اعتداء داعش على الآشوريين وخطف بعضهم وقتل البعض الآخر أمر جديد تماما على التاريخ الآشوري، فقد حلّت بهذا الشعب الكوارث منذ أيام تيمور لنك في القرن الرابع عشر، وفي عهد بدر خان ببداية القرن التاسع عشر، وفي العهد العثماني، وخلال الحربين العالميتين، فتناقص عددهم، ويبلغ اليوم نحو 35 ألفًا في العراق و30 ألفًا في سوريا و1500 في لبنان. وفي خلال الحربين العالميتين هرب الآشوريون من العراق وسوريا وإيران وجورجيا من الهمجية العثمانية، حيث تم ذبح واضطهاد الآشوريين، لا سيما السريان الأرمن منهم.
بعد استقلال سوريا والعراق، دخل الآشوريون في تصنيف الأقليات الدينية فيهما. سكن معظمهم في المناطق الريفية حتى ستينيات القرن الماضي، حين بدءوا النزوح إلى المدن بحثًا عن عمل، والهجرة إلى أمريكا ودول أوروبا الغربية. وزادت هذه الهجرة مع الحرب العراقية- الإيرانية، ثم بعد سقوط بغداد في 2003. وحاليا هناك دعوات بالهجرة هروبا من توحش داعش. واليوم أعلنت أرمينيا ترحيبها باللاجئين الهاربين من داعش من الآشوريين، ويعيش في أرمينيا جالية آشورية يقدر عددها بنحو 4 آلاف آشوري يحملون الجنسية الأرمنية، ولهم قراهم الخاصة، كما أنهم انخرطوا في المجتمع الأرمني، ويعتبرون أنفسهم أرمن من أصول آشورية استطاعوا الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم وطقوسهم الدينية ولهم نواديهم ومدارسهم الخاصة. كما أن الدولة الأرمنية منحتهم في العام ٢٠١٢ قطعة أرض في مركز العاصمة يريفان بنوا عليها نصب يخلد ذكرى شهدائهم الذين قتلوا على أيدي السلطات العثمانية في مطلع القرن الماضي.

شارك