بعد الاعتداء على مقاره وقياداته.. "النور" يدخل حربًا نوعية جديدة مع "الاخوان"

الأحد 22/مارس/2015 - 08:03 م
طباعة بعد الاعتداء على
 
في تطور نوعي جديد بين "الدعوة السلفية" و"جماعة الإخوان" في الحرب الدائرة بينهما، والذي يحتكم فيها حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، إلى القانون ممثلا في جهاز الشرطة حيث يقوم الحزب بتقديم بلاغات في أقسام الشرطة ضد أعضاء جماعة الإخوان،  حيث يتهم الحزب أنصار الجماعة بالاعتداء على قادته ومقاره، بعد نحو عامين من عزل محمد مرسي المنتمي للإخوان، وبينما قال عبد الغفار طه، عضو اللجنة الإعلامية بحزب النور إن "المؤشرات كلها تدين الإخوان"، قال ماهر فرغلي، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن "النور يقدم البلاغات في هذا التوقيت للحفاظ على حضوره بين أنصار تيار الإسلام السياسي.. وإثبات أن الإخوان جماعة منحرفة وتمارس العنف"
فقد تقدم "النور" بعشرات البلاغات إلى أقسام الشرطة في القاهرة والمحافظات ضد أنصار الإخوان، متخليا عن حذره في التعامل مع جماعة الإخوان، الأمر الذي عده مراقبون دليلا على إدراك الحزب أن الوقت بات مناسبا لإثبات أن "النور" يقف مع الدولة المصرية في مواجهة شغب الإخوان في الشارع، قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية، المرجح أن تنطلق منتصف العام الحالي.

بعد الاعتداء على
وشارك "النور" في صياغة خريطة المستقبل، عقب عزل مرسي، وهو الموقف الذي أشعل الوضع بين "النور" وقوى إسلامية مؤيدة للجماعة، واتهمت جماعة الإخوان "النور" بالوقوف ضد ما سموه "التجربة الإسلامية" وحمَلوه مسئولية قرار الانقضاض على الرئيس الإخواني.
ولجأ حزب النور لأقسام الشرطة خلال اليومين الماضيين لمواجهة اعتداء عناصر الإخوان على قياداته، وقدم العديد من البلاغات ضد الإخوان، وقال رئيس حزب النور، يونس مخيون: "نبلغ الشرطة.. لأننا لا نريد زيادة وتيرة العنف وننحاز للمصلحة الوطنية".

أمين عام حزب النور
أمين عام حزب النور جلال مرة
واستنكر أمين عام حزب النور جلال مرة "الأحداث الإجرامية الإرهابية المأجورة"، التي وقعت خلال الفترة الماضية، في إشارة إلى الاعتداء على قيادات حزبه، قائلا على صفحة الحزب الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ما زالت الأحداث الإجرامية تتوالى وتتابع ظنًا من هؤلاء المجرمين أن هدف من استأجرهم ومن مولهم ومن خطط لهم سيتحقق"، مضيفا أن "آمال الجماعة الإرهابية سراب وأوهام وخيالات، فالشعب المصري يملك إرادته كاملة ويثق في قيادته، ولن ترهبه أو تخيفه تلك الأفعال الإجرامية".
وقالت مصادر في حزب النور، إن "مسلسل اعتداءات الإخوان على مشايخ وقيادات النور، بدأت بتعرض ياسر برهامي أحد رموز الحزب للاعتداء بالضرب من قبل أشخاص تابعين للإخوان بأحد المساجد في منطقة العمرانية بالجيزة، يونيه الماضي، كما اعتدى الإخوان على قيادات النور أثناء مؤتمراتهم المختلفة في المحافظات التي بها كثافة لأنصارهم، فضلا عن إحراق سيارات ومقرات للحزب ولأعضائه".
وحول اتهام الإخوان من قبل النور، قالت قيادات في حزب النور : "من الذي يملك الأموال والأماكن والهواتف الخاصة بقيادات النور، إلا جماعة الإخوان"، لافتًا إلى أن "الحزب يتعامل مع كل حدث في وقته، وفور حدوث الحدث يقوم بتقديم بلاغات، والذين يقومون بهذه الاعتداءات معروفون.. فالحزب يسلك فقط الطريق القانوني ويبلغ الشرطة بأي اعتداءات"
وتبرأ "النور" من علاقته بجماعة الإخوان التي أعلنتها السلطات المصرية تنظيما إرهابيا، في سبتمبر الماضي، وذلك عبر فيلم تسجيلي تحدث عن علاقته بـ"الإخوان" منذ ثورة 25 يناير عام 2011، وقال الحزب وقتها إن "الفيلم محاولة لوقف ما يقوم به (الإخوان) من هجوم عليه".

الفيلم الوثائقي

الفيلم الوثائقي
يوضح الفيلم، الذى جاء بعنوان "حقيقة ما حدث بين حزب النور والإخوان"، رؤية الدعوة السلفية التي طرحتها عقب إعلان فوز مرسى بفارق قليل عن منافسه الفريق أحمد شفيق، وتتلخص في حتمية إشراك أكبر عدد ممكن من القوى السياسية النظيفة في إدارة البلاد، وأن خطة المائة يوم فشلت تماما، وهو ما كان مثار اهتمام من الإعلام والمعارضة التي استغلت الأمر، لإظهار بداية فشل حكم الإخوان.
ثم انتقل الفيديو إلى فشل حكومة الدكتور هشام قنديل، وبيان حزب النور حقيقة فشل الحكومة، وهو ما اتفق عليه عدد كبير من أنصار مرسى ومعاونوه، مثل نادر بكار، والدكتور محمد محسوب الوزير السابق بحكومة قنديل، والدكتور سيف عبدالفتاح، والدكتور هشام كمال، القيادي بالجبهة السلفية.
واستكمل الفيلم إلى أن وصل للإعلان الدستوري الذى أعلنه مرسى وما أثير حوله من انتقادات وهجوم شديد، واستقالة عدد كبير من مستشاري مرسي.
وانتقد الحزب رفض مرسى وتجاهل مؤسسة الرئاسة مبادرة حزب النور التي طرحها للخروج من الأزمة آنذاك، ووافقت عليها أغلب القوى السياسية.
وشدد على تأكيد الحزب في عهد مرسي على تقديم النصيحة والرشد، على الرغم من الهجوم الذى شنته جماعة الإخوان على الحزب وقياداته، واعتبرته خائنا وعميلا.
وأعلنت الدعوة السلفية وحزب النور المشاركة في أي تظاهرات مع جماعة الإخوان، ردا على تظاهرات 30 يونيه، مؤكدة رفضها خطاب التكفير والتخوين الذى بدأ ينتشر بشكل كبير.
وأورد الفيلم جانبا من خطابات مرسي والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي حينما كان وزير للدفاع.
ولفت إلى تغير أطراف المعادلة ببيان السيسي في 1 يوليو، مع عدم إدراك الإخوان ذلك.
وعدد الفيلم لمواقف حزب النور من الأحداث المتتالية عقب عزل مرسى، وبيان الموقف الشرعي منها، ورفض حوادث القتل، والمطالبة بتقديم كل من قتل إلى المحاكمة.

توسيع نطاق الحرب على الجماعة

محمد الأباصيري، الداعية
محمد الأباصيري، الداعية السلفي
حيث دعا عدد من شيوخ الدعوة السلفية إلى ضرورة إبلاغ الشرطة عن "المحرضين وممارسي العنف من أعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم"، لأنه واجب وطني وشرعي، فيما بدأ حزب النور حملة في المحافظات لمناهضة التنظيمات التكفيرية.
وقالت مصادر قريبة من الدعوة إن الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة، أجرى اتصالات موسعة مع قيادات جماعة أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية لتشكيل قوافل دعوية، مهمتها الأولى رصد تحركات الإخوان، والتصدي للعنف.
وقال محمد الأباصيري، الداعية السلفي، في بيان، إن الإبلاغ عن "أنصار الجماعات الإرهابية" بات واجباً شرعياً، وإن من يمتنع عن الإبلاغ بمعلومات عنهم آثم في حق الدين، ومشارك في إراقة الدماء.
واعتبر سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة السلفية، أن إبلاغ أجهزة الأمن عن أي شخص يزرع أو يصنع المتفجرات واجب شرعي، وأضاف في تصريحات صحفية: "نحن لسنا جهة تحقيق، لكن جميع الظواهر تقول إن الإخوان وراء التفجيرات، وإن الإبلاغ عنهم واجب وطني وشرعي"، وقال المهندس صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إن أنصار الإخوان يحاولون جر الدعوة والحزب إلى العنف، من خلال محاولة الاشتباك معهم عدة مرات، مشيراً إلى التزام الحزب بالقانون.

المعركة قديمة

المعركة قديمة
منذ نشأة الإخوان نهاية العشرينيات وقبل يناير 2011 بأيام لم يصف السلفيون الإخوان مرة بأنهم «أهل الله»، وبينما كانت قيادات مكتب الإرشاد في السجون، كان السلفيون في المساجد يلعنون «الإخوان»، ومشاريعهم وطموحاتهم.
لكن فرص ما بعد يناير دفنت خلافات عقيدية جوهرية مؤقتا، فسكت أهل السلف عن فتاوى تكفير أولاد البنا، وسيد قطب.
في أدبيات السلفيين الإخوان أميل إلى المتصوفة، والصوفية فيهم ملمح من التشيع، وفى المعتقد السلفي الشيعة مشركون.
يؤمن السلفيون بأن دولة الإسلام تبدأ بتطبيق الحدود، ولا مكان لغير المسلمين في مناصب الولاية، بينما يرى الإخوان أن الحدود تأتى لاحقة على التمكين، وأن إشراك الأقباط في الحكم جائز بشروط.
لا يعترف السلفيون بالسياحة ولا نزهة الأجانب في دار الإسلام، ويرون أن الشرع يكلف ولى الأمر بالبدء فورا بإغلاق معاقر الخمور، وإلزام الأجانب بمبادئ الإسلام.. ما عدا الصلاة والزكاة، في المقابل لا يعتقد الإخوان أن في حرية الأجانب إثما، باعتبار السياح مستأمنين، ولا يلزم المستأمن في دار الإسلام إلا عدم الاعتداء على حرمات المسلمين.
يقول السلفيون بعدم جواز تعاطى الأجانب للمنكر ولو سرا، بينما يرى الإخوان أنه لا إثم في إتيان السياح المنكرات دون جهر أو إعلان.
كان تقارب السلفيين والإخوان بعد يناير غريبا، لكن السلفيين كالإخوان.. مراءون، مارسوا الخديعة، وعلقوا أحكامهم الشرعية، نصبوا الفخاخ مع الإخوان، ثم أوجعهم أن يقعوا فيما نصبوه من فخاخ مع الجماعة.
قبل انتخابات الرئاسة وعدت الجماعة بدولة الحدود، وعد الإخوان السلفيين بأنهار عسل حكم الله في الدنيا، ومجارى لبن الخلافة الإسلامية في الأرض، قبل أن يستفيق أهل السلف على تلف الأخونة.
بعد الاعتداء على
وجاءت محاولات التقارب الإخواني الشيعي ففجرت رؤوسا، للدرجة التي وصفها برهامي بالتسهيل الإخواني للشرك، في فتوى عادت بالحركة السلفية إلى تقليد قديم.
في أدبيات أهل السلف يدخل الإخوان بحديث نبوي ضمن الفرق الاثنتين والسبعين التي في النار، في اعتقاد سلفي صريح بخروج الإخوان، من الناحية الفقهية على مذهب أهل السنة والجماعة.
قبل سنوات من حيل السياسة وتحالفات الحكومة، كان الإخوان في النار، وبعد فشل حيل السياسة وتحالفات الحكومة كان طبيعيا أن يعيد السلفيون الإخوان إلى جهنم.

الإخوان مراؤون، والسلفيون أيضًا

الإخوان مراؤون، والسلفيون
ال تقرير لمعهد السياسات العربية الأمريكي إن أساس الصراع بين الإخوان وبين التيارات السلفية يكمن في تصورات كل فصيل لشكل الدولة الدينية، ليس على تحويل مصر إلى دينية أم لا، وصف التقرير التدافع بين السلفيين والإخوان في مصر بـ "الثيوقراطي"، الخلاف فيه على حدة ومقدار وشكل الدين في الدولة، لا مجرد الشكل الديني للدولة.
ففي تراث السلفيين، ينقص جماعة الإخوان خواص أهل العلم، ويفتقرون إلى نشاط الدعوة إلى التوحيد وإنكار الشرك والبدع، وفى إحدى فتاواه، وصف الشيخ الطويل جماعة الإخوان، بالتي فارقت النشاط الدعوى إلى اللهو فانحرفت عن الطريق الصحيح لعقيدة أهل السنة!
في المقابل فإن السلفيين من وجهة نظر إخوانية "صخرة معطلة" تسد مجرى الماء، ولا تترك للنهر مساحة تدفق، وفقا لبرقية دبلوماسية أمريكية عام 2009 نشرها ويكليكس، بدأ قادة الإخوان يشعرون بعدم الارتياح إزاء تحول أعضاء من صغار السن في الجماعة بالريف إلى المنهج السلفي، وبشكل متزايد.
وقتها فطن الإخوان إلى خطورة السلفية، وأفكارها التي بدأت في ضرب الجماعة من الأساس، وصل الأمر إلى اعتقاد سارٍ بين قادة مكتب الإرشاد حتى الآن، بأن شيوع أفكار السلفية كان أهم أسباب فورة شبابية في صفوف الجماعة، ما عرضها لهزة عنيفة قبل سنتين.
لذلك فإن ما بدا من تقارب إخواني سلفي بعد يناير كان أقرب الى خطبة صالونات فاشلة، راود فيها الإخوان السلفيين سياسيا قبل انتخابات الرئاسة، وحفز الواقع وقتها الإخوان لإبداء مواقف دينية أكثر تشددا، محاولين سد الفجوة الفقهية بينهم وبين جماعات السلف، وحتى حين.
تعهد الإخوان وقتها بمنح مشايخ السلفية صلاحية التصديق على مطابقة التشريعات المصرية للشريعة الإسلامية، واستجاب الإخوان لتذمر السلفيين، فنكص مرسى وعوده بتعيين امرأة وقبطي بين نوابه، أعلنت الجماعة رفضها القروض باعتبارها ربا، ولما قال الرئيس مرسى ذات مرة إنه لا فرق بين عقيدة الأقباط وعقيدة المسلمين، ثار السلفيون، فعاد الرئيس وناور في المعاني، بلا معانٍ!
بعد انتخابات الرئاسة، وجد الإخوان أنفسهم في وضع سيئ أجبرهم على رفض بعض ما وعدوا به السلفيين في الخفاء، بدءا من فرض الزكاة بقانون، وإلزام الأقباط بالجزية بقانون أيضا، وصولا إلى تراجعهم عن الموافقة على تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وقبل الإخوان قرض صندوق النقد، بعد تحريم سلفي، ومدوا جسور التواصل مع إيران، رغم رفض شرعي بتأصيل سلفي أيضا.
ياسر برهامي
ياسر برهامي
رغم خلافاته مع مدارس سلفية أخرى في الفروع، فإن الشيخ ياسر برهامي لايزال مرجعية سلفية لا يمكن غض الطرف عنها أو تجاهلها، فتواه بعدم اعتبار الرئيس المعزول مرسى" وليا شرعيا"، ثم تلميحه بأن العلاقات مع الشيعة شرك بالله لها دلالاتها العميقة.
فالولي الشرعي فقها، هو من تجب على المسلمين طاعته، بأوامر من الله.. فلا يجوز خلعه من منصبه إلا بواسطة أهل الحل والعقد، ولا تسمع مطالبات عزله من العامة أو آحاد الرعية.
والولي الشرعي هو من تجب له الدعوة على المنابر باعتبار أن حكمه تكليف ديني لا رئاسة دنيوية.
وتذهب بعض مدارس الفقه السلفي إلى أبعد، فتجيز للولي الشرعي، أن يأمر المسلمين بصوم يوم غير منصوص، فيكون له السمع والطاعة، ويكون المسلمون مأمورين بالصوم شرعا.. ويؤثم من يعصى!
صيغة الولاية في الفكر السلفي دينية، لذلك لا يجيز السلفيون الخروج عن الولي الشرعي، بينما يجيزون الخروج عن غيره، ولو كان "منتخباً"
المعنى أن السلفيين، مؤخراً وفي النصف الثاني من ولاية مرسي اقتربوا بالفتاوى من رفع سقف المعركة مع الإخوان، ورفع الغطاء الشرعي عنهم أيضاً.
وصف الإخوان بالتحريض على الشرك، تلميح قوى لاشتراكهم مع الشيعة في نشر الكفر، والقاعدة أن الدال على الخير كفاعله، والدال على الشر شرير، لاحظ أن الشرك ليس شرا، إنما كبيرة شرعية، وخروج من الملة، وفقها يأخذ المحرض على الفعل، حكم الفاعل، وله عقابه قانوناً.
بعد الاعتداء على
فكان موقف برهامي وآخرين، مؤشر على رغبة سلفية في إعادة فتح أبواب فتاوى تكفير الإخوان، للألباني وصالح الفوزان وابن عثيمين، بعدما كانوا قد أغلقوها.. تقية.
ففي تسجيلات منهاج السنة، رفض الشيخ ناصر الألباني اعتبار الإخوان المسلمين من أهل السنة والجماعة، لأنهم يحاربون السنة.
وصف الألباني الإخوان بأنهم ممن «ينطلقون من قاعدة العمل فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه في كل الأمور»، بينما لا يجيز السلفيون العذر بالجهل أو بالتأجيل.
وفى فتوى للشيخ ابن باز أعاد شباب السلفيين تداولها على مواقع التواصل مؤخراً، روى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، وأدخل الإخوان في الاثنين وسبعين الهالكة، لما عندهم من "تحزب وبدع وشق للعصا"
وقال الألباني إن الإخوان بعيدون منذ نشأتهم عن فهم الإسلام فهما صحيحاً، وبالتالي، بعيدون عن تطبيقه عملياً! 
رفض الألباني تفضيل الإخوان «التحزب طلبا للسلطة وطمعا في الحكم»، واعتبره السبب في فشلهم في أن يكونوا ضمن الأمة المرحومة في الإسلام، فكانوا ضمن الاثنين وسبعين فرقة الشاردة!
يرى الفقه السلفي، أن الإخوان خالفوا السبيل إلى المجتمع الإسلامي الحقيقي، الذى يؤدى إليه العمل بالكتاب والسنة.
فالإخوان، لا يعملون، كما يرى أهل السلف، بالكتاب والسنة، لذلك ففي أدبيات السلفية، تلميحات عديدة ضدهم، منها استشهادهم في وصف الإخوان بما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خط خطا مستقيما على الأرض، ثم خطوطا أقصر، وأكثر تعرجا، قبل أن يقرأ قوله تعالى: « وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ( 153 ) الانعام».. ثم أشار بإصبعه على الخط المستقيم وقال: هذا صراط الله، وعن الخطوط المتعرجة قال: على رأس كل منها شيطان يدعو الناس إليه!

الشيخ صالح الحيدان
الشيخ صالح الحيدان
وقال الشيخ صالح الحيدان في إحدى خطبه أن: «الإخوان ليسوا من أهل المناهج الصحيحة» في الدين، بينما نسب للشيخ صالح آل شيخ إفتاءه بأن «الإخوان يتخذون في الدعوة أساليب التكتم والخفاء والتلون والتقرب إلى من يظنون أنه سينفعهم، ولا يعلنون حقيقة أمرهم.. ما يعنى أنهم باطنية من نوع ما».
فتلك الحرب ليست جديدة بين أكبر فصائل الإسلام السياسي في مصر "الدعوة السلفية" و "جماعة الاخوان" فهل تستفيد التيارات الأخرى من هذه الحرب لكشف ادعاء هذه الفصائل امتلاكها الدين الاسلامي؟ وان كل فصيل منهم يدعى خوفه على الدين والوطن، بينما تشهد ممارساتهم بانهم إنما يريدون السلطة فقط وانما تلك الحرب ليست من أجل الدين في المقام الأول بينما هي من أجل السلطة والحكم. 

شارك