الإفتاء المصرية: 10 % من العمليات الانتحارية تنفذها نساء !!

الخميس 16/أبريل/2015 - 02:02 م
طباعة الإفتاء المصرية:
 
أصدر مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية تقريره الخامس عشر بعنوان "العمليات الانتحارية: صناعة الوهم والخيال" في أعقاب بث تنظيم منشقي القاعدة «داعش»، فيديو لشاب مصري يدعى «أبو مصعب المهاجر»، يعلن فيه مسئوليته عن عملية انتحارية استهدفت من وصفهم بـ«المرتدين» في مدينة بنغازي.
تناول التقرير العمليات الانتحارية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة تحت مسميات متعددة ودعاوى باطلة، مفندًا الفتاوى والأسانيد التي يسوقها المتطرفون لتبرير تلك الأعمال الإجرامية، والدوافع والأسباب وراء القيام بتلك العمليات، خاصة ما يتعلق منها بالدوافع الدينية والنفسية والاجتماعية، وأهم الفئات المستهدفة من تلك الجماعات لكي تكون النواة للقيام بتلك العمليات في المستقبل.
أكد التقرير أن الإسلام قد أسس دولته وجعل قاعدتها الأولى أمن واستقرار المجتمع؛ فالأمان في الدولة هو مناط الإنتاج والتقدم، فبدون الأمن لن تبقى المجتمعات، كما حارب الإسلام كافة أشكال التخريب وترويع الآمنين والإفساد في الأرض.
وحذر التقرير مما أسماه "موجة من العمليات الانتحارية" تستهدف المنطقة العربية والإسلامية في إطار تنفيذ مخططات وأهداف تلك التنظيمات والجماعات التكفيرية، حيث دأبت تلك الجماعات على بيع الوهم والخيال إلى الشباب المتهور ليقدم على تنفيذ عمليات تفجيرية ضد المدنيين مسلمين وغير مسلمين، مضيفًا أن الجماعات التكفيرية تعمل بشكل مكثف على نشر فتاوى مضللة تبرر قتل النفس وقتل الغير، بل تتفاخر بالعمليات الانتحارية وتصنفها باعتبارها شهادة مشروعة في سبيل الله، وعملاً فدائيًّا يُعلي شأن منفّذه ويرفعه إلى مصاف الخالدين؛ سعيًا منها لجذب متطوعين جدد يحققون الأهداف المرجوة.
وبين التقرير عددًا من المداخل التي ينطلق منها الفكر التكفيري لجذب الانتحاريين، منها التركيز على الباعث الديني وتصوير العمليات الانتحارية كأرقى درجات الشهادة، والعمل على ترويج الفتاوى التي تؤكد هذا المعنى، بالإضافة إلى عمليات "غسل الأدمغة" للعناصر الموالية لها، وشحنها بعقائد تحض على كره الآخر وقتاله بالإضافة إلى استغلال الباحثين عن التوبة والإقلاع عن المعاصي، باعتبار أن هذه العمليات تضمن لهم توبة صحيحة وتكفيرًا عن الذنوب والمعاصي، وأنها السبيل الأفضل للوصول إلى الجنة الموعودة.
وفي إطار العمل على محاربة تلك الآفة وهذا المرض الخبيث، سعى التقرير إلى البحث في الأسباب النفسية المؤدية إلى القيام بتلك العمليات، والتي تركزت غالبيتها في الشعور بالإحباط واليأس من إمكانية تحقيق الطموحات الشخصية والحياتية، خاصة لدى فئات الشباب, والرغبة في الانضمام والانتماء لمجموعة تعبر عن الذات والهوية الدينية.
وفيما يتعلق بدور المرأة في العمليات الانتحارية، فقد أوضح التقرير أن المرأة تمثل عاملاً حيويًّا لدى تلك الجماعات، وقد أشار عدد من الدراسات إلى أن نحو ( 10% ) من إجمالي العمليات الانتحارية تنفذها نساء، كما تستخدم المرأة أيضًا كخلايا منظمة يناط بها مهام عدة مثل الوقوف عند نقاط التفتيش ورصد ومراقبة المواقع المستهدفة، بالإضافة إلى القتال والعمليات التفجيرية.
وأشار التقرير إلى أن النسبة الأعظم من ضحايا التفجيرات والعمليات الانتحارية من المسلمين القاطنين في الدول الإسلامية، بينما شكل الأجانب الغربيون نسبة هامشية في جملة الضحايا الذين سقطوا إثر تلك العمليات الانتحارية التي نفذتها عناصر التنظيمات التكفيرية في أنحاء متفرقة من العالم.
وبين مرصد الفتاوى التكفيرية في تقريره أن غالبية الجماعات المتشددة والمتطرفة تستند إلى قاعدة "التترس" الفقهية لتبرير قتل الأبرياء أثناء هذه العمليات التفجيرية، ويلبسون على أتباعهم أقوال الفقهاء فيها، بل ويعتبرون أن الأبرياء ضحايا تلك العمليات في عداد الشهداء ويدخلون الجنة؛ لتبرير أعمالهم الإجرامية تحت ستار من الشرعية الدينية، بل يذهب بعضهم إلى أن أي مسلم يعوق صراعهم أثناء اشتباكهم مع الغرب أو أي نظام معادٍ لهم، فإنه مرتد، وبالتالي فهو هدف مشروع.
وقد فند التقرير تلك الأقاويل، مؤكدًا أن ما يحدث مغالطة وقياس فاسد وهو استهداف غير شرعي للمدنيين؛ حيث يقتل بسببه الرجال والنساء والأطفال، وهو أمر يرفضه الإسلام.

شبكات الموت

شبكات الموت
وفي سياق متصل أكد مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء أن الأعمال الإجرامية التي قامت بها حركة "شباب المجاهدين الصومالية" من اقتحام لإحدى الجامعات الكينية وقتل وإصابة العشرات تعكس أن حركة الشباب الإرهابية تتبنى- كغيرها من التنظيمات التكفيرية- عدة مبادئ تتمثل في اعتبار الحكومات والنظم السياسية القائمة أنظمة كفر تخالف الإسلام، وتعادي الشريعة الإسلامية، وتوالي أعداء الدين الإسلامي، كما أنها ترفض التعامل مع مؤسسات الدولة على اعتبار أن ذلك سيؤدي إلى اعتراف وتقوية مؤسسات "الكفر" والجماعات الممتنعة عن تطبيق الشريعة، معتبرين أن العنف هو الوسيلة الناجحة- من وجهة نظرهم- لإحداث تغييرات جوهرية في بنية الدول السياسية والاجتماعية والثقافية.
وحذَّر مرصد التكفير من انتشار تلك الجماعات بشكل شبكي حول العالم، ومؤكدًا اشتراكها جميعًا في بناء فكري شبه موحد، يشمل عدم الاعتراف بمفاهيم الوطن والمواطن، وتنظر تلك الجماعات إلى العالم كله من منظور دار الحرب ودار الإسلام، وتعتبر أن كل دار لا تطبق فيها الشريعة الإسلامية – كما يفهمها هؤلاء – تعد دار حرب ينبغي قتالها وانتهاج العنف سبيلاً دائمًا معها.
وأوضح مرصد التكفير أن تلك الهجمات إنما تأتي في إطار مفهومهم عن "دار الحرب"، التي ينبغي قتالها وتدميرها، والتي تهدف إلى إقامة الإمارة الإسلامية في الصومال على غرار تنظيم منشقي القاعدة "داعش" في سوريا والعراق، وطالبان في أفغانستان، كما تستهدف تلك الحركة الجماعات الصوفية في الصومال والدول المجاورة، وتعمل على نشر أيديولوجيتها التكفيرية من خلال بث الذعر في نفوس المواطنين واللجوء إلى الجلد والبتر والذبح وقطع الرءوس.
ودعا مرصد دار الإفتاء إلى ضرورة دعم جهود محاربة الإرهاب ومواجهته على كافة الأصعدة، والعمل على تجفيف منابعه الفكرية والمذهبية، واستخدام الأدوات الحديثة في المواجهة، وبذل كافة الجهود من أجل استئصال هذه الحركات وأفكارها القاتلة.

الإسلام لا يجيز تفجير الكنائس

الإسلام لا يجيز تفجير
كما أدان مرصد فتاوى التكفير العمل الإرهابي الذي قام به تنظيم منشقي القاعدة "داعش" بتفجير كنيسة السيدة العذراء في تل نصري بمدينة الحسكة السورية، صبيحة عيد الفصح، مؤكدًا أن هذا العمل الإجرامي يتنافى مع التعاليم السماوية والقيم الإنسانية، ويهدف إلى بث الفرقة ونشر الفوضى، والإسلام والمسلمين منه براء.
وأكد المرصد أن ما يفعله تنظيم داعش الإرهابي من تفجير للكنائس وترويع وقتل المسيحيين لا يجيزه الإسلام، بل حذر منه أيضا لما يحدثه ذلك من إثارة الفتنة، كما أن الأديان السماوية جميعها قد عملت على صيانة الأركان الضرورية للحياة البشرية، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وأن من قتل نفساً ظلماً وعدوانا فكأنما قتل الناس جميعاً.
وبيّن مرصد الفتاوى التكفيرية أن موقف الإسلام من أتباع الديانات السماوية هو ما نص عليه رب العزة في قوله تعالي: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، وديننا الإسلام يأمرنا أن نؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجميع الأنبياء والمرسلين لا نفرق بين أحد منهم، يقول تعالي: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ"}.
وأوضح البيان أن الإسلام بريء من كل ما ينسب إليه من مثل هذه الأعمال التخريبية مهما حاول أصحابها الانتساب إليه والممارسة باسمه، من مثل هذه المجموعة التي تبنت هذه التفجيرات.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية أن فتاوى جمهور العلماء قديما وحديثا تؤكد جميعها على حرمة الاعتداء على الكنائس، سواء بالتفجير أو الهدم، وأنه أمر لا يجيزه الإسلام أبدًا ويحذر منه لأن في هدم الكنائس والعدوان على أصحابها إحداث زرع الفتنة وشق الصف وإشعال بذور الطائفية، مضيفًا أن المسيحيين مواطنين من أهل الوطن السوري مثل المسلمين، لهم ما للمسلمين من حقوق وعليهم ما على المسلمين من واجبات ولا يجوز بأي حال من الأحوال الاعتداء عليهم أو التعرض لدور عبادتهم.

شارك