أزمة اليمن تدخل مرحلة الحوار.. والسعودية تبحث هدنة 5 أيام

الخميس 07/مايو/2015 - 06:11 م
طباعة أزمة اليمن تدخل مرحلة
 
دخل اليمن مرحلة جديدة من المفاوضات، مع ترحيب سعودي بوقف الغارات الجوية لمدة 5 أيام  لتقديم المساعدات الانسانية والاغاثة لليمنيين المتضررين، مع تصريحات بعقد الحوار اليمني في جنيف، مما يمهد بإنهاء الوضع في اليمن.

المشهد الميداني:

المشهد الميداني:
على الصعيد الميداني، جدد التحالف العربي بقيادة السعودية، الخميس، غاراته على العاصمة اليمنية صنعاء، بينما قصفت سفينة مجهولة مدينة التابعة لمحافظة حجة شمال اليمن.
ونقل موقع "المشهد اليمني" عن مصدر محلي قوله: كان هناك إطلاق قنابل ضوئية في سماء ميدي يعتقد أن مصدرها طائرات التحالف لكشف أماكن وجود الجماعات الحوثية في المنطقة.
من جانبهم استطاع مسلحو الحوثيين اجتياح منطقة التواهي في مدينة عدن. وكتب الناطق الرسمي للمكتب الإعلامي التابع للحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "استطاع الجيش والأمن واللجان الشعبية وبمساندة الشرفاء من أبناء الجنوب استعادة منطقة التواهي من عناصر القاعدة وأعوانهم في معركة وطنية شريفة رغم القصف الجوي المكثف وغير المسبوق وعلى مدار الساعة فقد فشلوا جميعا في إحراز أي تقدم لعناصر القاعدة على الأرض".
وقال سكان محليون إن اشتباكات ضارية تدور بين الحوثيين ومؤيدي الرئيس عبدربه منصور هادي في مديرية التواهي التي تضم مؤسسات منها القصر الرئاسي ومكاتب لأمن الدولة والميناء الرئيسي.
في الوقت ذاته تتواصل الاشتباكات في مديريتي دار سعد والمعلا، وفي محافظة أبين، حيث قتل 20 مسلحا من الحوثيين المدعومين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، كما قتل ثلاثة من اللجان الشعبية في هجوم للجان على مواقع الحوثيين بمدينة لودر.
وقتل أكثر من 50 مدنيا، بينهم نساء وأطفال، في قصف الحوثيين لمركب كان يستقله فارون من المعارك في المدينة، وتستمر آلاف الأسر بالنزوح من هول استهداف المباني السكنية بكريتر والتواهي والمعلا والقلوعه بحرا، وذلك هربا من المعارك العنيفة.
فيما زعم القيادي في حركة "أنصار الله" علي القحوم ، سقوط مروحية من طراز "أباتشي" تابعة للقوات السعودية، في صعدة، ومقتل طاقمها.
من جانيه افاد مصدر سعودي ان المروحية العسكرية السعودية من طراز "أباتشي"، بهبوط اضطراري بالقرب من الحدود اليمنية، بحسب ما أفاد مسؤول سعودي مستبعداً أي عمل عدائي خلف الحادثة.
إلى ذلك، أفاد التلفزيون السعودي الرسمي، نقلاً عن الدفاع المدني، بأن قذائف جديدة سقطت على منطقة نجران دون أن يؤدي ذلك إلى أية خسائر.
كما قال شاهد عيان إن صواريخ من نوع "كاتيوشا" تسقط، اليوم الخميس، على منطقتي الخالدية والفيصلية بمدينة نجران الحدودية السعودية.
وأضاف أن نجران الواقعة في جنوب غرب السعودية على الحدود مع اليمن تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن رحل منها معظم السعوديين، ولم يبق بها إلا المغتربين.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي ، من مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، قرارات جمهورية بإقالة قيادات وإحالتها للمحاكمة العسكرية لإخلالها بالواجب الوطني. وقضى القرار الاول بإقالة قائد قوات الامن الخاصة بتعز حمود الحارثي وإحالته الى المحاكمة العسكرية .
كما قضى القرار الثاني بإقالة مدير عام شرطة مدينة أب العميد محمد عبد الجليل الشامي وإحالته الى المحاكمة العسكرية.
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قد أفادت بأن هادي استقبل كيري، الذي يزور السعودية حالياً، في مقر إقامته بالرياض، وأنه جرى خلال الاستقبال بحث تطورات الأوضاع في اليمن، وسبل دعم الجهود المبذولة لتعزيز السلام في المنطقة.
وأكّد كيري، خلال لقائه هادي، دعم الحكومة الأميركية للشرعية الدستورية في اليمن ممثلة بهادي، وكذلك الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار البلاد، واستكمال العملية السياسية الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
كذلك أكّد كيري دعم الإدارة الأميركية ومساندتها لقوة التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، التي تعمل على دعم الشرعية في اليمن، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة على تنسيق كامل مع حلفائها في المنطقة وفي المقدمة السعودية، ولن نسمح لتلك المليشيا بتهديد الأمن والسلم الدوليين".
وقال كيري، في مؤتمر صحافي في جيبوتي أمس، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من الوضع الإنساني المتفاقم باليمن، مشيراً إلى أنه سيبحث خلال زيارته للمملكة "طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها".
فيما وجه وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، عز الدين الأصبحي، رسالة إلى رئيس المفوضية العليا لحقوق الإنسان في "جنيف" مستعرضاً فيها الحقيقة المؤلمة حول تدهور حالة حقوق الإنسان عبر الاعتداءات والانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها الشعب اليمني من قبل المليشيات الحوثية والقوات العسكرية المتمردة التابعة للمخلوع علي عبد الله صالح.
وقال الأصبحي إن جماعة الحوثي وأنصار المخلوع صالح تقتل طواقم الإسعاف الطبية والشباب العاملين في تقديم الإغاثة الإنسانية في محافظتي تعز وعدن، وتحاصر أحياء سكنية كاملة وتعرض السكان للموت اليومي عبر القصف أو التجويع، مؤكداً أن ما يجري في هذه المدن هي جرائم ضد الإنسانية وعملية قتل متعمدة واعتداء واضح على المدنيين العزل، ومن المؤسف أن تأتي بيانات باسم المفوضية من دون أي إنصاف لهذه الحقائق المؤلمة، وهناك كارثة حقيقية ترتكبها هذه المليشيات الآن، ومنذ أسابيع في عدن وتعز والضالع ولحج.
فيما أفادت رسالة إلى مجلس الأمن الدولي من سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، خالد اليماني، بأن اليمن حث المجتمع الدولي على المسارعة بالتدخل بقوات برية لإنقاذ البلاد، ولا سيما مدينتي عدن وتعز.
ودعا أمين سر الحراك الثوري الجنوبي دول الخليج قاطبة إلى «مد جسور من العلاقات الوثيقة والمباشرة بالحراك الجنوبي وتمتينها بما يعزز من إيجاد نسيج أمني عربي يحصن المنطقة العربية من التدخلات الأجنبية ويجذر ويحمي هويتها العربية الأصيلة وتمكين المقاومة الجنوبية من امتلاك السلاح الثقيل لإنهاء المعركة في عدن والضالع»، وأشار إلى أن «الوقائع القائمة على الأرض اليوم غير تلك الوقائع التي كانت قائمة إبان حوار موفنبيك بصنعاء ومخرجاته وأن تجاهل هذه المتغيرات على الأرض وعدم الأخذ بها والإصرار على إمضاء مخرجات موفنبيك يعقد من المشكلات التي فجرت الحرب»، وإلى أن «مخرجات حوار موفنبيك فيما يخص القضية الجنوبية، لم يلامس جوهرها ولا وضع حلولا مستدامة بشأنها»، ودعا راشد «المسؤولين اليمنيين إلى ترشيد تصريحاتهم بشأن أهداف المؤتمر اليمني القادم».

الحوار اليمني:

الحوار اليمني:
وعلي صعيد الاستعداد للحوار، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه من المحتمل أن تستضيف جنيف السويسرية المفاوضات المزمعة بين أطراف الأزمة اليمنية.
 وأكد "حق" في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إن جنيف هي أحد الأماكن المقترحة لإجراء محادثات بين الأطراف، غير أنه لم يشر إلى موعد محدد لإجراء تلك المحادثات، وأشار إلى أن الأمين العام العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يسعى بقوة إلى وقف إطلاق النار في اليمن، في ظل الحاجة إلى هدنة إنسانية لدخول المساعدات. 
ولفت إلى أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، سيلتقي جميع أطراف الأزمة، بما في ذلك جماعة أنصار الله. وتصر الشرعية اليمنية الممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وكافة الاطراف في دول الخليج على أن يتم عقد الحوار في العاصمة السعودية الرياض، حيث أجمعت كل القوى السياسية ما عدى جماعة أنصار الله "الحوثيين" على عقد المؤتمر السعودية منتصف مايو الجاري ويجري التحضير حاليا لذلك.   
وبدأ ولد الشيخ أحمد، الخميس، جولة إلى منطقة الشرق ألأوسط  تبدأ من الرياض، لإجراء مشاورات مكثفة من أجل إعادة العملية السياسية إلى مسارها، وتسوية الأزمة بين الأطراف المعنية.
فيما اعتبر الباحث في الشؤون السياسية عبد الملك اليوسفي، أن المهمة التي جاء بها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، صعبة جداً، لأن هناك "غياب للرؤية"، فضلاً عن التعقيدات الكثيرة التي تواجه مهمته، وأهمها أزمة الثقة بين الأطراف المعنية بتسوية الوضع الراهن.
أكد اليوسفي أن الوضع الإنساني، في ظل العمليات العسكرية من جانب قوات التحالف، أو جراء المعارك بين الفرقاء اليمنيين، يزداد صعوبة وينذر بكارثة حقيقية، مضيفا أن "هناك غياب للرؤية الشاملة لملف الوضع الإنساني في اليمن من جانب كافة أطراف الصراع، وأن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى 4 أضعاف قبل الحرب، وأسعار المحروقات إلى 10 أضعاف، وأن هناك بحث عن الحجج للاعتذار عن تقديم المساعدات الإنسانية".
وقال إن تكلفة "عاصفة الحزم"، في أسابيعها الأولى، بلغت نحو 60 مليار دولار، بينما يحتاج اليمن إلى 2 مليار دولار كمساعدات إنسانية للمدنيين.

هدنة إنسانية:

هدنة إنسانية:
فيما عرضت السعودية عبر وزير الخارجية عادل الجبير، هدنة إنسانية في اليمن لمدة 5 أيام لإيصال المساعدات الإغاثية لكافة المناطق اليمنية، شرط احترام الحوثيين لها، وذلك خلال لقائه مع وزير الخارجية الاميركي اليوم (الخميس) في العاصمة الرياض.
وقال وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي جون كيري، إن السعودية حريصة على إيصال المساعدات الإنسانية لليمن بشرط احترام الحوثيين لها، وستشمل كافة مناطق اليمن وتعتمد على التزام الحوثيين.
ورحب كيري بمبادرة السعودية، قائلا "ان الهدنة الإنسانية قابلة للتمديد إذا التزم بها الحوثيون".
وشدد الجبير على أن العدوان الحوثي يصعب من إغاثة اليمنيين، وطالب بضمانات بألا ينتهك الحوثيون الهدنة الإنسانية، مرحباً في الوقت ذاته بجهود الأمم المتحدة لجمع الأطراف اليمنية في أي مكان.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري تأييد بلاده للمؤتمر السياسي اليمني في الرياض، ومبادرة السعودية بالإعلان عن هدنة إنسانية لمدة 5 أيام، ووقف إطلاق النار هو الهدف الكبير للمجتمع الدولي. وأضاف "نحث الحوثيين بقوة على عدم انتهاك الهدنة الإنسانية، وسنضاعف جهودنا لوقف تدفق السلاح إلى اليمن وفق قرار مجلس الأمن"، مشيراً إلى أنه "إذا وافق الحوثيون على وقف النار فإن الهدنة ستكون قابلة للتمديد".
ويعد هذا التطور أولى نتائج الزيارة، التي يقوم بها كيري إلى الرياض، وكان قد التقى صباح اليوم بالرئيس اليمنين عبدربه منصور هادي، المقيم في الرياض، منذ اجتياح الحوثيين مدينة عدن وبدء "عاصفة الحزم" أواخر مارس الماضي.

شارك