السلفيون والأزهر.. اختلاف عقائدي واتفاق سياسي!!

الخميس 07/مايو/2015 - 08:08 م
طباعة السلفيون والأزهر..
 
لم يتقارب السلفيون في مصر مع الأزهر قبل ثورة 25 يناير 2011، بحال من الاحوال وكانوا شديدي الهجوم على مؤسسة الأزهر لانتهاجها المذهب الأشعري، الهجوم الذي كان يؤدي في بعض الاحيان من هؤلاء السلفيون الي تكفير الأزهر الشريف، ولكن بعد الثورة وخاصة بعد ثورة 30 يونيو واتخاذ السلفيين جانب الدولة في مواجهة الاخوان هدأت نبرة التكفير وتراجع الهجوم السلفي على الأزهر وبدأت الاتفاقات فيما بينهم فقد تدخل شيخ الأزهر لدى وزارة الاوقاف للسماح للسلفيين في اعتلاء المنابر وبدأ التنسيق فيما بينهم لعمل "قوافل" دعوية للمناطق الفقيرة والاكثر فقرا في الصعيد، فهل تغاضى الطرفان عن الخلاف العقائدي وتكفير الآخر من اجل السياسة؟ هذا ما سوف نحاول مقاربته في هذه الاطلالة.

الفروق العقائدية:

الفروق العقائدية:
وبداية لا بد لنا من توضيح بعض الفروق بين الأزهر "الأشعري" والسلفيون وقبل ذلك يجب علينا تتبع بعض المصطلحات ومنها "أهل السنة" حيث ان مصطلح (أهل السنة) قد تطور مفهوماً واستعمالاً منذ نشوئه وإلى اليوم، ويمكن لنا أن نقول إنه قد عرف مرحلتين من المفهوم والاستعمال يغاير بعضهما بعضاً.
فقد أطلق مصطلح "أهل السنة"  قبل ظهور الأشعري على جميع المحدثين، الذين كانوا يرون أنفسهم أنهم أصحاب الحديث النبوي، رواته وجامعوه والمدافعون عنه والعاملون بمضمونه كما اختص جماعة آخرون بهذا اللقب كعبد الله بن سعيد الكلاب وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن القلنسي والحارث بن أسد المحاسبي وذلك لقيامهم بالرد على عقائد المعتزلة وتفنيد آرائهم.
ولكن بعد القرن الرابع الهجري عرف هذا اللقب ـ أهل السنة ـ اصطلاحاً جديداً مازال ملازماً له إلى اليوم، يقول أحمد أمين في (ظهر الإسلام 4: 97): (سمي الأشعري وأتباعه والماتريدي وأتباعه بـ (أهل السنة)) وقد استعملت كلمة (أهل) بدل النسبة، فقالوا: أهل السنة أي السنيين..
والسنة في (أهل السنة) تحتمل أحد معنيين: إما أن تكون السنة بمعنى الطريقة أي أنَّ أهل السنة اتبعوا طريقة الصحابة والتابعين في تسليمهم بالمتشابهات من غير خوض دقيق في معانيها بل تركوا علمها إلى الله، وإمّا أن تكون السنة بمعنى الحديث، أي أنهم يؤمنون بصحيح الحديث ويقرونه من غير تحرز كثير وتأويل كثير كما يفعل المعتزلة)(انتهى)
ان المفهوم الاصطلاحي الجديد (لأهل السنة) سيعني بعد ظهور الأشعري وانتشار مذهبه في الآفاق، مدرسة كلامية في العقائد تقابل مدرسة الاعتزال وسيكون لها منهجها الخاص في تناول العقائد وترتيبها وتفريعها والدفاع عنها ولم يكن لأهل الحديث مدرسة فكرية عقائدية متكاملة أو مدونة يجتمعون عليها قبل الأشعري وتلامذته.
وأما لفظ (الجماعة) فقد أضيف إلى هذا اللقب (أهل السنة) بدافع سياسي، يريدون به الإشارة إلى العام الذي استولى به معاوية على الخلافة وتصالح مع الحسن(ع) بشروط، فقد سمي ذلك العام بـ ( عام الجماعة) ، وقد تنادى لهذا المعنى كل من يؤمن بشرعية خلافة الخلفاء الأربعة، ولا يرى وجود النص التعييني على الإمامة أو الخلافة، عكس ما يذهب إليه الشيعة وخصوصاً الإمامية منهم،  هذا باختصار فيما يتعلق بمفهوم (أهل السنة والجماعة)
وأما السلفية فهم أتباع أحمد بن حنبل وابن تيميه ومحمد بن عبد الوهاب. يقول الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية) : ((المقصود بالسلفية أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري، وكانوا من الحنابلة وزعموا أنَّ جملة آرائهم تنتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف وحارب دونها، ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع الهجري، أحياه شيخ الإسلام ابن تيمية وشدد في الدعوة إليه، وأضاف إليه أموراً أخرى قد بعثت إلى التفكير فيها أحوال عصره، ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري أحياها محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وما زال الوهابيون ينادون بها)
ثم يقول الشيخ أبو زهرة: (وقد كانت المعارك العنيفة تقوم بينهم وبين الأشاعرة، لأنهم كانوا يظهرون حيث يكون للأشاعرة قوة لا تنازع، فتكون بين الفريقين الملاحاة الشديدة، وكل فريق يحسب أنه يدعو إلى مذهب السلف). (تاريخ المذاهب الإسلامية: 187)
وأما الفرق بين السلفية والأشاعرة فقد يطول الكلام ببيانه، إلا اننا نشير إلى نقاط رئيسية في هذا الجانب.
السلفيون والأزهر..
1- يرى السلفيون إثبات كل ما جاء من صفات وأخبار في حق المولى سبحانه في القرآن الكريم والسنة الشريفة من غير تأويل ولا تفسير بغير الظاهر، فهم يثبتون لله المحبة والغضب والسخط والرضا والنداء والكلام والنزول إلى الناس في ظل من الغمام، ويثبتون الاستقرار على العرش، والوجه واليد.. ويضيفون إلى ذلك عبارات مثل: من غير تكييف ولا تشبيه. وهم يقصدون بالظواهر الظواهر الحرفية، لا الظواهر ولو مجازية.
وهذه العقيدة خالفهم فيها فضلاء الحنابلة، وقد تصدى ابن الجوزي الحنبلي لتفنيد هذه العقيدة، قال في دفع التشبيه في الرد على أصحاب هذه العقيدة ـ الذين يدعون الانتماء للمذهب الحنبلي ـ: (... قد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى الغاء ما توجيه الظواهر من صفات الحدوث، ولم يقتنعوا أن يقولوا صفة فعل، حتى قالوا صفة ذات، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على (نعمة وقدرة)، ولا مجئ واتيان على معاني برٍ ولطيف، ولا ساق على شدة، بل قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفة، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين، والشيء إنما يحمل على حقيقته إن أمكن، فإن صرف صارف حمل على المجاز، ثم يتحرجون من التشبيه، ويأنفون من أضافته إليهم، ويقولون نحن أهل السنة، وكلامهم صريح في التشبيه). (دفع شبه التشبيه: 101)
وقد خالفهم في ذلك الغزالي أيضاً الذي قال في كتابه (الجام العوام عن علم الكلام) بأن هذه الألفاظ التي تجري في العبارات القرآنية والأحاديث النبوية لها معان ظاهرة، وهي الحسية التي نراها وهي محالة على الله تعالى، ومعان أخرى حجازية يعرفها العربي من غير تأويل). (انتهى).
وقد بين أبو الحسن الأشعري في أول أمره في كتابه الإبانة بأنه يدين بما عليه الإمام أحمد بن حنبل ـ بحسب قوله ـ وأنه يأخذ بظواهر النصوص في الآيات الموهمة للتشبيه من غير أن يقع في التشبيه في نظره، فهو يعتقد أن لله وجهاً، ولا كوجه العبيد، وأن لله يداً لا تشبه يد المخلوقات.. فهو قد صرح بالتفويض بأن فرض اليد، ونفى التشبيه، ولكن يظهر أنه قد رجع عن هذا الرأي الذي أبداه متحمسّاً لمناقضة المعتزلة، إذ جاء في اللمع أنه قرر تأويل اليد بالقدرة كما فعل المعتزلة وغيرهم (انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية: 161/ 167)
 خالف ابن تيمية ـ وهو احد أئمة السلفية ـ الاشاعرة وجاهر بمخالفتهم في مسألة (الجبر والاختيار) واعتبرهم جبرية وقد أخذ عليهم تفريقهم بين الفعل في ذاته والكسب، فاعتبروا الفعل مخلوقاً لله تعالى، إذ اعتبروا الكسب للعبد، ويقرر ـ أي ابن تيمية ـ أن الكسب إن كان مجرد اقتران فهو لا يصلح مناطاً لتحمل المسؤولية واستحقاق العقاب والثواب، وإن كان فعلاً له تأثير وتوجيه وإيجاد وأحداث وصنع وعمل، فهو مقدور للعبد وفعل له، فإن قلت: إنه (أي الكسب) لله تعالى فهو أخذ بالجبرية، وإن قلت للعبد فهو اعتزال (أي التفويض الذي تقول به المعتزلة في هذه المسألة).
وأما خلاصة ما كان يراه ابن تيمية أمام نظرية الكسب التي يقول بها الاشاعرة، فهو يرى أن أفعال العبد تنسب إليه لقدرة فيه، وتنسب إلى الله باعتبار ان الله خلق هذه القدرة فهو سبب الأسباب. (المصدر السابق: 199)
 في مسألة أفعال الله تعالى: يقول الاشاعرة: إن الله سبحانه خلق الأشياء لا لعلة ولا لباعث، لأن ذلك يقيد إرادة الله، والله سبحانه خالق كل شيء وفوق كل شيء، ( لا يسأل عمّا يفعل، وهم يسألون.)
وأما السلفية ـ وقدوتهم ابن تيمية ـ فيقولون إن الله سبحانه خلق الخلق وأمر بالمأمورات ونهى عن المنهيات لحكمة محمودة.
اختلافهما في مسائل منها التوسل والزيارة ـ أي زيارة مقابر الأولياء ـ والتشفع، فقد منع السلفيون من ذلك واعتبروا الإتيان بهذه الأمور بحد البدعة والشرك، وجعلوها من المسائل التي ترتبط بالتوحيد في العبادة... وأما الاشاعرة فيرون جواز ذلك، واستدلوا له بالأحاديث والأخبار وسيرة الصحابة والعلماء وما عليه جمهور الامة منذ عهد رسول الله(ص) إلى اليوم. (المصدر السابق: 240/ 206)
هذه باختصار هي أهم المحطات الفكرية في الاختلاف بين الاشاعرة والسلفية ويمكنكم مراجعة ما أشرنا إليه من المصادر لتقفوا على نقاط أخرى وبيانات أوفى.
وأما اختلاف الاشاعرة والسلفية مع الإمامية، فقد اتفق الأثنان ـ على اختلافهما ـ على تصحيح خلافة الخلفاء بعد رسول الله(ص)، وهذا محور مهم في خلافهم مع الإمامية الذين لا يرون صحة هذه الخلافة، وان الخلافة بعد رسول الله(ص) هي بالنص لا بالشورى والاختيار.

الأزهر والعقيدة الأشعرية:

الأزهر والعقيدة الأشعرية:
اعتنق علماء الأزهر العقيدة الأشعرية بعد التحول من الفكر الشيعي الذي قام عليه، ويعد الأزهر "قلعة العقيدة الأشعرية"، الذي دافع عنها ونشرها باعتبارها العقيدة الوسطية، ويؤكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن الأشاعرة والماتردية هم أهل السنة والجماعة، وأن متطرفي العقيدة هم الحنابلة والمعتزلة، وقالها صراحة "إن لم يكن الأشاعرة والماتردية هم أهل السنة والجماعة، فمن يكونون؟".
ويؤكد مفتي الجمهورية السابق، الدكتور علي جمعة، أن العقيدة الأشعرية موافقة لاعتقاد الصحابة، مشددا على أن الصحابة كانوا أشعرية.

علماء الزيتونة على خطى الأزهر:

علماء الزيتونة على
لا يختلف حال علماء جامعة الزيتونة التونسية، ــ وهي من الجامعات الدينية الكبرى عند المسلمين ــ  عن حال علماء الأزهر، فقد اتفقوا على اعتبار المذهب المالكي في الفقه، والأشعري في العقيدة، وطريقة "الجنيد" الصوفي في التربية، لأنها "المذاهب الوسطية" كما يعلن علماؤها.

السلفية والحرب على الأشعرية:

السلفية والحرب على
يرى نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي أن الأشاعرة عندهم نوع من أنواع البدع في تأويل الصفات، ويقول إنهم أقرب الفرق المبتدعة لأهل السنة لكنهم ليسوا منهم، وبذلك يخرج الأزهرية من أهل السنة.
ويوافقه الداعية السلفي الشيخ فيصل الجاسم، فيقول إن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة والجماعة، فهم مخالفون للسنة في كل أبواب الاعتقاد، ويصفهم بأنهم فرقة "محرفة ومرجئة وجبرية".
في حين يحاول الشيخ محمد حسان أن يخفف حدة الخلاف، فيقول إن الخلاف بين السلفية والأشعرية ليس كثيرا، ويروج لفكرة أن أبو الحسن الأشعري رجع إلى مذهب الحنابلة وترك مذهبه، لكنه لا يخرجهم من أهل السنة.
ويسير الشيخ أبو إسحق الحويني على خطى حسان، فيروج لفكرة أن أبو الحسن الأشعري ترك الأشعرية، وذهب لمذهب الحنابلة، وهو المذهب الاعتقادي الذي يستند عليه السلفية.
أما الداعية السلفي الشيخ مصطفى العدوي، عندما سأله أحد تلامذته وكان من طلاب العلم بالأزهر، عن ماذا يكتب في امتحان العقيدة الأشعرية؟، فكان رده "أكتب لهم ما يريدون، لكن القلب مطمئن بالإيمان"، في إشارة إلى عدم اعترافه بإيمان عقيدة الأزهر.

برهامي يرد: السلفيون لا يكفرون الأزهر:

برهامي يرد: السلفيون
حينما اشتعل الخلاف بين بعض التنويريين في الأزهر الشرف والتيار السلفي بدايات 2014 وخوفا من الدخول في معركة مع الأزهر الشريف وهو من يمثل المؤسسة الرسمية المسؤولة عن الدين في الدولة من جانب ومن جانب اخر محاولة كسب ود الأزهر خشية على ضياع المنابر من الدعوة السلفية نفى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، ادعاء الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بأن شيوخ "الدعوة" يقولون بتكفير الأزهر، قائلاً إن "هذا الكلام لا يصدر إلا ممن هو في غيبوبة شديدة"، مشددًا على أن "الدعوة السلفية" بإجماع شيوخها لا تكفر الأزهر، أو الأشاعرة الذين اعتبرهم الأقرب إلى السلفيين. وفي رده على اتهامات كريمة لـ "الدعوة السلفية"، وتحديه لها بإعلان عدم تكفيرها للأزهر، قال برهامي، إن "الدعوة السلفية باتفاق وإجماع شيوخها وأبنائها العاملين لا يكفـِّرون "الأزهر"، ولا "الأشاعرة" وهو الذي أظنه قد توهمه د."كريمة"، ومِن أجله ادعى أننا نكفر الأزهر، فالأشاعرة -رغم الخلاف معهم في مسائل- هم أقرب المذاهب إلى طريقة السلف، وهم مِن أهل القبلة بلا نزاع عندنا"، وفق قوله. وجاءت اتهامات كريمة للسلفيين بتكفير الأزهر في إطار السجال حول كون "الأشاعرة هم "أهل السنة" كما يدرس في مناهج الأزهر، أم السلفيين الذين يصفون أنفسهم بأنهم "أهل السنة"، فيما صرح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية سابقًا، بأن "السلف ليس مذهبًا"، وأن "شيخ الإسلام" بن تيمية ليس "سلفيًا" بل هو "أشعري"، وهو مذهب "أهل السنة والجماعة"، على حد قوله. وقال برهامي إن الإمام أبو الحسن الأشعري، كان في آخر حياته على منهج السلف، مضيفًا: "الإمام "أبو الحسن الأشعري" نفسه فنحن على ما هو عليه في آخر كتبه، وخصوصًا كتابيه: "الإبانة عن أصول الديانة"، و"مقالات الإسلاميين"؛ فقد نصر فيهما طريقة السلف نصرًا مبينًا، وصرَّح بانتسابه إلى طريقتهم في الأسماء والصفات، وغيرها". وأضاف: "معلوم أن "أبا الحسن" قد بدأ طريقه في الاعتزال، ثم فارق المعتزلة وأسس مذهبه المنسوب إليه، ثم صار في آخر أمره إلى طريقة السلف، وعلى أي حال فنحن لا نكفـِّر الأشاعرة الذين لا يأخذون بما سطره "الأشعري" في آخر كتبه، ولكننا نختلف معهم". وتابع: "ليس كل شيوخ الأزهر يخالف طريقة السلف، بل منهم مَن ينصرها ويقررها ويدرسها، وشيوخ "الدعوة السلفية" منهم أزهريون، وهذا أوضح دليل على أنهم "لا يكفرون الأزهر" كما يزعم صاحب الزعم الكاذب الذي يريد الفتنة والانقسام؛ ليحقق اتهام السلفيين عمومًا بالتطرف والإرهاب ظلمًا وعدوانًا، وزورًا وبهتانًا، وهم مع الأزهر والأوقاف والجمعيات الإسلامية المعتدلة "حائط الصد" أمام فكر التكفير والعنف ضد المجتمع والدولة". وختم برهامي متسائلاً: "فهل يريد هذا المدعي بالباطل "هدم حائط الصد" هذا وتحطيمه لكي يتمكن الأعداء من تمزيق المجتمع وتقسيمه، وإيقاع العداوة بين أبناء الأمة الواحدة؟! فليتقِ الله وليتثبت فيما يقول، وليصدق فيما يقوله بعد تثبته".

على جمعة: السلفيون منغلقون على أنفسهم:

على جمعة: السلفيون
وقد ظهر الخلاف على السطح مرة اخرى ولكن هذه المرة من الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، حيث قال في منتصف ابريل الماضي 2015، إن المذهب الأشعرى المستمد من أبى الحسن الأشعرى الذى يتبناه الأزهر الشريف يخاطب العالم كافة بينما السلفيون "النابتة" حسب وصفه لا يخاطبون إلا أنفسهم، وذكر قائلاً: "النابتة موجودون في الأمة لا يتجاوزون ربعًا في المائة إنما الضجيج له صوت، الفرق بينهما أن الأشعري يخاطب العالمين والسلفي يخاطب نفسه"، وأضاف علي جمعة خلال برنامجه "والله أعلم" المذاع على قناة "cbc"، أن العقل الأشعري منفتح بينما السلفي ينظر إلى النص ويريد أن يكون رأيه هو فقط يكون البداية والنهاية وهذا يعد مشكلة لما سوف يترتب على ذلك من تخبط النصوص فيما بينها. واستطرد قائلاً: "عندما تم القبض على ابن تيمية وتم التحقيق معه بحضور شمس الدين الأصفهاني إمام الأشعرية والذى سئل عن رأيه في حديث ابن تيمية فقال: "ماذا أفعل مع رجل كلما ضاقت عليه العبارة أخذ القول الثاني لأبى الحسن الأشعري"، وذكر قائلاً: "ابن تيمية كان يأخذ القول الثاني في أي مسألة يكون لأبى الحسن الأشعري فيها قولان.
الخلاف بين الازهر والسلفيين من ناحية وبين السلفيين والاخوان من ناحية اخرى ناهيك عن الخلاف بين الازهر والاخوان، في النهاية ما هو الاخلاف سياسي مصبوغ بصبغة دينية لإضفاء شرعية وقدسية عليه، وهذا ما يعيدنا دوما للمربع صفر حيث كل فريق يعتقد في نفسه أنه الفرقة الناجية وانه امتلك صحيح الدين بغض النظر عن آراء الفرق الأخرى في المسألة الواحدة وليس مطلوبًا من هؤلاء جميعا الا اعمال كلام الله وتطبيقه " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا  وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ على شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كذلك يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) " آل عمران

شارك