المغرب تواجه "داعش" بالأمن والفكر والجدار العازل

الأربعاء 20/مايو/2015 - 09:16 م
طباعة المغرب  تواجه داعش
 
أكثر ما تخشى منه المملكة المغربية هو وصول الإرهاب و تنظيم الدولة الإسلامية في العراق  وبلاد الشام "داعش" الى الداخل المغربي بعد أن  استطاع التنظيم الدموي استقطاب المئات من الشباب المغربي، الذي اعتنق فكر التكفير والقتل، ليغادر  المغرب في اتجاه معسكرات التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق.
 ولذلك تعمل الدولة المغربية بكافة الوسائل لمنع وصول الأفراد والجماعات بل وحتى الافكار اليها بعد أن تعلمت  من درس الارهاب   جيدًا من خلال التفجيرات  السابقة التي تعرضت لها ومنها:
1- تفجير فندق اطلس اسني بمراكش في عام 1994م حين قام عدد من الملثمين الجزائريين من جنسية فرنسية ومعهم مغاربة بالهجوم المسلح وتفجير فندق أطلس أسني الشهير، مخلفا مقتل ما لا يقل عن ثلاثة سياح أجانب.
2- تفجيرات "أركانة" بساحة جامع الفنا الشهيرة عام 2007، حيث حدث انفجار عنيف بالمقهى المطل على الساحة الشهيرة، مُخلفا مقتل 17 مواطنا مغربيا وأجنبيا وإصابة 21 شخصا،.
3- وتم تفكيك خلية نائمة  كان برنامجها الإرهابي كان يتضمن ضرب مقهى أركانة وكافي كلاصي المقابل لها.
4- تفجيرات الدار البيضاء ليلة الجمعة 16 مايو 2003،  في مطعم اسبانيا وفندق فرح ومقبرة يهودية  وخلفت  40 قتيلا من بينهم 12 انتحارياً 
5- وموجة الأحزمة حيث اهتزت الرباط  يوم 11 مارس عام 2007 بتفجير "انتحاري" في أحد محلات الأنترنت بحي سيدي مومن
6- في 14 أبريل 2007، فجر "انتحاريان" نفسيهما قرب المركز الثقافي الأمريكي بشارع مولاي يوسف بالدار البيضاء مخلفا مقتل المنتحرَين وإصابة امرأة، قبل أن يتم اعتقال انتحاري ثالث والذي تخلص من حزامه الناسف وكانا ينتميان إلى تيار السلفية الجهادية.

المغرب  تواجه داعش
وقد تمكنت القوات الأمنية المغربية يوم الثلاثاء 19- 5- 2015م ، من تفكيك شبكة إرهابية تتكون من 10 عناصر، ينشطون قرب مدينة الدار البيضاء في مجال تجنيد واستقطاب مقاتلين مغاربة للانضمام إلى صفوف داعش وذلك بعد  بلاغ لوزارة الداخلية  يفيد بأن التحريات كشفت عن أنه تنفيذا للأجندة التخريبية لداعش الرامية إلى توسيع رقعة عملياتها، خطط زعيم هذه الخلية، بتنسيق مع أحد القادة الميدانيين الأجانب في صفوف التنظيم ، لتشكيل خلايا نائمة لتنفيذ مشاريع إرهابية بالمملكة، في أفق تطبيق الخلافة المزعومة".  
وأكد البحث والتتبع، حسب البلاغ، أن بعض أفراد هذه الخلية الذين يتوفرون على دراية واسعة في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، كانوا على صلة بمقاتلين مغاربة بما يسمى بالدولة الإسلامية، في إطار التخطيط للقيام بهجمات إرهابية تستهدف منشآت حساسة بالمملكة، بدعم مادي ولوجستي من قادة هذا التنظيم”. 
 وأشار إلى أنه سيتم تقديم المشتبه بهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة،  وتعمل السلطات المغربية جاهدة لدرء مخاطر الإرهاب وذلك بسن قوانين تحجّر الانضمام للتنظيمات الجهادية وتكثيف الحضور الأمني في كامل المدن والقيام بإجراءات استباقية تحسبا لأي هجوم إرهابي يستهدف مؤسسات الدولة. 

المغرب  تواجه داعش
الاعلان عن هذه الخلية الارهابية هو جزء من مجموعة من الاجراءات التي تقوم بها السلطات في  المغرب لتفكيك  أي خلايا إرهابية خطيرة والتي تتمثل فيما يلى 
1- قطع الطريق أمام تنظيم داعش الذي يحاول الزحف تدريجيا باتجاه المغرب من خلال الضربات الاستباقية ضد الخلايا النائمة، التي تنشط عبر الإنترنت، ونجحت في تجنيد مغاربة من المقاتلين للسفر إلى معسكرات داعش، عبر الحدود البرية السورية التركية.
2- نشر وحدات عسكرية أطلق عليها اسم "حذر" بأمر من العاهل المغربي الملك محمد السادس، في ست مدن مغربية كبرى، وهي طنجة (أقصى الشمال) وأغادير (جنوب)، والرباط (شمال)، والدار البيضاء (شمال)، وفاس (شمال)، ومناطق حيوية كالمطارات ومحطات القطار بهدف توفير الأمن للمواطنين وحمايتهم” ولدرء مخاطر الإرهاب.
3- القبض على أي شباب مغاربة قاتلوا في صفوف تنظيم “داعش”   وتوعد  كل من يحاول الذهاب الى هناك. 

المغرب  تواجه داعش
الانتهاء من عمل جدار عازل من السياج الحديدي بطول 35 كيلومترًا "السياج الحديدي سيشيد في مقاطع متفرقة، ويبلغ إجمالي طولها 70 كيلومترا، وذلك من مدينة السعيدية التي تطل على البحر المتوسط إلى قبيلة بني حمدون، بمحافظة جرادة و سيشمل المناطق الاستراتيجية والحيوية على طول الحدود الشرقية مع الجزائر، خصوصا تلك التي تستخدم فعليا كمنافذ سرية للعبور في الاتجاهين معا،  وسيبلغ ارتفاع  السياج 3 أمتار، وسيمتد على تراب 3 أقاليم، هي وجدة وبركان، إضافة إلى جرادة علما بأن طول الحدود بين البلدين يناهز 1560 كيلومترًا.
لمواجهة "التهديدات الإرهابية"، التي وجهها مقاتلون مغاربـة في تنظيم "داعش".
4- التعاون العربي – العربي بشكل فعال ومفتوح من أجل استئصال الإرهاب في كافة المناطق المغربية 
5- اعتقال العائدين من معسكرات تدريب داعش في العراق وسوريا
6- فرض رقابة أمنية يومية على الأحياء السكنية التي تسجل نشاطا لعناصر تروج للفكر المتطرف.
7- التنسيق  أمنيا مع الدول الكبرى في محاربة الإرهاب، عبر تبادل مفتوح للمعلومات من أجل تضييق الخناق على تحركات المقاتلين المتشددين.
المغرب  تواجه داعش
ويرى عبد الله الرامي، الخبير في شؤون الحركات السلفية والجهادية، أن هناك عدداً من الأسباب المركبة التي تقف وراء سفر عدد من المغاربة إلى سوريا  لكن العامل الأكبر يتعلق بالدعاية الإعلامية العربية والعالمية التي أحاطت بتفاصيل الأزمة السورية، والتي ساهمت في شحن الأنفس وتعبئتها للقتال بسوريا بالإضافة الى الخلفيات الأيديولوجية والصلات الشبكية بأنصار السلفية الجهادية العالمية، التي تقود العمل المسلح في كل من سوريا والعراق وتنشط إعلامياً وتعتبر الأكثر فعالية وانتشاراً ميدانياً وللتغلب على الارهاب   التوقف عن استعمال التطرف الديني واستخدامه لغايات سياسية وإصلاح "الحقل الديني" وتوفير فرص العمل وتشجيع الحريات والتوعية السياسية والرفع من التنسيق الأمني العابر للحدود.
وبذلك تحاول المغرب ان تتجنب سيناريو مؤلم طالما عانت منه لسنوات طويلة بضربات استباقية لداعش وأخواتها من السلفية الجهادية في المغرب العربي 

شارك

موضوعات ذات صلة