ظهور جديد لـ"بوكو حرام".. ودول إفريقية تتوحد لمواجهتها

الثلاثاء 01/يوليو/2014 - 06:32 م
طباعة ظهور جديد لـبوكو ظهور جديد لـ"بوكو حرام"
 
جماعة بوكو حرام النيجيرية
جماعة بوكو حرام النيجيرية
عادت جماعة بوكو حرام النيجيرية من جديد إلى ساحة الأحداث، حيث قامت ببعض العمليات القوية داخل الأراضى النيجيرية، استهدفت من خلالها العديد من رجال الشرطة والكنائس، وبعض الشخصيات المهمة، إضافة إلى اعتدائها على العديد من مؤسسات الدولة، عقب اشتباكات عنيفة مع الحكومة في شمال البلاد.
فقد أعلن شهود عيان ومسئول أمني، أن انفجارًا وقع في سوق مزدحمة خلال ساعة الذروة الصباحية في مدينة "ميدوجوري" شمال شرق نيجيريا، ولم تتوافر تفاصيل عن الانفجار الذي أُلقي باللائمة فيه على جماعة «بوكو حرام"، وقال الشهود إن الانفجار ضرب السوق في وقت مبكر من اليوم، الثلاثاء، وأكد المسئول الأمني قائلاً: إنه يخشى سقوط كثير من الضحايا، لافتين إلى أن ما يشتبه أنها سيارة ملغومة انفجرت قرب سوق مزدحمة في ميدوغوري بشمال شرق نيجيريا اليوم، الثلاثاء، مما أسقط ضحايا بين مسافرين ومتسوقين، وأضافوا أنهم يعتقدون أن سائق السيارة بين القتلى أو المصابين، كما لحقت أضرار بعدد من السيارات.
وفي الأسبوع الماضي استهدف تفجيران أكبر مركز للتسوق في أبوجا مما أسفر عن مقتل أربعة وعشرين شخصًا، وكلية للصحة العامة في كانو، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل.
كما أعلن الجيش النيجيري، الاثنين، أنه اكتشف خلية تجسس تابعة لحركة بوكو حرام الإسلامية واعتقل زعيمها الذي يشتبه في تورطه بخطف أكثر من مائتي تلميذة في إبريل الماضي.
خطف التليمذات
خطف التليمذات
وقال في بيان صادر عن مقر قيادة الجيش إن القوات حددت موقع "خلية تجسس" يتزعمها رجل أعمال "شارك بشكل فاعل في خطف التلميذات في شيبوك" بولاية بورنو، وأضاف البيان أن رجل الأعمال يُدعى "بابوجي ياري" وهو عضو أيضًا في حركة للشبيبة تعاونت مع القوات المسلحة. 
وأضاف البيان، أن ياري استخدم منصبه غطاء للعمل لحساب بوكو حرام، وأن اعتقال رجل الأعمال أتاح الحصول على معلومات فعالة، وسهّل القبض على أعضاء آخرين من الخلية الإرهابية من النساء، وأن المشتبه به قام بالتجسس لصالح الإسلاميين والوقوف وراء اغتيال أمير "جوزا" في مدينة بورنو منذ شهر، كما اتهمه بتنسيق عدة هجمات دامية في مايدوغوري منذ 2011 بما فيها اعتداءات على مواقع عسكرية وللجمارك.
وتسببت الجماعة المتشددة بمقتل الآلاف منذ بدء تمردها في 2009 من خلال هجمات استهدفت المدارس والكنائس والمساجد ورموز الدولة وقوى الأمن.
لكن عملية الخطف الجماعية هذه التي استهدفت فتيات، هي تصرف غير مسبوق والهجوم الأكثر إثارة للصدمة منذ إنشاء الجماعة المسئولة عن مقتل 1500 شخص منذ مطلع 2014.
إياد مدني الأمين
إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
فيما لفت إياد مدني الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن نيجيريا دولة مهمة في سياق عمل المنظمة، واقتصادها حسب الإحصائيات الأخيرة أكبر اقتصاد في القارة الأفريقية، متخطيًا اقتصاد جنوب إفريقيا، لهذا كانت زيارة نيجيريا مهمة وازدادت أهمية وإلحاحا بتزايد عمليات «بوكو حرام» التي ترفع شعارات إسلامية، وتدعي أن ما تقوم به من اختطاف وترويع وتفجير هو الإسلام بعينه. 
وأضاف: لذلك نريد أن ننفي هذا لأنه أصبح نموذجًا يتكرر في أكثر من منطقة، فهذه الحركات إرهابية لا علاقة لها بالإسلام، إذا كانت هناك أي مجموعة تعاني من التهميش أو تعاني من عدم نيل حقوقها أو تعاني من الاضطهاد العرقي والديني عليها أن تعمل في سياق ذلك المجتمع وتطالب بحقوقها، ونيجيريا مجتمع مفتوح، وهناك أكثر من قناة يمكن التعبير من خلالها عن تلك الحقوق والسعي من أجل أخذها. 
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن شعارات "بوكو حرام" ليس لها أي جذر في الإسلام وأن 80 في المائة من ضحايا العنف والقتلى الذي خلفته من المسلمين، المساجد تدمر كما تدمر الكنائس، نيجيريا فيها مجتمع تقليدي يتكون من مشايخ قبائل وأمراء ليس لهم نفوذ سياسي لكن لهم ثقل اجتماعي، فحينما تأتي وتغتال أميرا من هؤلاء الأمراء ليس له وزن سياسي وليس طرفا في القرار السياسي أنت تريد أن تفكك المجتمع، تفكك بنيته من داخله وهذا ما تفعله «بوكو حرام». 
عناصر من الجيش النيجيري
عناصر من الجيش النيجيري
وأدى  تزايد أعمال "بوكو حرام" الإرهابية إلى مقاومتها من قبل الدول الإفريقية، في ظل خطر المتنامي لجماعات المسلحة، فقد أكد مفوض السلم والأمن بـ"الاتحاد الإفريقي" إسماعيل شرقي، أنه "يجرى التفكير حاليا في إنشاء قوة جوية كفيلة بوضع حد للتهديدات الأمنية التي تعرفها نيجيريا والقضاء على ظاهرة الإرهاب المتنامي في المنطقة على المستويين المتوسط والبعيد وحماية نيجيريا من التدخلات الأجنبية ".
وأوضح شرقي، في تصريح لـ"وكالة الأنباء الجزائرية" أن "القوة الجوية قد تتكون من دول الجوار الأربعة الواقعة ضمن بحيرة تشاد وهي: نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر".
ورأى أن "هذا التحرك نابع من قناعتنا بأن "الاتحاد الإفريقي" يجب أن يلعب دوره في الأخذ بزمام الأمور فيما يتعلق بالقضايا الأمنية التي تعرفها القارة"، مشيراً إلى أن "هذه القوة سيكون لها تأثير إيجابي وداعم لدول الساحل الإفريقي بالنظر إلى العلاقة العابرة للحدود بين المجموعات الإجرامية وبالتالي مساندة ما تقوم به دول الساحل لمكافحة هذه الظاهرة".
واعتبر شرقي أن "تدهور الأمن أثّر على مسار التنمية في القارة الإفريقية وأن تزايد بؤر التوتر في العديد من المناطق أصبح يعيق بشكل كبير الجهود التنموية بالقارة"، مشددًا على أن "هناك إرادة حقيقية لدى الدول الإفريقية لتخطو خطوات إيجابية و ملموسة نحو التنمية".
وبوكو حرام  جماعة إسلامية نيجيرية مسلحة، وتعني بلغة الهاوسا (تحريم التعليم الغربي)، وقد تأسست الجماعة عام 2004 على يد محمد يوسف، وهو شاب نيجيري ترك التعليم في سن مبكرة، وحصل على قدر من التعليم الديني غير النظامي، وقد تشكلت جماعة بوكو حرام في الأصل من مجموعة من الطلاب، تخلوا عن الدراسة، وأقامت الجماعة قاعدة لها في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي نيجيريا على الحدود مع النيجر.
قوات افريقية
قوات افريقية
وفى عام 2009، وقعت مواجهات بين الجماعة والشرطة والجيش، شملت عدة ولايات شمالية، راح ضحيتها الآلاف من الضحايا المدنيين، وانتهت بإعلان الحكومة النيجيرية قتل جميع أفراد جماعة بوكو حرام، بمن فيهم زعيم الجماعة محمد يوسف.
غير أن ذلك لم يشكل نهاية الجماعة، حيث ينسب إليها سلسلة من التفجيرات والهجمات التي شهدتها المناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا في الفترة من 2010 إلى 2011، وأهم هذه التفجيرات سوق أبوجا في ديسمبر 2010، وتفجير مركز الشرطة في مايدوكوري في يناير 2011، وتفجير مكتب للجنة الانتخابية الوطنية المستقلة فى مايدوكوري في أبريل 2011، وتفجير مقر الأمم المتحدة في أبوجا في أغسطس 2011.
أما بالنسبة للملامح الفكرية لجماعة بوكو حرام، فإنها ترتكز حول عدد من الأصول الفكرية، أهمها العمل على تأسيس دولة إسلامية في نيجيريا بالقوة المسلحة، والدعوة إلى التطبيق الفوري للشريعة الإسلامية في جميع الولايات النيجيرية، وليس تطبيق الشريعة في الـولايات الاثنتي عشرة الشمالية، وكذلك عدم جواز العمل في الأجهزة الأمنية والحكومية في الدولة.

شارك