لمواجهة العنف المذهبي.. باكستان تقتل زعيم أكبر حركة مناهضة للشيعة

الأربعاء 29/يوليو/2015 - 01:58 م
طباعة لمواجهة العنف المذهبي..
 
نجحت السلطات الباكستانية، في قتل ستة عشر من عناصر وقيادات حركة "لشكر جهنكوي" المحظورة، والمنشقة عن حركة "سباه صحابه" أو "جيش الصحابة"، من بينهم زعيم الجماعة، مالك محمد إسحاق، والمتحدث باسمها غلام رسول شاه.

مقتل زعيم «لشكر جهنكوي»

مقتل زعيم «لشكر جهنكوي»
أعلنت السلطات المحلية في باكستان، أن زعيم تنظيم "لشكر جهنكوي" أو "عسكر جهنكوي" المسئول عن العديد من الهجمات الدامية في باكستان قتل، اليوم الأربعاء، بأيدي الشرطة. وصرح وزير داخلية ولاية البنجاب، شجاع خان زاده، أن مالك إسحاق قتل بالإضافة إلى 13 شخصاً من التنظيم، من بينهم اثنان من أبنائه، خلال مواجهات مع الشرطة. 
وقالت مصادر أمنية: إن مالك محمد إسحاق ونجليه، حق نواز ومنصور، وعدداً من القيادات الميدانية في جماعة "لشكر جهنكوي" المتورطة، بحسب السلطات، في أعمال طائفية شهدتها المدن الباكستانية المختلفة على مدى الأعوام الماضية، قتلوا إثر مواجهة عنيفة اندلعت بين الطرفين في مدينة مظفر كره في إقليم البنجاب.
وأضافت المصادر، أن قوات الأمن اعتقلت قبل أسبوع، كلاً من مالك إسحاق ونجليه والمتحدث باسم الجماعة مع عدد من عناصر وقيادات الجماعة، بتهمة الضلوع في الاغتيالات المتعمدة، وأن مجموعة مسلحة هاجمت فرق الأمن التي كانت تنقل المعتقلين. وإثر مواجهة عنيفة بين الطرفين قتل ستة عشر مسلحاً، بينهم المعتقلون الستة وعشرة مهاجمين، كما أصيب ستة من عناصر الأمن بجراح.
وشنت قوات الأمن عملية اعتقالات واسعة في مناطق مختلفة من مدينة بشاور، شمال غرب باكستان، اعتلقت خلالها 25 شخصاً يشتبه بضلوعهم في أعمال عنف، وارتباطهم بالجماعة المحظورة.
كما يتوقع أن تشن قوات الأمن عمليات اعتقال مختلفة في مناطق البلاد ضد أنصار الجماعة، للتصدي لأي محاولة قد يقوم بها أنصار الجماعة لأخذ الثأر.

جماعة «لشكر جهنكوي»

جماعة «لشكر جهنكوي»
وتعتبر «لشكر جنكوي» من أبرز التنظيمات المرتبطة بفكر تنظيم القاعدة في باكستان، وتصنف من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية الباكستانية والاقليمية والدولية على أنها فرع من تنظيم القاعدة في اقليم بولشستان الباكستاني المتاخم مع الحدود الإيرانية.
وتنسب الحركة إلى مؤسسة "جيش الصحابة" أو "سباه صحابه" في باكستان، ويدعى "مولوي حق نواز جهنكوي"، وفي 2009 انشق مالك محمد إسحاق عن "سباه صحابه" ليؤسس "لشكر جهنكوي".
وتستمد الحركة أفكارها وعقائدها من السلفية الجهادية وخاصة، رجل الدين السلفي "شاه ولي الله دهلوي"، وعاش في القرن الـ 19 الميلادي.
ووفقًا لتقارير إعلامية باكستانية، بلغت عمليات الإرهابية لجيش الصحابة "سباه صحابه" منذ تأسيسه في عام 1996 وحتى 2001، 350 عملية إرهابية كان غالبيتها استهداف لشيعة باكستان.
ونسجت الحركة علاقات قوية مع حركة "طالبان باكستان"، وتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وتنظيم «أنصار الإسلام» المعادي لإيران والشيعة في باكستان، في التوسع في العمليات الإرهابية التي تستهدف قوات الأمن الباكستانية وشيعة باكستان.
ونفذت الحركة العديد من العمليات الإرهابية ضد الشيعة في باكستان، وشهدت البلاد حالة من العنف الطائفي والمذهبي بعد 2011.
وتعد أهم أهداف وعقيدة «لشكر جنكوي» هي مواجهة الشيعة والمصالح الإيرانية في باكستان، وأعلنت مسئوليتها عن العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت الشيعية في باكستان وخاصة في اقليم بلوشستان غرب البلاد.
والحركة مسئولة عن مقتل الآلاف في باكستان في هجمات انتحارية وتفجيرات منذ منتصف التسعينيات.

زعيم عسكر جهنكوي

زعيم عسكر جهنكوي
يذكر أن إسحاق كان على القائمة التي وضعتها أمريكا للإرهابيين المطلوب القبض عليهم؛ حيث إن حركة عسكر جهنكوي كانت تزود تنظيم القاعدة بالآلاف من المسلحين السنيين للقتال في باكستان وأفغانستان.
ويتهم إسحاق بالتورط في التخطيط لـ 40 عملية عنف طائفي قتل فيها 70 شيعيًّا في مختلف أنحاء إقليم البنجاب. وكانت السلطات حكمت بالسجن على إسحاق بالسجن لمدة 14 سنة بتهمة قتل الشيعة، غير أنها أطلقت سراحه في يوليو سنة 2011، ثم اعتقلته مجددًا في 2012 بعد قيام منظمة "جهنكوي" بعمليات عنف، إلا أن محكمة لاهور العليا أفرجت عنه لعدم وجود أدلة تدينه مباشرة، وعادت لاعتقاله في 23 فبراير 2013.

العنف المذهبي

العنف المذهبي
وتعد أهم أهداف هي استهداف الشيعة والمصالح الإيرانية إيران في باكستان، ويشكل المسلمون 95% من سكان باكستان. ويُمثل المسيحيون والهندوس غالبية النسبة المتبقية. وعلى صعيد التوزيع المذهبي، تشير تقديرات العام 2012 إلى أن 75% من سكان البلاد البالغ عددهم 180 مليون باكستاني، هم من المسلمين السنة، و20% من المسلمين الشيعية.
ويتوزع شيعة باكستان، بصفة أساسية، على مدن وبلدات إقليم البنجاب، والمناطق الداخلية لإقليم السند، والبلدات الباكستانية الشمالية المتاخمة للصين. وهم يمثلون ثاني أكبر وجود شيعي في العالم الإسلامي.
 وشهدت باكستان ارتفاع موجهة العنف المذهبي خلال السنوات الماضية، ومنذ ما يزيد على عقد من الزمن، بدأ العنف العرقي والطائفي في هذا الإقليم وقد خرج عن نطاق السيطرة. وأسفر الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له أقلية الهزارا الشيعية عن قتل وتشريد أعداد كبيرة من أبنائها. وتالياً، دفع هذا الوضع عوائل وأسرا بأكملها إلى ترك الإقليم، واللجوء إلى إقليم السند على وجه الخصوص. كما غادر بعض منها باكستان متجهاً إلى دول الغرب.
وفي 21 فبراير 2013، ذكر وزير الإعلام الباكستاني قمر زمان كائره، أن حركة "لشكر جهنكوي" مسئولة عن 80% من أعمال الإرهاب، وأن اللاجئين الأفغان مسئولون عن 30% من الجريمة المنظمة.
في 2010، أبلغت الحكومة المركزية في إسلام آباد مجلس الشيوخ الباكستاني أن 100 ألف شخص قد فروا من بلوشستان، نتيجة العنف الذي يتعرض كل من الهزارا والبنجابيين.
ووفقاً لبيانات معهد إدارة الصراعات في نيودلهي، فإن 711 شخصًا، من بينهم عناصر من قوات الأمن، قتلوا في بلوشستان عام 2011، كما قتل 347 شخصاً في العام 2010.

أبرز عمليات "لشكر جهنكوي"

أبرز عمليات لشكر
كما اغتالت الحركة، عالم الدين الإيراني الشيخ محمد حاجي سلطاني فيما كان يغادر إحدى المدارس الدينية في مدينة كراتشي .
واستنادًا إلى منظمة "هيومن رايتس ووتش" فان أکثر من ٤۰۰ شيعي قتلوا في باکستان عام ۲۰۱۲ "السنة الأکثر دموية" في تاريخ الشيعة أغلبهم في إقليم بلوشستان الباكستاني. وكان التاسع من يناير 2013 يوماً أسود جديداً في أيام باكستان السود، التي تكاثرت وتعاظمت ضحاياها.
في ذلك اليوم، أسفرت سلسلة هجمات عن مقتل 130 شخصاً وإصابة 260 شخصا من شيعة باكستان، في حصيلة اعتبرت الأفدح منذ العام 2007. وقد وقعت اثنتان من هذه الهجمات في إقليم بلوشستان، الواقع في جنوب غرب باكستان.
وفي 15 يونيو2013، أعلنت جماعة «لشكر جهنكوي» المتطرفة، مسئوليتها عن الانفجار الذي استهدف حافلة لطالبات جامعيات في مدينة كويتا بإقليم «بلوخستان» في وقت سابق، السبت، وأسفر عن مصرع 14 شخصًا.
وفي 30 مايو 2015، لقي 49 شخصًا مصرعهم، في انفجار هائل بمسجد للشيعة في باكستان.
وفي مايو 2015، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باكستان اليوم الأربعاء على التحرك سريعا لحماية الأقليات الدينية، إثر هجوم أسفر عن مقتل 43 من الشيعة الإسماعيليين، وتبنى تنظيم داعش الهجوم على الإسماعيليين في كراتشي.

المشهد الباكستاني

المشهد الباكستاني
نجاح السلطات الباكستانية في القضاء على قيادات حركة "لشكر جهنكوي" من بينهم زعيم الجماعة، مالك إسحاق، والمتحدث باسمها غلام رسول شاه، والمسئولة عن المئات من العمليات الإرهابية في باكستان والتي تحمل الصبغة المذهبية والطائفية، يشير إلى جهود حقيقة من الأمن الباكستاني لموجهة العنف المذهبي والطائفي والذي أودى بحياة الآلاف من المواطنين، وهدد الأمن والسلام الاجتماعي، فهل سيؤدي قتل قادة أهم حركات العنف المذهبي في باكستان إلى تراجع معدلات العنف في البلاد، أم أن الحركات المتشددة الأخرى سوف تزيد من عمليات العنف ثأرًا لمقتل قادة "لشكر جهنكوي"؟

شارك