الدوافع الحقيقة للإعلان تركيا الحرب ضد الإرهاب (1-2)

السبت 29/أغسطس/2015 - 09:57 م
طباعة
 
عندما أعلن السيد / رجب طيب أردوغان يوم الجمعة 24 يوليو 2015 ان الضربات العسكرية ضد داعش خطوة أولي لحماية أمن تركيا ، وقد أكد ان التنظيم يمثل تهديداً لتركيا والمنطقة  ، وصرح رجب اردوغان انه وبعد الاجتماع مع الحكومة التركيا أتخدت قرارات عده وتدابير لازمه من اجل الحفاظ علي الجمهورية التركيا ارضاً وشعباً  ، وتعتبر تركيا ( الدولة الاسلامية ) تنظيماً إرهابياً يهدد المنطقة ومن الضروري اتخاد اجراءات لردعه ووقف تقدمه ، ويري اغلب المحللين والمراقبين في الشأن السياسي ان تصريحات اردوغان تأتي مغايره لموقف الحكومة التركية الداعمة دوماً للتنظيمات الإرهابية في المنطقة سواء بشكل مباشر مثل ( جبهه النصرة) و ( تنظيم داعش ) قبل ان تنقلب عليه او دعم عن طريق الغطاء السياسي لتنظيمات مثل  (الإخوان المسلمين) في مصر او( حزب النهضة ) في تونس ، ومن المؤكد ان الحلم التركي للخلافة العثمانية لن يتحقق الا عبر صعود التنظيمات التي تنضوي تحت راية الاسلام السياسي في المنطقة بأسرها ، ومن المؤكد ايضاً  ان تركيا هي من اكثر الدول التي دعمه تنظيم ( داعش ) حيث سمح لمقاتلي داعش بالتدريب في معسكرات علي اراضيها أضافه الي دعمهم بالسلاح والعتاد وذلك علي خلفيه مواجهة المد الشيعي في العراق ومحاوله اسقاط بشار الاسد في سوريا ، وقد عجز التحالف الدولي بقياده اميركا بدفع الجانب التركي بالانضمام عملياً بالحرب علي داعش حيث تأكد ذلك في معركه ( عين العرب ) وقد تخاذل الجيش التركي عن مواجهة داعش وعن حمايه السكان المدنيين في ( عين العرب ) رغم العمليات الاجرامية التي مارسها تنظيم داعش ضد السكان المدنيين ولولا قوات البشمرجيه الكردية التي قامت بالدفاع عن عين العرب لما تم تحريرها وحمايه السكان المدنيين ، اذاً ما الذي يدفع الحكومة التركية حالياً للإعلان عن حرب شرسة ضد التنظيمات الإرهابية ( داعش ) و ( بي كي تي ) وهو الاسم الحركي لحزب العمال الكردستاني ، وقد اجبرت المتغيرات الجديدة في المنطقة سواء داخل تركيا او خارجها علي دفع ارودغان وحكومته في رسم مخططات ومشاريع جديده تتناسب مع ما يحدث من متغيرات وكانت اول هذه التغيرات في الداخل التركي وعلي خلفيه نتائج الانتخابات البرلمانية التركية حيث شهدت نتائج الانتخابات تراجع شعبية حزب ( العدالة والتنمية ) وقد ترافق ذلك مع انهيار وتراجع مشاريع مماثله بالذات في مصر مع السقوط المدوي لجماعه الإخوان المسلمين وايضاً في تونس حيث فقد حزب النهضة الكثير من شعبيته وجاءت نتائج الانتخابات في تونس سواء البرلمانية او الرئاسية لتوكد هذا المعني ، ثم يأتي توقيع الاتفاق النووي بين ايران والغرب والذي من المتوقع انه سيسمح لـ أيران بلعب دور إقليمي هام جداً في مناطق السراع ( العراق – سوريا – اليمن – لبنان )، خاصة ان وجهه نظر ايران قد تتوافق مع الغرب في بعض القضايا الهامة مثل الحفاظ علي بشار الاسد وكيان الدولة السوري في مواجهه فوضي التنظيمات الإرهابية المسلحة والتي تتمدد في المنطقة بوتيرة سريعة ، وقد تحظي ايران بتوكيل من أمريكا والغرب بالدعم لتلعب دوراً هاماً في المنطقة وعلي ذلك فأن تركيا تسعي بكل قوة للتواجد في المنطقة عسكريا وذريعتها في ذلك هو الحرب علي الارهاب وسيصبح الشمال السوري هو منطقه الانطلاق بالنسبة لها وهذا ما يفسر مطالبه تركيا الدائمة بوجود منطقه عازله في شمال سوريا منذ 3 سنوات اما عن اخر الاسباب التي دفعت تركيا علي للدخول في حربها ضد التنظيمات هو صراعها المباشر والغير مباشر مع الاكراد وخلال السنوات الثلاث الأخيرة استطاعت القوات الكردية مع انفتاح الحدود السورية والعراقية والتركية من تطوير أليات عملها حيث اقامت معسكرات التدريب وحشدت عناصرها من كافه الانحاء للانخراط في التشكيلات العسكرية كما استفادت من انهيار الحكومات المركزية في العراق وسوريا او تشاركت مثل باقي التنظيمات المسلحة في بسط نفوذها علي الارض وتوسيع نطاق تواجدها خاصه في الشمال السوري ، مع الاستفادة من الحكم الذاتي في العراق وما وفرة من امكانيات في تطوير الالة العسكرية ، اذاً هذه هي الاسباب الحقيقية التي دفعت تركيا للتشدق وإعلان خطاب الحرب علي الارهاب ، وسنقوم بدراسة وتحليل كلاً من الاسباب السابقة الذكر لمحاوله فهم حقيقه الموقف التركي 
أولا  نتائج الانتخابات التركية 
البرلمان التركي ( الجمعية الوطنية الكبرى ) تتكون من 550 دائرة يتم انتخابهم لأربعه سنوات حسب التمثيل النسبي من 85 دائرة انتخابيه في تركيا وهي عدد المحافظات التركية فيما عدا انقره واسطنبول وارمين المرشحين في قوائم الاحزاب السياسية لا يفوزوا الا اذا تحصل حزبهم علي 10% علي المستوي الوطني وقد جاءت نتائج الانتخابات التي أجريت في 7 يونيو الماضي صادمه لأردوغان وحزبه حيث لم يتحصل حزب ( العدالة والتنمية ) سوي علي 40 % من المقاعد بينما حصلت المعارضة علي 60% في من المقاعد وعلي الرغم من انها حسابيه تسطيع المعارضة ان تشكل حكومة ائتلافية الا ان الخلافات بين احزاب المعارضة وعدم توافقها يجعل من الصعوبة تشكيل حكومة ائتلافية ، فعلي سبيل المثال يرفض حزب ( الحركة القومية ) والحاصل علي 80 مقعد دخول اي حكومة ائتلافيه حتي لو حصل علي رئاسة وزارتها في حال وجود حزب( الشعوب الديموقراطية ) الكردي والحاصل علي 80 مقعد وبذلك يقلص او يقضي علي اي فرصه لأكبر احزاب المعارضة وهو حزب ( الشعب الجهوري ) والحاصل علي  132 مقعداً بتشكيل  حكومة من المعارضة وفي نفس الوقت لا يمكن بحال من الأحوال تكوين بمقاعد من اي حزبين من احزاب المعارضة بتشكيل الحكومة فضلا عن ان الدستور ينص علي ان رئيس الجمهورية يكلف رئيس اكبر الاحزاب الحاصلة علي مقاعد في البرلمان وهو في هذه الحالة احمد داود أوغلوا رئيس حزب( العدالة والتنمية ) وهنا سيكون الموقف معقد جداً وتاريخياً فأن فشل الحكومات الائتلافية في تركيا يلقي بظلاله عن اي مشروعه حكومة ائتلافيه ولازال حزب ( العدالة والتنمية )  غير قادر علي حسم تشكيل حكومة ائتلافيه علي رغم ما اعلنه بأنه سيطرق ابواب كل الاحزاب الفائزة ومن المعروف انه عقب نتائج الانتخابات مباشرة ونتيجة للصدمة الشديدة التي تلقاها اردوغان وحزبه وقد اعلن اردوغان من ان الذهاب الي انتخابات مبكره افضل من محاوله الحكومة الائتلافية يخشي اردوغان وانصاره في حاله وجود حكومة تسيطر عليها المعارضة من فتح ملفات الفساد التي طالت الكثير من رجال نظام واقرابه في احداث 17 ديسمبر 2013  او اعادت النظر للانتقال الي النظام الرئاسي واخيراً اعاده التوافق علي السلام الداخلي مع الاكراد خاصه ان حزب ( الشعوب الديموقراطي ) الكردي استطاع لأول مره الحصول علي هذا العدد من المقاعد والذي يسمح له للمشاركة الفعالة سياسياً أن ضبابيه المشهد السياسي في تركيا ومعارضه الشعب التركي لأسلوب السياسات الخاطئة التي ينتهجها اردوغان والتي وصلت نتيجته الي صفر علاقات خارجيه مع كثير من دول الإقليم خاصه مصر ودول الخليج وسوريا والسعودية وسنكمل المقال في العدد القادم 

شارك