في حوار المغازلة مع روسيا .. الأسد: الغرب يدعم داعش والنصرة.. وعلينا هزيمة الإرهاب أولا قبل الحوار

الأربعاء 16/سبتمبر/2015 - 07:19 م
طباعة في حوار المغازلة
 
لا تكتفى روسيا بدعم النظام الرئيس السوري بشار الأسد عسكريا وسياسيا واقتصاديا بل تحاول تجميل الصورة عن الحرب في سوريا عبر وسائل إعلامها الذى حشدته في مقابلة مع الأسد،  ضمت معظم وسائل الإعلام الروسية متمثلة في: تليفزيون روسيا اليوم، وروسيسكايا غازيتا، القناة الأولى، وروسيا 24، ونوفوستي، وقناة إن تي في،  وتحدث لهم  عن آخر تطورات الأزمة السورية وسبل الخروج منها،  وأنه في الوقت الذى تبكي فيه  الدول الغربية على اللاجئين  تدعم الإرهابيين منذ بداية الأزمة،  وأن الغرب  هو من  يدعم الإرهابيين.
في حوار المغازلة
واعتبر  أن الدعم الإيراني كان أساسياً من أجل مساعدة سوريا في صمودها في الحرب،  أن اللاجئين السوريين تركوا سوريا بسبب الإرهاب والقتل،  وأن الغرب سيستقبل مزيدا من اللاجئين في حال استمر في انتهاج سياسته الحالية تجاه سوريا.
في بداية المقابلة  غازل  الرئيس السورى  روسيا  ودورها قائلا "منذ بداية الأزمة تبنينا نهج الحوار، وقد جرت عدة جولات للحوار بين السوريين، في سوريا، وموسكو، وجنيف في الواقع، فإن الخطوة الوحيدة التي حققت إنجازاً كانت موسكو 2 وليس جنيف أو موسكو1، كما أنها خطوة جزئية وليست مكتملة، وهذا طبيعي لأن الأزمة كبيرة. لا يمكن التوصل إلى حلول في ساعات أو أيام قليلة، إنها خطوة إلى الأمام، ونحن بانتظار موسكو 3 وأعتقد أن علينا الاستمرار في الحوار بين الكيانات السياسية أو الأحزاب السياسية السورية، بالتوازي مع محاربة الإرهاب من أجل التوصل إلى إجماع حول مستقبل سوريا إذاً، هذا ما ينبغي أن نستمر فيه" .
في حوار المغازلة
وكرر الرئيس السوري حديثه عن أن من يعرقل الحوار هو الإرهاب في سوريا مع أن جزءًا من الأمر يتحمله النظام السوري، حيث قال "إذا كان لي أن أنتقل إلى الجزء الأخير، لأنه مرتبط بهذا الجزء، هل يمكن تحقيق أي شيء إذا أخذنا بالاعتبار انتشار الإرهاب في سوريا والعراق وفي المنطقة بشكل عام؟ علينا أن نستمر في الحوار من أجل التوصل إلى توافق، كما قلت، لكن إذا أردنا أن ننفذ أي شيء حقيقي، من المستحيل فعل شيء بينما يُقتل الناس، وبينما لم تتوقف إراقة الدماء، ولا يزال الناس يشعرون بانعدام الأمان لنقل إننا جلسنا معاً كأحزاب أو قوى سياسية سورية وتوصلنا إلى إجماع في موضوع سياسي، أو في الاقتصاد، أو التعليم، أو الصحة، أو أي شيء، كيف نستطيع أن ننفذ ما اتفقنا عليه إذا كانت أولوية كل سوري الآن هي أن يكون آمناً؟ إذاً، يمكن أن نتوصل إلى إجماع، لكننا لا نستطيع أن ننفذ شيئاً ما لم نهزم الإرهاب في سوريا. علينا أن نهزم الإرهاب وليس "داعش" فقط. أنا أتحدث عن الإرهاب، لأن هناك العديد من المنظمات، وبشكل أساسي "داعش" و"النصرة" اللذان أعلنهما مجلس الأمن مجموعتين إرهابيتين.
 واعتبر أن هناك تقاسم للسلطة بالفعل في سوريا  قائلا "هذا فيما يتعلق بالعملية السياسية، أما فيما يتصل بتقاسم السلطة، فقد تقاسمناها أصلاً مع جزء من المعارضة التي قبلت بتقاسمها معنا، قبل بضع سنوات انضموا إلى الحكومة، رغم أن تقاسم السلطة يتعلق بالدستور، والانتخابات، وبشكل أساسي الانتخابات البرلمانية، وبالطبع تمثيل الشعب السوري من قبل تلك القوى، لكن رغم ذلك، وبسبب الأزمة، قلنا لنتقاسم السلطة الآن، لنفعل شيئاً، خطوة إلى الأمام، بصرف النظر عن مدى فعالية تلك الخطوة.
في حوار المغازلة
وأشار إلى أن الغرب هو من صنع أزمة اللاجئين من خلال تأكيده  على أنه تعامل  معها من خلال الدعاية الإعلامية الغربية، خصوصاً خلال الأسبوع الماضي، وبصرف النظر عن الاتهام بأن أولئك اللاجئين يهربون من الحكومة السورية، أو ما يسمونه النظام، فإنهم يبكون على اللاجئين بعين بينما يصوّبون عليهم رشاشاً بالعين الأخرى.. هذا لأن أولئك اللاجئين تركوا سوريا في الواقع، بشكل أساسي بسبب الإرهابيين وبسبب القتل، وثانياً بسبب نتائج الإرهاب. عندما يكون هناك إرهاب، وعندما تدمر البنية التحتية، لن تبقى الاحتياجات الأساسية للحياة متوفرة، وبالتالي فإن الناس يهربون بسبب الإرهاب ولأنهم يريدون كسب رزقهم في مكان ما من العالم. وهكذا فإن الغرب يبكي عليهم بينما هو يدعم الإرهابيين منذ بداية الأزمة. 
 وتابع في البداية قال إن هذه الانتفاضة سلمية، ومن ثم قال إنها معارضة معتدلة، والآن يقول إن هناك إرهابًا كإرهاب "النصرة" و"داعش"، لكن ذلك بسبب الدولة السورية، أو النظام السوري أو الرئيس السوري إذاً، طالما استمروا في اتباع هذا النهج الدعائي، فإنهم سيستقبلون المزيد من اللاجئين، فالمسألة لا تتعلق بأن أوروبا لم تقبل أو تحتضن اللاجئين، بل تتعلق بمعالجة سبب المشكلة، إذا كانوا قلقين عليهم، فليتوقفوا عن دعم الإرهابيين، هذا ما نعتقده فيما يتعلق بهذه الأزمة. هذا جوهر قضية اللاجئين.
في حوار المغازلة
وكرر الأسد نفس حديثه السابق عن أن الإرهاب، مدعوم من قوى خارجية قائلا " نحن الآن في حالة حرب مع الإرهاب، وهذا الإرهاب مدعوم من قوى خارجية، فهذا يعني أننا في حالة حرب كاملة اليوم.. أنا أعتقد بأن أيّ مجتمع وأيّ أشخاص وطنيين، أيّ أحزاب تنتمي فعلاً للشعب تتوحّد في حالات الحروب ضد العدو، سواء كان العدو إرهاباً من الداخل أو كان العدو إرهاباً من الخارج. اليوم لو سألنا أي سوري ما الذي تريده الآن.. أول شيءٍ سيقوله: نريد الأمان ونريد الأمن لكل شخص ولكل عائلة. فإذاً علينا نحن كقوى سياسية، سواء كانت هذه القوى داخل الحكومة أو خارجها أن نتوحّد حول ما يريده الشعب السوري.. هذا يعني أن نتوحّد أولاً ضد الإرهاب، هذا شيء بديهي ومنطقي.. لذلك أقول علينا الآن كقوى سياسية أو حكومة أو كمجموعات مسلحة حاربت ضد الحكومة أن نتوحد جميعاً من أجل مكافحة الإرهاب.. وهذا الشيء حصل، هناك قوى تحارب الإرهاب الآن مع الدولة السورية وهي كانت تقاتل الدولة السورية.. قطعنا خطوات في هذا المجال.. لكنني أستغل فرصة هذا اللقاء لأوجّه دعوة لكل القوى لكي تتّحد لمواجهة الإرهاب لأنه الطريق للوصول إلى الأهداف السياسية التي نريدها نحن كسوريين عبر الحوار وعبر العمل السياسي.
وكشف الأسد عن أنه لا توجد مبادرة إيرانية للحل، وأن إيران داعم رئيسى له قائلا "حالياً لا يوجد مبادرة إيرانية، إنما توجد أفكار أو مبادئ لمبادرة إيرانية تستند بشكل رئيسي على موضوع سيادة سوريا، وطبعاً قرار الشعب السوري، وتستند إلى موضوع مكافحة الإرهاب.. طبعاً العلاقة بيننا وبين إيران علاقة قديمة عمرها الآن أكثر من ثلاثة عقود ونصف.. فيها تحالف، فيها ثقة كبيرة، لذلك نعتقد أن الدور الإيراني دور هام. إيران تقف مع سوريا ومع الشعب السوري.. تقف مع الدولة السورية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. ليس المقصود عسكرياً، كما حاول البعض تسويقه في الإعلام الغربي بأن إيران أرسلت جيشاً أو قوات إلى سوريا.. هذا الكلام غير صحيح.. هي ترسل لنا عتاداً عسكرياً، وهناك طبعاً تبادل للخبراء العسكريين بين سوريا وإيران وهذا الشيء موجود دائماً، ومن الطبيعي أن يزداد هذا التعاون بين البلدين في ظروف الحرب.. نعم الدعم الإيراني كان أساسياً من أجل مساعدة سوريا في صمودها في هذه الحرب الصعبة والشرسة.
في حوار المغازلة
 واعتبر ان العلاقات مع القاهرة أمنية وليست سياسية قائلا " العلاقة بين سوريا ومصر لم تنقطع حتى في السنوات الماضية  وحتى عندما كان رئيس مصر هو مرسي الذي ينتمي لمجموعة الإخوان المسلمين الإرهابية أصرت المؤسسات المصرية على إبقاء شيء من هذه العلاقة، أولاً لوعي الشعب المصري لما يحصل في سوريا، وثانياً لأن المعركة التي نخوضها عملياً هي ضد عدو واحد، هذا الشيء أصبح طبعاً الآن أوضح بالنسبة للجميع، الأمور أصبحت واضحة.. الإرهاب منتشر في ليبيا ومصر، واليمن، وسوريا، والعراق، وفي بعض الدول الأخرى طبعاً، وفي دول إسلامية أخرى كأفغانستان، وباكستان وغيرها.. فإذاً أستطيع أن أقول إن هناك الآن رؤية مشتركة بيننا وبين الجانب المصري، لكن العلاقة الآن هي على المستوى الأمني، لا توجد علاقة سياسية، أي لاي وجد تواصل بين وزارة الخارجية السورية ووزارة الخارجية المصرية على سبيل المثال، التواصل على المستوى الأمني فقط.. نأخذ بالاعتبار الضغوط التي يمكن أن تترتّب ربما على مصر أو على سوريا ومصر من أجل ألا تكون هناك علاقة قوية، طبعاً هي لا تمر عبر موسكو. كما قلت، هذه العلاقة لم تنقطع ولكن اليوم نحن ننظر بارتياح لتحسّن العلاقة بين روسيا ومصر، وبنفس الوقت هناك علاقة جيدة وقوية وتاريخية بين موسكو ودمشق فمن الطبيعي أن تكون روسيا مرتاحة لأي تطورّ في العلاقة بين سوريا ومصر.
في حوار المغازلة
 المنطقة العازلة غير مقبولة هذا على حسب وصفه لها حيث قال " أن نقول إن الحدود مع تركيا يجب أن تكون خالية من الإرهاب، فهذا يعني أن الإرهاب مسموح به في باقي المناطق، هذا الكلام غير مقبول.. يجب القضاء على الإرهاب في كل مكان ونحن ندعو منذ أكثر من ثلاثة عقود لتحالف دولي من أجل مكافحة الإرهاب.. ولكن بالنسبة لهذا الموضوع وبالنسبة لتعاون الغرب مع "جبهة النصرة" هو حقيقة واقعة، لأننا كلنا نعلم أن من يدعم اليوم "جبهة النصرة" ومن يدعم "داعش" بالسلاح وبالمال وبالمتطوعين الإرهابيين هي تركيا، ومن المعروف أن تركيا على علاقة وثيقة بالغرب، فأردوغان وأوغلو لا يمكن أن يتحركا خطوة واحدة دون التنسيق أولاً مع الولايات المتحدة وطبعاً مع باقي الدول الغربية، فوجود "جبهة النصرة" ووجود "داعش" بهذه القوة في المنطقة هو بغطاء غربي لأن الدول الغربية تعتقد دائماً أن الإرهاب ورقة تستطيع أن تضعها في جيبك وتستخدمها من وقت لآخر، الآن يريدون استخدام "جبهة النصرة" ضد "داعش" فقط، ربما لأن "داعش" خرج عن سيطرتهم بشكل أو بآخر.. ولكن هذا لا يعني أنهم يريدون القضاء على "داعش"، لو أرادوا لكانوا قادرين على القيام بهذا الشيء
الأسد اعتبر أن داعش والنصرة ارهابية وكل المنظمات التي تحمل السلاح كذلك حيق قال " بالنسبة لنا "داعش" و"جبهة النصرة" وكل المنظمات المشابهة التي تحمل السلاح وتقتل المدنيين هي منظمات متطرّفة. لكن مع من نتحاور.. هذا سؤال هام جداً؟ منذ البداية قلنا إن الحوار هو مع كل من يمكن أن يؤدي الحوار معه لتراجع الإرهاب وبالتالي الوصول إلى الاستقرار، طبعاً هذا يشمل بشكل طبيعي القوى السياسية، ولكن هناك أيضاً مسلحين حاورناهم وتوصلنا معهم لاتفاقات في مناطق كانت مضطربة وأصبحت هادئة.. وفي أماكن أخرى هؤلاء المسلحون انضموا للجيش السوري وهم يقاتلون معه اليوم وسقط منهم شهداء.. فإذاً نحن نحاور الجميع ماعدا تلك المنظمات التي ذكرتها كداعش والنصرة ومنظمات مشابهة، لسبب بسيط هو أن هذه المنظمات تعتمد بعقيدتها على الإرهاب.. هي منظمات عقائدية، هي ليست مجرد منظمات خرجت ضد الدولة كما هو حال عدد من المسلحين.. لا، هي من الناحية العقائدية تؤمن بالإرهاب وبالتالي الحوار مع هذه المنظمات لا يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة حقيقية، لابد من أن نكافحها ونحاربها ونقضي عليها بشكل كلي والحوار معها غير مجدي على الإطلاق.
في حوار المغازلة
وعلى خلاف اتهامات المعارضة له بالدعم العسكري البشري من ايران وروسيا الاسد ينفى وجود مقاتلين اجانب وان من يقاتل السوريين فقط حيث قال "طبعاً، الحرب سيئة، أيّ حرب هي مدمّرة، أيّ حرب تضعف أيّ مجتمع وأي جيش، مهما يكن هذا البلد قوياً أو غنياً، لكن الأمور لا تقاس بهذه الطريقة، فالحرب من المفترض أن توحّد المجتمع ضد العدو، الجيش يصبح الرمز الأهم بالنسبة لأي مجتمع عندما يكون هناك عدوان على هذا البلد. يصبح هذا المجتمع حاضناً لهذا الجيش ويقدّم له كل الدعم المطلوب بما في ذلك الموارد البشرية، المتطوعين .. المجندين، لكي يقوموا بالدفاع عن الوطن. في نفس الوقت الحرب تعطي خبرة كبيرة لأي قوات مسلحة من الناحية العملية العسكرية، فإذاً هناك دائماً إيجابيات وسلبيات.. لا نستطيع أن نقول إن الجيش يضعف أو يقوى. لكن في المقابل هذ الاحتضان والدعم الشعبي للجيش هو الذي يؤمّن له المتطوعين. فإجابة على سؤالك: "هل هناك احتياط؟ ".. بالتأكيد، لو لم يكن هناك احتياط للجيش لما كان قادرا على الصمود أربع سنوات ونصف في حرب صعبة جداً، خاصة أن العدو الذي نقاتله اليوم، هو عدو لديه إمداد بشري غير محدود. نحن لدينا مقاتلون إرهابيون من أكثر من ثمانين أو تسعين دولة اليوم. تتحدث أنت عن حاضنة شعبية ربما تكون بالملايين من دول مختلفة ترسل أشخاصاً للقتال في سوريا مع الإرهابيين. أما بالنسبة لنا فالاحتياط هو احتياط سوري فقط بالدرجة الأولى. لذلك، نعم هناك احتياط، وهذا يجعلنا نستمر. وهناك تصميم. الاحتياط ليس فقط بالكادر البشري "بالأشخاص"، وإنما أيضاً بالإرادة. لدينا إرادة أكثر من ذي قبل بالقتال والدفاع عن بلدنا ضد الإرهابيين. هذه الحالة هي التي أدّت إلى أن بعض المسلحين الذين قاتلوا الدولة في البداية لأسباب مختلفة، اكتشفوا لاحقاً أنهم في الطريق الخاطئ، وقرروا الانضمام إلى الدولة، الآن يخوضون معارك مع الجيش، البعض منهم التحق بالجيش بشكل نظامي. البعض منهم أبقى سلاحه معه، لكنهم يقاتلون بشكل مجموعات مع القوات المسلحة في أماكن مختلفة في سوريا.
في حوار المغازلة
دولة داعش " خادعة " هكذا وصف الرئيس السوري "ما تسمى دولة الخلافة قائلا "طبعاً، مجموعات "داعش" الإرهابية تحاول أن تعطي شكل الدولة، من أجل أن تجذب المزيد من المتطوعين الذين يعيشون بأحلام الماضي بأن هناك دولة ذات طابع إسلامي تعمل من أجل الدين، وهذا المظهر المثالي غير حقيقي، هذا. لكن أي دولة لا يمكن أن تأتي بشكل مفاجئ وبشكل جديد إلى أي مجتمع، الدولة يجب أن تكون من إنتاج هذا المجتمع، أن تكون تطوراً طبيعياً للمجتمع، لكي تعبّر عنه، تختلف قليلاً، ولكن في النهاية هي صورة عن المجتمع. لا يمكن أن تأتي بدولة من شكل آخر وتضعها في مجتمع. هنا نسأل سؤالاً : هل دولة "داعش"، أو ما يسمونه دولة "داعش"، أو مجموعة "داعش"، تشبه الشعب السوري؟ بكل تأكيد لا نحن لدينا طبعاً مجموعات إرهابية، لكنها لا تعبّر عن المجتمع. لديكم في روسيا مجموعات إرهابية اليوم، لكنها لا تعبّر عن المجتمع الروسي، ولا تشبه المجتمع الروسي المتنوّع والمنفتح. لذلك إذا حاولوا أن يطبعوا عملة أو طوابع أو جواز سفر، أو هذه الأشكال التي توحي بدولة لا يعني أنهم موجودون كدولة، لأنهم أولاً لا يشبهون الشعب، ثانياً، لأن الناس في تلك المناطق إما تهاجر باتجاه الدولة الحقيقية، الدولة السورية، الدولة الوطنية، أو أنها تقاتلهم في بعض الحالات.. وقلة محدودة جداً هي التي تصدّق هذه الأكاذيب، فهم ليسوا دولة بكل تأكيد، هم مجموعة إرهابية. لكن إذا أردنا أن نسأل من هم؟ دعنا نتحدث بشكل حقيقي أكثر.. هم المرحلة الثالثة من مجموعة السموم السياسية أو الإيديولوجية التي أنتجها الغرب والتي تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية. المرحلة الأولى كانت الإخوان المسلمين في بداية القرن الماضي. المرحلة الثانية كانت القاعدة في أفغانستان من أجل محاربة الاتحاد السوفييتي. والمرحلة الثالثة هي "داعش" و"جبهة النصرة" وهذه المجموعات. من هو "داعش"؟ ومن هي هذه المجموعات؟ هي بكل بساطة الإنتاج الغربي للتطرّف.
في حوار المغازلة
 وأشار الى ان الأكراد  جزء من النسيج السوري قائلا  "أولاً لا يمكن أن نقول إنه كانت هناك سياسة معيّنة للدولة تجاه الأكراد، لا يمكن لدولة أن تميّز بين أبناء البلد الواحد وإلا فهذا يخلق انقساماً بالبلد، لو كنا فعلاً نميّز بين مكوّنات المجتمع لما وقفت أغلبية هذه المكوّنات اليوم مع الدولة، ولا نقسم البلد بشكل مباشر منذ البدايات، بالنسبة لنا الأكراد هم جزء من النسيج السوري، هم ليسوا غرباء، يعيشون في هذه المنطقة كالعربي وكالشركسي، وكالأرمني، وكثير من القوميات والطوائف الموجودة في سوريا، وتعيش فيها منذ قرون طويلة، البعض منها غير معروف متى أتى إلى هذه المنطقة، من دون هذه المجموعات لا يمكن أن تكون هناك سوريا المتجانسة، فإذا هل هم اليوم حلفاؤنا؟ لا.. هم أشخاص وطنيون، هذا من جانب.. من جانب آخر لا تستطيع أن تضع كل الأكراد في سلة واحدة، الأكراد كأي مكوّن سوري هم تيارات، ينتمون لأحزاب مختلفة، هناك اليسار واليمين، وهناك عشائر، وهناك أشكال مختلفة، فعندما نتحدث عن الأكراد ككتلة واحدة يكون هذا الطرح غير موضوعي فإذاً هناك مطالب كردية لدى بعض الأحزاب، وليست مطالب كردية للأكراد، هناك أكراد يعيشون مندمجين في المجتمع بشكل كامل، وأريد أن أؤكد أنهم ليسوا حلفاء في هذه المرحلة كما يحاول البعض أن يُظهر، فهناك شهداء من الجيش من الأكراد، هذا يعني أنهم يعيشون مندمجين في المجتمع، ولكن هناك أحزاب كان لها مطالب، قمنا بحلّ بعض هذه المطالب في بدايات الأزمة، هناك بعض المطالب التي لا ترتبط بالدولة، لا يمكن للدولة أن تقدمها، هناك أشياء متعلقة بالشعب ككل، بالدستور، لا بد أن يوافق الشعب على هذه المطالب، قبل أن نأخذ قراراً نحن كدولة.. على كل الأحوال، أي شيء يُطرح يجب أن يكون في الإطار الوطني، لذلك أقول نحن الآن مع الأكراد ومع مكوّنات أخرى، كلنا نتحالف من أجل قتال الإرهابيين، وهذا ما تحدّثت عنه منذ قليل، يجب أن نتوحّد من أجل قتال "داعش"، بعد أن ننتصر على "داعش" وعلى "جبهة النصرة" وعلى الإرهابيين، تصبح المطالب الكردية لدى بعض المكوّنات الحزبية الكردية، قابلة للنقاش وقابلة للطرح على الساحة الوطنية، لا يوجد أي مشكلة، لا يوجد لدينا فيتو على أي طلب، طالما أن هذا الشيء هو في إطار وحدة سوريا، ووحدة الشعب السوري والأرض السورية، ومكافحة الإرهاب، والتنوع السوري، وحرية هذا التنوّع بمعناه العرقي والقومي، وبمعناه الطائفي والديني.
في حوار المغازلة
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة  لا يتعاون معنا حيث أكد على  ذلك قائلا "  لا تنسيق مباشر أو غير مباشر بيننا  وستفاجَئين إذا قلت: لا، أعلم أن جوابي لن يبدو واقعياً عندما أقول الآن، وبينما نحارب نفس العدو إذا جاز التعبير، ونهاجم نفس الأهداف وفي نفس المنطقة دون تنسيق، وفي نفس الوقت لا يحدث أي صدام، رغم أن هذا يبدو غريباً، لكنّه الواقع، ليس هناك أي تنسيق أو تواصل بين الحكومتين السورية والأمريكية أو بين الجيش السوري والجيش الأمريكي.
إنهم لا يستطيعون الاعتراف، ولا يستطيعون قبول حقيقة أننا القوة الوحيدة التي تحارب "داعش" على الأرض. بالنسبة لهم، ربما، إذا تعاملوا أو تعاونوا مع الجيش السوري فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بفعاليتنا في محاربة "داعش". هذا للأسف جزءٌ من العمى والعناد الذي تظهره الإدارة الأمريكية.
في حوار المغازلة
واختتم حوار بالتأكيد على أنه "أي دولة فيها أخطاء والأخطاء تحصل ربما كل يوم، لكن هذه الأخطاء ليست حالة فاصلة لأنها دائماً موجودة، فما الذي يجعل هذه الأخطاء فجأة تؤدي إلى الوضع الذي نعيشه في سوريا. هذا الكلام غير منطقي، قد تستغرب إذا قلت لك إن النقطة الفاصلة بما حصل في سوريا هي شيء قد لا يخطر في بال كثيرين، هي حرب العراق في عام 2003، عندما غزت أمريكا العراق، ونحن كنا ضد هذا الغزو بشكل قوي لأننا كنا نعرف أن الأمور تسير باتجاه تقسيم المجتمعات وخلق اضطرابات، ونحن بلد مجاور للعراق، عندما كنا نرى أن هذه الحرب ستحول العراق إلى بلد طائفي، ومجتمع منقسم على نفسه، وفي غرب سوريا هناك بلد طائفي آخر هو لبنان، ونحن في الوسط، فكنا نعرف تماماً أننا سنتأثر وبالتالي بدايات الأزمة في سوريا، ما حصل في البداية كان هو النتيجة الطبيعية لهذه الحرب وللوضع الطائفي في العراق الذي انتقل جزءا منه إلى سوريا وكان من السهل عليهم أن يقوموا بعملية تحريض بعض المجموعات السورية على أسس طائفية والنقطة الثانية ربما تكون فاصلة بدرجة أقل هي عندما تبنى الغرب الإرهاب بشكل رسمي في أفغانستان في بداية الثمانينات وسماه في ذلك الوقت "مقاتلون من أجل الحرية" ولاحقاً في عام 2006 ظهر "داعش" في العراق وتحت الإشراف الأمريكي ولم يقوموا بمكافحته، كل هذه الأمور مع بعضها هي التي جعلت الظروف مهيأة لمثل هذه الاضطرابات بدعم غربي بأموال خليجية خاصة من قطر والسعودية، وبدعم لوجيستي تركي خاصة أن أردوغان هو شخص ينتمي للإخوان المسلمين بفكره وبالتالي يعتقد أن تغّير الوضع في سوريا وتغيّر الوضع في مصر وأيضاً في العراق سيعني أنه سيكون هناك سلطنة جديدة ولكن ليست سلطنة عثمانية وإنما سلطنة إخوانية تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط يحكمها أردوغان، كل هذه العوامل مع بعضها وصلت بالأمور إلى هذا الشيء، أعود وأؤكد أن الأخطاء موجودة والأخطاء دائماً تلعب دوراً بأن توجد ثغرات ولكن لا تكفي، هي ليست مبررا وإذا كانت هذه الثغرات هي السبب فلماذا لم تشتعل الثورات في دول الخليج وخاصة في السعودية التي لا تعرف شيئاً عن الديمقراطية، هذا جواب بديهي أعتقد.

شارك