الدعوة السلفية والتخوف من الشيعة في البرلمان المقبل

الثلاثاء 13/أكتوبر/2015 - 06:13 م
طباعة الدعوة السلفية والتخوف
 
الدكتور ياسر برهامى
الدكتور ياسر برهامى
على الرغم من دخول الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور في مواجهات مستمرة وعداءات مع جهات وكيانات مختلفة حتى من أهل السنة والجماعة كجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية أو غيرهما من فصائل تيار الاسلام السياسي، وتارة أخرى تشن هجوما على التيار الليبرالي والعلماني، كما أنها تدخل في صدامات مع المؤسسة الدينية الرسمية..  لكن يظل التيار الشيعي والذي لا يوجد بكثافة في الواقع المصري العدو الأول للدعوة السلفية وذراعها السياسية "حزب النور"، حتى دأبت الدعوة والحزب على معاداة التشيع بشكل عام سواء أكان في العراق أو في إيران، دون النظر لأجندة النظام المصري في العلاقات الخارجية مع هذه الدول. 
وحول الانتخابات البرلمانية قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن الشيعة يحاولون اختراق البرلمان المقبل من خلال تمويل بعض المرشحين في نطاق ضيق، وأضاف في تصريحات صحفية، أن الشيعة يسعون لاختراق مصر منذ عقود طويلة، وهو ما يضر الأمن القومي، مشددا: يجب على الجميع الانتباه حينما يتحدث أحد المرشحين بشكل متعاطف مع الفكر الشيعي.
الدكتور يسرى العزباوى
الدكتور يسرى العزباوى
كما أكد الدكتور يسرى العزباوي، الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على ضرورة تشكيل حملات لكشف كل من يتعاملون مع طهران لتشكيل لوبي طهراني في البرلمان المقبل، مؤكدا أن إيران ضخت أموالا بالملايين لتشكيل هذا اللوبي خلال فترة الدعاية الانتخابية. وأوضح العزباوي في تصريحات صحفية أن إيران اعتمدت على برلمانيين سابقين، وقامت بعمل مراكز دراسات لهم لتشكيل تحالفات، بعضها انهار خلال الفترة الماضية، موضحا أن الزيارات من قبل بعض السياسيين لإيران كان هدفها بلورة هذا اللوبي، وأشار العزباوي إلى خطورة هذا اللوبي حال وصوله إلى البرلمان المقبل، حيث إن البرلمان سيكون له أهمية كبرى في مراقبة أداء الأجهزة التنفيذية وإصدار التشريعيات. وقال الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الحملة التي يجب تدشينها من القوى السياسية ينبغي أن تركز على توعية المواطنين بخطورة هذا اللوبي، والشخصيات التي تتعاون معه، وهدف إيران من التسلل للبرلمان المقبل. 
ومن ناحيته حذر صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية، من تسلل بعض حلفاء إيران إلى البرلمان المقبل ما يمكنهم من المشاركة في وضع القوانين وإصدار التشريعات، موضحًا أن إيران تريد أن يكون لها رجال تستطيع من خلالهم أن يكون لها يد في البرلمان المقبل، وأضاف مؤسس الجبهة الوسطية، أن الجبهة ستدشن حملة موسعة لكشف كل من يتعاون مع إيران، وكواليس مساعي طهران لتواجد رجالها في البرلمان للمشاركة في التشريع والرقابة، موضحا أن إيران سعت في بعض الدول العربية للقيام بذلك، وهو ما تسبب في حالات صراع ضخمة وأحداث عنف، لافتا إلى أن إيران ما دخلت أي بلد عربية إلا وقامت بإحداث الخراب بها، وكانت مصادر قد كشفت أن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بدأوا تنفيذ خطة بالتعاون مع أعضاء مجلس شعب سابقين لتشكيل "لوبي إيراني" داخل مصر يهدف إلى تجنيد شخصيات مصرية واختراق الأوساط الداخلية، خاصة الشباب من أجل جمع معلومات عن الدولة، والترويج للسياسات الإيرانية، وقالت مصادر في تصريحاتٍ صحفية، إن سياسي شهير كان عضو مجلس شعب سابق تعاون خلال الفترة الماضية مع الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ مخططات بالبلاد، وقام بتسفير العديد من الوفود المصرية إلى إيران وكانت هذه الوفود صحفية، وإعلامية، وسياسية، وفنية.
صلاح زايد
صلاح زايد
ومن الجدير بالذكر أنه في وقت سابق في أغسطس الماضي كشفت مصادر عن أن الشيعة بدأوا التحالف مع بعض الأحزاب الصغيرة الموجودة في مصر، للدفع بمرشحين لهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لافتة إلى أن الشيعة يستعينون بالأحزاب الصغيرة التي تحتاج بعض الأموال، كباب خلفي لدخول البرلمان، خصوصًا أن قيادات الشيعة البارزة معروفة للجميع، وينبذهم المواطنون.
وأضافت المصادر، أن من أبرز الأحزاب المخترقة من قبل الشيعة حزب التحرير الصوفي، وحزب التجمع نظرًا لضعف تمويلهما. 
وأشارت المصادر، إلى أن هناك بعض الصوفيين يحاولون مساعدة الشيعة في الوصول للبرلمان المقبل، منهم علاء أبو العزائم، رئيس المجلس العالمي للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزائمية، وعبد الحليم العزمي، المتحدث باسم الطريقة العزائمية، واللذين يحاولون الوصول للبرلمان المقبل.
وأكدت المصادر، على أن هناك بعض المتشيعين الموجودين على قوائم حزب التجمع، أبرزهم "صلاح زايد، الذي يترشح عن حزب النصر الصوفي في أسوان، ومن الشيعة وليد عبيد، ومحمد الدمرداش العقالى، في أسيوط، وهيثم عبد النبي، سيدفع هو الآخر بعدد من الشيعة ضمن مرشحي التحالف، مقابل تمويل الشيعة للقائمة ماديًا.
التحرير الصوفي
التحرير الصوفي
فيما أكد الشيخ وليد إسماعيل، مؤسس ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت، أن الشيعة يسعون بكل ما أوتوا من قوة للتحكم في البرلمان القادم، وأن يكون لهم أصوات داخل البرلمان للمطالبة بالمساواة.
وأضاف إسماعيل في تصريحات صحفية له، أنهم لديهم تمويلات خارجية تسعى لتمويل بعض الأحزاب الصغيرة في مصر، مشيرًا إلى أن إيران تحاول السيطرة على المنطقة العربية.
وأشار إلى أن الشيعة بإيران والعراق، يتحركون من أجل الوجود بقوة في البرلمان المقبل، من خلال دعم وتمويل بعض الشخصيات والأحزاب، مضيفًا أن هناك دعم لبعض التحالفات الانتخابية كالقوى القومية، ومنهم جمال زهران وبعض الأحزاب اليسارية.
شيخ الأزهر
شيخ الأزهر
ولم يكن هذا أول المواقف التي تتخذها الدعوة السلفية تجاه الشيعة كما قلنا في بداية الموضوع بل سبقه في شهر يونيه الماضي أن أعادت الدعوة السلفية، إحياء نشاط اللجنة الدائمة لمواجهة المد الشيعي، التي يترأسها الدكتور أحمد فريد عضو مجلس الأمناء، وذلك ضمن الحملة التي أطلقتها بقيادة الدكتور ياسر برهامي لمساندة الأزهر ضد الشيعة، فيما طالب أبناء الطائفة الرئيس السيسي بحمايتهم ووقف التحريض ضدهم، كانت الدعوة السلفية، أنشأت اللجنة في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، لمواجهة ما وصفته وقتها بمواجهة خطر التشيع الناتج من التقارب الحكومي مع إيران، في إشارة لزيارة الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد لـ"مرسي" و"الأزهر" الشريف، واستقبال وفود سياحية إيرانية في مصر وقتها. وقال الدكتور أحمد فريد رئيس اللجنة، حينها: "سنكثف نشاطنا خلال الفترة المقبلة، عبر تنظيم دروس توعوية عن خطر الشيعة في المحافظات خاصة منطقة جنوب الصعيد، التي لوحظ فيها نشر التشيع، تحت غطاء التصوف، إضافة إلى توزيع كتب ومطويات عن أبناء هذا المذهب، وعقائدهم، وخطورتهم على أهل السنة، ونشرهم الفكر الطائفي، والتلاعن وسب الصحابة الأمر الذي يكرهه المصريون ويرفضونه، وأضاف "فريد"، أن اللجنة ستعمل بصورة لا مركزية عبر مسئولي الدعوة السلفية في المحافظات، والمدن والمراكز والقرى والنجوع، وعبر مؤتمرات شعبية كبرى لمشايخ الدعوة. وقالت مصادر سلفية، إن موقف الأزهر الشريف الرافض للتشيع، والذي تمثل في بيان أصدره شيخ الأزهر لرفض ممارسات ميلشيات الحشد الشعبي الشيعية في العراق ضد أهل السنة، وموقفه الأخير المحذر من نشر التشيع في مصر، بمثابة ضوء أخضر لإعادة إحياء نشاط لجنة مواجهة المد الشيعي بالدعوة السلفية، وكان الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة، أعرب من قبل عن تقديره لحملة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، في التحذير من الشيعة، وبيان فضل الصحابة، مضيفاً، في تصريحات له: "أسأل الله أن يحفظ منهج أهل السنة والجماعة، وأن يجزي فضيلة شيخ الأزهر خيرًا عن هذا البرنامج". ووصف برهامي، أصحاب المنهج الشيعي بالخبثاء المفسدين، موضحًا أنهم أفسدوا في العراق وفي سوريا، وفي اليمن، مشيرًا إلى أن أعينهم الآن على مصر الحبيبة، سائلا الله أن يكف شرهم عن بلادنا. كان شيخ الأزهر، خصص حلقات حديثه اليومي، الذي يذاع طوال شهر رمضان على الفضائية المصرية قبيل الإفطار للتعريف بمنزلة الصحابة الكرام، وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة فيهم، وبيان خطر الشيعة على البلاد وفساد منهجهم.
فاين الدستور المصري من كل هذا؟ الم يعد ما يقوم به مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية من تحريض على الشيعة فتنة طائفية وتحريض على العنف؟ وبالمثل ما تقوم به الدعوة السلفية؟ الم يقرر الدستور حرية العقيدة والفكر والإبداع؟

شارك

موضوعات ذات صلة