بعد استبعاد حفيد الخميني.. المحافظون يهددون عرش خامنئي

الأربعاء 27/يناير/2016 - 12:07 م
طباعة بعد استبعاد حفيد
 
دخلت إيران مرحلة جديدة مع الاستعدادات لانتخابات مجلس خبراء القيادة المرتقبة التي تجري في فبراير المقبل، والتي قد تكون حاسمة في رسم المشهد السياسي في طهران.

إقصاء حفيد الخميني

إقصاء حفيد الخميني
 وكما هو متوقع أقصت اللجنة المشرفة على انتخابات مجلس الخبراء، حسن الخميني  حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله الموسوي الخميني، من انتخابات خبراء القيادة المرتقبة في الشهر المقبل.
وقال أحمد، نجل حسن الخميني: "إن مجلس صيانة الدستور لم يتحقق بشكل كاف من الأهلية الدينية لوالده حسن الخميني (43 عامًا) على الرغم من شهادات عشرات المراجع الدينية".
وكتب أحمد الخميني على حسابه في موقع "إنستغرام" أنه "مساء أمس اتضح أن مجلس صيانة الدستور لم يتمكن من التحقق من الكفاءة العلمية (الدينية) لوالدي، رغم توصية حوالي عشرة رجال دين".
ولم يشارك حسن الخميني في امتحان فقهي نظمه هذا المجلس في مطلع يناير في مدينة قم المقدسة، وشارك فيه حوالي أربعمئة مرشح.
وحسن الخميني (43 سنة) هو أول فرد من عائلة الإمام الراحل يترشح في انتخابات، علماً أنه محسوب على المعتدلين، وأفادت تكهنات بأنه سيشكّل في مجلس الخبراء «محوراً ثلاثياً» مع رفسنجاني وروحاني، لمواجهة الأصوليين.

أبرز المرشحين

أبرز المرشحين
وأعلن الناطق باسم لجنة الرقابة على الانتخابات سيامك ره بيك، موافقة مجلس صيانة الدستور على 166 من 801 مرشح للانتخابات. وأشار إلى استبعاد 207 مرشحين، لافتاً إلى أن 158 سحبوا ترشيحهم، و118 لم يستوفوا شروط الترشح.
وأضاف أن 152 مرشحاً لم يشاركوا في اختبار فقهي أعدّه المجلس الدستوري للمرشحين الجدد، للتحقّق من نيلهم درجة الاجتهاد، علماً أنه استثنى الأعضاء الحاليين في مجلس الخبراء من الاختبار.
وذكر ره بيك أن في إمكان المرشحين المستبعدين الطعن في قرار المجلس الدستوري حتى السبت المقبل. وكان المجلس وافق على 146 من 355 مرشحاً في الانتخابات السابقة لمجلس الخبراء الذي يضمّ 88 عضواً، يُنتخبون لثماني سنوات، وهم مُكلفون اختيار المرشد والإشراف على عمله. وسيُرفع عدد أعضاء المجلس إلى 99، في الانتخابات المرتقبة في 26 فبراير المقبل.
وصادق المجلس الدستوري على ترشيح الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ووزير الاستخبارات محمود علوي لانتخابات مجلس الخبراء. 
لكنه استبعد شخصيات دينية وسياسية بارزة، بينها حسن الخميني، ووالد زوجته محمد كاظم موسوي بجنوردي، وهو عضو سابق في اللجنة القضائية العليا خلال عهد الإمام الخميني، ومرتضى أقا طهراني، سكرتير جبهة «بايدراي» القريبة من المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، ومهدي طائب، رئيس «مقرّ عمار» الأصولي، ومجيد أنصاري، وهو معاون برلماني لروحاني وعضو سابق في مجلس الخبراء.
وأحدث استبعاده من الانتخابات صدمة لدى أوساط سياسية واجتماعية، خصوصاً بعد إقصاء والد زوجته محمد كاظم موسوي بجنوردي، فيما أفادت معلومات برفض المجلس الدستوري أهلية مرتضى إشراقي، وهو حفيد آخر للإمام الخميني، لخوض انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) المرتقبة بالتزامن مع انتخابات مجلس الخبراء. وأعطى ذلك انطباعاً للإيرانيين برفض أهلية القريبين من منزل الإمام الراحل.
للمزيد عن دور رفسنجاني وروحاني في اختيار المرشد.. اضغط هنا

معركة الخبراء

معركة الخبراء
يغلب على أعضاء المجلس التيار المحافظ وترأسه منذ 1990 آية الله علي مشكيني إمام وخطيب الجمعة بمدينة قم المقدسة، وهو مرجع تقليدي مقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي. وبقي في منصبه إلى حين وفاته سنة ؛2007 حيث خلفه الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني إلى حدود سنة 2011؛ حيث انتخب آية الله محمد رضا مهدوي كني محله.
ويرى مراقبون أن "المحافظين يخوضون آخر معاركهم، ولن يقبلوا بالهزيمة خاصة في انتخابات مجلس الخبراء الذي سيعهد له اختيار المرشد الذي سيخلف خامنئي".
وترشح لانتخابات مجلسي الشورى والخبراء اللذين يسيطر عليهما المحافظون حاليًا، كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، مما قد يمهد لتشكيل مجلس قيادي يضم روحاني ورفسنجاني، في حال الموت المفاجئ للمرشد الأعلى علي خامنئي الذي يعاني مرض السرطان.
للمزيد عن خامنئي.. اضغط هنا
ويضيف هؤلاء أن "أكبر دليل على ذلك هو اختيار أحمد جنتي رئيسًا للجنة الإشراف على الانتخابات المعروف بانتمائه الصريح للمحافظين، وعدائه لكل من رفسنجاني وروحاني".
وأثبتت نتائج الانتخابات في السنوات القليلة الماضية عن توجه شعبي للنفور من رموز التشدد واختيار قيادات سياسية إصلاحية وتقدم للناخبين وعودًا بـ"الانفتاح" أكثر من غيرها.
وما تزال هذه الاحتجاجات التي قمعتها السلطات الإيرانية بدموية تلقي بظلالها على الوضع السياسي العام في إيران، وتدفع بالمحافظين المغالين في تشددهم إلى فعل المستحيل للتموقع الجيد والنافذ داخل مواقع القرارات العليا في البلاد؛ لمنع أي تسرب للإصلاحيين بقوة قد تؤهلهم إعادة تأهيل النظام في جوهره.
ويصف مراقبون المعركة بين قوى النفوذ داخل إيران بأنها في النهاية، تبقى معركة للحفاظ على مصالح اقتصادية هائلة، ومنعًا لأي مساعٍ قد تكشف حجم هيمنة كبار القادة الإيرانيين، بما في ذلك خامنئي على كبرى المؤسسات الإيرانية وثرائهم الفاحش، بينما تعاني أغلبية مطلقة من الإيرانيين من الفقر المدقع.
ويرى الخبراء أن ميل أبناء وأحفاد الجيل المؤسس للثورة من رجال الدين إلى التحرر يعكس رغبة عارمة في إيران للتخلص من سيطرة الأفكار المتشددة على حياة الناس، وخاصة الزج بالبلاد في قضايا إقليمية تستنفد قدرات البلاد المالية.
للمزيد عن مجلس الخبراء القيادة.. اضغط هنا 

المشهد الإيراني

المشهد الإيراني
الأسابيع المقبلة في إيران حبلى بالكثير من العواصف والأزمات إذا استمر نهج المحافظين في عنادهم مع رغبة أغلبية الشارع الإيراني، التي لا تعد تقيم وزنًا لهم بسبب طريقة حكومتهم وأيضا تسلطهم الكبير على حرية المواطنين.
تيار المحافظين تراجع شعبيتهم فيما تشهد شعبية الإصلاحيين تصاعدًا مع نجاح الأخير في التوصل إلى اتفاق نووي مع الدول الكبري يسعى ليكون مفتاح الصعود لعرش إيران وإقصاء المحافظين عبر بناء نهضة اقتصادية كبيرة.. المستقبل ينبئ بتراجع سلطة المتشددين ورجال الدين وصعود المعتدلين والشباب الإيراني.. فهل ستتكرر ثورة الخضراء مرة أخرى أم سيفهم المحافظون الدرس؟

شارك