الضربات الجوية الامريكية على سوريا ضد "داعش" أم "خراسان"؟

الأربعاء 24/سبتمبر/2014 - 10:26 م
طباعة الضربات الجوية  الامريكية
 
الضربات الجوية  الامريكية
سلطُت الاضواء على جماعة خرسان بعد أن ذكرها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاسم في كلمة ألقاها في أول يوم من بدء الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف التنظيمات الاسلامية الجهادية في سوريا. كذلك أعطى وليام مايفيل، مدير العمليات لهيئة الأركان الأمريكية المشتركة، تفاصيل محدودة عن هذه الجماعة التي لم تكن شهيرة إعلاميا، موضحا أن "التقارير الاستخباراتية أشارت إلى أن الجماعة كانت في المراحل الأخيرة من التخطيط لتنفيذ هجمات كبيرة ضد أهداف غربية وربما داخل أراضي الولايات المتحدة بالاضافة ال ما كشف عنه مدير الإستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر خلال مؤتمر للاستخبارات في واشنطن، والذي اضاف ان هذه الجماعة لا تقل في خطورتها على الولايات المتحدة عن ما يسمى تنظيم داعش وأنها تمثل تهديدا كبيرا لها.
جميس كلابر
جميس كلابر
كلابر قال إن الأجهزة الإستخبارية الأمريكية بدأت في متابعة تلك الجماعة منذ فترة
المسؤولون الأميركيون قالوا إن الجماعة تضم متطرفين هم عبارة عن خليط من أفغانستان واليمن وسوريا وأوروبا، وتشكل تهديدا مباشرا ومستمرا بشكل أكبر على الولايات المتحدة والغرب .
وبحسب تقديرات استخباراتية أميركية سرية فإن مسلحي خراسان يعملون مع صناع قنابل من فرع القاعدة في اليمن، وذلك لاختبار طرق جديدة لتمرير متفجرات من أمن المطارات.
والخوف يكمن في أن يسلم مسلحو خراسان هذه المتفجرات المتطورة للمجندين الغربيين الذين قد يتمكنون من التسلل إلى الرحلات الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة.
تصريحات المسؤولين الأميركيين أوضحت أن مسلحي خراسان لم يذهبوا إلى سوريا لقتال الحكومة السورية بشكل رئيسي، إنما أرسلهم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لتجنيد أوروبيين وأميركيين تسمح لهم جوازات سفرهم بركوب طائرات أميركية بتدقيق أقل من قبل المسؤولين الأمنيين.
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أنه بسبب المعلومات الاستخباراتية عن التعاون في ما بين تنظيم خراسان وصناع القنابل في قاعدة اليمن والمتشددين الغربيين، فإن إدارة أمن النقل قررت في يوليو حظر نقل الهواتف الجوالة وأجهزة الحاسب المحمولة غير المشحونة على الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة والمقبلة من أوروبا والشرق الأوسط.

نشأة الجماعة :

محسن الفضلي
محسن الفضلي
ظهرت الجماعة في الأعوام الماضية كخلية في سوريا،. وطبقا لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن "الجماعة يقودها الكويتي محسن الفضلي، أحد قيادي عمليات (القاعدة)، ، وقد كان مقربا من بن لادن لدرجة أنه كان من بين مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعلمون بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر".  
ولا توجد معلومات كثيرة بشأن تنظيم «خراسان»، الذي وصفه مسؤولون استخباراتيون وأمنيون وعسكريون بأنه يضم أفرادا من «القاعدة» من جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشمال أفريقيا. ويقال إن بعض أعضاء الخلية يهتمون على وجه التحديد بوضع مخططات إرهابية باستخدام مفجّرات مخبأة. وليس من الواضح من يشارك إلى جانب الفضلي في قيادة التنظيم.
وقد صرح مدير الاستخبارات الوطنية الامريكية، جيمس كلابر، ألاسبوع الماضى، بأنه «فيما يتعلق بالتهديد الذي يمس أرض الوطن، ربما يشكل تنظيم (خراسان) خطرا يشبه ما يمثله تنظيم (داعش)». وذكر بعض المسؤولين وخبراء الأمن القومي الأميركيين أن التركيز المكثف على «داعش» عمل على تحريف صورة التهديد الإرهابي الذي ظهر من الفوضى الناتجة عن الحرب الأهلية السورية، وأن التهديدات الأكثر مباشرة ما زالت تتمثل في تنظيمات إرهابية تقليدية مثل «خراسان» و«جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» في سوريا.
الضربات الجوية  الامريكية
وتتعقب أجهزة الاستخبارات الأميركية الفضلي (33 سنة) منذ 10 سنوات على الأقل. ووفقا لوزارة الخارجية، قبل أن يصل الفضلي إلى سوريا،ووفقا للخارجية الأميركية، كان الفضلي، قبل وصوله إلى سوريا، يعيش في إيران ضمن جماعة صغيرة من عناصر تنظيم القاعدة، فروا من أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر. وقالت الحكومة الإيرانية، إن الجماعة كانت تعيش قيد الإقامة الجبرية، وفي نهاية المطاف غادر الكثير من أعضائها إلى باكستان وسوريا ودول أخرى.
وبينما كانت أنظار العالم متجهة خلال الأشهر الماضية إلى تنظيم الدولة الإسلامية ، كانت المخابرات الأمريكية تقيّم حجم الخطر الذي قد يشكله هذا التنظيم على مصالحها ومصالح حلفائها ومقارنته بجماعات متطرفة أخرى. ويبدو أن المخابرات الأمريكية توصلت إلى قناعة مفادها أن جماعات صغيرة كـ"جماعة خراسان" هي الأخطر مقارنة بتنظيم "داعش". و قال بن رودس، نائب مستشار أوباما للأمن القومي، للصحفيين "لبعض الوقت كانت واشنطن ترصد مؤامرات تدبرها جماعة خراسان". وأضاف "نعتقد أن مؤامرة لشن هجمات كانت وشيكة... كانت لديهم خططا للقيام بهجمات خارج سوريا".
ولعل خطر هذه الجماعة يكمن في "إستراتيجيتها وأهدافها التي تختلف تماما عن إستراتيجية وأهداف تنظيم الدولة الإسلامية، فخراسان تستهدف ضرب من تصفه بالعدو البعيد، أي الغرب، أكثر من أن تقوم بمواجهة نظام الأسد أو إقامة خلافة إسلامية أو إمارة على الأراضي السورية"، كما يقول جاسم محمد، الخبير في قضايا الإرهاب والاستخبار لموقع دويتشه فيله ويضيف جاسم" خراسان أكثر تهديدا وخطرا من داعش، فهي تتخذ من الأراضي السورية مقرا لها في سبيل الحصول على حرية الحركة والتنقل والحصول على المقاتلين. وبالتالي فإن سوريا بالنسبة لها ليست أرضا للجهاد وإنما أرضا تنطلق منها لتنفيذ عمليات الخارجية". 
وكانت الولايات المتحدة أعلنت الثلاثاء أنها قصفت و"قضت" على مجموعة صغيرة تعرف باسم "جماعة خراسان"، تتألف من عناصر سابقين من تنظيم القاعدة، ويبدو أن استهداف هذه المجموعة كان هدفه تصفية زعيم الخلية محسن الفضلي الكويتي.

شارك

موضوعات ذات صلة