أوقفوا الحرب وانتصروا للإنسان

السبت 09/أبريل/2016 - 10:02 م
طباعة
 
لا حديث يعلو عن محاولات إرسال مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة ومنظمات اغاثة، في ضوء استمرار الحرب في سوريا واليمن، إلى جانب استمرار الخلافات السياسية الليبية تمنع الحكومة من القيام بمهامها، والمواطنين البسطاء يدفعون الثمن.
هناك محاولات لإنجاح الهدنة في اليمن من أجل إرسال المساعدات الإنسانية في اليمن، وبالرغم من سريان هدنة وقف إطلاق النار في سوريا، إلا أن تقديم المساعدات ليس بالقدر المتوقع وخاصة للقرى المحاصرة، لتتفاقم المعاناة، ويتعثر البسطاء في الحصول على القدر اليسير من الطعام الذى يكفي احتياجاتهم اليومية.
لا تخلو تقارير وسائل الإعلام الأجنبية والعربية من الأوضاع الإنسانية السيئة في اليمن وسوريا، وحسب تقارير الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قامت المنظمة الدولية، وبالتنسيق مع شركائها، بإرسال مساعدات إنسانية لأكثر من 446 ألف سوري منذ بداية العام الجاري، يقطن ما يزيد على 246 ألفًا منهم مناطق نائية، وأنه تم الوصول إلى 70 بالمائة من السوريين الذين يعيشون تحت الحصار، فيما أكثر من 90 بالمائة منهم يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها.
يأتي ذلك في الوقت الذى حذرت فيه 17 وكالة ومنظمة إنسانية في اليمن من أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا حيث يفتقر حوالي 16 مليون يمني يمثلون 60 بالمائة من التعداد السكاني في اليمن إلى مساعدات إنسانية و13 مليون أي نصف التعداد السكاني باليمن يعانون من صعوبة الحصول على مياه نظيفة وصرف صحي جيد.
وفي ليبيا تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن المساعدة الغذائية إلى 180 ألف شخص وبشكل أساسي للأشخاص النازحين داخليًا، وقد تلقى أكثر من 30 ألف شخص مواد غير غذائية منذ نوفمبر من العام الماضي، وساعد التنسيق مع البلديات والشركاء المحليين على ضمان حصول نحو 500ر32 ألف شخص على المياه النظيفة والمرافق الصحية، والتأكيد على انه لم يتسنى الحصول سوى 18 مليون دولار من إجمالي 166 مليون دولار قيمة خطة الاستجابة الانسانية لعام 2016. 
هذا ما جنته دول المنطقة من استمرار الحروب، والمثير للدهشة هو تنقل أفراد من هنا وهناك تحت مسمى المعارضة، يتخذون من الفنادق الفارهة مقرًا لإقامتهم، ويعرقلون التوصل إلى حلول سياسية تارة، أو يحاولون الضغط للحصول على مصالح خاصة بهم، وآخر من يقومون بالدفاع عنه هم مواطنوهم الذين يدعون أنهم يعارضون من أجلهم!
 لا أعرف إلى متى تستمر المعاناة، ولكن أدرك أن التاريخ لن يرحم، فمثل هؤلاء مكانهم هو نفايات التاريخ، لأن صمتهم على استمرار هذه المعاناة الانسانية دون ان يعجلوا من حلول تسمح بان يعيش هؤلاء البسطاء الحد الدنى من الحياة الكريمة التي تليق بهم.
أوقفوا الحرب أولا قبل مناقشة مصير هذا أو ذاك، أوقفوا الحرب أولا من أجل الأطفال والسيدات المشردين والنازحين، أوقفوا الحرب وانتصروا للإنسانية أولًا ولقيم الأديان السماوية النبيلة.   

شارك