التايمز: "الحشد الشعبي" سيساعد النظام السوري ضد "داعش" / الفاينانشل تايمز: حرب ترامب على الإرهاب / دير شبيجل: تركيا تعزل قرابة 15 ألفا موظف / لوفيجارو: انهيار الديمقراطية

الثلاثاء 22/نوفمبر/2016 - 12:19 م
طباعة التايمز: الحشد الشعبي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الثلاثاء 22/11/2016

التايمز: "الحشد الشعبي" سيساعد النظام السوري ضد "داعش"

التايمز: الحشد الشعبي
هذا ما كتبه مراسل التايمز في بيروت، ريتشارد سبنسر، نقلا عن قيادي في فصائل الحشد الشعبي التي تشارك في عملية تحرير الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
التايمز اعتمدت على تصريح لهادي العامري، قائد منظمة بدر المدعومة من إيران، إحدى فصائل الحشد الشعبي، قال فيه إنه تلقى دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في بسط سيطرة نظامه على أرجاء سوريا.
وأشار كاتب المقال إلى أن تكاثر الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني كان من أبرز تبعات الحروب في الشرق الأوسط، خصوصا في سوريا والعراق ، حيث إن إيران تعتبر أنها في مهمة لحماية المقدسات الشيعية من هجمات الجهاديين السنة، بينما يرى العرب السنة أن إيران تسعى لبسط نفوذها في البلدان التي يعيش فيها شيعة، حسب الكاتب.
ورغم وجود مقاتلين شيعة من باكستان وأفغانستان يحاربون في سوريا جنبا إلى جنب مع حزب الله، إلا أن فيليب سميث، من جامعة ماريلاند، رأى أن المقاتلين العراقيين سيكونون أثمن للنظام السوري، أولا لخبرتهم وثانيا لسهولة التواصل اللغوي معهم.
وخلص ريتشارد سبنسر إلى أن معركة حلب المرتقبة وغيرها من العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية قد تكون الفرصة المناسبة لاستفادة النظام السوري من فصائل الحشد الشعبي، بعد أن تنهي مهمتها في الموصل.

دويتشه فيله: استعدادات دولية لاستيعاب 450 ألف نازح هربوا من "داعش"
قال مسئول بريطاني: إن المساعدات الإنسانية الدولية تمكنت من تجهيز سبعة مخيمات لإيواء 55 ألف نازح من مدينة الموصل العراقية، كاشفا عن خطوات دولية متسارعة لبناء مواقع جديدة قادرة على استيعاب 450 ألف نازح.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوين سموأل اليوم الأحد (20 نوفمبر 2016) إن "هذه الأرقام تؤكد أن دول التحالف الدولي بما فيها بريطانيا تعطي أولوية كبيرة لمساعدة السكان النازحين من الموصل"، مؤكدا أن التحالف الدولي ومجتمع المانحين يعملان بشكل وثيق مع الحكومة العراقية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لتقديم الدعم والتمويل اللازمين لضمان أن يتم إيواء النازحين من الموصل وتلبية حاجاتهم الأساسية في أحسن الظروف.
وقال سموأل في بيان أصدره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي "التحالف الدولي يعمل بشكل رئيسي على توفير الشروط الملائمة التي تسمح للنازحين بالعودة إلى ديارهم متى أرادوا ذلك ومتى كان ذلك آمنا فضلا عن تأمين الغذاء والماء والأدوية لهم".
وتابع أن الدعم الذي قدمته دول التحالف الدولي ومجتمع المانحين سمح لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية بالعراق بتجهيز سبع مخيمات مستعدة لإيواء 55 ألف نازح كما يجري العمل بسرعة على بناء مواقع جديدة ستكون قادرة على استيعاب 450 ألف شخص.
وذكر أن "هذا الدعم ساعد أيضا مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين بالعراق على افتتاح مخيم جديد في قرية حسن شام لإيواء الأسر العراقية النازحة حديثا من الموصل، وهو يستوعب 1800 أسرة، (ما يقارب 11 ألف شخص)، إضافة إلى مخيم أمالا غرب الموصل القادر على استيعاب 18 ألف نازح مع توفير المواد الأساسية لهم.
وأضاف سموأل أن الدعم شمل كذلك تقديم المساعدة الطبية لحوالي 1400 شخص يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي جراء الغازات المنبعثة من آبار نفط أحرقها داعش في القيارة. وذكر أن دول التحالف توفر كذلك فرقا عسكرية ومدنية تساعد القوات الأمنية العراقية في جهودها لتقديم المساعدات الإنسانية للنازحين.
يشار إلى أن التحالف الدولي لمكافحة "داعش" كان قد تعهد الصيف الماضي بتقديم أكثر من 200 مليون دولار للحكومة العراقية وعمليات المساعدة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة وجهود تثبيت الاستقرار وإزالة الألغام تحضيرا لمعركة الموصل.
ميدانيا، أعلن مسئول في جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق اليوم الأحد عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال وعناصر القوات العراقية في قصف صاروخي وتفجير انتحاري لعناصر "داعش" استهدف المدنيين بالأحياء المحررة في شرقي الموصل. وقال العميد رجب عبد الله لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن تنظيم "داعش قصف ظهر اليوم المدنيين في أحياء العلماء والإعلام والمعلمين والمحاربين وعدن شرقي الموصل مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم عسكريون من الذين كانوا يشرفون على حماية أحياء المدنيين".
وأوضح أن "داعش أقدم أيضا على تفجير أربعة عجلات مفخخة يقودها انتحاريون في أحياء عدن والمحاربين استهدف الأحياء السكنية والمدنيين، وشهدت ساحة التبادل التجاري معارك واشتباكات يبن القوات العراقية وداعش أسفرت عن مقتل خمسة قياديين من داعش".

الفاينانشيال تايمز: حرب ترامب على الإرهاب
استعرضت الفاينانشيال تايمز العراقيل التي قد تقف في وجه الرئيس الأمريكي المقبل، دونالد ترامب، إن سعى لتجسيد آرائه المتشددة في موضوع محاربة الإرهاب والقضايا المتعلقة به.
يقول الكاتبان، جيف داير وديفيد لينتش، إن انتقاء ترامب لمسئولين أمنيين يشاطرونه الكثير من مواقفه وآرائه لن يكون كافيا لتسهيل مهمته إن حاول اعتقال المزيد من المشتبه بهم في معتقل غوانتنامو، أو الأمر باستخدام التعذيب في استجوابهم، أو العودة إلى وسائل التنصت والمراقبة التي منعها أوباما عقب تسريبات إدوارد سنودن.
يشير كاتبا المقال إلى أن ترسانة من القوانين التي تم تشريعها خلال ولايتي أوباما ستقف عائقا أمام ترامب في طموحاته. بعض تلك التشريعات يقف للدفاع عنها بشراسة جمهوريون من حزب دونالد ترامب. أحدهم، السيناتور جون ماكين، صرح "لا يهمني إطلاقا ما يقوله رئيس الولايات المتحدة أو أي شخص آخر حوا ما بنوي فعله. لن نستخدم الإيهام بالغرق، ولن نستخدم التعذيب."
ووجد الكاتبان هامشا يتحرك فيه ترامب دون عوائق تذكر، يتمثل في استخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف الأشخاص والأماكن المشتبه بها، حيث إن أوباما قد مهد له الطريق في هذا المجال.

الإندبندنت : سوريا ترفض اقتراحًا من دي ميستورا بمنح شرق حلب إدارة ذاتية
أشارت الجريدة لرفض سوريا اقتراح سيتفان دي ميستورا المبعوث الدولي المكلف بملف الأزمة السورية بمنح مناطق شرق حلب إدارة ذاتية ! وقال المعلم إن حكومته رفضت الاقتراح "لأنه نيل من سيادتنا الوطنية ومكافأة للإرهاب وجاءت تصريحات المعلم بعد مباحثاته في دمشق مع ستيفان وأضاف أبلغناه بأننا نرفض ذلك (مقترح الإدارة الذاتية) تماما"!
غير أن دي ميستورا قال لاحقًا إنه اقترح على السوريين ضرورة أن يخرج المقاتلون من حلب على أن تُبقي الحكومة السورية على الإدارة المحلية في المناطق الشرقية
وقال المبعوث الدولي في تصريحات صحفية في دمشق إنه يعتقد بأن مثل هذا الإجراء يجب أن يكون مؤقتا، وشدد على ضرورة أن يتم التعامل مع حلب على أنها "حالة خاصة".
وتعتبر دمشق كل المعارضين الذين يحملون السلاح للإطاحة بنظام حكم الرئيس بشار الأسد إرهابيين.

لوفيجارو: انهيار الديمقراطية
يمثل انتخاب "دونالد ترامب" بعد مرور 8 سنوات على انهيار بنك "ليمان براذرز"، وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، انهيارًا للديمقراطية. لقد جاء انتخابه نتيجةً لتمزق الهيكل السياسي والاجتماعي للأمم الحرة، التي استهجنت فوزه. ففي كلٍ من الولايات المتحدة وبريطانيا، كانت استراتيجيات الحد من حالة الانكماش، وإنعاش الاقتصاد فعالة، حيث سمحت بعودة ما يعرف "بالتوظيف الكامل"؛ أي عودة سوق العمل لحالته الطبيعية، وقد تم إنقاذ الشركات والبنوك، أما الأفراد فلا، حيث تُرِكوا لتستولى عليهم مشاعر الغضب وفقدان الأمل.
ويدين ترامب بفوزه في الانتخابات الأخيرة لغضب الناخبين من النظام السياسي، ومؤسسات الدولة، والإعلام، فقد منح هذا الغضب معقولية لاستراتيجيته المخالفة لجميع القواعد، التي اعتمدت على حالة من التعبئة المكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بينما ظلت "هيلارى كلينتون" –على النقيض- حبيسة صورتها كممثلةٍ للنخب، علاوة على أنها كانت رمزًا لتزاوج السياسة مع الأعمال، وانفصال الحُكام عن الواقع.
ولم تواجه الولايات المتحدة منذ الثلاثينيات من القرن الماضي هذا الكم من التحديات التي تواجهها الآن، مثل توقف النمو، والثورة الرقمية، وانقسام الأمة، وتصاعد العنف، والتهديدات الجيوسياسية، التي تُصدِّرها الدول الديكتاتورية، التي تتخذ من الديمقراطية مجرد واجهة، كالصين، وروسيا، وتركيا، أو تلك الناجمة عن انتشار الحركة الجهادية واتخاذها صبغة عالمية. ولم يحظ رئيس جمهوري منذ العشرينيات بمثل النفوذ الذي سيحظى به دونالد ترامب؛ وذلك بسبب حصوله على أغلبية في مجلسى الشيوخ والنواب، وتوليه تعيين 4 قضاة في المحكمة العليا، كما لم يحدث من قبل أن يتصف البرنامج الخاص بالرئيس والفرق المعاونة له بمثل هذا القدر من عدم الوضوح والتخبط.
ويرجع فوز ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لوجود صراعٍ بين الطبقات، تمثل في زعزعة استقرار الطبقات المتوسطة، الناتجة عن عدة عوامل كمنافسة دول الجنوب، والثورة الرقمية، وتنامى ظاهرة عدم المساواة في الدخول وبين الأجيال، والخوف من فقدان الهوية؛ نتيجة تزايد معدلات الهجرة، وغضب الشعوب تجاه النخب والمؤسسات الديمقراطية. وقد شجع إنكار القادة لهذا الواقع على سقوط المواطنين في براثن الأكاذيب والغوغائية.
والآن، وبعد مرور 27 عامًا على انهيار سور برلين، الحدث الذي اُعتبِر رمزًا لتفكيك التكتلات، وإزالة الحدود الاقتصادية، نشهد تقليصًا للعولمة، كما يظهر جليًا في فكرة بناء سور بين الولايات المتحدة والمكسيك. ولن تصمد اتفاقيات التبادل الحر أمام فرض جمارك، التي تصل إلى 35% مع المكسيك، و45% مع الصين، و10% مع باقي العالم، وما صاحبها من تنديد باتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادى، وتقويض دعائم السوق الكبير عبر الأطلنطى. وفي الوقت نفسه، سينسف التنديد باتفاق باريس من أجل المناخ أي مفاوضات قادمة بهذا الشأن، وسيؤدى كل ذلك، كما حدث بعد التصويت على التعريفة الجمركية في الثلاثينيات، إلى سلسلة من الإجراءات الانتقامية التجارية والنقدية، التي ستدمر النظام الاقتصادي العالمي. أما على الصعيد الجيوسياسي، فسيصبح العالم أقل استقرارًا؛ بسبب اشتعال الصراعات على المستوى التجارى والنقدى من جانب، وهشاشة ضمانات الأمن، التي اعتادت الولايات المتحدة أن تمنحها لأوروبا –من خلال الناتو، أو لليابان، أو لكوريا الجنوبية.
وهكذا، ستدخل الدول الديمقراطية عصرًا جديدًا، يسيطر عليه الرجال المعروفون بالقوة، كما تسيطر عليه الغوغائية، وعدم الاستقرار، والمخاطر. وقد يسمح ثِقل منصب الرئيس، وآلية الفصل بين السلطات، التي يفرضها الدستور الأمريكي، بالتخفيف من النزعة الشعبوية لدى دونالد ترامب، لكن على أوروبا أيضًا تحمل مسئوليتها بشكل حاسم. فالواقع أنها تمثل الهدف القادم مع سلسلة الانتخابات القادمة، التي تشمل الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية النمساوية، واستفتاء في إيطاليا في شهر ديسمبر القادم، وانتخابات تشريعية في هولندا في مارس 2017، وثم رئاسية وتشريعية في فرنسا خلال شهري مايو ويونيو من نفس العام، وأخيرًا انتخابات تشريعية في ألمانيا في أكتوبر. فإما أن تتمكن من وقف انتشار النزعة الشعبوية، أو أن تترك لها قيادة العالم الحر بأن تستسلم الأنظمة الديمقراطية أمام الديكتاتورية وبالتالى؛ تندحر الحضارة الغربية.
وكان "شارل بيجى" يؤكد أن" محاربة الغوغائية هي أقسى الحروب". ولكن إذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد خسرتا معركتيهما، فإن أوروبا لم تخسر الحرب بعد. ولن يفيد مجرد التنديد بالنزعة الشعبوية، بل ينبغى محاربتها بشجاعة وإقدام، بمواجهة المشاعر الجماعية "ببطولة العقل"، التي دعا إليها "إدموند هوسيرل" عام 1935 في فيينا لمواجهة الشمولية، وبالتوقف عن إنكار الواقع، والتعامل مع قلق الشعوب باستعادة القيادة القوية والمسئولة بتحقيق النمو الشامل، بالاستثمار في التعليم، بإعادة الأمن إلى قلب مهمات الدولة، باستعادة وحدة القيم والمصير بين الدول الديمقراطية في مواجهة مخاطر القرن الحادى والعشرين. وأخيرًا، يمكننا أن نقول إن أوروبا أصبحت في الخطوط الأمامية في هذه الحرب، دون أن يكون في وسعها الاعتماد على مساعدة الولايات المتحدة. 

دير شبيجل: تركيا تعزل قرابة 15 ألفا موظف
تواصل السلطات التركية عزل الآلاف من الموظفين في إطار بلتحقيقات التي تلت محاولة الانقلاب الفاشلة التي استهدفت نظام الرئيس طيب رجب طيب أردوغان. وتتعرض أنقرة لانتقادات دولية واسعة بسبب هذه السياسية العقابية التي تنتهجها.
قال مرسوم رسمي إن تركيا عزلت قرابة 15 ألفا آخرين من الموظفين العموميين والعاملين بالجيش والشرطة وآخرين وأغلقت أكثر من 500 مؤسسة ووسيلة إعلام اليوم الثلاثاء بسبب صلات مزعومة بمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو تموز.
وتم عزل نحو 1988 من أفراد القوات المسلحة التركية و7586 من الشرطة و403 من الحرس الأهلي وأكثر من 5000 من المؤسسات العمومية في حملة اليوم الثلاثاء. ويتجاوز العدد الإجمالي لمن تم عزلهم منذ محاولة الانقلاب 110 آلاف. وأعلن المرسوم أيضا إغلاق أكثر من 550 مؤسسة و18 منظمة خيرية وتسع وسائل إعلام.
وقال مسئولون أتراك إن هذه الإجراءات مبررة بسبب التهديد الذي مثلته محاولة الانقلاب التي قتل خلالها أكثر من 240 شخصا بعد استخدام الجنود المارقين طائرات مقاتلة ودبابات وقصف البرلمان ومبان أخرى.
ونُشرت أسماء الذين عزلوا من وظائفهم في الجريدة الرسمية مما قد يعني صعوبة عثورهم على عمل في أي مكان آخر. وإلى جانب ذلك تم إلغاء جوازات سفرهم.
وقال أردوغان وحكومته مرارا إن تحديد كيفية التعامل مع محاولة الانقلاب هو قرار تركيا. وتتهم أنقرة الداعية فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة بالتخطيط للمحاولة عبر شبكة مؤيدين. وندد كولن بمحاولة الانقلاب.

دويتشه فيله:وجهة نظر: المسلمون كبش فداء محتمل لترامب والنازيين الجدد
لم يتوان ترامب عن إثارة المخاوف والنعرات بين الأمريكيين، فاتحا الباب على مصراعيه أمام اليمينيين البيض لنشر أيديولوجيتهم العنصرية في تطور قد يهدد السلم الاجتماعي. تطور يتحمل تبعاته ترامب نفسه، على ما ترى إيناس بول.
خلال الحملة الانتخابية بأسرها، حذرت منظمات حقوقية، جماعات تُعنى بالدفاع عن حقوق المهاجرين غير المسجّلين (السريين)، من أن خطاب الكراهية، الذي اعتمده دونالد ترامب، يمكن أن يشعل حربا أهلية في البلاد.
والآن هاهو دونالد ترامب يفوز بالانتخابات ليفتح باب المعركة على مصراعيه. البعض من أنصاره يحتفل في مواقع التواصل الاجتماعي بأهميته الجديدة من خلال التحية النازية، مطالبا علنا بالتطهير العرقي. وجماعات مثل "المعهد القومي للسياسة" (National Policy Institute) تطلق – وكلها فخر بالنصر– الدعوات إلى مؤتمرات صحفية من أجل نشر إيديولوجيتها، فقط على مسافة بسيطة من البيت الأبيض.
الشعر قصير وممشوط على غرار تسريحة شعر هتلر وابتسامة عريضة تعلو وجوههم معلنين أن الوقت قد حان لكي يسترجع البيض ما يحق لهم. أي سيادتهم على بلادهم، الولايات المتحدة، التي يقولون إنها قد تأسست على يد أوروبيين. هم يتحدثون بصراحة عن أن الهوية البيضاء مهددة من قبل المجتمع المتعدد الأعراق والثقاقات. يزعمون أن الكياسة السياسية (الصواب السياسي) والصحافة الكاذبة جعلا أن الأقليات أصبحت لها كلمة أكثر مما يحق للعرق الأبيض.
هم يطالبون بأصوات عالية بمراقبة المسلمين وإحداث مناطق في الولايات المتحدة لا يسمح فيها إلا للبيض للعيش فيها. والاستحسان في مواقع التواصل الاجتماعي كبير جدا، كما أن عدد زوار المواقع الالكترونية قد انفجر. والعنان أطلق للمضاياقات الجماعية. وهذا الأمر شديد الخطورة على السلم الاجتماعي في البلاد.
في غضون ذلك، يتزايد القلق في صفوف الأوساط السياسية بأن تتحول الاحتجاجات التي كانت في معظمها سلمية إلى معارك علنية في الشوارع. كراهية تولد كراهية. كما أن هناك عددا متزايد من أناس أصبحوا يخشون من أن حياتهم وحياة أسرهم قد أصبحت مهددة. وهاهم الآن مستعدون للقتال من أجل مستقبلهم.
والمسئولية في كل ذلك يتحملها دونالد ترامب. فلطالما شيطن في السابق جماعات دينية وإثنية بأسرها، مستخدما الخوف في حملته الانتخابية. وما ان اُنتخب رئيسا، فإذا به يعين ستيف بانون مستشارا استراتيجيا. بانون الذي يحتفى به من قبل القوميين اليمنيين على أنه واحد منهم دون أن ينأى ترامب أو أعضاء حكومته المستقبلية بأنفسهم عن هذا التيار.
في الأثناء يلخص ريتشارد سبينسير، مؤسس المعهد القومي للسياسة، أكبر خطر في جملتين، قائلا بأن ترامب وحركته يشكلان الجسد، فيما يجسد هو وإيديلوجيته الرأس. أي ذلك الرأس الذي لا تزال حركة ترامب تفتقده.
وإلى حد الآن لم يكن هناك من مؤشر يدفع للقول بأن دونالد ترامب بالمفهوم الكلاسيكي للكلمة منظرا أيديولوجيا. فهو يفكر بالدرجة الأولى في نفسه ثم في أعماله. وهو ما يفتح المجال لسياسة إيديولوجية واضحة أكثر تعقيدا وتماسكا من الوعد الانتخابي بإعادة أمريكا إلى مجدها القديم.
ولن يطول الأمر طويلا إلى أن يصاب ناخبو ترامب بخيبة أمل ويشعروا بأنه لن ينجح في تحقيق أي من وعوده الانتخابية الرنانة. فلن تسقط الوظائف وفرص العمل من السماء ولن تمول المكسيك الجدار الحدودي الذي يريد ترامب بناءه.
حينها سيبحث ترامب عن كباش فداء يحمّلها مسئولية فشله. وليس صعبا تصور من سيختار مستشاره الاستراتيجي بانون والتيار القومي اليمني القوي كبش فداء: المهاجرين غير الأوروبيين والمسلمين. والتاريخ يمكن أن يعيد نفسه.

شارك