فايننشيال تايمز: رسالة ترامب للنظلم السوري/ لوفيجارو: عودة اختبار القوة بين واشنطن وموسكو / لوفيجارو: دير الزور رهان حيوى لبشار الأسد

الأربعاء 12/أبريل/2017 - 02:21 م
طباعة فايننشيال تايمز:
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الاربعاء 12/4/2017 وكانت ابرز الصحف الأجنبية اليوم قد اهتمت بالحديث عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة تجاه سوريا.

فايننشيال تايمز: رسالة ترامب للنظلم السوري

فايننشيال تايمز:
وجه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رسالة قوية ليس لحاكم سوريا المستبد فقط بل للعالم بأسره. وذلك بسبب قوي، يتمثل في أن استخدام أسلحة كيميائية يُعد جريمة حرب يحظرها القانون الدولي. فلو سمحت المعاهدة باستخدام تلك الأسلحة بدون ردع، واستطاع الموقعون عليها مثل سوريا المضي دون عقاب، فسوف يتشجع مجرمو حرب آخرون على التفكير بأنهم يستطيعون عمل ذلك أيضا.
فقد قتل أكثر من 70 شخصا وتسمم المئات جراء الهجوم بغاز الأعصاب على معقل للمتمردين في إدلب. وعلى الرغم من الاحتجاجات ومحاولات الإنكار من جانب دمشق ومن قبل حلفاء الرئيس "بشار الأسد" في موسكو، تشير كل الدلائل إلى مسئولية الحكومة السورية عن هذه المجزرة.
وكان الرد الأمريكي محددا تماما – قصفٌ بصواريخ كروز لقاعدة جوية قرب حمص والتي يعتقد بأن "الأسد" قد أطلق منها الهجوم. ومن خلال الرد بوابل من الصواريخ، أعاد "ترامب" تأكيد نوع من المصداقية الأمريكية في تنفيذ قواعد القانون الدولي. وكان الرئيس السابق "باراك اوباما" قد شوّش خطه الأحمر بشأن القضية في 2013 عندما عجز عن الرد عسكريا على هجمات كيميائية سابقة شنّها نظام الأسد. وفي هذه المرة، فإن هناك أضرار حقيقية وإن كانت محدودة قد لحقت بالقوة الجوية السورية. ويمكن أن يؤدي ذلك على الأقل إلى ردع "الأسد" عن استخدام أسلحة كيميائية في المستقبل.
ويكمن السؤال الآن فيما إذا كانت واشنطن يمكن أن تترجم هذا العرض للحسم الشديد إلى شيء أشبه بالسياسة. حتى الآن فإن الرسائل مختلطة. فقبل وقت قريب ظهر مسئولون في الإدارة الأمريكية وكأنهم يقبلون بأنه ربما كان عليهم القبول ببشار في إطار الاهتمام الأمريكي الأكبر بهزيمة تنظيم الدولة "داعش". وقالت "نيكي هيلي" مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة" هل نعتقد أنه يمثل عقبة؟ نعم. هل سنتجه إلى تنحية ذلك والتركيز على الإطاحة به؟ لا". ربما تكون مثل هذه الازدواجية هي التي جعلت دمشق تتجرأ على تنفيذ مثل تلك المجزرة. والآن فعلى الأقل بات واضحا أنه صار لواشنطن خطوط حمراء.ِ ومع كل حديثه الانعزالي، فإن "ترامب" مستعدٌ للعمل على ذلك حتى في أكثر الصراعات تشويشا في العالم.
سيتوقف ما هو آت إلى حد كبير على كيف ستتعاطى واشنطن مع موسكو. فمن الناحية النظرية، فقد عزز "ترامب" الموقف الدبلوماسي للولايات المتحدة أو على الاقل أرسل إشارة إلى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بأنه يتعين عليه أن يشرع في احتواء وكيله السوري بشكل أكثر فعالية. ومن الناحية العملية، فإن الطريق للأمام بات محفوفا بالمخاطر. فعقب القصف الأمريكي، تعهد المسئولون الروس بتعزيز الدفاعات الجوية في سوريا وأعلنوا تعليق اتفاق مع الولايات المتحدة كان مصمما لمنع التصادمات فوق الأجواء السورية. ويزيد ذلك بشكل كبير من خطر المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا.
ومع ذلك فهل يمكن للقصف الأمريكي أن يعمل الكثير في حماية الأرواح؟ يشعر المدنيون في "ادلب" بخطر أكبر من التعرض لمجزرة أخرى. وقد جاء رد "ترامب" بشكل محدّد على استخدام الأسلحة الكيميائية. مع أنه هناك كثير من الأشخاص الذين قتلوا عن طريق الذخائر العنقودية والبراميل المتفجرة والحصار والمجاعة. وتبقى قدرة "ترامب" على مواجهة أي واحد من تلك الترسانة على المحك. وقد يكون من الضروري تحديد مناطق آمنة للمعارضين المدنيين للنظام التي سبق أن وعد بها "ترامب" بين الولايات المتحدة وروسيا وتدخل فيها إيران وتركيا أيضا وإن كان ذلك قد يُعدّ احتمالا بعيدا.
مع ذلك فليس ثمّة أي أمل بأن ملايين السوريين الذين شتتهم الحرب سوف يعودون للوطن طالما بقيت آلة القتل التابعة لبشار الأسد تعمل. كما لا يوجد أي أمل بالتقدم في المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة طالما بقي الأسد في السلطة. ويبدو أن "ترامب" قد توصل أخيرا لهذه النتيجة. ومن غير المؤكد بشكل كبير أنه يستطيع إقناع "بوتين" بالموافقة على ذلك.

لوفيجارو: عودة اختبار القوة بين واشنطن وموسكو 
نادرًا ما يختار رؤساء الدول الحروب التي يخوضونها،ولكن يبدو أن حرب سوريا ستلاحق "دونالد ترامب". فنادرًا ما تعلن التحولات التاريخية عن قدومها. ففي أغسطس 1995، أدى صاروخ أطلقته القوات الصربية بالخطأ على سوق "ماركال" في "ساراييفو" إلى اشتعال حرب البوسنة، وسرعة تدخل القوات الدولية. كما أدت الصور المريعة للأطفال المصابين جراء الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام السوري على قرية "خان شيخون" إلى تحول مذهل في سياسة "دونالد ترامب" تجاه سوريا. فمنذ أقل من أسبوع، أعلنت الولايات المتحدة أنها تقبل باستمرار "بشار الأسد" في السلطة. وأكد وزير الخارجية "ريكس تيلرسون"أن مستقبل سوريا "سيحدده شعبها". وأكدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة "نيكي هالي" على كلامه في الثلاثين من مارس الماضي، مصرحة بأن واشنطن ينبغي "أن تختار معاركها"، وأن رحيل "بشار" لم يُعد أولوية. كما اعترف "دونالد ترامب" قائلاً: " لقد تغير موقفي من سوريا ومن الأسد كثيرًا". وخلال 48 ساعة فقط، تحول موقفه من السلبية إلى  شنّضربة عسكرية أحادية.
ولايزال الوقت مبكرًا على دراسة الآثار الاستراتيجية للرد الأمريكي على الهجوم الكيماوي ضد إحدى القرى التابعة لميليشيات المعارضة. فإذا كان الأمر يتعلق بضربة واحدة تهدف إلى منع النظام السوري من ارتكاب هجمات كيماوية أخرى، فلا يتوقع أن يطرأ أي تغيير على توازن القوى على الأرض. أما على الصعيد الدبلوماسي، فالتأثير الرمزي واضح. فقد أعاد الرئيس الأمريكي الجديد الالتزام "بالخط الأحمر"،الذي كان سلفه قد تنكر له في أغسطس عام 2013، عندما تراجع في اللحظة الأخيرة عن معاقبة النظام السوري، مهدرًا في نفس الوقت خطط التدخل التي كانت فرنسا قد وضعتها أيضًا. ولايهم إذا كان "دونالد ترامب" نفسه قد نصح أوباما آنذاك بالامتناع عن الرد على الهجوم الكيماوي، الذي وقع على أحد ضواحي دمشق. ومن المفترض أن يؤدي هذا التحذير الأمريكي إلى ردع نظام دمشق عن اللجوء مرة أخرى لاستخدام هذا النوع من السلاح. وقد ظن "بشار الأسد" أن أحدًا لا يستطيع المساس به، حيث باتت الأصوات الدولية التي تنادي برحيله نادرة جدًا،إلا أنه أدرك الآن أنه لن يتصرف بحرية كما كان يفعل في عهد "باراك أوباما". 
كما أنها كانت أيضًا بمثابة رسالة موجهة لكوريا الشمالية وإيران، الهدفين الجيوسياسيين لدونالد ترامب، بأن الولايات المتحدة مستعدة للتحرك مجددًا ودون سابق إنذار. وكان التدخل العسكري الروسي في سبتمبر 2015، الذي أنقذ نظام "الأسد"، قد ملأ الفراغ الذي تركه غياب القوة الأمريكية في الشرق الأوسط: فهل تمثل الضربة العقابية التي قام بها "دونالد ترامب" عودة للنفوذ الأمريكي في المنطقة؟ 
إنها على أية حال بمثابة فرصة لاستئناف العملية الدبلوماسية. فقد سمح الاتفاق الذي اقترحه "فلاديمير بوتين" على "باراك أوباما" في شهر أغسطس 2013 بشأن تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية لبشار الأسد بتفادي شنّ عملية عسكرية ضده. ولكن بمرور الوقت ،اتضح أن هذا الاتفاق لم يكن إلا وهمًا : فهل تمتلك الإدارة الأمريكية الجديدة الإمكانات والإرادة اللازمة لإجبار روسيا على الحد من دعمها للرئيس السوري وإقناعه بشار الأسد بالتفاوض مع المعارضة؟ وهل يستطيع "دونالد ترامب" و"فلاديمير بوتين" سويًا إيجاد مخرج للأزمة السورية ؟
ما من شك في أن هذه القضية ستكون على رأس الموضوعات التي سيناقشها "ريكس تيلرسون"، وزير الخارجية الأمريكي، مع "فلاديمير بوتين" في موسكو. إلا أن الضربة الأمريكية لسوريا أضرت بشدة "بدفء" العلاقات الأمريكية –الروسية، الذي سارعت موسكو بالتعبير عنه بمجرد انتخاب "ترامب". فقد ندد "بوتين" بما أسماه "عدوان على دولة ذات سيادة"، وانتهاك للقانون الدولي. وأضاف "ديمتري بيسكوف" أن هذا الهجوم سوف يكون له آثار سيئة على العلاقات الأمريكية الروسية. فسوف يقاوم الرئيس الروسي بالطبع أي اتفاق من شأنه أن يضعف تدخله في سوريا وما استعاده من نفوذ في الشرق الأوسط. وقد يؤدي التحرك العسكري الأمريكي الأخير إلى وقف التحسن الذي شهدته العلاقات مع روسيا.
ومن المنتظر أن تكشف الأيام القادمة عن حقيقة الوضع، إذ ستوضح ما إذا كان لدى "دونالد ترامب" استراتيجية محددة للمنطقة ، ورد فعل "بشار الأسد" ، وما إذا كانت هناك خطة لفرض السلام في سوريا أم لا.

لوفيجارو: دير الزور رهان حيوى لبشار الأسد
 إذا كان النظام السورى وحلفاؤه من الروس والإيرانيين قد قرروا ترك الأمريكيين وأتباعهم من الأكراد يستولون على الرقة ، فهذا لا يعنى أن "بشار الأسد" قد تخلى عن شرق سوريا . 
هذا الجزء من سوريا يعتبر سوريا" غير المهمة " التى تمتد إلى داخل الصحراء على طول نهر الفرات، والتى تتعارض و"سوريا المهمة "، والمدنية التى استعادتها دمشق بفضل الدعم العسكرى الروسى والإيرانى .
على صعيد آخر يعترف أحد الخبراء الموالين للنظام قائلا "  ربما يكون الأسد قد ربح حربه فى مواجهة المتمردين إلا أنه بدون شرق سوريا الغني بالبترول وبالقمح فإنه لن يتمكن من الفوز بمعركة السلام.
وفى معركة عقد التحالفات مع القبائل التى ثارت غالبيتها ضد الديكتاتورية هناك مدينة استراتيجية بالنسبة لدمشق ولطهران وهى دير الزور . فعلى بعد حوالى 150 كم من شرق الرقة الواقعة على نهر الفرات تضم هذه المدينة كل شىء، البترول وبوابة العراق والقدرة على الاستمرارية فى الاتصال بالأراضى التى  تنتشر بها الميليشيات الشيعية الموالية لإيران ما أن تعود الموصل لحضن الدولة العراقية.
إذن تعتبر عملية السيطرة على دير الزور أمرا حيويا بالنسبة لدمشق لذلك فإن  قيام  النظام بالمحافظة على تواجد قرابة 6000 رجل يؤمنون السيطرة على المطار العسكرى وثلث -المدينة- بما أن بقية الدولة أصبحت فى أيدى داعش- لا يعد من قبيل المصادفة .
وتجدر الإشارة إلى أن عملية الإنتاج البترولى التى كانت تصل إلى 380000 برميل فى اليوم فى عام 2010  قبل الثورة تأتى من أقاليم دير الزور والحسكة فى أقصى الشمال والتى يسيطر الأكراد على أكبر جزء منها .
كما أن عملية اكتشاف الغاز بالقرب من تدمر قد جعلت  لشرق سوريا أهمية أكثر بالنسبة لدمشق ولحلفائها من الروس والإيرانيين الذين بدأوا فى الاستثمار فيه . فمن وجهة نظرهم لا يجب إتاحة الفرصة بأى شكل من الأشكال للميليشيات الكردية وبخاصة التركية للوصول لدير الزور .فهناك ما هو أكثر من الرقة، حيث أصبحت القبائل العربية أكثر كراهية بشكل عام للأكراد ، كما كان الوضع حيال دمشق فى بداية عام 2011. ولكنهم الآن ضد داعش ويرغبون فى الاستقرار واستئناف أعمالهم الكثيرة، الأمر الذى قد يجعلهم فى النهاية شركاء جددا  للنظام السورى.
دير الزور تعتبر بمثابة بداية جسر والتواجد فيها يعنى السيطرة على الطريق للعراق الذى يقع على مسافة 200كم بالاتجاه اكثر نحو الشرق  فى الصحراء. كما أنه من المتوقع  أن تسيطر الميليشيات الشيعية الموالية لراعيها الإيرانى على الجانب العراقى للحدود إثر سقوط الموصل.  كما أنه بالنسبة لطهران وبغداد ودمشق فهم لم يترددوا فى توجيه ضربات داخل الأراضى السورية فى الفترة الأخيرة ، فالسيطرة على هذه المنطقة ؛مابين دير الزور والحدود مع العراق، يعد تأمينا لأستمرارية التواجد على الأرض على طول هذا المحور الشيعى الإستراتيجى فى الأقاليم السنية التى يسيطر عليها أعداؤهم من الأردنيين والسعوديين.
ومن جانبه يؤكد أحد الخبراء قائلا ": " لقد قام الإيرانيون بالفعل بنشر قواتهم لحماية  مطار دير الزور، فإيران لديها ورقة أخرى فى هذه الحرب وهى ميليشيا أيزيدية تم نشرها فى إقليم سنجار العراقى والقريب من حزب العمال الكردستانى الذى - وبالمصادفة - أصبحت إيران مقربة منه.
على صعيد أخر تشكل تلك اللعبة المعقدة من التحالفات عائقا أمام الأمريكيين الساعين لخلق منطقة ارتكاز فى شرق سوريا موالية للأكراد يمكن أن يستمر من خلالها المتمردون المعتدلون فى القتال على أنقاض داعش.
وتجدر الإشارة هنا الى أنه فى خريف عام 2016 لم يتردد البنتاجون فى قصف مواقع للجيش السورى بالقرب من دير الزور ، مما أدى إلى مقتل قرابة 80 جنديا. وعلى الصعيد الرسمى اعتبرتها واشنطن على سبيل الخطأ إلا أنه بالنسبة لكل من دمشق وموسكو كانت هذه المغامرة دليلا على أن واشنطن حريصة على إضعاف السلطة السورية فى منطقة "دير الزور".
والمحصلة أن هناك شيئا  واحدا  أكيدا ألا وهو أن واشنطن  تمتلك من خلال أتباعها من الأكراد والعرب ركائز قوية تحول دون سيطرة "الأسد" على هذه المناطق التى يدور حولها الصراع وزجه بذلك نحو الخروج منها فى النهاية . وتلك هي المرحلة الانتقالية المفترض أن تكون الآن أو فى نهاية فترة رئاسته التى ستنتهى عام 2021. 

شارك