صفقة "بخاري" مع "بوكو حرام" تنهي مأساة طالبات "تشيبوك" في نيجيريا

الأحد 07/مايو/2017 - 11:30 ص
طباعة صفقة بخاري مع بوكو
 
اعلنت نيجيريا عن اتمام صفقة مع حركة " بوكو حرام" المتشددة، في مفاوضات استمرت لأشهر طويلة، بعدما قدمت التنظيم الارهابي، عرضا للحكومة النيجيرية، في اغسطس 2016، صفقة للإفراج عن الطالبات المختطفات مقابل مسلحين الحركة المعتقلين لدي الحكومة النيجيرية.

صفقة طالبات

صفقة  طالبات
قالت الرئاسة في نيجيريا السبت إن جماعة بوكو حرام أطلقت سراح 82 تلميذة من مجموعة تضم ما يزيد على 200 فتاة، كانت اختطفتهم من بلدة تشيبوك بشمال شرق البلاد في أبريل  2014، مقابل الإفراج عن سجناء.
وقالت الرئاسة في حسابها على موقع تويتر إن نيجيريا تشكر سويسرا واللجنة الدولية للصليب الأحمر للمساعدة في إطلاق سراح الفتيات من خلال "مفاوضات مطولة".
وأضافت أن الرئيس محمد بخاري سيستقبل الفتيات في العاصمة أبوجا دون الكشف عن عدد المشتبه بهم الذين تسلمتهم بوكو حرام أو الكشف عن أي تفاصيل أخرى.
وسُلمت الفتيات اللائي نُقلن من منطقة نائية تحت حراسة مشددة إلى قاعدة للجيش في مدينة بانغي قرب الحدود مع الكاميرون.
وتقول مراسلة بي بي سي في لاغوس، ستيفاني هيغارتي، إن كثيرا من الأسر في تشيبوك سيسعدن بخبر الإفراج عن الفتيات، غير أنه لا يزال هناك ما يربو على 100 فتاة محتجزة حتى الآن.
وقال إينوك مارك، القس الذي لديه ابنتان مختطفتان، لوكالة فرانس برس: "هذه أخبار جيدة بالنسبة لنا. لقد انتظرنا هذا اليوم طويلا، ونأمل في إطلاق سراح باقي الفتيات قريبا."
ولم يتضح بعد إذا ما كانت ابنتاه من بين المفرج عنهن.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر عسكري قوله إن الفتيات المفرج عنهن سيسافرن بالطائرة إلى ولاية بورنو عاصمة مايدوجوري، الأحد.
وقال مصدر عسكري إن الفتيات موجودات حاليا في منطقة بانكي القريبة من الحدود مع الكاميرون حيث يخضعن لفحوص طبية قبل نقلهن جوا إلى مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو. وسيتم نقل الفتيات من هناك جوا إلى العاصمة أبوجا.
وقبل عملية الإفراج الأخيرة، كان قرابة 195 فتاة لا يزلن مفقودات، وقالت مصادر لبي بي سي إن الفتيات المفرج عنهن في عهدة الجيش النيجيري الآن.
وأعلنت جماعة بوكو حرام المتشددة، مطلع مايو 2014، مسؤوليتها عن خطف أكثر من 200 فتاة من مدرسة شيبوك بولاية بورنو (شمال شرق) في 14 أبريل من العام ذاته، واعتبرتهن “أسيرات حرب”، في خطوة أثارت ردود فعل دولية غاضبة، ومطالبات بإطلاق سراح الفتيات.

تفاصيل الصفقة :

تفاصيل الصفقة :
في اغسطس 2016 عرضت جماعة بوكو حرام -في شريط فيديو بثته الجماعة على أحد المواقع التابعة لها- إطلاق سراح فتيات مختطفات لديها منذ نحو عامين في مقابل عناصر المسجونين لدى الحكومة النيجيرية.وظهر في الفيديو أحد مسلحي الجماعة، معلناً أن "بعض الفتيات (لم يذكر رقما محدا) قُتلن في الغارات التي نفذتها القوات الجوية النيجيرية على مواقعه".
وقال المسلح: “نطالب بإطلاق سراح عناصرنا المسجونين لدى الدولة النيجيرية مقابل سراح باقي الفتيات”، دون أن يذكر عدد مسلحي جماعة “بوكو حرام” المسجونين في نيجيريا، ولا عدد الفتيات اللاتي بحوزة جماعته.وهدد المسلح، الذي كان يتحدث بلغة قبائل “الهوسا” المنتشرة شمالي البلاد، الرئيس النيجري محمد بخاري، بأنه في حال مواصلة الحرب على جماعته، فإنه لن يتمكن من رؤية الفتيات مرة أخرى.
وقال: “تعرضت بعض الفتيات للإعاقة، وبعضهن مريضات جدا، فيما البعض الآخر منهن قُتلن في هجمات الجيش النيجيري”، مضيفاً: “إذا لم يطلق سراح عناصرنا المعتقلين، فلتعلم الحكومة وذوي الفتيات بأنهم لن يجدوا الفتيات ثانية”.
وأوضحت إحدى الفتيات، التي ظهرت في الفيديو، أنها من الطالبات المختطفات في شيبوك، وأن بعض زميلاتهن قُتلن في الغارات الجوية، وأن نحو 40 أخريات تزوجن من عناصر الجماعة.وناشدت الفتاة أسرتها ومواطني بلادها لإنقاذها مع الفتيات الأخريات، مضيفة: “نعاني المرارة هنا؛ فالطائرات تقصفنا وقتل العديد منا، فيما أصيب آخرون، نعاني مع أطفالنا المرارة كل يوم”.
 وأطلق سراح أكثر من 20 فتاة في أكتوبر في اتفاق برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفرت أخريات أو جرى إنقاذهن في حين يعتقد بأن 195 كن في الأسر قبل إطلاق السراح الذي أعلن يوم السبت.
وفي  ابريل 2017، قال الرئيس النيجيري، محمد محمد بخاري، إن الحكومة لا تزال "على اتصال مستمر (مع الجماعة) من خلال المفاوضات عبر أجهزة استخبارات محلية، لضمان الإفراج عن باقي الفتيات".

ما بعد اطلاق الطالبات:

ما بعد اطلاق الطالبات:
ويعطي إطلاق سراح الفتيات دفعة للحاكم العسكري السابق الذي جعل من سحق تمرد بوكو حرام قضية رئيسية في حملته الانتخابية عام 2015.
ولم يظهر تقريبا الرئيس علنا منذ عودته من بريطانيا في مارس للعلاج من مرض لم يكشف عنه.
ورغم أن قضية فتيات تشيبوك هي الأشهر إلا أن بوكو حرام خطفت الآلاف من الكبار والأطفال الذين جرى إهمال حالاتهم.
وقتل المتشددون أكثر من 20 ألفا وتسببوا في نزوج أكثر من مليونين خلال تمردهم الذي يستهدف إقامة خلافة إسلامية في شمال شرق نيجيريا.
ورغم أن الجيش يقول إن التمرد يتراجع إلا أن مناطق واسعة من شمال شرق البلاد خاصة في ولاية بورنو لا تزال تخضع لتهديد المتشددين في الوقت الذي زادت فيه التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة في المنطقة منذ انتهاء موسم الأمطار في أواخر العام الماضي.

شارك