تحالف الآثمين

الإثنين 15/مايو/2017 - 06:40 م
طباعة
 
ما يحدث على أرض المعارك الآن في كلاً من سوريا والعراق هو نذير شؤم لجماعات الأرهاب المسلح وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية المعروف بأسم "داعش" وتنظيم النصرة المنشق عن تنظيم القاعدة فالهزائم للجماعات الأرهابة تتوالى وتخسر الجماعات أجزاء كبيرة من أراضي كانت تحت سيطرتها وقتل الآلاف وهروب الآلاف فما هو المصير لكلاً من داعش والنصرة الذي حول نفسه بأوامر قطرية إلى أحرار الشام حتى تضمن له أشتراك في مباحثات السلام ولكن روسيا والنظام السوري رفضا مشاركة أحرار الشام على أساس أنه تنظيم أرهابي ينتمي لتنظيم القاعدة...
ويتنبأ عدداً من المحللين أن الأوضاع التي يمر بها التنظيمان سوف تدفعهما إلى التعاون والتحالف وتجبرهما على القفز على الخلافات الفكرية والميدانية والمعروف بأن داعش تقوم بتكفير تنظيم القاعدة وعلى رأسهم الدكتور / أيمن الظواهري بحجة تحالفه مع أخوان مصر أثناء فترة حكم الرئيس المعزول/ محمد مرسي.
وكذلك يكفرون النصرة رغم أنشقاقها عن تنظيم القاعدة إلا أن النصرة لا تكفر أيمن الظواهري ولا أعضاء تنظيم القاعدة وقائد تنظيم جيش النصرة في سوريا هو "أبو أنس" الأبن الأصغر لعبد الله عزام الذي تولى قيادة المجاهدين العرب لفترة أثناء الحرب الأفغانية في الثمانينيات من القرن الماضي وهو مثل أبيه من تجار الحروب المرتزقة فقد أنفصل عن أيمن الظواهري بناءً على رغبته في تحصيل الدعم المادي الذي يصلهم من دول الخليج وتركيا لنفسه وحرمان أيمن الظواهري من هذا الدعم وهي نفس اخلاق أبوه في أفغانستان وأنا كنت موجود أثناء الحرب الأفغانية في افغانستان وأسكن مع الدكتور/أيمن الظواهري وكان يشكو لي أفعال عبدالله عزام ومشاكله المادية مع المجاهدين...الخ،
وقد اقتتل التنظيمان على الأرض السورية وأعدمت داعشأكثر من 80 مقاتل من جيش النصرة وأعدم جيش النصرة قرابة 34 من داعش كما أنهم اقتتلوا على توزيع الغنائم والبترول حيث أنهم يستولون على صوامع الحبوب ومحطات الكهرباء والمصانع والسيارات التي يتم تفكيكها وبيعها في تركيا وفرض الضرائب "المكوس" على السكان الخاضعين لسيطرتهم حتى سليمان السبيعي وهو مواطن سعودي سافر للأنضمام إلى داعش عاد بعد عامين وسلم نفسه للسلطات السعودية وحكى فضائح يشب لها الولدان عما يحدث في هذه الجماعات حتى أن التلفزيون السعودي أفرد له حلقات وملخص ما قاله بعيداً عن الفضائح الأخلاقية أنه قال طوال وجودي عامين مع داعش لم أقاتل جندي سوري واحد وكل قتالنا كان ضد بعضنا البعض مع جيش النصرة تارة وتحرير الشام تارة والجبهة الديمقراطية تارة...الخ والمعروف بأن سوريا بها أكثر من 300 جماعة مسلحة ... ومع الهزائم المتتالية للتنظيمين فهل يدفع هذا التجاوز الخلافات الدموية والتعاون للخروج من الأزمة.
يذهب بعض المحللين إلى أن ذلك سوف يحدث... وهي وجهة نظر ... بينما يرى الفريق الآخر بأن هذا مستحيل بسبب عمق الخلافات الفكرية والجراح الدموية التي سالت بين الطرفين .. أما وجهة نظرنا فتتلخص في الآتي:
أن الكثير من قيادات داعش وجنودها أساساً كانوا في تنظيم القاعدة المنشأ الفكري والحركي لهم وأنهم انضموا إلى داعش وأنشقوا عن تنظيم القاعدة والنصرة لعدة أسباب أهمها:
1) أنهم يعتقدون أن وجودهم في تنظيم سري مع وجود دولة أسلامية لها حكومة وأرض تحكمها تساوي أربعة أمثال مساحة أسرائيل "فلسطين المحتلة" لا يجوز شرعاً ويجب عليهم شرعاً دعم الدولة حتى تستقر ويكون لها أعتراف دولي.
2) دعم الدكتور / أيمن الظواهري لأخوان مصر رغم أن أعتقاد القاعدة هو تكفير الأخوان لأنهم يؤمنون بالديمقراطية والمفاهيم الغربية.
3) أن وجود رؤية شرعية مكتوبة لتنظيم داعش مثل الكتب التي تتحدث عن وجوب دعم الدولة الأسلامية مثل:
- كتاب مد الأيادي لبيعة ابوبكر البغدادي.
- رفع الملام عن دولة الأسلام.
- أعلام الأنام مبيلاد دولة الأسلام... الكثير من المؤلفات كتبها من يسمون أنفسهم علماء الدولة الأسلامية أقنع أعداد كبيرة بالأنضمام لتنظيم داعي وايضاً تنظيمات أخرى خارج سوريا والعراق كأنصار بيت المقدس في مصر وأنصار الشريعة في ليبيا ...الخ.
فهزيمة داعش ربما تدفع هذه الأعداد للبحث عن العودة مرة أخرى للعمل.
تنظيم القاعدة الذي يعتمد على العمل السري والذئاب المنفردة والذي يعرف شخصية أيمن الظواهري يتوقع أن تنجح هذه الأعداد في العودة إلى التنظيم الأم لأن أيمن سوف يرحب بذلك لزيادة قوتهم وفرض وجوده مرة أخرى والطبيعة الشخصية لأيمن بأنه لديه قدرة على تجاوز الخلافات حتى لو كانت ضده شخصياً. كما أنه يرى بأن ذلك ضربة موجهة للنصرة وقائدها أبو أنس الذين نكصوا معه وضربوا بيعة ايمن عرض الحائط – كما أن الداعمين لداعش والمحركون لها وعلى رأسهم دويلة القطر مندوب أسرائيل في المنطقة سوف يتحولون لدعم القاعدة من أجل ضمان السيطرة والتحكم في التنظيم لكي يستمر في تقديم خدماته للمخابرات الأسرائيلية والأمريكية الراعي الرسمي بأعتراف هيلاري كلينتون لهذه التنظيمات – لأن هذه التنظيمات تعمل وفق أستراتيجية مرسومة لها فهناك صلات وثيقة بين الجماعات في ليبيا وأنصار بيت المقدس في سيناء والجماعات في سوريا والعراق وتخضع لقيادة موحدة وهي "مجلس الأمن والأستخبارات" وهو الجهاز المسؤول عن العمليات السرية ومساعدة الجماعات خارج سوريا والعراق "اي الدعم المادي واللوجستي وهذا الجهاز كان يتولاه "أبومسلم التركماني" وهو ضابط سابق في "الحرس الجمهوري العراقي" وتم تجنيده من قبل المخابرات الأمريكية فلما قتل تولى مسئوليته "أبو علي الأنباري" وهو أيضاً ضابط سابق في الحرس الجمهوري العراقي وإن أول من قام بتدريب عناصر داعش داخل معسكر بالمملكة الأردنية كانوا مجموعة من ضباط المارينز والحقيقة أنهم كانوا ضباط من إسرائيل من أصول عربية ثم نقلوا المعسركات إلى الحدود التركية السورية وجزء من تنظيم الدولة سوف يتم أرساله إلى ليبيا بأسلحتهم حيث المكان الآمن وعدم الملاحقات الأمنية ولأستمرار الضغط على مصر من جهة الغرب وهناك جزء يتسرب من الحدود السورية إلى الداخل الأسرائيلي عن طريق الجولان وتقوم أسرائيل بنقلهم إلى قطاع غزة لكي تتسلمهم حماس ثم يجدوا طريقهم إلى سيناء عبر الأنفاق ولذلك لا تتعجب عندما تعتذر داعش لاسرائيل عن أطلاق صواريخ عليها بطريق الخطأ ولا تتعجب عندما يقول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وجدنا أنفاق بطول 3ك.م وعمق يصل لـ 45 متراً وتستطيع تمرير عربة وغرفة عمليات بجبل الحلال مجهزة لجيوش نظامية وليس لتنظيم سري.
سوف تتمزق داعش ولكن تمزق تحت السيطرة لتدويرها وأعادة استخدامها بوجه جديد حسب رؤية المنتج والراعي الرسمي لها.
وقبل أن نختتم هذه المقالة فنحن نؤمن أن هذه التنظيمات وعلى راسها داعش تحركها المخابرات الأسرائيلية والأمريكية لتدمير الدول العربية وتمزيقها على أسس عرقية وطائفية بأعتراف المسئولين في الدولتين اسرائيل وأمريكا وإن تنظيم داعش بالأخص كانت من مهمته تشويه الأسلام كدين من عمليات ذبح وقتل وحرق وهتك اعراض وقتل أطفال وحرقهم أحياء حتى يصور الأسلام للغرب بأنه دين توحش وهمجية وشذوذ وشهوة وقد قال وزير الداخلية التونسي "لطفي بن جدو" في سبتمبر عام 2013 أمام البرلمان التونسي أن أعداد من فتيات تونسيات سافرن إلى سوريا تحت مسمى "جهاد النكاح" عُدن إلى تونس حوامل من أجانب يقاتلون الجيش النظامي السوري وقال "يتداول عليهن "جنسياً" عشرون وثلاثون (مقاتل) ويرجعن الينا يحملن ثمرة هذا السفاح الجنسي بأسم جهاد النكاح..الخ والفضائح تحتاج إلى مجلس وليس مقال ... أين ذلك من الدين والتاريخ الاسلامي والمدون به كل حروب المسلمين، فهذا زنى صريح لتشويه الدين حتى بمقياس نكاح المتعة الذي يبيحه المذهب الشيعي الجعفري فما يحدث لا يمت له بأي صلة هو فقط لتشويه دين الاسلام .. اللهم ألعنهم في الدنيا والآخرة ... آمين
نبيل نعيم

شارك