بعد الرفض الأمريكي.. تساؤلات عن فرص استفتاء الأكراد على استقلالهم

الأحد 13/أغسطس/2017 - 08:52 م
طباعة بعد الرفض الأمريكي..
 
بعدما انضمت أمريكا إلى قائمة المعترضين على إجراء إقليم "كردستان العراق" استفتاء يخص انفصاله عن العراق، والمقرر له نوفمبر المقبل، باتت فرص إجراء الاستفتاء ضعيفة، إذ تعتبر أمريكا من أكبر القوى الدولية التي تداعم مباشرة الأكراد، كما سلمتهم خلال الفترة الماضية معدات وآليات عسكرية لقتال تنظيم "داعش". 
ورغم إصرار بارزاني على إجراء الاستفتاء في موعده، إلا أن الترتيبات التي تتم في الغرف المغلقة تعكس حجم الفرص الحقيقة لمدى نجاح فرص عقد الاستفتاء الذي من المؤكد أن يتسبب في شرخ كبير في الجسد العراقي، حيث قالت مصادر لصحيفة "الحياة" السعودية، إن اجتماعاً هو الأول من نوعه منذ شهور سيعقد بين ممثلين عن بارزاني وحركة "التغيير" الكردية أبرز المعترضين على موعد الاستفتاء.

بعد الرفض الأمريكي..
وأوضحت المصادر أن حركة "التغيير" تنوي طرح مشروع يتضمن تأجيل الاستفتاء وإعادة العمل بالبرلمان على أن يحسم البرلمان في اجتماعه الأول الإبقاء على موعد الاستفتاء أو تأجيله، ما يشكل وفق تلك المصادر خروجاً آمناً من ترتيبات موعد الاستفتاء الذي يثير اعتراضات إقليمية ودولية واسعة. 
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق أنها تخشى أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن أولويات أخرى أكثر إلحاحاً مثل هزيمة تنظيم داعش، وأن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تتخوف من أن يشعل الاستفتاء صراعاً جديداً مع بغداد ويحوّل المنطقة ساحة اضطرابات إقليمية أخرى.

بعد الرفض الأمريكي..
ويبدو أن أمريكا رأت أن مجارة الأكراد في موقفهم المصمم على إجراء الاستفتاء في موعده سيغضب حلفائها الإقليميين خاصة تركيا، أشد المناوئين لعقد الاستفتاء، لذا يبدو أنها قررت التدخل منع عقد الاستفتاء في موعده.    
الخطوة الكردية تلقى اعتراضات كبيرة، حيث أعلن حكومة حيدر العبادي رسمياً رفضه الاستفتاء الكردي واعتباره "غير دستوري"، إلا أن معارضة بغداد للاستفتاء لا تبدو حادة، حيث ترى دوائر سياسية أن الضغط الخارجي أكثر تأثيراً في الموقف الكردي من اعتراضات بغداد.

بعد الرفض الأمريكي..
كما هددت إيران بسلسلة من العقوبات في حال أجرت أربيل الاستفتاء بينها قطع المنافذ الحدودية. وقد صعدت تركيا من مواقفها من حديث وزير الطاقة التركي برات البيرك عن أضرار الاستفتاء الكردي بالاتفاقات النفطية بين الجانبين، وصولاً إلى وصف رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم للدولة التي يمكن أن تنتج من الاستفتاء بأنها "مصطنعة". وقال يلدريم في تصريحات، إن بلاده لا يمكنها التهاون حيال جهود إقامة دولة مصطنعة جديدة على حدودها، لا سيما في سورية والعراق.
كان عضو المكتب السياسي في الحزب "الديموقراطي الكردستاني"، هوشیار زيباري،قال إن موعد الاستفتاء لم يتغير، وأن مواطني إقليم كردستان سيجرون استفتاء الاستقلال في 25 (سبتمبر) المقبل كما هو مقرر، على الرغم من طلب واشنطن تأجيله. وأردف تعليقاً على الطلب الذي نقله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في اتصال هاتفي مع بارزاني، "الموعد كما هو 25 سبتمبر ولم يتغير".

بعد الرفض الأمريكي..
وجاءاء في بيان صدر عن رئاسة "كردستان العراق"، إن التعايش الذي سعت إليه كردستان في الماضي بمراحله المختلفة مع دولة العراق لم يتم تطبيقه، لذا فإن شعب كردستان قرر اتخاذ طريق آخر له، وشكل بارزاني وفداً باسم "المجلس الأعلى للاستفتاء" للتوجه إلى بغداد وإجراء محادثات لم يكشف عما ستتناوله وعما إذا كان طلب ضمانات من الحكومة العراقية لتأجيل الاستفتاء، أو طلب مساعدتها لإجراء الاستفتاء في وقته.
وأكدت المفوضية المستقلة للانتخابات في كردستان أنها سترد في شكل رسمي على رئاسة الإقليم في شأن تحديد موعد إجراء الانتخابات النيابية ورئاسة الإقليم. وقال الناطق باسم المفوضية، شيروان زرار، إن المجلس الأعلى للمفوضية سيجتمع الأسبوع المقبل للرد على رئاسة الإقليم في شأن تحديد الموعد.

بعد الرفض الأمريكي..
وكانت رئاسة إقليم كردستان وجهت كتاباً رسمياً إلى المفوضية في 19 (يوليو) حددت فيه 1 نوفمبر المقبل موعداً لانتخاب برلمان كردستان ورئاسة الإقليم، ودعا نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، الأكراد إلى استبعاد خيار الاستفتاء على الاستقلال، معتبراً أن هذا الإجراء ليس الرد المناسب على تعثر الشراكة. وقال علاوي في تدوينة نشرها على حسابه في موقع "فيسبوك" إن خيار الاستفتاء يجب أن يستبعد من الأجندة السياسية الكردية في الوقت الراهن على الأقل.

شارك