الإخوان ومحاولات جديدة للمصالحة مع النظام

الثلاثاء 03/أكتوبر/2017 - 05:47 م
طباعة الإخوان ومحاولات
 
الإخوان ومحاولات
قال ابراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، في أخر أحاديثه للمواقع الإخوانية  "أن الجماعة تلقت عروضًا للمصالحة، من قِبل مبعوثين قالوا إنهم لا يمثلون الدولة. وأضاف "منير" في حديثه لأحد المواقع الإخوانية: "لم تكن عروضًا بمعنى أن لديهم رؤية واضحة يقدمونها؛ بل كانوا يطلبون منا أن نوجد حلول للأزمة، مع دعوة البعض منا للسفر إلى القاهرة لبحث الأمر".
وعن موقف الجماعة حول المصالحة والتنازل عن مطلب عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، قال: "طلبنا منهم تحديد رؤيتهم أولًا".
وبعد هذا الحديث بدأت اللجان الإلكترونية التابعة للجماعة المتواجدة على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، بتداول التصريحات التي صرح بها "منير"، وأبدى عدد كبير من مؤيدي الجماعة استعدادهم للمصالحة مع الدولة المصرية، بسبب الفشل الذي يعيشون فيه منذ تحديهم لإرادة الشعب، وإعلانهم الحرب عبر اللجان النوعية.
وأوضحت مصادر داخل جماعة الإخوان، عن الحديث المتبادل الذي تقوم به جبهة القيادات التاريخية أو من يسمون أنفسهم بجبهة "العواجيز"، بقيادة محمود عزت من وقت إلى آخر للحديث عن المصالحة وذلك لكونهم خلال الفترة الماضية أرسلوا أكثر من رسالة إلى الدولة للمصالحة بشكل رسمي خاصة بعد ما فعلته حركة حماس وتركها للتنظيم الدولي.
وأضافت تلك المصادر أن إبراهيم منير، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، هم أكثر رؤية للمطالبة بالتصالح مع الدولة، من خلال الزج برجالهم لإعلان التواصل بين الحين والآخر مع الدولة؛ بهدف العودة إلى الشارع السياسي، بحيث يكون لهم ثقل مجددًا في الحياة السياسية، بعد أن تم إزاحتهم بعنادهم ضد الشعب منذ 30 يونيو.
هذه لم تكن التصريحات الأولى التي تبيع فيها الجماعة مبدأ "عودة الرئيس المعزول محمد مرسي"، ففي مطلع الشهر الماضي، ظهرت تصريحات محمد سويدان، المحسوب على جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، معتبرًا أن مشاركة الجماعة في انتخابات 2018 سواء بالدفع بمرشح أو دعم آخر تعد فرصة قوية للتنظيم للعودة مرة أخرى للمشهد، قائلًا: "انتخابات الرئاسة 2018 فرصة يجب على الإخوان استغلالها بشكل جيد؛ لتحسين موقفها وللإفراج عن قياداتها"، ثم تدارك الأمر بقوله إن هذا الموقف هو موقفه الشخصي.
وفي نفس السياق أدلى إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، بتصريحات لإحدى الصحف المحسوبة على الجماعة الإرهابية، غازل خلالها المعارضة في الشارع.
الإخوان ومحاولات
فيما قال سامح عيد، الباحث في شئون التيارات الإسلامية، إن تصريحات إبراهيم منير، نائب المرشد العام للجماعة الإرهابية، والتي غازل فيها المعارضة في الشارع، وحرض على الدولة، يثبت أن الجماعة تواصل الخداع واللعب على احتياجات المواطنين مستغلين الأزمة الاقتصادية.
وأكد في تصريحات صحفية، إن جماعة الإخوان الإرهابية، تغازل المعارضة، خاصة بعد تدشين حمدين صباحى حملة لاختيار مرشح رئاسي، يخوض الانتخابات المقبلة، وهو ما يشير إلى أن الجماعة، تحاول العودة للمشهد من بوابة المعارضة.
بينما قال الدكتور جمال المنشاوي، الباحث في شئون التيارات الإسلامية: إن تصريحات إبراهيم منير، نائب المرشد العام للجماعة الإرهابية، والتي غازل فيها المعارضة في الشارع، وحرض على الدولة، هي محاولة لاستقطاب الأحزاب المعارضة، رغم أنها ضعيفة وغير فاعلة في الشارع.
وأكد المنشاوي أن تصريحات «منير»، هي استمرار لعمليات المناورة والخداع التي اعتادت عليها الجماعة الإرهابية، مشيرا إلى أن التصريحات محاولة لإثبات الوجود، في ظل صراعات دائمة داخل الجماعة على من يتولى القيادة، وأوضح أن تصريحات نائب المرشد تثبت أن حديث الجماعة عن المصالحة كانت مجرد حيل خادع.
فيما قال طارق أبو السعد، الباحث في شئون جماعات الإسلام السياسي، إن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ممثل في إبراهيم منير الذي بدأ مخططًا جديدًا مضمونه العودة لـ"مربع المعارضة السلمية والادعاء بقبول التعددية والديمقراطية وما شابه ذلك من شعارات براقة، تسمح لهم بالجلوس على كرسي المعارضة من جديد".
وأضاف أبو السعد، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، اليوم الاثنين، أن ما يجرى حاليًا داخل أروقة فروع التنظيم في الدول العربية يسيرًا وفقًا لأطروحة اعتمدها "منير" من مقره في بريطانيا، وتوافقت مع منهجية القيادي الإخواني الهارب محمود عزت نائب المرشد العام لـ"الإخوان"، التي صدر بحقها حكم قضائي بتصنيفها جماعة إرهابية- التي اتبعها التنظيم في سنوات ما قبل ثورة 25 يناير، وتمثلت في تسللهم داخل المعارضة من خلال اختراق الانتخابات البرلمانية والنقابية بالترشح بشكل فردي.
وحذر أبو السعد، من أن ينطلي هذا المخطط على القوى الوطنية في الداخل، خاصة أن الطبيعة الإخوانية لن تقبل أن تكون جزءًا من المعارضة إذا نجحت في ذلك جزئيًا بشكل مبدئي، بل تخطط لأن تمثل المعارضة كلها مستغلة في ذلك انطواء البعض تحت رايتها، وهو ما شوهد عبر مراحل تاريخية سابقة.
وأكد أن ستتنصل من كل أحداث العنف التي قد تحدث فيما بعد من قبل اللجان النوعية محاولة إيقاف محاولات الفشل التي انتسبت لها عقب عزلها من الحكم في يونيو 2013، مستبعدًا وقوع أي أحداث عنف من ناحية "الإخوان" تحديدًا، وستبرئ ذمتها منها تمامًا اتساقًا مع التوجه الجديد التي تروج له أمام القوى الغربية. 
وشدد أبو السعد، على أن "الإخوان" بعادتها لا يعنيها الأعياد الوطنية، مثل ذكرى 6 أكتوبر و23 يوليو، وتتجاهل كل ما هو يحث على الولاء الوطني والقومي، باستثناء ذكرى 5 يونيو حيث تجرى النقاشات حول أسباب الهزيمة، إلصاقها بالقومية وفشل دولة جمال عبدالناصر، بخلاف حرصها على ابداء الاهتمام بالأعياد الدينية وطقوسها واستغلالها في خطاباتها نحو تعزيز شعبيتها في نفوس المسلمين.
ومنذ عزل جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم في مصر وفض اعتصامي رابعة والنهضة تخرج علينا أصوات من الفصيل السلفي في تيار الإسلام الساسي مطالبة بعقد تصالح مع جماعة الإخوان، وفي الكثير من الأحيان يطالبون بتطبيق تجربة جنوب افريقيا في المصالحة المجتمعية متناسين اختلاف الظرف الموضوعي بين التجربتين.

شارك

موضوعات ذات صلة