القدس عربية.. في الضعف العربي من نصرة الأقصى.. فتش عن "الإخوان"/غضب عربي إسلامي وتظاهرات ... وتحذير دولي من «تطرّف ديني»/مصر: إحباط مخطط «إخواني» لإثارة الفوضى

السبت 09/ديسمبر/2017 - 09:31 ص
طباعة القدس عربية.. في
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات عربيًا وعالميًا بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم السبت الموافق 9-12-2017

القدس عربية.. في الضعف العربي من نصرة الأقصى.. فتش عن "الإخوان"

القدس عربية.. في
خبراء سياسيون: «تشرذم المنطقة لم يترك لديها إلا الصراخ والعويل»
جاء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بإعلان القدس رسميًا عاصمة إسرائيل فى توقيت صعب تمر فيه المنطقة العربية بالعديد من الأزمات والمشكلات الداخلية، بجانب محاربتها قوى الظلام والإرهاب مما يضع المنطقة بين شقى الرحى، ويؤثر بشدة على مواقفها بشأن القضية الفلسطينية.
تنفيذ الخطة الأمريكية الصهيونية لاختطاف القدس جاء بعد «الربيع العربي» التى أنهكت الدول العربية جراء أطماع بعض القوى السياسية وتدخلاتها الخبيثة، بشكل يؤكد أن هذه الجماعات ومن بينها الإخوان التى تقوم بأدوار تخدم الخطة الصهيو أمريكية، منذ ٢٠١١ تلعب هذه الجماعات دورا كبيرا فى إضعاف العرب وافتقادهم التماسك وتجريدهم من قوة الردع التى كانوا يمتلكونها بالسابق ضد إسرائيل.
وهذا القوة هى الجيوش التى سقط بعضها بإسهامات كبيرة من الجماعات الإرهابية فى ليبيا وسوريا العراق، بحسب الباحث هشام النجار، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية الذى قال، «إن الوضع الحالى يعود لتاريخ سقوط العراق، وما تبعه من أحداث بهدف تفكيك وإضعاف العمق العربى، لأحداث المهندسة من الخارج هو عرقنة باقى الدول العربية لصالح إسرائيل التى كانت تنتظر الغنيمة بعد سنوات من الفوضى وسقوط الجيوش.
وأكد عوض الخطاب، القيادى الجهادى السابق أن خبرته داخل صفوف تنظيمات الإسلام السياسى جعلته يتأكد أن علاقة الإخوان بالأمريكان خاصة خلال الربيع العربى إضافة لتدخل الجماعات الإرهابية، ومن ضمنها الإخوان فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ومحاولاتهم فى مصر من ناحية ثانية، وراء اختطاف القدس بشكل مباشر أو غير مباشر علاوة على شرذمة المنطقة العربية.
وأشار إلى أن واشنطن كانت تحرك قيادات الإخوان ناحية مصالحهم، وظهر ذلك فى الزيارات المتبادلة بين يوسف القرضاوى والمعزول محمد مرسى ومسئولى البيت الأبيض، طمعًا فى الحكم، وهذا نتيجة أن «الإخوان» كانت قوة على الأرض فى الوطن العربى، بحسب الولايات المتحدة.
وأوضح الخطاب، أن الإخوان لم تتحالف مع الوطنيين فى كل البلاد العربية بل تحالفاتها مع واشنطن، فى العراق تحالفوا مع الشيعة للحصول على مناصب، وفى النهاية أدت مطامعهم إلى تشرذم وانقطاع تام داخل الوطن العربى، ونجد فى اليمن «الإخوان» كقوة لا يستهان بها يتحالفون مع الحوثيين حتى وصلت صنعاء إلى حالها اليوم.
وبدوره، قال بهاء محمود الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، «إن هناك تضخيما وربما بعض المبالغة بالنسبة لحجم الإخوان وتنظيمهم العالمى فيما يخص ثورات الربيع الربيع العربى، لأن الشرارة الأولى بدأت من تونس، ولم يكن بوعزيزى إخوانيا أو ذا ميول إسلامية من بينهم، ولم يكن للغرب أى تدخلات فى اندلاعها، لكن فرص تدخل الغرب فى مسرح العمليات تم أثناء الانتفاضات كان طبيعياً، ومن المعروف أن الإخوان يتصفون بالبراجماتية والانتهازية، وبالتالى كان من المنطقى أن يكون هناك تحالف فى حدوده، وأضاف، أن طبيعة الدول وهيكل تفاعلاتها الداخلية، وعلاقاتها الخارجية، ومن ثم شكل أنظمة الحكم بعد ٢٠١١، والإخوان لم يكونوا الطرف الأقوى فى أى معادلة، ولكن تم استغلال العلاقات كل فى حدوده.
وأشار محمود، إلى مسألة القدس جاءت فى الأساس لصالح المواطن الأمريكى، كفاتورة سياسية دفعها الرئيس الأمريكى من ضمن وعوده الانتخابية، ولإلهاء الناس عن فضيحة التدخل الروسى فى الانتخابات، كما أن الرئيس الأمريكى، والغرب عمومًا يعلم مدى الضعف والهوان الذى يمر به العالم العربى، ويعلم أيضا أن العرب لن يفعلوا شيئا سوى الصراخ والعويل فقط.
وأكد المحامى ثروت الخرباوي المنشق عن جماعة الإخوان، أن العلاقات بين الإخوان والأمريكيين لا ينكرها أحد، ولكن الأمريكيين حاولوا تبرير تلك العلاقة، عن طريق تواصل واتصال ولم تكن تفاهمات كما كان يحدث على أرض الواقع.
وقال، «إن تلك العلاقة بدأت منذ عهد عمر التلمسانى، ومنذ ذلك الحين يبرز نشاطهم فى أمريكا، حتى عام ٢٠٠٣ عندما قام الدكتور سعد الدين إبراهيم، بعقد لقاءات لبعض الممثلين الأوروبيين وحضرها أعضاء من جماعة الإخوان، وكان ذلك بداية التفاهمات، وفى عام ٢٠٠٥ ظهرت وثيقة سرية مرسلة من أحد قيادات الإخوان فى أمريكا للقيادات فى القاهرة، يتكلمون فيها عن نتائج الحوارات مع الحكومة الأمريكية.
وشدد الخرباوى، على أن كل ما كانت تريده الحكومة الأمريكية من الإخوان لأنها رأت لها تواجداً فى الشارع ولها قدر من المصداقية، لذا فهم يستطيعون من خلالها الحصول على ما يريدون وتحقيق مصالح أمريكا، وعند مرحلة ما سمى بـ«الربيع العربي» فرضت على الإدارة الأمريكية بكل أجهزتها السعى للاتصال بأصدقائهم الإخوان، وكشفت عدة برقيات لويكيليكس - أفرج عنها فى نوفمبر ٢٠١٠- أن عددا من الدبلوماسيين الأمريكان بالقاهرة عام ٢٠٠٥ أرسلوا لواشنطن تقارير عن تحقيقات يجرونها بخصوص شائعات فى القاهرة، تهدف للإساءة للإخوان وتقويض سمعتهم، تقول إن الإخوان يتلقون «تمويلا أمريكيا» وأن الإخوان يفكرون فى بدء حوار مباشر مع واشنطن بناء على إلحاح من وزارة الخارجية الأمريكية.
وبالعودة إلى تاريخ العلاقة بين واشنطن وخاصة جهاز مخابرات الولايات المتحدة «CIA» وجماعة «الإخوان» منذ خمسينيات القرن الماضى حتى الآن، فقد كشفت وثائق رسمية سربها موقع «ويكيليكس» أن المخابرات الأمريكية كانت على اتصال مباشر بجماعة الإخوان فى فترتين فقط؛ الأولى فى بداية الخمسينيات، والثانية أثناء الغزو السوفيتى لأفغانستان، وقالت تقارير رسمية، إن معارضة الجماعة لاتفاقيات السلام مع إسرائيل وزيارة الرئيس السادات للقدس، كانت نقطة تحول فى نظرة أمريكا للإخوان وباتت تعتبرهم عائقا لمصالحها وعبئا على حلفائها، مما اضطر الولايات المتحدة الاتصال بشكل دورى بقيادات الإخوان. 

القدس عربية.. التنظيمات الإرهابية: "الأقصى" قضية مؤجلة ومهمتنا الأنظمة العربية

القدس عربية.. التنظيمات
كشف قرار الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» الاعتراف رسميا بالقدس عاصمة للكيان المحتل، النقاب عن زيف ادعاءات التنظيمات الإرهابية التى ترفع شعار الدفاع عن القدس وفلسطين، حيث خرجت بياناتها خالية من أى مخالب، واكتفت بالاستنكار والتأكيد على أن الحرب من أجل القدس تبدأ بمحاربة الأنظمة العربية.
ونشر «داعش» فى العدد ١٠٩ من مجلته الأسبوعية «النبأ» مقالا بعنوان «بيت المقدس إن أولياؤه إلا المتقون»، وهاجم من يتحدثون عن أن الأولوية لتحرير القدس، ونقطة الانطلاق ما زالت عند تحكيم الشرع فى دولة إسلامية قائمة على حساب الدول العربية الحالية».
ورد التنظيم على من يأخذون عليه عدم رفع السلاح باتجاه إسرائيل، معتبرًا هذه المآخذ «مزايدات كاذبين».
«هيئة تحرير الشام» المقربة من القاعدة، أصدرت بيانا جاء فيه، «لكن الطريق إلى القدس تبين أنه الطريق لأى مدينة سنية سورية»، وبذلك يبرر الكيان «القاعدى» منهجه فى محاربة الشيعة داخل سوريا بدلًا من محاربة إسرائيل.
وزعمت حركة «حسم» التابعة لجماعة الإخوان، أن الطريق إلى القدس يبدأ من القاهرة مبررة بذلك حملها للسلاح فى وجه الدولة المصرية بدلًا من حمله فى وجه إسرائيل.
وقال «سامح عيد» الإخوانى المنشق، «إن الجماعات طالما تاجرت بالقضية الفلسطينية وأزمة القدس الحالية وضعتها جميعها فى مأزق».
وأضاف، أن هذه الجماعات لو كانت صادقة، فى البداية توجه أسلحتها نحو الكيان الصهيونى، وليس الأنظمة والحكومة العربية، مشددًا على أنهم يحاولون تبرير موقفهم بأن الطريق إلى القدس لا يبدأ بتحرير القدس نفسها، ولكن بتحرير أى عاصمة اقتضت مصلحتها العمل المسلح بها. 

بعد رحيل "صالح".. غرام الأفاعي يجمع "الإخوان والحوثيين" (ملف)

بعد رحيل صالح.. غرام
باحثون: الإخوان متورطون في اغتيال الرئيس اليمني السابق
«التجمع اليمني للإصلاح» عقد اتفاقيات سلام مع «الحوثي» في صعدة وذمار والبيضا
قيادات إخوانية تبيع أسلحة ضخمة لـ«أنصار الله» لاستهداف المدن السعودية
إخوان اليمن نقضوا تحالفهم مع «الرياض» في مواجهة المد الشيعي
خبراء: الجماعة ستنحاز للطرف القوي.. وستحارب «أنصار طهران» في اليمن
«مصائب قوم عند قوم فوائد»، يجسد هذا القول للمتنبي موقف جماعة الإخوان المسلمين في اليمن من مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي كان يقف حائلًا أمام انتهازيتهم وسعيهم لتحويل الصراع السياسي إلى صراع ديني، يحول اليمن إلى حرب أهلية مشتعلة، لا يمكن التنبؤ بنتائجها، تنفيذا لمشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يهدف للقضاء على الأنظمة القومية وتفكيك جيوشها، وإحلال ميليشيات دينية مكانها.
تواجه جماعة الإخوان المسلمين في اليمن مستقبلًا غامضًا، بعد مقتل «صالح»، غدرًا على يد الحوثيين، بأوامر إيرانية، الأمر الذي سيغير من خريطة التحالفات بين القوى السياسية، وفي القلب منها حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية للإخوان، الذي يشار إلى مشاركته للحوثيين في اغتيال «صالح» من قبل العديد من الباحثين والسياسيين، ما يعني أن أيديهم ملطخة بالدماء.
ويزداد الأمر تعقيدًا فى ظل سيطرة الحوثيين على الشمال اليمني، وتورط قيادات «الإصلاح» في أعمال عنف في جنوب البلاد، إضافة إلى التاريخ السلبي للجنوبيين تجاه الإخوان، بسبب تحالفهم التقليدي القديم مع «صالح» ضدهم، مع الأخذ في الاعتبار إمكانية حدوث سيناريو المقاومة والثأر الذي يقوده أنصار الرئيس الراحل، من خلال تشكيل خلايا مقاومة للحوثيين في مختلف المناطق تحت قيادة موحدة، بالاستعانة بالقيادات العسكرية والأمنية التي تضررت من سيطرة الحوثيين، وتعرضت بسببهم للإقصاء من المشهد السياسي.
وتعتبر «جماعة الإخوان» أحد أهم القوى السياسية المتصارعة داخل اليمن، حيث يبلغ عدد عناصرها ما يقارب ٣٠ ألفًا، موزعة بين تعز ومأرب الواقعة شرق العاصمة صنعاء، وغيرهما من المناطق، وتتمتع الجماعة ببراجماتية سياسية وأيديولوجية تمكنها من عقد التحالفات المتضاربة مع الفرقاء السياسيين، بحيث يصبح أعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، فبالأمس تحالفوا مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وأسسوا حزبهم بالاتفاق معه لمواجهة الحزب الاشتراكي، ثم انقلبوا عليه وتحالفوا مع أعدائه من الاشتراكيين الجنوبيين، فيما بات يعرف بأحزاب تكتل «اللقاء المشترك».
وعلى الرغم من العداء العقائدي بين جماعة الحوثي الشيعية، والإخوان المسلمين، إلا أن قيادات «التجمع اليمني للإصلاح» عقدت أكثر من اتفاقية ووثيقة تعايش وسلام مع زعيم الحوثيين في صعدة، وذمار والبيضاء، ما يعني أن تحالفًا سريًا وضعته الإخوان على أجندتها السياسية، وصل إلى حد إمداد أسلحة للحوثيين مرت عن طريق مأرب التي تسيطر عليها قوات موالية للإخوان، متجهة إلى صنعاء، التي كان للإخوان دور كبير في سقوطها في يد الحوثيين.
وكذلك نقضت جماعة الإخوان اليمنية تحالفها مع السعودية في مواجهة المد الشيعي المتمثل في الحوثيين، ولكن بشكل سري، حيث باعت قيادات إخوانية أسلحة ضخمة للانقلابين، من بينها صواريخ متوسطة المدى، استهدف بها الحوثيون مدنًا سعودية، لا سيما مع ازدهار تجارة الأسلحة في اليمن خلال الحرب.
ويعتمد الإخوان على القوة القبلية والعاطفة الدينيّة لدى اليمنيّين، فالقبلية تسبق التنظيم وتحميه، لذلك استمرت رئاسة الحزب في يد قبيلة الأحمر، كما ارتبطوا بعلاقة تحالف مع السعودية، تجعلهم يخفون تحالفهم مع الحوثيين حتى لا يخسروا الطرف السعودى الداعم لهم.
وقد استطاع حزب التجمع اليمني للإصلاح أن يسيطر على عدد من المقاعد الحكومية والحقائب الوزارية، بسبب قربه من نائب رئيس الحكومة على محسن الأحمر، وزير الداخلية، والذي ساعد كذلك في تجنيد أعداد كبيرة من أنصارهم في مؤسّسة الجيش والأمن، ومع هذا التقدم الحكومي السلطوي، شهدت الجماعة تراجعًا شعبيًا على مستوى القاعدة اليمنية، وأصبح حزبهم منبوذًا بسبب تخليه عن شركائه الثوريين، وإقصائهم، وسيطرته على مقاليد الحكم.
وفي «تعز» تبرز قوة حزب الإصلاح، وكذلك السلفيين الحركيين، خصوصًا وأن المسلحين في الوسط وفي الشمال غالبيتهم ينتمون إلى هذه الجماعات، حيث تتركز عناصر المقاومة المسلحة داخل جماعتين رئيسيتين هما المجلس العسكري للمقاومة وغالبية منتسبه من أنصار «حزب الإصلاح»، وعسكريين موالين للواء على محسن الأحمر المحسوب على الإخوان، في حين أن الفصيل الآخر في المقاومة هو (كتائب أبو العباس) السلفية، والتي تسيطر على أجزاء واسعة من الحي القديم في المدينة، كما أن هناك نشاطًا واضحًا لإسلاميين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة.
وقد جاء تأييد إخوان اليمن لعاصفة الحزم الخليجية ضد الحوثيين والرئيس الرحل علي عبد الله صالح، بمثابة إعلان الحرب بينهما، والتي بدأت بحملة حوثية على التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية للإخوان في اليمن، في حين اتهمهم «صالح» بالعمل على طرده من البلاد من خلال رفع تقارير كاذبة إلى مجلس الأمن. 
ركوب الموجة
وفي إطار إعادة رسم خريطة التحالفات بعد رحيل «صالح» سوف يلجأ الإخوان بانتهازيتهم لركوب موجة الطرف الأقوى، بعد أن تلتقي مصالح عدة على حرب الحوثيين، من بينها أعضاء حزب المؤتمر المناصرين لصالح ثأرًا لمقتله، الذين من المتوقع أن يتحالفوا مع شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ودول التحالف العربي، مثلما كان ينوي «صالح» بعد إعلانه فسخ التحالف مع الحوثيين.
ويستغل الإخوان هذه الجبهة التي ستكون أقوى من حيث الحجم والوزن والتأثير على الأرض، ليقوموا بلعب دور في مواجهة الحوثيين، يعملون من خلالها على تحويل الصراع إلى صراع دينى ضد الشيعة فى اليمن، وإعلان التحالف مع السعودية وحزب المؤتمر الشعبى من جديد، باعتباره الحليف التقليدي لهم منذ نشأة «التجمع اليمني للإصلاح».
إلا أن السيناريو الآخر صعب للغاية، ويتمثل في تحالف الإخوان مع الحوثيين «ذراع إيران في اليمن» كنوع من النكاية السياسية في الإمارات بسبب تصنيفها للإخوان كجماعة إرهابية، خاصة مع كون الإخوان لا ينظرون إلى الشيعة على أنهم أعداء، إلا إذا صب ذلك في مصلحتهم، وعلى الرغم من صعوبة هذا السيناريو وخطورته، إلا أنه غير مستبعد في ظل الاتهامات التي توجه للإخوان بالتورط في اغتيال «صالح»، مثلما قال بذلك أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، حيث أكد أن النظام القطري يقف خلف عملية الاغتيال عبر تقديم معلومات استخباراتية بالتعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية إلى ميليشيات الحوثيين حول مكان تواجد صالح مما سهل من اغتياله.
تشبه التحالفات السياسية في اليمن «غرام الأفاعي»، ويتضح ذلك باستعراض تاريخ تلك التحالفات، فقد تحالف الرئيس «صالح» مع الإخوان لمواجهة الاشتراكيين في الجنوب، ثم تخلى عنهم بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م، وأغلق لهم الجامعات التي كانت بمثابة تعليم مواز للتعليم الرسمي في الدولة، مما دعاهم للتحالف الكيدي مع أعدائه الاشتراكيين.
وفي إطار التجاذبات السياسية بين «المؤتمر» و«التجمع اليمني للإصلاح»، تكرر اتهام الإخوان من قبل صالح ووسائله الإعلامية، بوجود صلة بينهم وبين جرائم استهداف ضباط الأمن والجيش واستخدام تنظيم القاعدة باعتباره جناحًا عسكريًا للإخوان المسلمين. 
أما عن الحوثيين فهم بمثابة رأس الأفعي الإيرانية في اليمن، وقد تحالف معهم الرئيس الراحل أكثر من مرة، وفي كل مرة يخونون تحالفهم، ولذلك كان يشبه حكم اليمن بـ«الرقص على رؤوس الثعابين»، ولكنهم لدغوه لدغة الموت في رقصته الأخيرة، وقد تحالف معهم من تحت المائدة جماعة الإخوان، وكانوا يحتفظون بتحالفاتهم سرًا حتى لا يفقدون الدعم السعودي، لأنهم يجيدون اللعب على كل الحبال السياسية.
فيتحالف الإخوان مع الحوثيين فى السر، ويبيعون لهم السلاح، ثم يطالبون بطرد السفير الإيراني بصنعاء في العلن، ويرفضون منح الطلاب اليمنيين منحًا دراسية إلى طهران، بحجة الحفاظ عليهم من خطر السياسيات الشيعية على عقولهم، لا سيما بعد إعلان الرئيس عبد ربه هادي عن اكتشاف ٦ خلايا تجسّس إيرانية، متهمًا إيران بالعبث بأمن اليمن، وفرض وصايتها عليها.
وقد تصاعد التوتر مؤخرًا بين الحوثيين والإخوان، بسبب تزايد اعتداءات الحوثيين التي طالت أعضاء حزب الإصلاح ومقراته، وارتكبت أعمال ترويع وانتهاكات في صعدة، من بينها احتلال المؤسسات الحيوية، واقتحام مساجد ومنازل المواطنين، وترويع النساء والأطفال، والتضييق عليهم وتقييد حريتهم واعتقال العديد منهم، وتعذيبهم بأبشع صنوف التعذيب داخل السجون والمعتقلات الحوثية، في ظل عجز القوات الحكومية، مما ترتب عليه سقوط المئات من القتلى والجرحى ما بين عسكريين ومدنيين.
وفي إطار الصراع والاتهامات المتبادلة، وصف حزب الإصلاح، التابع للإخوان، الحوثيين بأنهم «جماعة إرهابية»، تساهم بما تقوم به في مشروع الفوضى والعنف الذي يؤدي للحرب الأهلية بعد إحباط مشروع الثورة الشعبية السلمية، في حين أعلنت جماعة الحوثي الشيعية حل حزب التجمع اليمني للإصلاح، في أبريل ٢٠١٥م، وشنت حملة اعتقالات ضد قيادات الحزب البارزة، واختطفوا آخرين، من بينهم عضو الهيئة العليا للحزب حمود الذارحي، ورئيس الدائرة السياسية للحزب في مدينة إب أمين الرجوي، وفتحي العزب، والبرلماني محمد العنسي، وقيادات أخرى في مختلف مناطق صنعاء بلغ عددهم أكثر من ٢٠ معتقلًا في أقل من ١٢ ساعة.
كما قتل الحوثيون رئيس سياسية إصلاح الحديدة جمال العياني، أثناء مشاركته فى مسيرة احتجاجية مناوئة لسلطتهم الانقلابية، ومؤيدة لـ«عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية، وسيطروا على عدد من المقرات في المدينة ذاتها، واعتقلوا ٦ أشخاص كانوا بداخلها.
واقتحم عدد من المسلحين التابعين للحوثي منزل الداعية الإخواني عبدالمجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان، وأحد علماء الجماعة في اليمن، ومنزلى رئيس الكتلة البرلمانية للحزب زيد الشامي، ورئيس الهيئة العليا محمد اليدومي، ووضعوا عضو الهيئة العليا للإصلاح محمد قحطان تحت الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء.
تحالفات جديدة
وعلى الرغم من هذا التاريخ الدامي بينهما إلا أن باحثين يمنيين لا يستبعدون تحالفهم من جديد، حيث يرى الصحفي اليمني بوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» فاروق مقبل أن مستقبل جماعة الإخوان سيتحدد في اتجاه هذه الجماعة شمالًا نحو معقل الحوثيين في صعدة لرسم تحالفات جديدة معهم، معتبرًا أنهم أصبحوا متضررين من الإجراءات التى تفرضها الإمارات العربية المتحدة والسعودية ضدهم وتصنيفهم في قوائم الإرهاب، الأمر الذي يخلق هوة كبيرة بين الإخوان وتلك الأنظمة الخليجية من جهة، وبينهم وبين الرئيس هادي من جهة أخرى كونه لم يدافع عن الرموز والقيادات الإخوانية التى يتم تصنيفها تباعًا كجماعات إرهابية –حسب قوله.
وأشار إلى الحوثيين في صعدة متهيئون لقبول التحالف مع الإخوان في حال بروز أية رد فعل منهم يدين الغارات التي يتعرضون لها من دول التحالف العربي، مؤكدًا أن الإخوان جماعة لا تعيش إلا في كنف السلطة، ويستحيل عليها العيش خارجها إلا في سياق الانتقال من سلطة إلى أخرى.
بينما اختلف معه أسامة طالب، باحث يمني مقيم بالقاهرة، الذي يرى أن الإخوان إحدى الأوراق السياسية التي تحركها المملكة العربية السعودية داخل اليمن، مشيرًا إلى أنها ستتعاون معهم من أجل القضاء على المشروع الإيراني المتمثل في الحوثيين، باعتبار أن هذه المسألة لها الأولوية بالنسبة للشعب اليمني كله، وكذلك دول التحالف.
وأكد أن «صالح» كان حجر عثرة تمنع تحويل الصراع السياسي في اليمن إلى صراع ديني، بحيث تصبح هذه المعركة دينية عقائدية، ولكن بعد مقتله سيحلو اللعب لدول لها مصالح في إذكاء الصراع مثل قطر وإيران، لافتًا النظر إلى أن السعودية تجمع كل الأطراف المعارضة للمشروع الإيرانى فى اليمن وتعمل على احتضانها وتوحيد صفوفها، بحيث تظل القضية اليمنية غير مستقرة، متوقعًا استمرار النزاع على السلطة والدخول في حرب سياسية، إذا تم القضاء على الحوثيين في المستقبل.
وقال أسامة، إن الإخوان هم أكثر من تشفي وشمت في مقتل «صالح»، لأنهم كانوا الشرارة الأولى لثورة ٢٠١١م، التى هدفت لإسقاط النظام والاستيلاء على السلطة، مثلما حدث في مصر، مشيرًا إلى أن موت الرئيس السابق يمثل لهم فرصة كبيرة للدخول في معركة جديدة.
وأوضح أن حزب الإصلاح تعاون مع دول التحالف، وأن اثنين من قادته وهما محمد العنسي ومحمد اليدومي قد التقيا قبل شهر بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واتفقا على الانضمام للجبهات الداخلية في صنعاء، لافتًا إلى أن قراءة الظروف المستقبلية أمر صعب بسبب سخط السعودية على الإخوان في اليمن، ولكنها ستستخدمهم لمواجهة الحوثيين. 
وتابع قائلًا: «مستقبل اليمن مظلم، ولكن كل الأطراف تتمنى زوال الحوثيين لأن عقيدتهم خارجة عن اليمنيين منذ نشأة اليمن ومعتقداتهم إيرانية فارسية شيعية، ولم يكن لها وجود في السابق».
بينما، قال الإعلامي اليمني أنور الأشول، المدير السابق لقناة قناة «وأى إم سي» اليمنية، إنه بعد موت «صالح» لم يعد هناك مستقبل اليوم لأي حركة سواء الإخوان أو غيرها باستثناء الجماعة الحوثية التي قوى عودها، وأصبح الخيار الوحيد أمام الجميع أن ينضم إليها، مشيرًا إلى أن حركة أنصار الله الحوثية ستقمع كل من يقع تحت مناطق سيطرتها.
وأوضح أن الإخوان لم يعد لهم التواجد القوي في اليمن، خاصة وأنهم انضموا تحت عاصفة الحزم، وقد نجح صالح والحوثيون في تعبئة الشعب اليمني ضدهم على مدار ٣ سنوات، مما يجعلهم بعيدين عن المشهد في الفترة المقبلة، موضحًا أن الإمارات أيضًا لا تقبل بوجودهم أو بسط أي سيطرة لهم، مستدلًا على ذلك بما يجرى في جنوب اليمن ومدينة تعز، إلا أنه أشار إلى حالة واحدة يمكن أن تؤدي إلى تواجدهم في المواجهات إذا تحالف حزب المؤتمر «المؤيد لصالح» مع شرعية هادي.
وأضاف الأشول أن الشعب اليمني لم يجد من الإخوان إلا الخذلان والتآمر والانتهازية، لأنهم يفرون خارج اليمن مع أول طلقة بندقية، مثلما فعلت قياداتهم، ليتركوا الشعب يواجه مصيره، مؤكدًا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم ليتصدروا المشهد اليمني من جديد بعد غياب «صالح» عن اليمن.
وتوقع أن يدفع الإخوان بمناصريهم إلى جبهات القتال ضد جماعة أنصار الله الحوثية ليسجلوا حضورًا في مستقبل اليمن، كما أنه لم يستبعد إمكانية أن يتحالف الطرفان من منطلق النكاية بالإمارات، مشددًا أن اليمن لم تعد حاضنة للإخوان مثلما كانت في أيام الرئيس الراحل.
وقال الصحفي اليمني محمود الطاهر، وهو مقيم بالقاهرة، إن الإخوان المسلمين دائمًا ما يضعون أنفسهم في الخانة الخاطئة، مؤكدًا أنهم دعوا الحوثيين إلى قتل علي عبد الله صالح، مرارًا وتكرارًا، وشجعوا على ذلك، حتى تحقق لهم ما أرادوا، وأصبحوا الآن يدعون للحوار مع الحوثيين، وهم يعلمون يقينًا أن أتباع الحوثى لا عهد لهم ولا ذمة، ونكثوا بأكثر من عشر اتفاقيات سواء مع الدولة اليمنية خلال حكم صالح أو مع هادي أو مع المؤتمر الشعبي العام.
وأوضح أن مستقبل جماعة الإخوان مرهون بتغيير أفكارهم وأيديولوجياتهم، ومواقفهم العدائية ضد الوطن العربي، لافتًا النظر إلى أنهم إذا استمروا على نفس النهج فنهايتهم ستكون أبدية، بسبب ارتمائهم في أحضان الحوثيين، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف تحت إمرة إيران، خاصة أنهم وقفوا مع الحوثيين جنبًا إلى جنب في السابق لمعاداة «صالح»، من أجل تنفيذ مشروعهم التخريبي الذي بدأ عام ٢٠١١م. 
(البوابة نيوز)

غضب عربي إسلامي وتظاهرات ... وتحذير دولي من «تطرّف ديني»

غضب عربي إسلامي وتظاهرات
أعربت الأمم المتحدة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن أمس، عن «قلق بالغ إزاء مخاطر تصاعد العنف»، إثر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف في شكل آحادي بالقدس عاصمة لإسرائيل. وفي وقت تصاعد الغضب في العالمين العربي والإسلامي، واعتراض الشركاء الأوروبيين، سعت واشنطن إلى التخفيف من وطأة قرار ترامب، موضحة أنه «لا يتطرق إلى الوضع النهائي» للقدس 
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف خلال الجلسة في كلمة عبر الفيديو من القدس، إنه تم إعلان «ثلاثة أيام غضب» من «السادس إلى التاسع من الشهر الجاري»، محذراً من مخاطر «تطرّف ديني»، وداعياً قادة العالم إلى «إبداء الحكمة» لإعادة الهدوء إلى المنطقة.
وأكد ملادينوف أن القدس هي إحدى قضايا الحل النهائي «الأكثر تعقيداً»، وأي قرار آحادي في شأنها «قد يقوّض جهود السلام وتترتب عليه عواقب على مستوى المنطقة بأسرها». وأشار إلى أن إعلان ترامب تضمن الإشارة إلى «أن الحدود سيتم تحديدها بناء على التفاوض بين الجانبين، مع الاحتفاظ بالوضع القائم في الأماكن المقدسة».
وأكد ملادينوف أن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة «هي الوحيدة التي تحدد أسس ومبادىء» مسار التسوية «التي لا خطة بديلة منها». ودعا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والمجتمع الدولي إلى «الإعداد للظروف المواتية للسلام» بناء على الأسس القائمة.
وأعلنت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أن «الولايات المتحدة لم تتخذ موقفاً في شأن حدود القدس، ولا تدعم أي تغييرات على الترتيبات المتعلقة بالأماكن المقدسة»، وأضافت أن بلادها «ملتزمة دعم عملية السلام وتتمتع بالمصداقية لدى الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشيرة إلى أنها ترفض «الخطب والدروس».
وحاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون التخفيف من وطأة قرار ترامب، بقوله أن «نقل السفارة قد لا يتم قبل عامين على الأرجح»، مضيفاً بعد لقائه نظيره الفرنسي جان إيف لودريان أن القرار الصادر في هذا الشأن لا يتطرق إلى الوضع النهائي للمدينة المقدسة. وغرّد ترامب أمس، منتقداً الرؤساء السابقين بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما، وقال في «تويتر»: «نفذت وعدي خلال الحملة الانتخابية، لكن الآخرين لم ينفذوا» ما وعدوا به.
وكان وزير الخارجية الفرنسي حذر قبل لقائه تيلرسون من «خطر» اندلاع انتفاضة في الأراضي الفلسطينية، ودعا إلى الهدوء.
وحض سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت، الولايات المتحدة بقوة على «طرح اقتراحات مفصّلة لتسوية إسرائيلية- فلسطينية».
ووجّه السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا الدعوة إلى الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لعقد «قمة في روسيا»، مشيراً إلى أن بلاده «مستعدة» لتنظيمها. وقال إن روسيا انتظرت «طويلاً أن تقدّم الولايات المتحدة اقتراحاً محدداً، وأن تشرح سبب قرارها نقل السفارة إلى القدس»، لكنها لم تحصل على رد بعد.
وأكد تمسّك موسكو بأسس عملية السلام وفق قرارات مجلس الأمن وباعتبار أن القدس الغربية عاصمة إسرائيلية، والقدس الشرقية عاصمة فلسطينية.
وطالب السفير الفسطيني رياض منصور بـ «الاحترام الكامل للوضع التاريخي للقدس والحرم القدسي، بناء على القرارات الدولية والإجماع الدولي»، وحض مجلس الأمن على «التصرّف في شكل طارىء ليحافظ على قراراته ضد الانتهاكات بحق القدس». وقال إن قرار ترامب «يتعارض مع قرارات مجلس الأمن والتوافق الدولي الطويل الأمد، ويهدّد بزعزعة الوضع وبتبعات خطيرة». وأضاف أن القرار الأميركي يشكل «مكافأة للإسرائيليين على تجاهلهم أي حصانة في جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني»، كما أنه «يقوّض الدور الرئيس للولايات المتحدة في رعاية عملية السلام ويجعلها غير مؤهلة» له.
ودعا منصور واشنطن إلى إعادة النظر في القرار وإلغائه، مشدداً على أن قرارات مجلس الأمن حول القدس «تحدد بوضوح أن كل التدابير والإجراءات التي تتخذها إسرائيل لتغيير صفة القدس وطابعها، لا صفة قانونية لها، وتُعدّ انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة، وتُعدّ باطلة ويجب إلغاؤها فوراً». وقال إن القرار الأميركي «لا يمكن له أن يغير هذا الوضع» للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وإن «أي سياسة أو قرارات لا يمكن أن تحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المعترف بها دولياً».
وكان الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس زئيف إلكين، اعترف أمس بأن قرار ترامب «صيغ بطريقة توحي بأن هناك مجالاً لسيطرة فلسطينية في نهاية الأمر على جزء من المدينة، وهو ما يفترض خيار التقسيم»، لكنه توقع أن تعارض إسرائيل ذلك.
واجتمع المجلس أمس في جلسة طارئة بدعوة من 8 دول لبحث القضية، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً في العالم العربي والإسلامي ورفضاً عاماً من شركاء واشنطن الأوروبيين. ورداً على سؤال بشأن النتيجة المتوقعة للاجتماع، قال ديبلوماسي إنها ستكون «عزلة» واشنطن في هذا النزاع، في حين قال آخر «لا شيء».
وكانت منسقة السياسة الخارجية والأمن الأوروبية فيديريكا موغريني، أعلنت خلال لقائها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس في بروكسيل، «توافق» وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي والأردن في شأن «التداعيات المخيفة».
وكانت موجة العنف والغضب تصاعدت في العالمين العربي والإسلامي ضد القرار الأميركي، وشهدت مختلف مدن وقرى ومخيمات الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس، مواجهات ومسيرات شعبية واسعة، احتجاجاً على قرار ترامب، وسقط فيها شهيد في غزة وأصيب المئات بجروح. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني مساء أمس، أنه تعامل مع 767 إصابة في الضفة والقدس وقطاع غزة. كما تظاهر مئات الآلاف الجمعة في عدد من الدول العربية والإسلامية بعد صلاة الجمعة، لا سيما في عواصم ومدن الأردن، تونس، العراق، اليمن، إيران، تركيا، إندونيسيا، ماليزيا، باكستان، أفغانستان والصومال.
وأعلن شيخ الأزهر أحمد الطيب رفضه «في شكل قاطع» طلباً رسمياً سبق ووافق عليه للقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس نهاية الشهر الجاري، ودعا الأزهر في بيان إلى «انتفاضة فلسطينية ثالثة». 

مصر: إحباط مخطط «إخواني» لإثارة الفوضى

مصر: إحباط مخطط «إخواني»
أحبطت الأجهزة الأمنية في مصر أمس، مخططاً لجماعة «الإخوان المسلمين» يستغل قرار أميركا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لمحاولة «تأليب الرأي العام والنيل من استقرار البلاد».
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أنها أوقفت «خمسة عناصر كانوا يحاولون الاندساس في صفوف المواطنين عقب صلاة الجمعة للقيام بعمليات عنف وتخريب أثناء الخروج من المساجد والاحتكاك بقوات الشرطة، بعد أن رصد قطاع الأمن الوطني بث أحدهم شريط فيديو عبر شبكة الإنترنت يحض المواطنين على التظاهر وارتكاب أعمال عنف ضد مؤسسات الدولة، أعقبه بث شريط آخر لحركة تسمى غلابة تابعة لجماعة الإخوان يدعو أيضاً المواطنين إلى التظاهر ضد الدولة». وأشار البيان إلى أن «تلك الحركة وجهت في الفيديو عناصرها لاستخدام ما يسمى المبروكة، وهي عبارة عن كتلة أسمنتية فيها مسامير يتم إلقاؤها على المواطنين وعلى السيارات لإحداث تلفيات بإطاراتها وتعطيل حركة المرور وإثارة الفوضى، إلى جانب الاعتداء على المنشآت للإيحاء بوجود حالة من الانفلات الأمني وعدم الاستقرار».
وأوضح البيان أن «عمليات الفحص والتحري أثبتت أن الشخص الذي قام بالتحريض عبر شبكة الإنترنت هو أحد عناصر جماعة الإخوان وهارب في تركيا وهو القائم على ما يسمى حركة غلابة». وأشار إلى أن «الأجهزة الأمنية ضبطت العناصر التي اضطلعت بالتخطيط والإعداد لتنفيذ المخطط، وضبطت في حوزتهم 50 كتلة أسمنتية مدججة بكميات كبيرة من المسامير».
وكانت وزارة الداخلية عززت، أول من أمس، قوات الشرطة قرب السفارة الأميركية في ضاحية غاردن سيتي، وسط القاهرة، وطوقت السفارة من كل الجهات، وسط استنفار لافت. وانتشرت الشرطة أيضاً في محيط مبنى الجامعة الأميركية في ميدان التحرير ومكتبتها القريبة، ومحيط فرع الجامعة في ضاحية التجمع عقب خروج الطلاب في تظاهرات تنديداً بالقرار الأميركي.
وشددت الشرطة إجراءاتها لحماية القنصلية الأميركية في حي المنتزه في الإسكندرية، وشوهدت آلياتها تتمركز في محيطها. وفي الأقصر عززت قوات الأمن وجودها قرب المنشآت الأميركية في المدينة الأثرية، خصوصاً في محيط مبنى مكتبة ومعهد شيكاغو للدراسات الشرقية، ومقر المركز الأميركي للبحوث في الكرنك. كما تقرر تشديد الإجراءات المرافقة لكل الوفود السياحية الأميركية. 
(الحياة اللندنية)

شيخ الأزهر يرفض لقاء نائب الرئيس الأميركي: لا نجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون

شيخ الأزهر يرفض لقاء
أعلن شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أمس، رفضه القاطع طلبا رسمياً من نائب الرئيس الأميركي مايك بينس، للقائه في 20 ديسمبر الجاري، وذلك انطلاقاً من موقف الأزهر الثابت تجاه قرار الإدارة الأميركية الباطل شرعاً وقانوناً بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها في تحد مستفز لمشاعر المسلمين في أنحاء العالم. كما وجه رسالة لأهالي القدس حيا فيها صمودهم الباسل، قائلاً «نشد على أيديكم، ولتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم ونحن معكم ولن نخذلكم».
وكانت السفارة الأميركية بالقاهرة تقدمت بطلب رسمي قبل أسبوع، لترتيب لقاء لنائب الرئيس مع شيخ الأزهر الذي وافق في حينه على ذلك، إلا أنه بعد القرار الأميركي المجحف والظالم بشأن القدس، أعلن شيخ الأزهر في بيان رفضه الشديد والحاسم لهذا اللقاء، مؤكداً أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم، وأضاف «كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس دونالد ترامب التراجع فوراً عن هذا القرار الباطل شرعاً وقانوناً».
وحمل شيخ الأزهر الرئيس الأميركي وإدارته المسؤولية الكاملة عن إشعال الكراهية في قلوب المسلمين وكل محبي السلام في العالم وإهدار كل القيم والمبادئ الديمقراطية ومبادئ العدل والسلام التي يحرص عليها الشعب الأميركي وكل الشعوب المحبة للسلام، وتحميل ترامب تبعات نشر الكراهية التي يعمل الأزهر على محاربتها ويسعى لنشر التسامح والمحبة بين كل الناس، خاصة تجاه الشعب الأميركي.
وأصدر شيخ الأزهر في وقت سابق بياناً أكد فيه متابعته بغضب ورفض واستنكار ما أقدمت عليه الإدارة الأميركية من إعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، في خطوة غير مسبوقة للمواثيق الدولية ولمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم حول العالم، مشدداً على أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المحتلة من قبل كيان الاحتلال الغاصب، ولن تكون غير ذلك، وأي تحرك يناقض ذلك مرفوض وستكون له عواقب وخيمة تشعل نار الكراهية في قلوب كل المسلمين وكل محبي السلام في العالم، ويشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين.
وأكد شيخ الأزهر أن سياسة الكيل بمكيالين الأميركية لن يكتب لها البقاء عاجلاً أو آجلاً، وستبقى قضية عروبة القدس هي قضية العرب والمسلمين الأولى التي لن تموت أبدًا. داعيا قادة وحكومات دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى التحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ القرار الأميركي ووأده في مهده. كما دعا كافة القوى والمنظمات الدولية المحبة للسلام إلى التحرك لوقف هذه الكارثة الدولية والإنسانية.
إلى ذلك، غيرت الصفحة الرسمية للأزهر على «فيسبوك» شعارها إلى علم فلسطين تتوسطه عبارة «القدس عربية»، تضامنا مع القدس المحتلة ورفضا للقرار الأميركي. ونشرت الصفحة رسوما تعبيرية تؤكد تضامن الأزهر مع الشعب الفلسطيني، ونضاله من أجل استعادة أرضه المحتلة وعاصمته المقدسة، كما أعادت الصفحة نشر «وثيقة الأزهر الشريف عن القدس المحتلة»، التي صدرت عام 2011 وبرهنت على عروبة القدس وهويتها الفلسطينية.
 (الاتحاد الإماراتية)

منتصر عمران: قرار ترامب فضح التنظيمات الإرهابية أمريكية الصنع

منتصر عمران: قرار
قال منتصر عمران، القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية: «إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده للقدس فضح التنظيمات التي تطلق على نفسها زورا وبهتانا أنها تجاهد في سبيل الله وأنها تريد تحرير المقدسات الإسلامية».
وأضاف عمران لـ«فيتو» أنه بعد مرور أكثر من 48 ساعة على إعلان القرار رسميا من قبل ترامب لم تعلن أي جماعة أو تنظيم رد فعل عليه حتى لو مجرد إعلان على مواقعها الإلكترونية مما يبرهن على أن هذه التنظيمات صناعة أمريكية باقتدار.
وتابع: إن الذي يثير الريبة أيضا الصمت الرهيب لهذه الجماعات والتنظيمات في حين أنها تجلجل بتصريحاتها ضد الدول العربية التي أصبحت ساحة لعملياتها التفجيرية وباتت الشعوب العربية وقودا وضحايا هذه العمليات في حين أن أمريكا وإسرائيل في أمان منها. 
واستكمل عمران: لم نسمع صوتا لحزب الله ومن على شاكلته من التنظيمات الشيعية الذين يرفعون شعار الموت لإسرائيل ولأمريكا، وهكذا فضح القرار الحقيقية الصهيونية لهذه التنظيمات الإرهابية التي تزعم زورا وبهتانا أنها إسلامية. 
(فيتو)

من الحديدة إلى صنعاء: المسار الصحيح لوقف فوضى الحوثيين

من الحديدة إلى صنعاء:
يؤكد الخبراء أن مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ولئن يعزز على المدى القصير مركز الحوثيين، الذين تمتد سيطرتهم على الجزء الجبلي الشمالي الغربي من البلاد حيث يعيش أغلب اليمنيين، فقد يفتح المجال أمام اتخاذ خطوة دولية لإنقاذ اليمن قبل أن تصبح دولة منهارة وجرحا متقرحا في المنطقة.
صنعاء - تعقدت اللعبة السياسية في اليمن بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح فيما يظهر المشهد اليمني متشابكا بشكل لن يعجل بنهاية الحرب بل سيؤدي إلى تصاعدها ودخولها منعرجات جديدة ستتطلب من التحالف العربي ومن القوى الدولية العمل على حسم الأزمة من خلال محاصرة الحوثيين، وستكون النقطة الرئيسية في ذلك، تضييق الخناق على إيران.
بعد أن تمت تصفية علي عبدالله صالح، إثر انقلابه على التحالف الهش الذي جمعه بالحوثيين لفترة قصيرة، والذي كان أحد أبرز أسباب استقوائهم وتمددهم من جبال صعدة إلى قلب صنعاء، لم يعد للحوثيين من حليف سوى إيران وحزب الله وأذرعهما.
يقول جوست هيلترمان، من مجموعة الأزمات الدولية، إن “الأحداث الأخيرة ترجح احتمال تصاعد الحرب في اليمن”، مشيرا إلى أنه “رغم أن الحوثيين قوة عسكرية مهمة فهم لم يختبروا السياسة أو الحكم. تغلغلهم… في أوساط الناس محدود ومع الوقت ستكون هذه ميزة لمحاربتهم” ضمن حرب استنزاف.
لكن، هذا لن يحدث في القريب العاجل، فالحرب الحقيقية ضد جماعة الحوثي، التي غيرت اسمها إلى جماعة أنصار الله في تماه مع حزب الله بعد سيطرتها على صنعاء في صيف 2014، لن تكون من عاصمة الشرعية للبلاد التي انقلب عليها الحوثيون وسيطروا عليها بل من المناطق الاستراتيجية الأخرى في اليمن والتي ستكون الطوق الذي يحاصر الحوثيين ويمنع عنهم السلاح والصواريخ وأموال إيران، ويعيق تقدمهم نحو الوصول إلى البحر حيث موانئ الشحن الأكثر أهمية في اليمن والمنطقة.
وفاة علي عبدالله صالح تمثل تحذيرا من أنه بإمكان مواصلة الحرب إلى ما لا نهاية والخاسر هو اليمن الذي يدفع ثمن سياساته
وفي هذا الإطار، ينزّل الخبراء الحملة العسكرية التي تشنّها قوات التحالف العربي في اليمن، بقيادة السعودية، على المناطق الحيوية في البلاد، من ذلك محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، حيث يقع ثاني أكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد، وهو الأقرب إلى العاصمة صنعاء (يبعد عنها بحوالي 226 كيلومترا).
محاصرة العاصمة
استغرب البعض من اليمنيين والمتابعين لما يجري في البلاد من التوجه نحو الحديدة في حين أن الحوثيين يسيطرون على صنعاء ويقومون بعملية تصفية لكل حلفاء علي عبدالله صالح وأنصاره ويضيقون الخناق على المدنيين بفرض قانون الميليشيات في العاصمة.
لكن، المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، أوضح أنه بانطلاق معركة تحرير الحديدة، تكون إحدى تلك الجبهات الهادفة إلى محاصرة العاصمة صنعاء وتحريرها، مضيفا أنه سيتم فتح جبهات جديدة في أماكن مختلفة لاستعادة ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
;تقول ندوى الدوسري، الباحثة في معهد كارنيغي لشؤون الشرق الأوسط إن الحوثيين سيحاولون في غضون الأسابيع المقبلة توطيد نفوذهم في الشمال، خصوصا من خلال القمع المتواصل للناشطين والإطاحة بقادة المؤتمر الشعبي العام وشيوخ القبائل النافذين المرتبطين بعلي عبدالله صالح. في المقابل، تتحرّك القوات اليمنية، مدعومة من التحالف العربي، باتجاه صنعاء انطلاقا من الحديدة، لمحاولة إلحاق الهزيمة بالحوثيين.
خيارات السودان في بقاء قواته باليمن
الخرطوم – أربك مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حسابات مجموعة دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، ومن بينها السودان الذي يشارك بآلاف المقاتلين هناك. كانت المشاركة السودانية، في تلك الحرب، وقبل مقتل علي عبدلله صالح تثير جدلا داخليا تراوح بين الإبقاء على مهمة القوات أو إنهائها، لكن تصفية الرئيس اليمني السابق على أيدي الحوثيين تدفع نحو تأكيد خيارات البقاء.
منذ أن بعث السودان بقواته إلى اليمن في 2015، عقب استعادة حكومة الخرطوم لعلاقاتها مع دول الخليج العربي، بعد سنوات من التوتر بسبب تقارب الخرطوم مع طهران، ظل الموقف الرسمي السوداني يؤكد دوما على أن القوات باقية إلى حين استعادة الشرعية والاستقرار في اليمن.
وكثيرا ما ردد وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض بن عوف، أن مشاركة بلاده في التحالف العربي باليمن تعكس “موقفا عقائديا والتزاما أخلاقيا”، وهي نفس المبررات التي قدمها السودان لتسويق مشاركته منذ البداية. وعقب مقتل علي عبدالله صالح على يد رجال الحوثي، وتفكك تحالفه معهم، لم تعلن الخرطوم موقفا جديدا.
ويؤيد السفير المتقاعد الطريفي كرمنو المشاركة في حرب اليمن مشيرا إلى أن مشاركة السودان “عودة لمحيطه الطبيعي”، وإكمال للخروج من الدائرة الإيرانية، الذي بدأ بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية بالبلاد في سبتمبر 2014، وتم إكمالها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران في يناير 2016، إثر الاعتداء على سفارة وقنصلية السعودية في إيران.
ويشكك كرمنو في جدوى الارتباط بالمعسكر الإيراني بقوله في تصريحات صحافية “طوال العلاقة مع إيران، لم يكسب السودان شيئا، وحتى وعدها بتشييد طريق يربط شمال السودان بجنوبه، تلكأت فيه حتى انفصل جنوب السودان”.
ويربط كرمنو بين ما أطلق عليه خطر “التشيع الإيراني وأهمية التصدي له” وبين الخطر الذي يمثله الحوثيون في المنطقة، وهو ما يذهب غليه أيضا الخبير العسكري والضابط المتقاعد عبدالرحمن حسن، بقوله “كان لا بد من مشاركة السودان في التحالف العربي منعا لتقسيم اليمن إلى دويلات قبلية وعشائرية والمشاركة في إيجاد حلول لتثبيت الشرعية”.
وعلى نفس اتجاه الخبير العسكري، مضى المواطن أحمد عبدالعزيز في تأييد المشاركة، بقوله إن “مشاركة السودان في حرب اليمن، أعادت له دوره الطليعي والتاريخي الذي كان مفقودا طيلة السنوات الماضية”، واستنكر ما أسماه “محاولات تثبيط القوات”، وبدلا من ذلك دعا إلى مؤازرتها.
وتأتي الحملة العسكرية الجديدة في الساحل الغربي بعد يومين من مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وبعد تسعة أشهر من استعادة حلفاء الحكومة مدينة المخا وميناءها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب، وقناة السويس، ضمن عملية واسعة أطلقتها قوات التحالف مطلع العام الجاري باتجاه مدن وموانئ البحر الأحمر، التي يستخدمها الحوثيون كمنفذ لتهريب السلاح.
ويؤكد المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل، في تصريح لـ”العرب”، أن لا مناص من استكمال معركة الساحل الغربي وتحرير ميناء الحديدة الذي يمثل الرئة الوحيدة للانقلابيين بعد تحرير ميناءي المخا وميدي على البحر الأحمر.
ويحذر الخبراء من أن يتحوّل الحوثيون إلى مركز قوة في الشرق الأوسط على غرار جماعة حزب الله الشيعية في لبنان، فيما طالبت الحكومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي بـ”التحرك العاجل والانتصار للإنسانية التي تذبح على أيدي المليشيات الحوثية”. وشدّدت على أن “الأرقام المفزعة لحملات التصفيات والإعدامات الميدانية والاعتقالات، لقيادات وإطارات حزب المؤتمر الشعبي العام، والقيادات العسكرية والأمنية من قبل ميليشيات الحوثي، لن يتم السكوت عنها”.
لكن، بينما تعمل قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، على المضي قدما في الحرب لاستعادة الشرعية في اليمن واستعادة صنعاء، والتي انطلقت منذ مارس 2015، لا يزال المجتمع الدولي متذبذبا في مواقفه مما يجري في البلاد ضمن سياسة دولية أربكتها سياسات الخارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي يذهب خبراء أميركيون إلى التأكيد على أنها لا تختلف كثيرا عن سياسة سلفه باراك أوباما من حيث تعريض مصالح الولايات المتحدة والحلفاء في الشرق الأوسط إلى الخطر.
وعبّر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن قلقه من أن “إدارة ترامب تشكل استمرارا لجهد متنام لإبعاد الانخراط الأميركي عن الخليج وليس العكس”، فيما انتقد أنتوني كردسمان، أستاذ كرسي أرلين بورك في الاستراتيجية بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، التركيز على الضحايا من المدنيين الذين تأثروا بضربات التحالف الدولي، موضحا أنه “لا يوجد معنى في إلقاء اللوم على التحالف العربي عن معظم الضحايا في القتال عندما لا تكون هناك مصادر موثوقة لتقديرات الضحايا، خاصة وأن بعض التقديرات تكتفي بمحاولة تخمين عدد الضحايا الناتجة عن القصف الجوي (دون محاولة جدية في تقدير تأثير القتال على الأرض)”.
وأضاف كوردسمان أن “الحرب بطبعها وحشية، والمآزق والحصار يخلفان أضرارا كبيرة للاقتصاد المدني مع مر الوقت. لكن هذه حرب من جانبين، وإلقاء اللوم المفرط على جانب واحد من المرجح أن يطيل الصراع عن طريق تخفيض حافز التفاوض. ويبدو أن التركيز المبالغ فيه على الحديث عن الحرب الجوية فيه غض نظر عن الطرق الحقيقية التي يدير بها التحالف العربي بقيادة السعودية ا”.
ويستعمل السعوديون والقوى الجوية العربية الأخرى تقريبا نفس تكتيكات الاستهداف وقواعد الاشتباك للحد من عدد الضحايا المدنيين الناتج عن الضربات الجوية مثل تلك التي تستعملها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في سوريا والعراق وأفغانستان. كما تستعمل القيادة السعودية نفس أجهزة العرض المتطورة الخاصة بالقيادة والتحكم للتحذير من وجود المدنيين والحد من القصف على المنشآت المدنية وللتركيز نفسه على الضربات الدقيقة.
معالجة حقيقية
حسب كوردسمان فإن الفرق الأساسي بين هذه الحروب هو أن السعوديين يعتمدون أكثر بكثير على القوة الجوية، في حين تستطيع الولايات المتحدة الاعتماد على القوات البرية العراقية أو الأفغانية في جزء كبير من القتال.
أنطوني كوردسمان: الحوثيون يستعملون التكتيكات التي تعتمد بشكل مكثف على الدروع البشرية ويستعملون ادعاءات مبالغ فيها تتعلق بالضحايا المدنيين كأسلحة دعائية أساسية
ليضيف مؤكدا أن عدم استعداد الحوثيين للتفاوض وإصرارهم على تمديد الحرب يُعدّ توجها لا يقل تدميرا وأن أي تحليل عقلاني للحرب الجوية يحتاج أيضا معالجة حقيقة أن الحوثيين يستعملون أيضا التكتيكات التي تعتمد بشكل مكثف على الدروع البشرية ويستعملون ادعاءات مبالغ فيها تتعلق بالضحايا المدنيين كأسلحة دعائية أساسية.
ويجب لمثل هذا التحليل أن يتمعن جيدا في تعامل الحوثيين مع الحوكمة وإدارة مواردهم وتخصيص المساعدات وفي دور إيران وسعيها للتأثير على اليمن بتوفير الصواريخ والأسلحة، ودعم حرب أخرى تلحق الكثير من الأضرار البشرية.
والأهم من كل شيء هو أن وفاة علي عبدالله صالح تمثل تحذيرا من أنه بإمكان الجانبين مواصلة القتال إلى ما لا نهاية، والخاسر هو اليمن الذي يجني اليوم نتائج سياسات علي عبدالله صالح، وهو عرضة لنشاط حركات إرهابية مثل القاعدة وداعش التي أدت إلى توترات خطيرة وحروب، ومهدت الطريق لجزء كبير من البؤس في البلاد وفتحت أبوابا لم يحلم بها الحوثيون عندما كانت معاقلهم تُدك خلال الحروب الست التي خاضها عبدالله صالح ضدهم.
كان علي عبدالله صالح قد تخلى عن السلطة في سنة 2011 ثم حاول أن يسترجعها عن طريق التحول من التحالف مع السعودية إلى التحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران. بيد أن الحوثيين تفوقوا عليه في الحيلة وكسبوا نفوذا متزايدا مقارنة بالرئيس اليمني السابق الذي ظلت القوات العسكرية اليمنية موالية له.
وإن لم يكن أتباع علي عبدالله صالح الناجون من مقصلة الحوثيين أكثر قوة مما هم الآن، فإن النتيجة النهائية ستكون ترك الحوثيين دون أي تحديات داخلية قوية في المنطقة التي يسيطرون عليها. وإذا كانت هناك أي مأساة في وفاة علي عبدالله صالح فهي أنها ستزيد من صعوبة وضع نهاية للحرب والتفاوض حول تسوية ذات معنى.
ويقول كوردسمان إنه يجب النظر إلى هذه التأثيرات في إطارها الصحيح وأن وفاة علي عبدالله صالح تزيد من أهمية ممارسة الضغوط لإنهاء الصراع. كان اليمن قبل حملة القصف الجوي والحصار يعاني من حالة اقتصادية ميؤوس منها بوجود فقر مدقع ومرافق طبية وتعليمية رديئة ومشاكل سوء تغذية خطيرة. لقد انتخبت حكومة هادي شكليا على الأقل (وإن كان ذلك في إطار انتخابات بمرشح وحيد) وحظيت باعتراف دولي واسع.
وفعل الحوثيون الكثير لتقسيم اليمن على أساس طائفي وجهوي ولهم علاقات وثيقة بإيران ولم يفعلوا شيئا يذكر للبرهنة على أنهم يستطيعون الحكم بشكل ناجع أو يقومون بجهود متماسكة للتفاوض. وفي المقابل أظهروا استعدادهم الكبير لمواصلة القتال بغض النظر عن النتائج البشرية. ولم يبرهنوا عن امتلاكهم لأي خطط أو قدرات للحكم بطرق يمكن أن تساعد اليمن على التطور أو الخروج من الحلقة الطاحنة من الفقر المتزايد أو أنهم يقدمون لليمن أي مستقبل.
 (العرب اللندنية)

شارك