التايمز: أوباما "عرقل تحقيقا" بشأن حزب الله من أجل الاتفاق مع إيران/ خبير عسكري لدويتشه فيله هذه رسائل صواريخ الحوثيين على السعودية/ دير شبيجل: 120 غارة اميركية على اليمن في 2017 استهدفت تنظيم القاعدة

الخميس 21/ديسمبر/2017 - 03:38 م
طباعة التايمز: أوباما عرقل
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم الخميس 21/12/2017

التايمز: ضحايا معركة الموصل
 
تقول الجريدة إن نحو 11 ألف مدني لقوا مصرعهم خلال المعارك التي شنها الجيش العراقي والقوات المساندة له لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية وهذا العدد يمثل عشرة أضعاف عدد الضحايا المتوقع في تقديرات سابقة للعملية.
وتوضح الجريدة أن ثلث هذا العدد من الضحايا سقط بسبب القصف الجوي أو الصاروخي أو المدفعي علاوة على قذائف الهاون من جانب القوات العراقية أو القوات التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية بينما سقط الثلث الثاني في عمليات لتنظيم الدولة بينما لم يتضح حتى الآن سب مقتل الثلث الأخير.
وتشير الجريدة إلى أن أعداد الضحايا وثقتها وكالة أسوشيتدبرس في دراسة لها بالاعتماد على بيانات الخسائر في الأرواح وتقارير المستشفيات وتقارير القتلى التي نشرتها منظمات مدنية منها منظمة "إير وورز" التي توثق الغارات الجوية في العراق وسوريا. وتضيف الجريدة أن الولايات المتحدة اعترفت فقط بالمسؤولية عن مقتل 326 شخصا في العراق وقالت الإدارة الأمريكية إنها لاتملك الموارد اللازمة لإرسال محققين مستقلين للتحقق من عدد القتلى الذين تسببت في سقوطهم.

التايمز: أوباما "عرقل تحقيقا" بشأن حزب الله من أجل الاتفاق مع إيران

نشرت صحيفة التايمز تقريرا يقول فيه بور دنغ من واشنطن إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، "عرقلت تحقيقا" بشأن مزاعم حول ضلوع حزب الله في تهريب المخدرات والسلاح، وفوتت فرصة اعتقال مشبوهين، من أجل "تسهيل التوصل إلى اتفاق مع إيران" بشأن مشروعها النووي. 
ويضيف الكاتب أن "وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية وجدت أدلة على أن حزب الله، المدعوم من إيران، أصبح ناشطا بارزا في الجريمة المنظمة، ويساعد في إدخال الكوكايين إلى الولايات المتحدة من أمريكا اللاتينية عبر منطقة الشرق الأوسط". 
ونقل التقرير عن موقع بوليتيكو الإلكتروني أن الوكالة قادت عملية لتتبع خطوات حزب الله ونشاطاته في الخارج، وتوصلت إلى أحد عملاء الحزب واسمه "الشبح"، والذي يعد من أكبر مهربي الكوكايين في العالم، وهو متهم أيضا بتهريب السلاح إلى سوريا. 
وأشار إلى ثمة مزاعم بأن إدارة أوباما "عرقلت تحقيقا دام 8 أعوام في نشاطات حزب الله"، من أجل تحقيق هدف الرئيس الأول وقتها وهو إقناع إيران باتفاق يجمد برنامجها النووي. 
ويذكر الكاتب أن عملية تعرف باسم "كاساندرا" بدأت في عام 2008 و"تتبعت نشاطات حزب الله المتعلقة بتهريب المخدرات والأسلحة". واستغرق التحقيق 8 أعوام تم فيها اعتقال عدد من العملاء البارزين وفرض عقوبات على أعضاء في الحزب. 
وبحسب التقرير، فإنه يعتقد أن العراقيل وضعتها إدارة أوباما "ضيعت" على المسؤولين في الوكالة فرصة وضع أيديهم على "الشبح"، أهم العناصر المطلوبة في التحقيق، والذي يعتقدون أنه في بيروت، ويتهمونه بتوفير الأسلحة الكيمياوية للرئيس، بشار الأسد، في سوريا، بالإضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة الأخرى. 
وينقل الكاتب عن المشرف على حملة كاساندرا في وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية، جاك كيلي، قوله إن الوكالة كان باستطاعتها توقيف هؤلاء الأشخاص، لو أنهم تلقوا الضوء الأخضر من إدارة أوباما، التي يقول إنها "أهملت طلب المساعدة" من الوكالة. 

دويتشه فيله:الشرطة الاسترالية تؤكد إصابة 14 شخصا في حادث دهس متعمد بملبورن

قامت سيارة بدهس حشد من المشاة عمدا في ملبورن، ثاني مدن أستراليا، موقعة 14 جريحا بعضهم إصاباتهم بالغة، على ما أعلنت السلطات. وأعلنت شرطة ولاية فيكتوريا اعتقال سائق السيارة التي صدمت المشاة وشخص آخر.
أعلنت الشرطة الاسترالية أن سيارة اندفعت عمدا لتدهس مجموعة من المشاة في محطة قطار بشارع فليندرز في ملبورن خلال ساعة ذروة اليوم (الخميس 21 ديسمبر/ كانون الأول 2017)، ما أسفر عن إصابة 14 شخصا بينهم طفل صغير. وصرح متحدث باسم الشرطة للصحفيين بأن سبعة من المصابين في حالة حرجة بالمستشفى. وقال شاهد يدعى سو لإذاعة "3 إيه.دبليو" في ملبورن "لقد سمعنا ضجيجا، وعندما التفتنا، رأينا هذه السيارة بيضاء اللون، لقد كانت تحصد الجميع. الأشخاص تطايروا في كل مكان. سمعنا ارتطاما. والأشخاص يركضون في كل اتجاه". وألقت الشرطة القبض على سائق السيارة ورجل آخر يبدو أنه كان راكبا معه. ولم يجر بعد توجيه اتهامات ضدهما. وبعد الحادث بساعتين، قال متحدث باسم الشرطة للصحفيين إن الجريمة كانت متعمدة، ولكن لم يتضح بعد الدافع ورائها نظرا لأن التحقيق في بدايته.
وأفاد شهود بأن سيارة "سوزوكي إس.يو.في" خرقت على ما يبدو إشارة مرور حمراء وجاءت بسرعة كبيرة واندفعت مباشرة وسط مجموعة المشاة بينما كانوا يعبرون الطريق إلى محطة القطار في شارع فليندرز. وقال أحد الشهود إنه رأى أحد المارة يسرع نحو المركبة بعد أن توقفت واتجه نحو نافذة السائق. وقال شهود آخرون إن الكثير من الرجال الآخرين قد أسرعوا نحو السيارة لمنع السائق من الفرار قبل وصول الشرطة. وشوهدت الشرطة وهي تجر رجلا يرتدي قميصا أبيض اللون وسروالا من الجينز من السيارة. وقال الشهود إن هذا الرجل هو السائق الذي بدى فاقدا للوعي خلال سحبه من السيارة. كما شوهد رجل كثيف اللحية وهو مقيد اليدين بجوار أحد الجدران وتحدث بهدوء مع رجال الشرطة قبل اقتياده إلى سيارة الشرطة.
وقال أحد الشهود لشبكة "تشانل تن" الأسترالية الإخبارية إن السيارة قد دهست أشخاصا كانوا يتسوقون لشراء سلع عيد الميلاد (كريسماس) قبل عبور الشارع إلى محطة القطار. وأضاف أن السيارة زادت سرعتها إلى ما بين 80 ومئة كيلومتر في الساعة وهي تخرق إشارة المرور الحمراء مستهدفة على ما يبدو النقطة الأكثر تكدسا بالمارة.
ويشار إلى أن موقع الحادث في وسط ملبورن يكتظ بمتسوقي الكريسماس والأطفال الذين يقضون حاليا العطلة المدرسية. وذكرت خدمات الإسعاف في وقت سابق أنها تعالج 12 شخصا في موقع الحادث ونقلت سبعة مصابين إلى المستشفى، من بينهم طفل لم يبلغ سن المدرسة مصاب في رأسه.
وبدا الحادث مشابها لآخر وقع في كانون ثان/يناير الماضي عندما اندفعت سيارة وسط المشاة في الموقع نفسه ، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثلاثين آخرين. ويواجه السائق الذي كان يقود المركبة في حادث كانون ثان/يناير ،ديمتريوس قرقسولاس، المحاكمة بتهمة قتل ستة أشخاص. ولم يجر اعتبار الحادث عملا إرهابيا. وبعد الحادث ، تم وضح حواجز خرسانية ثقيلة عند مداخل المناطق العامة المخصصة للمشاة في ملبورن والمدن الرئيسية بأنحاء استراليا.

خبير عسكري لدويتشه فيله هذه رسائل صواريخ الحوثيين على السعودية

يوضّح اللواء الركن المتقاعد العراقي ماجد القيسي أسباب إصرار الحوثيين على إطلاق صواريخ نحو الرياض؛ إذ يعلمون جيداً أن السعودية قادرة على اعتراضها. كما يوضح القيسي مصدر الصواريخ البالستية التي في حوزة الحوثيين.
في تطوّر ميداني جديد، أعلن الحوثيون اليوم الثلاثاء (19 ديسمبر 2017) إطلاق صاروخ باليستي على قصر اليمامة في الرياض، غير أن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية قالت إنها تمكنت من اعتراض هذا الصاروخ، فيما أكدّ شهود عيان في الرياض سماعهم لدوي انفجار أعقبه عمود دخان، ولم يُعلن عن وقوع أي خسائر بشرية جرّاء هذا الصاروخ.
وتعدّ هذه ثاني مرة يصل فيها صاروخ أطلقه الحوثيون إلى كل هذه المسافة، بعد صاروخ يبلغ مداه 750 كيلومتراً، كان قد استهدف مطار الملك خالد في الرياض بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، واستطاعت القوات السعودية اعتراضه فوق المطار. وقبل هذا التاريخ، أطلق الحوثيون وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح (اغتاله الحوثيون مؤخراً بعد فكّه التحالف معهم)، ما يقارب 77 صاروخاً بالسيتياً على الأراضي السعودية وفق رواية التحالف العربي.
ويرى الخبير العسكري العراقي، اللواء الركن المتقاعد ماجد القيسي، في تصريحات لـDW عربية، أن الهدف من وراء إطلاق الحوثيين لهذه الصواريخ هو استراتيجي أكثر منه محاولة ضرب أهداف في السعودية؛ إذ يحاول الحوثيون استعادة التوازن العسكري على الأرض، بما أن التحالف العربي يمتلك أسلحة متطورة وعتاداً كبيراً لا يمكن أن تصل إليه قدرات الحوثيين.
ويتابع اللواء أن الحوثيين يلجؤون إلى إطلاق صواريخ بشكل منفرد، حتى يوصلوا رسائل للسعودية وللتحالف بأنهم لا يزالون موجودين على الأرض، لافتاً أن هذه الصواريخ تحتاج وقتاً طويلاً حتى تصل إلى أهدافها، ممّا يغيّب عنها عنصر المفاجأة، ويوّفر للسعودية إمكانية إسقاطها، خاصة وأن الرياض تمتلك منظومة باترويت مخصصة لإسقاط الصواريخ، وموّزعة على طول التراب السعودي.
يتهم التحالف إيران على الدوام بتزويد الحوثيين بالأسلحة، وهو ما تنفيه طهران بشدة. آخر فصول هذا الاتهام ما جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم "قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن"، العقيد الركن تركي المالي، الذي قال إن "استمرار استهداف المدن بالصواريخ الباليستية دليل واضح على استمرار المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في استخدام المنافذ المستخدمة للأعمال الإغاثية في تهريب الصواريخ الإيرانية إلى الداخل اليمني، بكل الطرق والوسائل في انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ير أن ماجد القيسي يتساءل حول مدى حقيقة هذه الاتهامات في ظل المراقبة الشديدة لكل المنافذ القريبة من اليمن، إذ يقول إن هناك قوات عربية وأجنبية كثيرة حاضرة من الساحل الإيراني إلى السواحل العربية، منها أساطيل في البحر العربي تهدف لمواجهة القرصنة البحرية، وأساطيل أخرى في مضيق المندب بين اليمن وجيبوتي، زيادة على وجود قوات إماراتية على جزيرة سقطرى اليمنية. وتُضاف لهذه المراقبة البحرية أخرى جوية عبر طائرات حربية وطائرات تجسس وأقمار اصطناعية، ممّا يجعل تهريب الأسلحة من إيران إلى اليمن "أمراً بالغ الصعوبة، ولو وقع هذا التهريب، فسيكون علامة فشل كبيرة لمنظومة المراقبة"، يقول الخبير.
هذا المعطى، يؤكد حسب كلام القيسي، أن صواريخ الحوثيين تعود إلى فترة الرئيس علي عبد الله صالح، أي قبل إسقاط نظامه. ويوّضح القيسي أكثر بأن الحوثيين ورثوا صواريخ سوفياتية الصنع من جيش النظام السابق، يتراوح عددها بين 300و 400 صاروخ، يصل مداها إلى 500 ميل. ويمكن للحوثيين تطوير هذه الصواريخ محلياً حتى تتم الزيادة في مداها، لكن هذا التطوير، يردف الخبير العسكري، يؤثر سلباً على الرأس الحربي وعلى دقة الوصول إلى الأهداف.
بات الحوثيون يسيطرون على مناطق واسعة في الشمال اليمني، وتعاظم نفوذهم أكثر بعد سيطرتهم على صنعاء واغتيالهم حليفهم السابق علي عبد الله صالح الذي كان يخطّط لتقارب مع السعودية. تقدم الحوثيين يأتي بعد اقتراب عاصفة الحزم السعودية من الدخول في عامها الرابع، دون أن تحقق أهدافها على الأرض، أي إنهاء سيطرة الحوثيين، بل زاد الوضع تعقيداً، ومن ذلك الوضع الإنساني، إذ بات 8.4 مليون يمني على شفا المجاعة، حسب تقديرات الأمم المتحدة، فضلاً عن آلاف القتلى من المدنيين.
ويرى الخبير العسكري ماجد القيسي أن التحالف العربي كان يظّن أنه سيحسم الصراع في بضعة أسابيع، فقط لأنه يمتلك أسلحة متطورة، بينما غاب عنه الطبيعة القاسية للأراضي اليمنية، المكونة في الغالب من الجبال والهضاب الوعرة. ويتابع الخبير كما أن فشل التحالف في السيطرة على تعز تعدّ نقطة استراتيجية بالغة الأهمية، أكدّ قصور استراتيجية المتبعة في الحرب، خاصة وأن الحوثيين لا يعتمدون فقط على الحرب التقليدية بالمواجهة المباشرة، بل كذلك على حرب العصابات، ممّا يجعل الحسم العسكري أمراً مؤجلاً.

دير شبيجل: 120 غارة اميركية على اليمن في 2017 استهدفت تنظيم القاعدة

صرح مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية اليوم ان غالبية الغارات الجوية الـ 120 للجيبش الأمريكي خلال عام 2017 استهدفت تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، الذي تقول الولايات المتحدة انه يخطط لتنفيذ اعتداءات على اراضيها.
 كذلك قام البنتاجون بضربات ضد الفرع اليمني لتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي تقول وزارة الدفاع الاميركية انه تضاعف حجما على مدى العام الماضي. وبالإضافة الى الغارات، التي يرجح ان تكون بغالبيتها نفذت بواسطة طائرات مسيّرة (من دون طيار)، شنت القوات الاميركية سلسلة من العمليات الميدانية. وتعتبر واشنطن فرع القاعدة في اليمن اخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم.

دويتشه فيله: كيف دخل الحلم بدولة كردية في العراق نفقاً مظلماً؟

جاءت المظاهرات الأخيرة في محافظة السليمانية بكردستان العراق لتشكل أزمة جديدة لحكومة الإقليم، تضاف لأزماتها السابقة بعد تداعيات الاستفتاء على الاستقلال وسيطرة الحكومة العراقية على كركوك ومناطق أخرى "متنازع" عليها.
يبقى الملف الكردي من أكثر الملفات حساسية في منطقة الشرق الأوسط؛ فحلم الدولة الكردية المستقلة ما يزال يداعب مخيلة الأكراد على امتداد وجودهم الجغرافي في تركيا والعراق وسوريا وإيران وبدرجة أقل في أرمينيا. وجاءت التطوّرات المتسارعة في العراق مؤخراً لتقلب الكثير من المعادلات، خاصة بعد تجميد نتائج الاستفتاء.
وقبل أيام فتح مقتل وإصابة محتجين برصاص القوات الأمنية المحلية في محافظة السليمانية بالإقليم، خلال مظاهرات احتجاجية على سوء الأوضاع المعيشية، الجدل حول ما يجري في إقليم كان يحمل قبل أسابيع حلماً بالانفصال عن بغداد.
تشير إحصائيات رسمية عراقية إلى أن عدد سكان إقليم كردستان، في شمال العراق، يصل إلى 5 ملايين نسمة من أصل 36 مليون عراقي، فضلاً عن 1.5 مليون ساكن في كركوك. صراعهم من أجل دولة مستقلة يعود إلى بدايات القرن العشرين، إذ كان هناك تصوّر لدولة كردية بين الحلفاء المُنتصرين على الدولة العثمانية، لكن لم يتحقق هذا التصور. لذلك ثار الأكراد ضد الانتداب البريطاني أولاً، وبعد ذلك ضد حكومة بغداد.
أعلن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، القتال المسلح عام 1961، واستمر ذلك حتى عام 1970 عندما وُقعت اتفاقية للحكم الذاتي بين بغداد والأكراد، سرعان ما انتهت ليستأنف القتال بعد ذلك. وقد عمد النظام العراقي إلى توطين عرب في بعض المناطق الكردية وتوطين أكراد في مناطق أخرى حتى يتم تغيير التركيبة السكانية.
يحتفظ الأكراد بذكريات مريرة من القمع الذي ووجهوا به من لدن صدام حسين، خاصة ما يعرف بحملة الأنفال في نهاية الثمانينيات، التي يبقى قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية أحد أكبر فصولها قتامة. زادت شراسة القمع بعد هزيمة العراق في حرب الخليج الثانية، لكن فرض منطقة حظر جوي في شمال العراق مكّن الأكراد من فرض الحكم الذاتي، خاصة بعد عودة اللاجئين النازحين. استمر هذا الوضع حتى عام 2003، عندما أطاحت القوات الأمريكية والبريطانية بصدام بمساعدة كردية. وبعد تحقيق مرادهم، أضحى الأكراد رقما أساسياً في المعادلة السياسية العراقية، إذ شاركوا في رئاسة البلد وحكومته وبرلمانه.
استفاد الأكراد من قوتهم العسكرية ودعم الطيران الأمريكي لأجل تحقيق نصر كبير على تنظيم "داعش" بعد أن اجتاح الاخير مناطق شاسعة في الإقليم وتابعة للحكومة المركزية بدءاً من عام 2014. ومع تعاظم نفوذهم العسكري، كبرت طموحاتهم في دور سياسي أكبر، لا سيما بعد سيطرتهم على محافظة كركوك الغنية بالنفط (قدرة إنتاجية تصل إلى ما بين 750 ألف ومليون برميل يومياً). طموح السياسيين الأكراد تعاظم نظراً لاستمرار المشاكل الداخلية بالعراق، إذ اقتنع جزء كبير منهم أن ليس عليهم البقاء مع حكومة تعاني في بسط سيطرتها الأمنية.
وتعدّ المادة 140 من الدستور العراقي أكبر نقاط الخلاف بين أربيل وبغداد، ذلك أنها تعتبر كركوك وعدة أراض في محافظات نينوى وديالي وصلاح الدين مناطق "متنازع" عليها. وتضع المادة ثلاث مراحل لحل الخلاف تنتهي بإجراء استفتاء قبل نهاية عام 2007، لكن انتهاء هذه المهلة دون تنظيمه أثار مزيداً من الجدل، لا سيما وأن سيطرة المقاتلين الأكراد على هذه المناطق، أدت برئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، يعلن أن المادة انتهت.
وممّا ساهم في تفجير العلاقة بين الطرفين، رفض إقليم كردستان أن تكون قواته المسلحة "البيشمركة" تحت لواء الحكومة العراقية، إذ ترى قيادة الإقليم أن بغداد لم تساهم أو تساعد في تكوين وتدريب هذه القوات. كما تعدّ المسائل العرقية والدينية أحد أكبر معالم الخلاف، خاصة مع اعتماد الحكومة العراقية على قوات الحشد الشعبي المكوّنة أساساً من تنظيمات شيعية مسلّحة. وأدت كل الأسباب مجتمعة إلى إجراء الإقليم استفتاء لتقرير المصير، ردت عليه بغداد بهجوم مضاد استعادت من خلاله أغلب المناطق المتنازع عليها.
ليس الأكراد في شمال العراق على قلب رجل واحد، فالخلاف مستعر بين الجانبين، وتعود جذوره إلى سنوات التسعينيات عندما وقعت حرب أهلية بين قوات "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بقيادة مسعود بارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني" بقيادة جلال طالباني انتهت باتفاق سلام عام 1998. ومن الأمور المثيرة للمفارقة، أن برزاني، الراغب باستقلال كردستان، كان قد حصل على دعم عسكري من صدام حسين حتى يستعيد أربيل من قبضة طالباني.
ولا يزال كردستان مقسمة بين الطرفين، إذ توجد قوات الاتحاد الوطني أكثر في السليمانية، بينما يتقوى نفوذ بارزاني في أربيل ودهوك. ورغم أنه من الناحية النظرية يتفق الجانبان على موقف موّحد ضد بعض توجهات بغداد، إلّا أنه كان واضحا أن الكثير من الوجوه البارزة في السليمانية لم تتحمس كثيراً للاستفتاء، كآلاء طالباني، رئيسة كتلة الاتحاد الديمقراطي -استقالت مؤخراً، إذ عبرّت عن رفضها الصريح للاستفتاء، كما رفضته قوى أخرى في الإقليم ككتلة التغيير الكردية (حركة غوران)، القوة الثانية في برلمان الإقليم.
وزادت التحديات الاقتصادية في عمق الصراع الداخلي الكردستاني، إذ يتساءل الكثير من سكان الإقليم عن مصير أموال إيرادات النفط المرتفعة التي جنتها السلطة منذ البدء في تصدير النفط الخام إلى الخارج عام 2009 بمعدل وصل عام 2017 إلى 600 ألف برميل يومياً، خاصة مع التأخر الحاصل في سداد رواتب الموظفين، واستمرار معاناة الحكومة المحلية من العجز المالي.
كما باتت حكومة كردستان العراق تعاني من الاتهامات ذاتها التي كانت توجهها إلى حكومة بغداد بوجود تمييز عرقي، إذ كشفت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية أن القوات الكردية منعت لأشهر العرب من العودة لديارهم في شمال العراق بعد  طرد "داعش"، وقالت إنها دمرت منازلهم واعتقلت أعداداً منهم لفترات طويلة. ولهذه الأسباب كان القوى العربية في كركوك من أشد الرافضين للاستفاء، إلى جانب القوى التركمانية، إذ يساند الاثنان وحدة العراق تخوفاً من تعرضهم "للتميز والتهميش".
كان الكثير من المتتبعين يتوّقعون أن تقع معارك عنيفة بين البيشمركة وقوات الحكومة العراقية حول المناطق المتنازع عليها، لكن على العكس، انهارت قوات الأكراد بشكل سريع خلال ساعات.
الانهيار السياسي وصل إلى الرئيس مسعود برزاني، الذي لاحقته اتهامات متعددة بمحاولة استغلال ورقة الاستفتاء حتى يستمر في منصبه الذي وصل إليه عام 2005، إذ أعلن تنحيه بعد انتقادات كبيرة من قوى كردية كما جاء على لسان القيادي المعروف، برهم صالح الذي طالب بحكومة كردية مؤقتة، وبتجميد نتائج الاستفتاء حتى إجراء حوار مع بغداد.
حاولت قوات البيشمركة أن تدفع عن نفسها أيّ محاولة لاتهامها بتحالف سري مع بغداد بالانسحاب السريع، لذلك رمت المسؤولية على عدة أطراف أخرى، منها اتهامها لمسؤولين في "الاتحاد الوطني الكردستاني" بالخيانة وإخلاء مواقع حساسة لقوات الحشد الشعبي. اتهامات تؤكد عمق الشرخ الموجود بين السليمانية وأربيل وهو ما بينته مقاطع الفيديو المتناقضة، بين مشاهد احتفالات بإنهاء سيطرة البيشمركة ومشاهد أخرى تظهر حزناً على هذه الخسارة.
تداعيات تجميد مشروع الدولة الكردية تصل إلى التحالفات المتوقعة في خارطة الانتخابات المنتظرة، فالقوى الكردية الرافضة للاستفتاء، ككتلة التغيير الكردية، أكدت أنها لا تزال محافظة على العلاقة مع بغداد، فيما تُطرح أسئلة حول مصير الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يعاني حالياً صدمة كبيرة قد تؤثر حتى على حضوره في البرلمان العراقي، لا سيما وأن برزاني كان متقلب المواقف، إذ كان مقرباً من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بعض الفترات.

شارك