فورين أفيرز: الإرهاب.. منع التهديد القادم/ دويتشه فيله:خبير ألماني: ألمانيا تحصد النجاح في حماية الشباب المسلم من التطرف/ دير شبيجل: إخلاء سبيل متهم بالتخطيط لشن هجوم ارهابي في ألمانيا تحت لواء داعش

السبت 23/ديسمبر/2017 - 02:49 م
طباعة فورين أفيرز: الإرهاب..
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم السبت 23/12/2017
فورين أفيرز: الإرهاب..
دير شبيجل: إخلاء سبيل متهم بالتخطيط لشن هجوم ارهابي في ألمانيا تحت لواء داعش
اخلت محكمة مدينة دوسلدورف الألمانية سبيل جزائري متهم بالتخطيط لشن هجوم في المدينة لصالح تنظيم "داعش". وصرح متحدث باسم المحكمة امس إن الاشتباه في الجزائري حمزة سي. (29 عاماً) لم يعد ملحاً، مضيفاً أن مواصلة حبسه في السجن الاحتياطي لم يعد له مبرر. وفي المقابل، أوضح المتحدث أن القضية لا تزال سارية ضده. يذكر أن المحكمة أعلنت مؤخراً براءة أردني كان متهما في نفس القضية. ولا يزال المتهم الرئيسي السوري صالح أ. يقبع في السجن على ذمة التحقيق.
ووفقاً لصحيفة الدعوى، كان يخطط المتهمون لتنفيذ هجوم ارهابي  في دوسلدورف، وذلك من خلال تنفيذ عمليتين انتحاريتين في الحي اقديم  بالمدينة، وقيام إرهابيين آخرين بإطلاق النار على المواطنين الفارين من الهجمات عند أقرب محطة قطارات أنفاق.

دويتشه فيله:مخبر يوقع بالمشتبه بتخطيطه لعمل إرهابي في ألمانيا
في إطار التحقيقات بقضية المشتبه بتخطيطه لهجوم إرهابي في مدينة كارلسروه، كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن مخبراً للشرطة كان مكلفاً بمراقبة المشتبه به وأن الأخير أخبره أن اعتداء برلين جعله يشعر بالنشوة.
في إطار التحقيقات المتصلة بقضية المشتبه بتخطيطه لهجوم إرهابي في كارلسروه(جنوب غرب)، كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن مخبراً للسلطات الأمنية كان مكلفاً بمراقبة المشتبه به وأن الاتهامات تستند لأقول ذلك المخبر. وحسب مخبر الشرطة فقد قال له المشتبه به بأن اعتداء برلين جعله يشعر بالنشوة. وحسب محامي المشتبه به فإنه ينفي تخطيطه للعمل الإرهابي.
وكانت السلطات الألمانية قد ألقت القبض على المولود في ألمانيا من أصل عراقي يوم الأربعاء الماضي. ويعرف البالغ من العمر 29 عاماً باسم داسبار دبليو. وقال المحققون إنه كان يعتزم قيادة سيارة الى المدرجات المحيطة بحلبة  للتزلج على الجليد في ميدان بوسط المدينة، وكان يقوم بالبحث عن الهدف منذ أواخر آب/ أغسطس الماضي.

دويتشه فيله:خبير ألماني: ألمانيا تحصد النجاح في حماية الشباب المسلم من التطرف
قال ميشائيل كيفر الباحث الألماني في الدراسات الإسلامية إن ألمانيا بذلت جهودا كبيرة في تطوير رصد بوادر التطرف الإسلاموي، وإنها عبر النصح والإرشاد أحرزت تقدما جيدا في وقاية الشباب المسلم من الانزلاق نحو التيارات المتطرفة.
ذكر باحث ألماني في العلوم الإسلامية أن بلاده أحرزت تقدما جيدا في توسيع نشاط حماية الشباب من الانزلاق نحو التطرف الإسلاموي.
وقال ميشائيل كيفر الباحث في الدراسات الإسلامية بجامعة أوسنابروك الألمانية اليوم الجمعة (22 ديسمبر/ كانون الأول 2017) إن ألمانيا بذلت جهودا كبيرة في مجال تطوير أساليب رصد بوادر التطرف الإسلاموي، فضلا عن إنشاء مراكز الاستشارات وتدريب الإخصائيين على كيفية التعامل مع هذه الظاهرة.
وذكر كيفر أن تطبيق برامج وقاية متخصصة وقويمة بإمكانه التقليل من مخاطر الانزلاق نحو التطرف الإسلاموي، موضحا في المقابل أن هذا لن يمنع الخطر بنسبة مئة في المئة. تجدر الإشارة إلى أن كيفر شارك في مشروع "المرشد" للوقاية من التطرف، والذي تم تطبيقه بالتعاون مع مراكز استشارات في العديد من المدن بولاية شمال الراين ويستفاليا.
وفي معظم الولايات الألمانية تتوفر عروض وقائية لمكافحة ترويج سلفيين لأفكار متطرفة وتقديم النصح والإرشاد للمنزلقين نحو هذا التيار ودائرتهم المقربة. وتستهدف هذه البرامج أيضا العائدين من سوريا، الذين ترى فيهم السلطات خطورة أمنية كبيرة.
وفي ولاية شمال الراين ويستفاليا يعيش نحو 3 آلاف سلفي من إجمالي أكثر من 10 آلاف على مستوى ألمانيا. ويوجد في هذه الولاية برامج أخرى تدعم الخروج من التيار الإسلامي المتطرف.

فورين أفيرز: الإرهاب.. منع التهديد القادم
فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر عام 2001، كان تصميم الولايات المتحدة واضحًا وهو: ألا يحدث ذلك مرةً أخرى. فلن تدع شبكات الجهاديين التى تعمل وفقًا لمذهبٍ منحرفٍ من المذاهب الإسلامية، لن تدعها تنفذ أى هجومٍ على الأراضى الأمريكية. ومن ثم، قامت إدارة "بوش"، ثم من بعدها إدارة "أوباما"، بوضع استراتيجية لما يُعرف بالحرب الدولية ضد الإرهاب. وسعت واشنطن إلى إحباط أية خططٍ فى أى مكان، وإلى حرمان الإرهابيين من أى ملاذٍ آمن فى أى مكان يوجدون فيه. وأحيانًا ما تعتمد على حلفائها فى مطاردة الإرهابيين.
لكن عند الضرورة تتصرف بمفردها لإحباط خطط الإرهابيين أو قتلهم أو القبض عليهم باستخدام الطائرات بدون طيار، ومن خلال القيام بعملياتٍ خاصة مثل العملية التى قُتِل فيها "أسامة بن لادن".
واليوم، يبدو التهديد الإرهابى مختلفًا إلى حدٍ كبير عما كان عليه قبل أحداث 11 سبتمبر. فقد طورت الأجهزة الأمريكية المسئولة عن مكافحة الإرهاب قدراتها الاستخباراتية إلى حدٍ كبير. ولتصميم الولايات المتحدة على جمع المعلومات من أماكن مختلفة فى المستقبل، أنشأت وكالاتٍ جديدة ونموذجًا جديدًا للاستخبارات ومراكز لدعم التعاون بين الوكالات. وشدَّدت الحراسة على الحدود وزادت عدد البوابات الإلكترونية؛ وأنشأت قوائم المراقبة. وأطاحت الولايات المتحدة بنظام "طالبان" فى أفغانستان، حيث كان يؤوى تنظيم "القاعدة". واليوم، على الرغم مما حققته "طالبان" من مكاسب مؤخرًا، إلا أن تنظيم "القاعدة" لم يُعد يتمتع بحرية الحركة فى أفغانستان. وفى العراق وسوريا، نجد أن فرع تنظيم "القاعدة" و"تنظيم الدولة" هناك فى حالة فرارٍ؛ بفضل ما قام به التحالف الدولى الذى تم تشكيله فى عام 2014، وبفضل الغارات الجوية الأمريكية والعمليات الخاصة. فقد سقط معقل الجماعة فى "الموصل" بالعراق فى شهر يوليو الماضى و"الرقة" فى طريقها للسقوط أيضًا.
وبسبب الضغوط التى تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها على المأوى الآمن للإرهابيين، فإن التهديد بهجومٍ كبيرٍ للإرهابيين من الخارج قد انخفض، على الرغم من أن التهديد مازال قائمًا.
ومع ذلك، نجد أن الإرهاب الداخلى، والذى يتم تنفيذه بشكلٍ منفرد زاد معدله، وهذا النوع من الإرهاب ليس بجديدٍ وليس مقصورًا على المسلمين. (والواقع أن مكتب التحقيقات الفيدرالى ووزارة الأمن الداخلى بالولايات المتحدة أجريا دراسةً تغطى الفترة الممتدة من عام 2000 إلى عام 2016 تبيَّن من خلالها أن العنصريين البيض قتلوا عددًا من المواطنين الأمريكيين بالولايات المتحدة أكبر من أى عددٍ قتلته أية جماعة إرهابية فى الداخل، لكن هذه التهديدات أخذت شكلًا جديدًا، حيث استغل "تنظيم الدولة" بصفة خاصة قوة وسائل التواصل الاجتماعى لإقناع الشباب غالبًا بارتكاب أعمال عنف. وفى عام 2014، حثَّ "أبو محمد العدنانى"، الذى كان متحدثًا باسم "تنظيم الدولة" فى وسائل التواصل الاجتماعى، حث أتباع التنظيم على أن يكونوا أذكياءً عندما تأتيهم الفرصة لقتل أى كافرٍ، حثهم بقوله: اقتلوه بأية طريقة كانت، حطموا رأسه بصخرة أو اذبحوه بسكين أو اقتلوه بسيارة."
واستجاب الأتباع لهذا النداء، حيث حصرت إحدى الداراسات 51 هجومًا خلال الفترة الممتدة بين عامى 2014 و2017 قام بها الإرهابيون الذين استجابوا للدعوة إلى تنفيذ العمليات الإرهابية داخل أوروبا وأمريكا، حيث تم تنفيذ 16 عملية من هذه العمليات بالولايات المتحدة. وتشير المعلومات بشأن هجوم أورلاندو ونيويورك ونيوجيرسى فى عام 2016 إلى أن منفذى الهجوم لم يتلقوا تعليماتٍ أو تدريباتٍ فى الخارج. فما هى الاستراتيجية الملائمة لهذه المرحلة من الحرب ضد الإرهاب؛ وتتضمن الإجابة على هذا السؤال ثلاثة تحديات رئيسة وهى: الملاذات الآمنة الحقيقية التى يخطط فيها الإرهابيون لتنفيذ هجماتهم والملاذات الآمنة التى يحشد فيها "تنظيم الدولة" والجماعات الأخرى الأفراد لارتكاب جرائم العنف والبيئة الداخلية والخارجية التى تستضيف الإرهابيين بشكلٍ متزايد.
وعلى الرغم من انخفاض احتمال وقوع هجوم مثل هجوم 11 سبتمبر، إلا أن الاحتمال مازال قائمًا. والواقع أن "تنظيم القاعدة" يُسلم القيادة لجيلٍ جديد، حيث نشر "حمزة بن لادن" ابن "أسامة بن لادن" تسجيلاتٍ منذ عام 2015 دعا خلالها أتباعه إلى ارتكاب أعمال عنف. علاوةً على أن فروع التنظيم المختلفة مشغولة بالتخطيط لتنفيذ هجماتٍ إرهابية. وتُعتبر "جبهة النصرة" أكبر وأخطر فرعٍ للتنظيم، فمازالت عازمةً على شن هجومٍ بالولايات المتحدة. وكذلك فرع التنظيم باليمن الذى ثبت أنه مصمم على شن هجماتٍ على طائرات الركاب. 
وبالنسبة "لتنظيم الدولة" فهو يواجه هزيمةً فى العراق وسوريا، لكنه يسعى للحفاظ على شعاره على الرغم من وجود ما لا يقل عن 8 أفرع له من أفغانستان إلى ليبيا. وهو لم يكتفِ بمجرد الاستيلاء على الأراضى. فقد أسقط فرع التنظيم فى سيناء بمصر طائرة ركاب روسية فى عام 2015. وفى شهر أغسطس عام 2017 أعلنت الشرطة الأسترالية إحباط خطة "لتنظيم الدولة" لتفجير إحدى طائرات الركاب. وكان أحد قادة "تنظيم الدولة" فى سوريا قد أرسل لأتباعه فى سيدنى أجزاءً من القنبلة فى طرود متفرقة كى يتم تجميعها فى سيدنى. وعلى الرغم من أن السلطات الأسترالية ذكرت أن أجهزة التفتيش بالمطار اكتشفت هذه القنبلة، إلا أن التنظيم يختبر طرقًا لعدم اكتشاف أية معدة يتم تهريبها فى المستقبل، ويمكن أن ينجح فى ذلك. والدرس المستفاد هنا هو أن الولايات المتحدة لا تستبعد شن أى من التنظيمين هجومًا كبيرًا ومعقدًا فى أراضيها.
وتتمثل إحدى الاستراتيجيات المفضلة لمنع هذه الهجمات فى حرمان الجماعات الإرهابية من الأماكن غير المحكومة التى يستخدمونها للتدريب والتخطيط لعملياتهم من أفغانستان إلى شمال أفريقيا. وعلى الرغم من أن المنطقة لم تعد تمثل الشرط الذى لا غنى عنه لتنفيذ عملياتٍ إرهابية، إلا أن ظهور ملاذاتٍ شبه آمنة والتواصل بنظام الشفرة منح الإرهابيين وسائل جديدة للتخطيط لهجماتهم سرًا - وليس هناك بديل لهذه الوسائل. فوجود مقار للإرهابيين لا يتيح لهم التخطيط فقط بل يوفر لهم أيضًا عائداتٍ من الضرائب والبترول والموارد البشرية من خلال التجنيد الإجبارى. ومن ثم ينبغى على الولايات المتحدة ممارسة ضغوطٍ متواصلة على الملاذات الآمنة للإرهابيين.
وفى الواقع، نجد أن هذا يستلزم تبنى استراتيجية لمواجهة الإرهاب تعتمد على تدريب الشركاء المحليين وتمكينهم من قتال الإرهابيين، وإذا فشلوا فى ذلك يتم توجيه ضرباتٍ جوية بشكلٍ مباشر (سواء بالطائرات العادية أو بالطائرات بدون طيار) والقيام بعملياتٍ خاصة، وقد نجحت هذه الاستراتيجية فى التخلص من النشطاء الذين يمثلون خطرًا، إلا أن لها سلبيات.
فأحيانًا ما تؤدى هذه الغارات الجوية والعمليات البرية إلى آثارٍ غير مرغوبٍ فيها بالنسبة للسكان المحليين حيث إن الخسائر بين المدنيين بسبب هذه العمليات تخدم جهود الإرهابيين فى تجنيد أشخاصٍ جدد.
وأثارت العمليات التى نفذتها الولايات المتحدة بالطائرات التى تطير بدون طيار الجدل بصفة خاصة. وفى إشارة إلى المشكلات الناجمة عن استخدام القوة ضد أهدافٍ خارج ميادين المعركة، دعا النقاد إلى المزيد من الشفافية بشأن قرارات الاستهداف والخسائر المدنية. وفى محاولةٍ لتعزيز شرعية هذه العمليات وضعت إدارة "أوباما" معايير لاستخدام الطائرات التى تطير بدون طيار. وشملت هذه السياسات شرطًا يتضمن عدم قتل أو إصابة أى مواطنٍ مدنى خلال هذه الغارات. كما أصدر الرئيس "أوباما" أمرًا تنفيذيًا لمدير الاستخبارات بتقديم تقريرٍ سنوى بشأن الخسائر الناجمة عن الغارات الأمريكية التى يتم القيام بها خارج ميادين المعركة.
لكن استراتيجية التدخل غير المباشر وحدها لا تكفى. ففى بعض الأماكن مثل ليبيا واليمن أدى عدم استقرار نظام الحكم وعدم وجود شركاء من ذوى الكفاءة إلى عدم إمكانية الحفاظ على ما تم تحقيقه من مكاسب عسكرية. وبالطبع لا يمكن للغارات الجوية التى تقوم بها الطائرات التى تطير بدون طيار أن تمنع العنف الذى تتم إدارته عن بُعد. وقد زادت إدارة "أوباما" من العمليات الأمريكية فى العراق وسوريا كما زادت عدد القوات والمستشارين هناك وشنت حملاتٍ جوية أكثر نشاطًا ونفذت سلسلةً من العمليات الخاصة. وفى ليبيا فى أواخر عام 2016، قام الجيش الأمريكى بتوجيه ضرباتٍ جوية لصالح الحكومة المؤقتة لطرد "تنظيم الدولة" من ملاذه الآمن الجديد فى "سِرت". وتم القيام بهذه العمليات وفقًا لمعايير معينة تتمثل فى: دعم الولايات المتحدة للقوات المحلية باستثناء مواجهة تهديدٍ وشيك لا يستطيع شريكها أو لا يرغب فى الرد عليه، وفى سعى واشنطن لإضفاء الشرعية على هذه العمليات بإرسال رسائل عامة ودبلوماسية مدروسة بشأن طبيعة هذه العمليات والهدف منها.
ومن أجل توجيه ضرباتٍ "لتنظيم الدولة" و"لتنظيم القاعدة" ومنع غيرهما من الجماعات من اتخاذ ملاذاتٍ آمنة جديدة، يتعين على الولايات المتحدة الاستمرار فى شكلٍ مختلف لهذه الاستراتيجية المتمثلة فى زيادة عدد القوات والعمليات. وحتى الآن، تبدو خطة "دونالد ترامب" شبيهة بخطة "أوباما" لهزيمة "تنظيم الدولة" - مع ملاحظة الاختلاف الوحيد بين الخطتين فى أن "ترامب" منح قدرًا أكبر من الحرية للقادة العسكريين فى ميدان المعركة. لكن العمليات العسكرية ستكون ناقصةً بشكلٍ دائم ما لم تقترن باستراتيجية تمنح شركاء الولايات المتحدة قدرةً أكبر على البقاء - وتشمل هذه الاستراتيجية المساعدات الأمنية والمشاركة الدبلوماسية التى تهدف إلى حث الدول على الحكم الشامل، ودعم قطاعاتها الأمنية وإصلاح اقتصادها. لهذا السبب أثار اقتراح "ترامب" خفض ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية القلق فى الوقت الذى يطالب فيه القادة العسكريون زيادة المساعدات الخارجية.
إن حرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن هو مجرد منع تهديدٍ واحد من قِبَل الإرهابيين الذين يزدادون إبداعًا يومًا بعد يوم. ومع التقدم التكنولوجى، نجد أن الإرهابيين يطورون قدراتهم لاستغلال هذا التقدم. وبالنسبة للجيل القادم من التهديدات الخاصة بالطائرات، أكدت إدارة "ترامب" على تأمين الطائرات والمطارات. ففى شهر مارس الماضى فرضت حظرًا مؤقتًا على استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة من قِبَل ركاب الطائرات التى تقلع من مطاراتٍ معينة. وهددت الإدارة الأمريكية بتطبيق الحظر على جميع الرحلات الجوية الأمريكية، وحثت بعض شركات الطيران الدولية على تطوير إجراءاتها الأمنية. ويتعين على الحكومة الأمريكية مواصلة التركيز على تأمين الطائرات والمطارات، لكنها ينبغى أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وتتعاون مع القطاع الخاص لإيجاد طرقٍ مبتكرة للكشف عن المواد المتفجرة الجديدة.
وللإرهابيين اختراعاتهم الخاصة بهم بالطبع، بل إن بعضهم قام بتجريب الطائرات التى تطير بدون طيار. ففى عام 2013 على سبيل المثال، أعلن المسئولون العراقيون أنهم أحبطوا خطة لنشطاء تابعين "لتنظيم القاعدة" كانوا يعتزمون خلالها استخدام طائرة لعبة لإطلاق غاز الخردل والسارين. وهناك الكثير من الأدوات المتداولة عبر الإنترنت والتى تخلق ثغراتٍ جديدة استطاع "تنظيم الدولة" وغيره من التنظيمات استغلالها. لذا ينبغى أن تستجيب إدارة "ترامب" لما دعا إليه التقرير الذى أعدته "لجنة تعزيز الأمن السيبرانى" فى عام 2016 من تعاون مع القطاع الخاص لإدخال مميزات أمان على التقنيات الجديدة وهى فى مرحلة التصميم، بدلاً من محاولة إحباط جهود الإرهابيين بشأن السيطرة على هذه الوسائل ويجب على الولايات المتحدة أن تهيمن على المجال التكنولوجى وليس أعداءها.
ومع ذلك، تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعى أكثر الوسائل التى أفادت الإرهابيين، "فالذئاب المنفردة" هى فى الواقع ليست وحيدة فهى تبحث عن رفاقٍ لها عبر الإنترنت. وقد استعان "تنظيم الدولة" بمقاطع الفيديو والتغريدات متعددة اللغات وبرسائل "الإنستجرام" لإغراء الشباب الضعيف. وتقوم الجماعات الأخرى بما فيها "تنظيم القاعدة" بتقليد "تنظيم الدولة". فلم يعد هناك وجود للفيديوهات الباهتة التى كان يظهر فيها "أيمن الظواهرى".
وتبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لهزيمة الإرهابيين على وسائل التواصل الاجتماعى. ففى شهر يونيو الماضى أنشأت مجموعة من شركات التقنية منتدىً عالميًا على الإنترنت لمواجهة الإرهاب وكرست هذه الشركات جهودها لمنع الإرهابيين من الوصول إلى برامجها. ويقوم موقع "فيس بوك" الذى يستخدمه ما يزيد عن مليارى شخص شهريًا، بتشغيل برامج لمنع انتشار أى محتوى به أفكار إرهابية. وقام موقع "تويتر" بتعطيل 375 ألف حساب من الحسابات التى تدعم الإرهاب.
وفى الوقت نفسه ينبغى على الشركات تكثيف دعمها لذوى الأصوات من المعتدلين الذين يدحضون حجج الإرهابيين. وقام أحد مراكز الأبحاث أنشأته شركة "جوجل" بتطوير مشروعٍ يستهدف مستخدمى الإنترنت المعرضين لاستقبال رسائل من "تنظيم الدولة" ويقدم لهم محتوىً بديلاً يحبط الدعاية الإرهابية بمهارة. ويمكن أن تقوم الحكومة بدور أيضًا كشريكٍ للقطاع الخاص. ففى عام 2016 أنشأت وزارة الخارجية الأمريكية "مركز المشاركة العالمى"، وهو مكتب مخصص لدعم الأصوات التى تدحض حجج الإرهابيين. لكن حتى الآن لم يوافق وزير الخارجية المريكى "ريكس تيلرسون" على إنفاق مبلغ 80 مليون دولا تم تخصيصه بالفعل للمركز الذى لا يوجد له مدير وتنقصه مواهب بعض الموهوبين بالقطاع الخاص. وينبغى على إدارة "ترامب" عدم تهميش دور هذا المركز.
ومع ذلك، فإن التهديد الإرهابى قد يزداد بسبب انهيار أو اضطراب نظام مكافحته. وتسعى القوى القديمة والجديدة - اليوم - لإعادة رسم الخريطة. وتدعم إيران ووكلاؤها عدم الاستقرار فى الخليج وسوريا والعراق، بل وأفغانستان. وتقوم روسيا بنفس الشىء فى شرق أوروبا، وبذلت جهودًا مضنية من أجل حماية عميلها فى سوريا وزرع عميلٍ جديدٍ لها فى ليبيا. وستكون هاتان الدولتان مصدرًا للتهديد الإرهابى فى المستقبل من خلال كونهما ملاذًا آمنًا للإرهابيين وللمقاتلين الأجانب فى صفوف الإرهابيين ومصدرًا للعنف الذى يأتى من هؤلاء.
لذا، فإن زعم "ترامب" بأن مصلحة أمريكا أولاً جعل حلفاءها يتساءلون عما إذا كانوا يستطيعون الاعتماد على واشنطن كشريكٍ بل كضامنٍ لأمنهم. فإذا منعت الولايات المتحدة دخول جميع المواطنين من دولٍ معينة أراضيها، بدلاً من استثناء بعض المواطنين المشتبه فيهم من دخول أراضيها، فستخاطر باستبعاد الشركاء الذين هى فى حاجة إليهم لقتال الإرهابيين وستغذى الصراع بين الحضارات الذى يستغله "تنظيم الدولة" لتجنيد إرهابيين فى المستقبل.
وفى الوقت الذى أصبحت فيه الحملة ضد "تنظيم الدولة" واضحةً مثل الشمس، فإن الشراكة مع الحلفاء المحليين هى الأساس لاستعادة الأراضى التى استولى عليها الإرهابيون. ونفس الأمر ينطبق على الطريقة التى يتم التعامل بها مع المقاتلين الأجانب. ففى الماضى أخذت الولايات المتحدة زمام المبادرة بشأن التعاون مع الحكومات الأجنبية فى تبادل قوائم المراقبة، وتحسين مستوى الأمن على الحدود وفرض عقوباتٍ جنائية جديدة على المقاتلين الأجانب. وقد حذر الخبراء من إمكانية عودة حوالى 40 ألف مقاتل أجنبى من 120 دولة إلى بلادهم بعد تقهقر "تنظيم الدولة". لكن نظرًا لأن بعض هؤلاء المقاتلين قضوا أعوامًا يمارسون العنف، فإن القلق الأكبر ليس من كمية العنف بقدر ما هو من نوعية العنف، وفقًا لرأى مدير المركز القومى لمكافحة الإرهاب.
وستظل أوروبا تواجه تهديدًا مباشرًا من الإرهابيين العائدين الذين ينتمون إلى نفس نوعية من شاركوا فى هجمات باريس عام 2015 وتفجيرات بروكسل عام 2016. لكن لسوء الحظ لم تعان أوروبا بعدُ من التغيرات التى حدثت بالولايات المتحدة وجعلتها تعيد النظر فى ممارساتها بشأن تبادل المعلومات بين وكالات الاستخبارات وغيرها من الوكالات المسئولة عن تنفيذ القانون. وتُعتبر العوائق التى تحول دون هذا التبادل للمعلومات فى أوروبا كبيرة جدًا. وحيث إن المحيط الأطلسى لا يُعد عازلاً كافيًا، فإن ما يحدث فى أوروبا يمثل أهميةً بالنسبة للوضع الأمنى فى الولايات المتحدة. لذا، فإنه بدلاً من تعكير صفو العلاقات بين أمريكا وحلفائها بإجراءات حظر السفر إليها، ينبغى على الولايات المتحدة توسيع نطاق تعاونها مع حلفائها الأوروبيين بشأن مكافحة الإرهاب. فعلى سبيل المثال، يتعين عليها حث شركائها على الإسراع بعملية تبادل المعلومات الخاصة بركاب الطائرات والمعلومات الاستخباراتية التى تم الحصول عليها من خلال التحقيقات. كما ينبغى عليها استئناف الحوار الذى بدأ به "جيمس كلابر" المدير السابق لجهاز الاستخبارات الوطنية، بشأن دعم عملية تبادل المعلومات الاستخباراتية، بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية وبين الدول الأوروبية بعضها البعض.
ومع ذلك، فإنه من الخطأ إغفال التهديد الإرهابى المتزايد فى الداخل، فقتل أحد المتظاهرين السلميين فى مدينة "تشارلوتسفيل" بولاية فيرجينيا بيد أحد العنصريين البيض يشير إلى أن الولايات المتحدة لديها مشكلة إرهاب بعيدًا عن مشكلة العنف الجهادى. فالتحدى الذى منع كلاً من إدارتى "بوش" و"أوباما" من بناء الثقة بين المجتمع والحكومة لمواجهة التطرف بكل صُوره – يبدو أكثر صعوبة عما كان من قبل. ولم يلق هذا العمل المهم أى اهتمامٍ مؤخرًا. وقد قامت إدارة "ترامب" بعرض ميزانية لا تشمل تمويل برنامج "وزارة الأمن الداخلى" الذى يهدف إلى مواجهة التطرف والعنف، ومنعت بالفعل منحةً لإحدى اللجان المسئولة من مقاومة الجماعات المتطرفة.
وبعد مرور ستة عشر عامًا على أحداث 11 سبتمبر، سئم الكثير من الأمريكيين الحرب ضد الإرهاب. فالبعض يقول إن الولايات المتحدة لا ينبغى أن تبحث عن الأشرار خارج أراضيها ما دامت قامت بتحصين نفسها. بل يتعين عليها الالتزام بإبعاد المتطرفين عن أراضيها والتكيف مع الوضع الجديد الذى يقتضى حدوث بعض الهجمات التى لا مفر منها. لكن من الخطأ الخلط بين الخطر الكبير والخطر الهين. فبدلاً من الاستسلام، يجب على الأمريكيين إبداء نوعٍ من المرونة مثلما فعلوا فى نيويورك وفورتهود وبوسطن وتشارلستون وسان برناردينو وأورلاندو فى مواجهة الكراهية والعنف. وحتى الآن تُعتبر الاستراتيجية الأمريكية ناجحة "لعدم حدوث هجومٍ مثل هجمات 11 سبتمبر، وهذا يرجع فى جزء كبير منه إلى أنها قامت ببناء شبكة لمنع حدوث مثل هذا الهجوم. وخلال المرحلة القادمة من الحرب ضد الإرهاب ستكون الولايات المتحدة فى حاجة إلى شبكة جديدة.

شارك