"حسين الشيرازي".. المرجع الشيعي والخصم اللدود لولاية الفقيه الخمينية

الأحد 11/مارس/2018 - 12:55 م
طباعة حسين الشيرازي.. المرجع
 
اعتقلت الاستخبارات الإيرانية للمرة الثانية على التوالي، السيد حسين الشيرازي، نجل المرجع السيد صادق الشيرازي، وتعود الاسباب، كما نقلت بعض المواقع الايرانية، الى محاضرة تحدث الشيرازي فيها عن “الظالمين وحكمهم الجائر في بلاد الإسلام”.

سيد الشيرازي:

سيد الشيرازي:
السيد حسين حسيني الشيرازي، رجل الدين والمعمم الشيعي ، وهو ابن المرجع الكبير وزعيم التيَّار الشيرازي، آية الله صادق الشيرازي ورئيس مكتب سيد صادق شيرازي في مدينة قم الإيرانية.
السيد حسين صادق بن مهدي بن حبيب الله الحسيني الشيرازي، من مواليد عام 1970، وهو درس العلوم الدينية،  ونجل مرجع الشيرازية، صادق الشيرازي، و مرجع الأسرة الأكبر وهو ثالث أبناء مهدي بن حبيب الله الشيرازي، حيث تصدى للمرجعية بعد وفاة شقيقه الأكبر محمد الشيرازي سنة 2001، وكان من المُتوقع أن يتصدى للمرجعية من بعده ابن أخيه محمد رضا الشيرازي غير أنه قتل قبل ذلك في بيته بمدينة قم الإيرانية في 1 يونيو 2008.
والشيرازي الإبن "حسين الشيرازي" هو من أحفاد المرجع التاريخي "آية الله ميرزا الشيرازي" الذي كان في نهاية القرن التاسع عشر حرّم استخدام التبغ في سياق معارضته للاستعمار البريطاني حيث استحوذت شركة "تالبوت" البريطانية على احتكار التبغ في إيران.
ويعتبر "الشيرازي الإبن" أحد المراجع الذي يدرس "فقه الخارج" في الحوزة العلمية، وهو الذي يخوّل رجال الدين الشيعة من نيل درجة الاجتهاد.
واتسع نفوذ أسرة الشيرازي بعد الثورة الإيرانية عام 1979 حيث دعم المرجع محمد الشيرازي الخميني واحتلت "منظمة العمل" الشيرازية التي قادها محمد تقي المدرسي شوارع طهران ونصبوا المشانق لمعارضي الثورة ومن ثم تمددوا بالأجهزة الأمنية الإيرانية كونهم في الغالب من أبناء وأقارب وأتباع المراجع ورجال الدين الإيرانيين الذين ولدوا بكربلاء والنجف في العراق ويحملون الجنسيات الإيرانية.
بعد ذلك نشطت الحركة في المجال الاقتصادي ودخلت بازار طهران وقامت بجمع ملايين الدولارات من أنصارها وتابعيها ومقلدي الشيرازي في إيران والعراق ودول الخليج وانتشرت عدد الحسينيات التي يملكونها في قم وأصفهان.
وتُعتبر المرجعية الشيرازية، اليوم،  واحدة من أهم المرجعيات الشيعية الاثنا عشرية الموجودة في العالم اليوم، ويتميّز أتباعها بميلهم إلى التديّن الطقوسي، وإحدى سماتهم الرئيسة هي معارضتهم الواضحة والصريحة لنظام الولي الفقيه الحاكم في إيران
والمرجعية الشيرازية أقرب ما تكون للتنظيم، الذى يسعى لتنفيذ مشروع أممي، فالمنهج الشيرازي ليس مجرد منحى دينيًا أو عقائديًا فقط، وهو حال الغالبية العظمى من المراجع الشيعية، حيث إن فلسفة "عالمية الرسالة" معتقد يقينى متجذر فيهم، ولا ننكر أن نشر المذهب الديني، هو هدف جميع الأديان والمذاهب حتى الوضيعة منها، لكنها تزداد رسوخاً لدى الشيعة عن الأخرين، فمن أسس العقيدة لدى أتباع المذهب الشيعي، هو الإيمان بإمامة "المهدى"، وهي الإمامة العامة والتى تعنى "عالمية الرسالة"، ويعتقد الاثنا عشرية، أن التمهيد لخروج المهدى من غيبته يبنى على أسس غيبية معلوم بعضها، من أهمها انتشار المذهب الشيعي، مستندين على نص قرآنى، "ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا"، وحسب تفسيرهم للنص والذى يختلف عن تفسير أهل السُنة، وهو أن الناس يدخلون في المذهب الشيعي أفواجًا علامة على اقتراب الظهور المقدس، أما أهل السُنة فيعتقدون أن زمن الآية كان في بداية رسالة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يرجع إلى الخلاف في التأويل بين الظاهر والباطن في متن النص.

ضد ولاية الفقيه:

وترفض مرجعية الأسرة الشيرازية التي لها أتباع في إيران والعراق والكويت وعدد آخر من البلدان ذات التواجد الشيعي، ولاية الفقيه بشدة وتنتقد حكم المرشد الإيراني علي خامنئي، لكنهم يطرحون أفكارا متطرفة تغذي الطائفية في المنطقة ولا يختلفون بشيء عن خطاب النظام الإيراني من حيث المبادئ الفكرية، بحسب ما يقول منتقدوهم.
وهاجم المرجع الديني حسين الشيرازي، النِّظام الإيراني بقوّة في ديسمبر 2017م، فقال: «هناك ثلاث أذرع أو عوامل لتمادي الدولة في قمعها. العامل الأول أبرزها وأوضحها، وهو القمع السلوكي، عبر السجون والمعتقلات، والتعذيب عبر جهاز المخابرات والبوليس والجيش، هذا قمع معروف. هذه من سمات الدول، رئة الدولة، مثل الأكسجين للإنسان، فالدولة من غير وسائل القمع لا يمكنها أن تعيش. العامل الثاني هو القمع الاجتماعي، عبر المجموعات الغوغائية، هذه من أهمّ ركائز الدولة، مجموعات غوغائية يحركونهم في أي وقت يحبون، ضدّ أي مشروع وضدّ أي واحد، وهؤلاء عندهم مجموعات بالآلاف، يحركونهم بوازع ديني، بتعصبات دينية أو عرقية أو أمثال ذلك. غوغائيون يحركونهم في مختلف الجهات ومختلف المجالات، يضربون سفارات، يحرقون مؤسسات، يدخلون على بيوت مراجع، يحرقون مكتبات، ويحلقون لحى بعض مراجع التقليد، هؤلاء الغوغائيون من ورائهم الدولة، تحركهم ضدّ المرجع لأنه قال رأيًا فقهيًّا لا يوافقها، لقد راقبوا كل بيوت المراجع ودنسوها. هذا القمع الاجتماعي أقوى من العامل الأول، وإن لم يكن بهذا الظهور. العامل الثالث وهو الأهمّ: القمع الإعلامي، فالماكينة الإعلامية تصنع جوًّا هائلًا إلى درجة أن الحسين عليه السلام يصير خارجيًّا، ويُقتل قربة إلى الله تعالى، قال الإمام الصادق: (ازدلف إليه ثلاثون ألفًا، كلٌّ يتقرب إلى الله بدمه). بالإمكان أن يُجبَر الناس على قتل الحسين، لكن قربة إلى الله؟! هذا ما لا يمكن. فالقضية القلبية ما سيطر عليها يزيد، بيد أن الدعاية هي التي فعلته، وجعلته خارجيًّا، وإلى يومك هذا أكبر مراجع الطائفة يصير خارجيًّا، فيقولون هذا بريطاني وهذا أمريكي، وهكذا. ماكينة الدول تُنتج القمع الإعلامي، تسوّيه في البداية خارجيًّا ثم تقتله، وهذه قدرة الدول فقط وفقط، وهذا ما فعله معاوية مع أمير المؤمنين، وابنه صنع نفس الشيء مع أمير المؤمنين».
وهاجم "حسين الشيرازي" ولاية الفقيه، فقال: «أيّ شخص يعترض على ولاية الفقيه يقال له هذه طريقتكم، مثل فرعون عندما قال أنا ربكم الأعلى، وعدّ موسى وهارون يقوضان طريقة الناس لا طريقته هو، طريقتكم المثلى، هذا التبجّح، وهذه الانبهارية، وهذا المدح للذات. هو [يقصد الخميني] يقول: أنا ربكم الأعلى، فإذا قيل له هذه طريقتك أنت، قال: إنما هو طريقكم أنتم، ومصلحتكم أنتم، الآن عندما يريدون أن يطيحوا بشخص يقولون فلان هذا ضدّ ولاية الفقيه، مع أن الشيخ الأنصاري كان ضدّ ولاية الفقيه. مبدأ أنا ربكم الأعلى وهذه طريقتكم المثلى يتجلى في ولاية الفقيه، تطابُق النعل بالنعل، القذ بالقذ. هذه البلاد الآن قائمة على هذا المفهوم بقضها وقضيضها».

اعتقاله:

اعتقاله:
وأثارت تصريحات حسين الشيرازي جدلًا واسعًا، حتى استدعته المحكمة الدينية، ثمّ أفرجت عنه في يناير 2018من ولكن عادت السلطات الإيرانية واعتقلت "الشيرازي الإبن"  أوائل شهر فبراير الماضي، كما تم استدعاؤه إلى مديرية الاستخبارات الإيرانية لأكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، مع تعرضه المستمر للإهانة والتهديد بسبب مشكلة نظام الحكم في إيران مع المرجعية الشيرازية كونها مرجعية مستقلة وتدعو إلى استقلال الحوزة العلمية والمراجع العظام عن الحكومات.
ولكن سرعان ما اعتقلته قوات من عناصر الاستخبارات الإيرانية في  5مارس الماضي للمرة الثانية على التوالي، السيد حسين الشيرازي نجل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد الصادق الحسيني الشيرازي من أمام منزله، بسبب محاضرة دينية اعتقدت السلطات أن «الشيرازي» قصد كما يسمى ولاية الفقيه خامنئي، حيث تحدث عن الظالمين وحكمهم الجائر في بلاد الإسلام.
 وكان اعتقال السيد حسين الشيرازي مختلف حيث تم التعدي عليه وضربه بصاعق كهربائي مما أسقطه أرضا واعتقل على اثرها الى جهة غير معلومة.
وعقب اعتقال «الشيرازي» انطلقت عشرات الاستنكارات من مختلف دول العالم لمقلدي المرجع الشيرازي آية الله السيد صادق الشيرازي استنكارا لاعتقال ابنه السيد حسين الشيرازي.
و اندلع عدد من الاحتجاجات الغاضبة ضد السلطات الإيرانية في كل من الكويت والعراق وفي العاصمة البريطانية لندن، تنديداً بقيام الاستخبارات الإيرانية بمهاجمة موكب المرجع الشيعي آية الله الشيرازي، واقتياد ابنه السيد حسين الشيرازي بطريقة مهينة.
وانطلقت حملة احتجاجات غاضبة أمام السفارة الإيرانية في الكويت، التي يقطنها عدد كبير من متبعي المرجع العراقي المقيم في لندن. وتحظى مرجعية الشيرازي بتقدير كبير وسط الشيعة في الخليج وكربلاء العراقية، مسقط رأس الأسرة الشيرازية، التي تعاقبت على المرجعية، ولا تزال تحتفظ بنفوذ وازن هناك.
وفي العراق وتحديدا منطقة كربلاء خرجت مظاهرة أمام الملحقية الإيرانية التابعة للسفارة الإيرانية، احتجاجا وتنديدا بالاعتقال السافر الذي تعرض له السيد حسين الشيرازي، فيما تداعى المئات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإقامة مظاهرات يومية أمام السفارة الإيرانية احتجاجا على قيام السلطات بظلم وإهانة الرموز الدينية.
ودعا الشيخ ناصر الأسدي، المتحدث باسم المرجع الإيراني صادق الشيرازي في محافظة كربلاء العراقية،  في البيان له، السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح الشيرازي ومعالجة الخلافات عبر الحوار، مشيرا إلى أن "أسلوب القسوة والقسر يؤدي إلى المزيد من تمزيق الساحة الإسلامية والشيعية وتعقيد الأزمات".
وصف المتحدث باسم المرجع الإيراني صادق الشيرازي، النظام الإيراني بالجائر، مؤكدًا أن “هذا النظام منذ أن وصل إلى السلطة مارس أنواع الظلم والتعسف ومصادرة الرأي الآخر”.
وقال الشيخ ناصر الأسدي في بيان صحافي له احتجاجًا على اعتقال السلطات الإيرانية الثلاثاء “حسين الشيرازي” نجل المرجع المعارض صادق في مدينة قم وسط إيران بعد عودته من الكويت “منذ انهيار النظام الاستبدادي الشاهنشاهي في إيران وتصدي نظام ولاية الفقيه لهذا الشعب المغلوب على أمره، مارس الحكام الجُدد مختلف ألوان الظلم والتعسّف ومصادرة الرأي الآخر الحر وأكثر الشرائح التي لحقها طغيان دكتاتورية ولاية الفقيه هم رجال الحوزة العلمية وفقهاء الأمة لاسيما أعلام الأسرة الشيرازية الصامدة التي أبت إلا التمسّك بمبادئ الدين الحنيف والدفاع عن مصالح الأمة ومبادئ وشعائر الإمام الحسين”.
واعتبر الأسدي “الهجوم المسلح من قبل عناصر ولاية الفقيه على سين الشيرازي في مدينة قم بعد خروجه مع والده من درسه حلقة من مظالم النظام الديكتاتوري على العلماء ومراجع الدين”.
وحمل ممثل المرجع الشيرازي النظام الإيراني مسؤولية كل المآسي التي حلت بشعب إيران خلال أربعين عامًا من الحكم، محملاً المرشد علي خامنئي مسؤولية سلامة حسين الشيرازي”.
 ووجه زعماء عشائر من العراق بينهم عشيرة آل بودراج، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي بالإفراج عن نجل المرجع الشيرازي، متهمين خامنئي بالوقوف وراء اختطاف السيد حسين الشيرازي. ويحتفظ التيار الشيرازي بمرجعية السابق محمد الشيرازي والحالي صادق الشيرازي بخلاف مستحكم مع السلطات الإيرانية، وسبق أن وضع المرجع الراحل آية الله الشيرازي تحت الإقامة الجبرية في مدينة قم، كما اعتقل نجله السيد مرتضى، وتعرض لتعذيب شديد.
وفي العاصمة البريطانية لندن، تمكنت جماعة تطلق على نفسها “خدام المهدي” وهي من أتباع المرجع صادق الشيرازي، من اقتحام السفارة الإيرانية في لندن، الجمعة 9مارس، وإنزال العلم الإيراني وترديد شعارات مناهضة للمرشد علي خامنئي.

محاكماته :

محاكماته :
وفي سنة 2013م، اعتقلت محكمة رجال الدين في ايران، المرجع حسين الشيرازي، دون ذكر أي أسباب، مما أثار غضب الشيرازيين لدرجة أنهم هددوا بتنظيم مظاهرات مسلحة أمام مقر السفارة الإيرانية في بغداد، والقنصليتين الإيرانيتين في النجف وكربلاء، وهددوا بحرقها في حال تم إيذاؤه أو لم يتم الإفراج عنه خلال 24 ساعة، وهددوا بحرب مفتوحة واستهداف المصالح الإيرانية في بقاع شتى، وبالفعل أفرجت السلطات الإيرانية عنه بُعيد تهديد الشيرازيين.
وأعلن المرجع الديني الإيراني المعارض لولاية الفقيه، صادق الشيرازي، أن سلطات النظام أصدرت حكمًا بالسجن 120 عامًا ضد نجله حسين الشيرازي، الذي تم اعتقاله، الثلاثاء الماضي، عندما كان برفقته في مدينة قم وسط إيران.
وأبدى الشيرازي خلال درسه لعدد من طلاب العلوم الدينية في قم،  السبت 10 مارس الجاري، امتعاضه من طريقة اعتقال نجله والتهم التي وجهت إليه.
وقال الشيرازي أمام طلابه، متسائلًا: “لقد اعتقلوا ابني بسبب قضية سياسية، وحكموا عليه بالسجن لمدة 120 سنة، ولدي لم يكن سارقًا أو قاتلًا، فهو انتقد فقط سياسة الحكومة”. وأضاف المرجع الشيرازي: “ماذا يعني هذا الحكم، في دولة إسلامية؟”.

شارك