حد الردة (1- 2)

الأحد 11/نوفمبر/2018 - 03:17 م
طباعة
 
الحدود حينما تنسب ،  انما تنسب الى الله تعالى وحده، وكل حد نسب لغيره فهو افتراء على دينه ، وما يقال له: حد الردة، لا يمكن ان ينسب للذات العلية، وانما هو حد اخترعه المحدثون والرواة ، ولا يصح شيء منه عن رسول الله، فإذا قيل لهم : لماذا كذبتم عليه وقد علمتم ما قال في ذلك؟ قالوا : نحن لم نكذب عليه وانما كذبنا له ؛ حتى لا يخرج احد من دينه
وسنذكر في هذا البحث المختصر، بعضا من الآيات القرآنية، التي ذكرت الردة تصريحا او تلميحا ، ولم ترتب عليها أي حد دنيوي
 1-{..وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) البقرة}
ذكر هذه الآية احد دكاترة الازهر مستدلا بها على حد الردة فكلمته –بعد المحاضرة-وقلت له هل اتيتم بنا الى هنا لتعلمونا الارهاب ؟ قال ماذا تقصد؟ قلت له محاضرة حضرتك في قتل المرتد التي لا دليل عليها من  الكتاب او السنة العملية الصحيحة،  فقال :الم تسمع الآية التي تلوتها؟ قلت بلى سمعتها ووعيتها ، فهل قال الله فيها: فيمت ام قال فيقتل؟
وكان مما قلته له: معنى ذلك انكم لو ظفرتم بالدكتور مصطفى محمود-حال ارتداده-لقتلتموه ولحرمتم الامة من علمه 
ووعدني –بعد ان حاورته- انه سيعيد النظر في المسألة ، فلما دخل الينا ثانية، تناسى الموضوع كلية!!
2-{وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)ال عمران} اذ لو كان المعمول به ان من كفر في آخر النهار يقتل لما قالوا ذلك
3-{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) ال عمران} فهل قال الله اقتلوهم؟
 4-{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)ال عمران} ولم يرتب على ذلك حدا}
{ 5 -{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137)النساء} اذ لو كانوا قد آمنوا ثم كفروا فقتلوا بسبب كفرهم لما كان فى استطاعتهم ان يؤمنوا ثانية
6-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)المائدة} ولم يرتب على ذلك حدا
7-{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)محمد} فهل نسى ربك ان يقول:اقتلوهم؟
8-{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ..(256)البقرة}أليس فى اقامة حد الردة اكراه فى الدين، ومعصية لرب العالمين؟
اما بالنسبة للاحاديث التي اعتموا عليها فمن اشهرها حديث البخاري : لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَمَاعَةِ "
فهل فعلا لا يحل دم المسلم الا بإحدى هذه الثلاث؟ فعلى أي اساس تقتلون الساحر وشارب الخمر والمثلى وساب النبي وتارك الصلاة حتى وان صلى فان جهر بالنية يقتل على ما افتى به شيخ اسلامهم ابن تيمية
ويستدلون بحديث آخر: من بدل دينه فاقتلوه
ولو كانوا صادقين لقالوا ولماذا لا تقتله انت يا رسول الله؟
ثم لو كان كلامهم صحيحا، فعلينا ان نقتل من بدل دين منشئه  الى  الاسلام؛ لأنه بذلك يكون قد بدل دينه، ولتعلموا ان هذه الاحاديث سنة فرعونية وليست نبوية ففي كتاب الله {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)غافر}

شارك