ألغام الحوثي الإيرانية.. قنبلة موقوتة تهدد اليمنيين بعد الحرب

الثلاثاء 25/ديسمبر/2018 - 03:21 م
طباعة ألغام الحوثي الإيرانية.. أميرة الشريف
 
ما زالت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، تواصل خرق الهدنة في اليمن، بكامل طاقتها، حيث أقرّ مسؤول في الجماعة باستخدام المتمردين للألغام بشكل كبير.
وفي الوقت الذي يجذب فيه انتباه استخدام الحوثيين لصواريخ "سكود" وغيرها من الصواريخ الباليستية المعدّلة المطورة لتستهدف بها الأراضي السعودية؛ يمثل التوسع في استخدام الألغام خطرًا يمتد لأجيال قادمة في اليمن، أفقر دول العالم العربي.
ووفق وكالة أسوشيتد بريس، أكد أسامة القصيبي مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" بوجود الألغام "بكل مكان في اليمن، قائلا: إنها لا تستخدم كآلية للدفاع أو للهجوم، بل لإرهاب السكان المحليين في أنحاء اليمن.
ووصف تقرير "أسوشيتد برس" الألغام بأنها تقبع تحت رمال الصحراء المتحركة، وسط ركام الطرق، وداخل المدارس المهجورة على استعداد للانفجار بلمسة صغيرة... أماكن الألغام الأرضية، التي نشرها المتمردون الحوثيون في اليمن، غير معروفة، وسوف تظل تمثل تهديدًا حتى إذا نجحت أخر محاولات إرساء السلام في وضع حد للصراع بحسب ما يقول المشاركون في إزالتها.
وتعتبر الألغام من المخاطر التي يواجهها كل من المقاتلين والمدنيين على حد سواء، وبالأخص عقب انتهاء الحرب الدائرة الأن، ونهب الحوثيون مستودعات الأسلحة الحكومية عندما سيطروا على أغلب أجزاء شمال اليمن، وشمل ذلك كمية كبيرة من الألغام المضادة للدبابات. كذلك تنتشر الألغام المضادة للأفراد في أنحاء البلاد رغم انضمام الحكومة عام 1997 إلى معاهدة دولية تحظر استخدامها.
ووفق هيئة من الخبراء تابعة للأمم المتحدة عام 2016، فإن الحوثيين استخدموا وزرعوا الألغام الأرضية عند انسحابهم من مدينة عدن الواقعة جنوب اليمن، وقد أسفرت تلك الألغام عن مقتل 222 مدني، وإصابة آخرين في 114 واقعة على الأقل منذ عام 2016 بحسب "مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة"، الذي أشار أيضًا إلى أن تلك الأرقام ربما لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من كافة حوادث انفجار الألغام التي راح ضحيتها مدنيون في اليمن نظرًا لصعوبة الحصول على تقديرات دقيقة.
وفي سياق متصل، أكد ناصر باعوم، وزير الصحة اليمني، ، أن المنشآت الطبية في اليمن مغلقة، ما أدي إلي تسبب الألغام في مشكلة كبيرة.
وأقرّ يحيى الحوثي، المدير السابق للـ"مركز التنفيذي للتعامل مع الألغام" في اليمن، وهو مركز لنزع الألغام تابع للحوثيين، باستخدام الجماعة للألغام المضادة للدبابات، لكنه أنكر التلاعب فيها أو تعديلها لاستهداف أفراد. كذلك زعم أن الحوثيين لم يستخدموا يومًا ألغام مضادة للأفراد رغم وجود أدلة كثيرة تدل على عكس ذلك. ويقول العميد يحيى الساري، وهو مسؤول حوثي، إن المتمردين لا يستخدمون سوى الألغام الأرضية في ساحة المعركة لا في المناطق المدنية. وتساءل: "إن هذه حرب، فماذا تتوقعون منّا أن نفعل؟ أن نستقبل الطرف الآخر بالورود؟"، زاعما أن الحوثيين قد حددوا أماكن الألغام، وسيتمكنون من إزالتها "سريعًا" بمجرد انتهاء القتال.
واتهم القصيبي الحوثيين باستخدام تكنولوجيا توفرها إيران مثل أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء، وتتبع طرق مثل إخفاء القنابل داخل صخور وهمية.
وفي وقت سابق لفت تقرير أعدته مجموعة "أبحاث تسليح النزاعات"  إلى تمويه القنابل، التي توضع على جانب الطريق، على هيئة صخور في اليمن، وأن هذا يشبه طرق تستخدمها جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران في جنوب لبنان، ومتمردون على علاقة بإيران في كل من العراق والبحرين.
وتم العثور على ألغام زرعها الحوثيون، والتي تشبه بعضها نموذج تم استعراضه سابقًا في إيران، في البحر الأحمر بحسب تقرير لخبراء تابعين للأمم المتحدة عام 2018. وحذر التقرير من أن تلك الألغام "تمثل خطرًا على السفن التجارية، وخطوط الاتصال التي تمر عبر البحر، وقد تظل لسنوات تتراوح بين ست وعشر سنوات".
ويتهم كل من التحالف الذي تقوده السعودية، والدول الغربية، وخبراء في الأمم المتحدة، إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة منها بنادق اقتحام، وصواريخ باليستية.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن كل الأدلة والبراهين تؤكد علي دعم إيران للحوثيين، ومدهم بكافة الأسلحة المحظورة، فيما نفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة الاتهامات والمزاعم الأخيرة بشأن "الأسلحة الإيرانية السرية أو الأسلحة الشبح".

شارك