السامية ومعاداتها.. سؤال حول الصراع والتحيز

الإثنين 25/فبراير/2019 - 01:39 م
طباعة السامية ومعاداتها.. مروة حافظ
 
يعد كتاب " السامية ومعاداتها.. سؤال حول الصراع والتحيز"  أحد أشهر كتب المستشرق برنارد لويس ومن ترجمة زبيدة محمد عطا. والذي صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة، وهو واحدا من أهم الكتب التي كتبها برنارد لويس، والذى يعد أحد أكبر المؤرخين في العالم ويتناول فيه محاور عدة تدور حول نظرية معاداة السامية، والذى حاول الكاتب جاهدا أن يعزوها الى موقف ضد يهود العالم خلال فترات زمنية متعددة، ولا يخفى تحيزه لإسرائيل وخاصة أن الكاتب كان أحد المشاركين غير المباشرين في صناعة القرار في أمريكا فترة المحافظين، كما أكد ذلك "ديك تشينى" نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، وهو يتخذ موقفا ضد أوروبا وروسيا لوقوفها بجانب العرب، وأيضا تظهر مواقفه المتحيزة لإسرائيل في اتجاهات عديدة كموقفه تجاه المذابح الإسرائيلية كدير ياسين وصبرا و شتيلا، حيث اتهم كل من المسيحية والإسلام باتخاذ موقف ضد اليهودية، وكيف حاول العرب منع قيام دولة إسرائيل، مع تأكيده الدائم على معاناة اليهود على يد الألمان في ألمانيا النازية.
‎تطرح مترجمة الكتاب الدكتورة زبيدة عطا حقيقة أن برنارد لويس هو واحد من أكبر مؤيدي الصهيونية والذي يرى أن الصراع هو صراع حضارات وأن الإرهاب صناعة إسلامية، حيث أنه يرى دائما أن معظم المسلمين ليسوا من الأصوليين كما أن معظم الأصوليين ليسوا إرهابيين ولكن معظم الإرهابيين فى عصرنا مسلمون ويفتخرون بهذا.
‎وفى هذا السياق، يرى المفكر الراحل إدوارد سعيد، أن العلاقة الوثيقة بين السياسات والدراسات الاستشراقية حول الاسلام، هو ان الاحتمال الكبير لإمكانية استخدام الأفكار المستنبطة حول النزوع الطبيعي إما للذاتية أو الموضوعية وحول النقاء من التحيز فى البحث العلمي أو تواطؤ لصالح التجمعات التي تمارس الضغوط في الميادين التى تتعلق بالدين والأقليات الدينية والعرقية وهذا ينطبق على برنارد لويس، فقد بذل أقصى جهده العلمي للهجوم على الاسلام والمسلمين؛ حيث رأى أن الخطأ ليس فى المسلمين فقط إنما فى تعاليم الإسلام وانه دين يحث على العنف مستخدما مصطلح الجهاد رمزا للعنف والدموية.
‎برنارد لويس...المؤرخ الشهير(31 مايو 1916-19 مايو 2018) يطوع المادة وفقا لاهوائه ويعيب فى نفس الوقت على تحيز المؤرخين وخضوعهم لدوافعهم الشخصية فى تحليلهم للتاريخ، وكمثال فهو يهاجم جارودى ويصفه بالتحيز والعنصرية ضد اليهود والسامية ويتناسى انه أدين أمام محكمة فرنسية بالتحيز والعنصرية. فكانت تهمة جارودي أنه قلل من حجم الهولوكست، أما لويس فانه رفض الاعتراف بأن ما حدث للأرمن على يد العثمانيين هو ابادة جماعية، حيث نفى ذلك في كتابه "نشأة تركيا الحديثة" ولكنه عاد فوصفها بمذبحة مرعبة، وأدى موقفه المتغير الى دفع عددًا من المؤرخين والصحفيين الذين رأوا أن لويس تورط فى تعديل التاريخ خدمة لأهدافه السياسية ومصالحه الشخصية، من ناحية أخرى تجمع المصادر الأوروبية أن برنارد لويس كان وراء الحرب على العراق، ويرجع ذلك لصلته القوية انذاك بالرئيس الأمريكي بوش ونائبه ديك تشينى.
‎مؤلف الكتاب له عدد كبير من الكتب التي ينصب اهتمامها على العرب والمسلمين، نذكر منها: "العرب في التاريخ"، "نشأة تركيا الحديثة"، "الحضارات في صراع: المسيحيون والمسلمون واليهود في عصر الاكتشافات"، "لغة الاسلام السياسية" و"اكتشاف المسلمين لأوروبا".
‎مترجمة الكتاب الدكتورة زبيدة محمد عطا، أستاذ التاريخ الإسلامي والوسيط والعميد الاسبق لكلية الآداب بجامعة حلوان، حاصلة على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية في عام 2003،لها عدد كبير من المؤلفات؛ نذكر منها: "اسرائيل فى النيل"، "يهود العالم العربي"، "يهود مصر التاريخ الاجتماعي"، "اليهود ودعاوى الاضطهاد" و"الفلاح المصري بين العصرين البيزنطي والإسلامي"

شارك