محادثات الأمم المتحدة.. هل تمنع البوليساريو الدعم الإيراني ضد المغرب؟

الخميس 21/مارس/2019 - 02:57 م
طباعة  محادثات الأمم المتحدة.. أميرة الشريف
 
يشكل التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية عقيدة  أساسية لدي نظام المرشد علي خامنئي، القائم علي تصدير الثورة الإسلامية وفقا لنظرية "ولاية الفقيه" الشيعية التي تحكم طهران، وتعمل بكل الوسائل وعبر كل أطياف التيارات السياسية المناوئة والمتمردة علي الدولة المركزية في تمرير مشروع تفتيت الدول العربية، وكانت المغرب هدف غير مشروع أخر لإيران.
وفي مايو الماضي، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، قطع العلاقات مع إيران، بسبب تورط ميليشيات "حزب الله" اللبناني في إرسال أسلحة إلى جبهة البوليساريو، عن طريق "عنصر" في السفارة الإيرانية بالجزائر.
ووفق تقارير إعلامية، فإن إيران وحليفها حزب الله يدعمان جبهة البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها.
وبرعاية الأمم المتحدة تبدأ اليوم الخميس 21 مارس 2019، في سويسرا الجولة الثانية من المحادثات بشأن النزاع حول الصحراء الغربية، بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن وفود المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا ستنضم إلى هورست كولر، الذي يقود جهود الأمم المتحدة للسلام، لبحث "التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من جميع الأطراف يؤدي إلى تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.
وفي أعقاب هذه المحادثات التي ستعقد في جنيف، ستنظم جنوب إفريقيا "مؤتمر تضامن" في 25 و26 مارس الجاري في بريتوريا، للدفع من أجل استفتاء بشأن الصحراء الغربية، وذلك برعاية مجموعة تنمية إفريقيا الجنوبية "سادك".
وكان، طرفي النزاع اجتمعا في ديسمبر الماضي، بحضور كل من موريتانيا والجزائر إلا أن المحادثات لم تثمر نتائج على أرض الواقع.
وتأمل المجموعة الدولية في إيجاد مخرج لمشكلة الصحراء الغربية المتواصلة منذ 1975، تاريخ انسحاب إسبانيا منها.
وفشلت وساطات الأمم المتحدة مرارا في التوصل إلى تسوية بشأن الصحراء الغربية، وهو ما يفسر الحروب التي خاضها المغرب وجبهة البوليساريو منذ عام 1975 وحتى سنة 1991.
وتقع الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، على الطرف الغربي للصحراء الكبرى وتمتد مسافة 1000 كلم على طول ساحل المحيط الأطلسي، عندما انسحبت إسبانيا منها، أرسلت الرباط آلاف الأشخاص عبر الحدود وأعلنت أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من التراب المغربي.
وفي العام التالي أعلنت جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة اختصارا بـ"بوليساريو" إقامة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". 
وتطالب الجبهة بإجراء استفتاء حول تقرير المصير وهو ما ترفضه الرباط وتعرض حكما ذاتيا للمنطقة على أن تبقى تحت سيادتها.
وفي انتظار التوصل إلى حل، يعيش لاجئون صحراويون في مخيمات قرب مدينة تندوف بالجزائر. ويقدر عددهم بما بين 100 ألف إلى 200 ألف شخص، في ظل غياب إحصاء رسمي. 
وتقع تندوف جنوب غرب الجزائر العاصمة على بعد 1800 كيلومتر وهي قريبة من الحدود مع المغرب.
وتم نشر بعثة أممية لحفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها منذ عام 1991 لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار.
وكان وزير الشؤون الخارجية  المغربي، أبلغ نظيره الإيراني ، قرار المملكة، إن المغرب سيغلق سفارته في طهران وسيطرد السفير الإيراني في الرباط.
وأضاف أن إيران وحليفها حزب الله يدعمان البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها، مؤكدا أن هذا القرار حول العلاقات الثنائية حصرياً بين البلدين، ولا علاقة له بالتطورات في الشرق الأوسط.
من جانبها نفت جبهة البوليساريو، بوجود علاقة بين الجبهة وحزب الله وايران، ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية التابعة للبوليساريو أن الجيش الشعبي خاض حربه التحريرية الوطنية بالاعتماد بشكل حصري على الإنسان والكادر الصحراوي فقط، ولم يُسجل طيلة فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي، وجود عسكري تابع لأية جهة أجنبية كيف ما كانت، بجانب الجيش الشعبي الصحراوي.
ويمثل حزب الله ذراع ايران الغير رسمية في مواجهة الدولة العربية وزعزعة الاستقرار،حيث يشكل الحزب بما اكتسبه من تعاطف في مواجهة العدو الإسرائيلي، ورقة داخل المجتماعات والقوي السياسية وأيضا الجماعات المسلحة في احتضانها لفتح علاقات مع إيران عبر حزب الله.

شارك