تركيا و"داعش".. علاقة يفضحها الأسرى والنفط.هل تعيد تركيا ترسيم خريطة الحرب في سوريا؟..فرنسا تدعو تركيا لتجنب "أي مبادرة" قد تضر بالحرب على داعش

الثلاثاء 08/أكتوبر/2019 - 11:01 ص
طباعة تركيا وداعش.. علاقة إعداد: أميرة الشريف
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  صباح اليوم الثلاثاء 8  أكتوبر 2019.

سكاي نيوز..تركيا و"داعش".. علاقة يفضحها الأسرى والنفط

سكاي نيوز..تركيا
لم تعد العلاقة المشبوهة بين أنقرة و"داعش" طي الكتمان، ورغم كل ما كشف خلال السنوات الأخيرة عن الدعم التركي للتنظيم المتطرف، تحسم الولايات المتحدة الأمر، وتقرر تسليم تركيا الأسرى "الدواعش" المحتجزين بالشمال السوري.

قرار تزامن مع إعلان البيت الأبيض عدم مشاركة القوات الأميركية في العملية التركية شمالي سوريا، الذي جاء بعد ساعات من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن غزو تركي وشيك للمنطقة.

فقد أكد السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، الأحد، وعقب ساعات من اتصال هاتفي بين رئيسه دونالد ترامب وأردوغان، أن القوات المسلحة الأميركية لن تشارك أو تدعم عملية تركية مخططة في شمال سوريا.

وأوضح السكرتير الصحفي، في بيان، أن القوات الأميركية "بعدما هزمت تنظيم داعش"، لن تكون في المنطقة القريبة من الحدود التركية، وأن أنقرة ستكون مسؤولة الآن عن جميع مقاتلي التنظيم، الذين تم أسرهم خلال العامين الماضيين في المنطقة".
في هذا السياق تحدث الخبير في الشؤون التركية خورشيد دلي لـ"سكاي نيوز عربية"، مشيرا إلى أن العامين الماضيين شهدا صدور تحقيقات وتقارير دولية عدة، قدمت مئات الشواهد على روابط بين "داعش" وأنقرة.

كما يلفت دلي إلى ما حدث في بلدة الباغوز، آخر معاقل داعش شرقي الفرات، حيث اعتقلت الوحدات الكردية الكثير من مسلحي التنظيم المتطرف، الذي كان بعضهم يحمل جوازات سفر تركية، عليها أختام أنقرة.

البحث في العلاقة المشبوهة بين داعش وتركيا يكشف النقاب كذلك عن "تجارة النفط" التي تمت بينهما سرا، عبر عمليات تهريب خدمت مصالح الطرفين على حد سواء: فأنقرة تمول التنظيم الإرهابي لتدمير المنطقة من جهة، وجيوب النظام التركي تمتلئ بالأموال من جهة أخرى.

والمثير أنه لا مساءلة لحكومة أردوغان على فعلتها هذه إلا من قبل المعارضة التركية، إذ يكشف الكاتب والباحث السياسي جواد غوك عن تقديم عدد من نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض، مقترحا يقضي بضرورة خضوع جميع المسؤولين المتورطين بعلاقات مع "داعش" للمساءلة أمام القضاء.

وفي السياق ذاته، يبرز سؤال آخر لا يقل أهمية: كيف لم تلاحق الولايات المتحدة الحكومة التركية على خلفية تلك الاتهامات وتتدخل لإيقاف تلك العمليات؟ علما أن واشنطن شكلت تحالفا دوليا كان هدفه الأساسي القضاء على "داعش"، وقطع مصادر تمويله.
ويفسر مستشار مركز سياسات الخليج في واشنطن ثيودور كاراسيك، الأمر قائلا: "في تركيا طرق عدة لتهريب النفط والكثير من البضائع، وكان من بين أهداف التحالف الدولي تعقب تلك الطرق".
لكن واشنطن، وفقا لكاراسيك، رأت أنه من الخطر تعقب تلك القوافل داخل الأراضي التركية، بالنظر إلى عدم تأكدها أحيانا مما ينقل، وإذا كان ثمة بضائع أخرى غير نفطية، لهذا كانت واشنطن مترددة في تعقب هذه الحاويات.
تقارير العلاقات المشبوهة لم تكتفِ بكل ما سبق، وإنما ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ تحدثت عن احتفاظ "داعش" بتمثيل داخل تركيا، يساعد التنظيم المتطرف على الاستمرار في استقبال المسلحين الأجانب، ويسهل مرورهم إلى المناطق الحدودية مع سوريا.
صفحات من التعاون بلغت اليوم فصلا جديدا، إذ باتت تركيا بمباركة أميركية مسؤولة عن الأسرى الدواعش، حتى وإن جاء ذلك مع الإشارة إلى أن قرار تسليم أسرى "داعش" لتركيا جاء بعد رفض فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى استلام مواطنيها من مقاتلي التنظيم المتطرف.


أ ف ب.. فرنسا تدعو تركيا لتجنب "أي مبادرة" قد تضر بالحرب على داعش

أ ف ب.. فرنسا تدعو
دعت فرنسا، الاثنين، تركيا إلى الامتناع عن أي عملية عسكرية في سوريا "قد تؤدي إلى عودة ظهور تنظيم داعش"، مطالبة بإبقاء المتشددين الأجانب في معسكرات يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية: "ندعو تركيا إلى تجنب أي مبادرة من شأنها أن تتعارض مع مصالح التحالف الدولي ضد داعش، وهي جزء منه".

وأضافت المتحدثة أنييس فون در مول في بيان: "تنظيم داعش الذي انتقل إلى العمل السري منذ هزيمته على الأرض، يبقى تهديدا كبيرا لأمننا الوطني. ولا يزال لهذا التنظيم موارد وقدرات كبيرة للتحرك".

وكانت القوات الأميركية المنتشرة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا، قد باشرت، الاثنين، انسحابها من القطاعات الملاصقة للحدود، مما يفتح الطريق أمام هجوم عسكري تركي ضد القوات الكردية، رغم تحالف الأخيرة مع الولايات المتحدة في الحرب على داعش.

وتابع بيان المتحدثة الفرنسية: "أي عمل من طرف واحد يمكن أن تكون له تداعيات إنسانية كبيرة، ولن يساعد على توافر الشروط اللازمة لعودة آمنة وطوعية للاجئين إلى مناطقهم الأصلية"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

واعتبر البيان أن التدخل العسكري التركي "سيضر باستقرار هذه المنطقة وبالجهود التي نقوم بها مباشرة على الأرض، عبر عمل عسكري وإنساني إلى جانب قو ات سوريا الديموقراطية، لمكافحة الإرهاب بشكل دائم والمساهمة بعودة الحياة الطبيعية، في إطار احترام حقوق السكان المحليين".

وكان البيت الأبيض في بيانه الذي أعلن سحب القوات الأميركية من المناطق الحدودية، قد تطرق أيضا إلى إمكانية تسلم تركيا مسؤولية المقاتلين الأوروبيين من داعش، المحتجزين حاليا لدى قوات سوريا الديموقراطية.

وطالبت الولايات المتحدة مرارا بنقل الجهاديين الأوروبيين المحتجزين حاليا في معسكرات في شمال شرق سوريا، إلى بلدانهم الأصلية، وهو الأمر الذي ترفضه فرنسا.

وأضاف البيان الفرنسي: "لا بد من محاكمة المقاتلين الإرهابيين المعتقلين، وبينهم من يحمل جنسية أجنبية، في مكان ارتكاب جرائمهم".

وختم البيان بالقول: "إن ضمان محاكمتهم ووضعهم في أماكن احتجاز شديدة الحراسة في شمال شرق سوريا، يبقيان ضرورة أمنية لتجنب عودتهم لتعزيز صفوف المجموعات الإرهابية. لا بد من تجنب أي عمل يمكن أن يعرقل تحقيق هذه الأهداف".

رويترز..ترامب وأردوغان والتخلي عن أكراد سوريا.. 24 ساعة ساخنة

رويترز..ترامب وأردوغان
جاء قرار الإدارة الأميركية، الاثنين، بتخلي واشنطن فعليا عن المقاتلين الأكراد والسماح لتركيا بشن هجوم عليهم في شمال سوريا، مفاجئا، مما أثار العديد من ردود الفعل المتباينة.
وفي وقت مبكر من صباح الاثنين، أعلن البيت الأبيض أن القوات الأميركية لن تشارك في العملية التركية شمالي سوريا، ثم عاد ليعلن أن القوات الأميركية ستتنحى جانبا وتمهد الطريق لهجوم تركي متوقع.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، ستيفاني غريشام، إن "القوات الأميركية لن تدعم العملية أو تشارك بها، ولن تكون في المنطقة".
ولم تتطرق غريشام إلى مصير الأكراد، لكن هذا يعني فعليا تخلي إدارة دونالد ترامب عن المقاتلين الأكراد، الذين قاتلوا جنبا إلى جنب مع القوات الأميركية في المعركة التي استمرت لسنوات ضد داعش.
وهناك حوالي ألف جندي أميركي في شمال سوريا، في وقت قال فيه مسؤول أميركي بارز إنهم سينسحبون من المنطقة، وربما يغادرون البلاد بالكامل في حال اندلاع قتال واسع النطاق بين القوات التركية والكردية.
بعد مكالمة هاتفية

وجاء القرار الأميركي بعد فترة قصيرة من مكالمة هاتفية أجريت بين الرئيسين الأميركي والتركي، ترامب ورجب طيب أردوغان.
كما أن المكالمة بين الرئيسين أعقبت تحذيرا قويا من أردوغان بتنفيذ عملية عسكرية أحادية الجانب في شمال سوريا، حيث أرسل الجيش التركي وحدات ومعدات دفاعية إلى حدوده مع المنطقة.
دافع ترامب عن قرار إدارته بسحب القوات الأميركية، وقال إن مواصلة دعم القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة مكلف للغاية.
وأبرز في سلسلة تغريدات على تويتر "الأكراد قاتلوا معنا، لكنهم حصلوا على مبالغ طائلة وعتاد هائل لفعل ذلك. إنهم يقاتلون تركيا منذ عقود".
وأضاف "سيتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع".
وفي وقت لاحق، نشر ترامب تغريدة جديدة جاء فيها "انتخبت لإخراج أميركا من تلك الحروب، التي يعمل فيها جيشنا العظيم كشرطي لخدمة أناس لا يحبون الولايات المتحدة حتى".

رسائل متناقضة
بيد أن التصريحات الأميركية أعطت إشارات متناقضة في وقت لاحق، حيث قال مسؤول مسؤول كبير بالخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية التركية المزمعة في شمال شرق سوريا "بأي شكل من الأشكال"مشيرا إلى أنها لن تجعل المنطقة أكثر أمانا من تهديدات تنظيم داعش.
وأضاف في تصريحات للصحفيين "إنها فكرة في غاية السوء"، مردفا أن خطة أنقرة لإعادة توطين اللاجئين في شمال شرق سوريا "أكثر شيءجنونا سمعت به على الأرجح".
كما أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية التركية في شمال سوريا.
ثم غرد الرئيس ترامب بتهديد تركيا بأنه سيدمر اقتصادها إذا تجاوزت حدودها في سوريا، دون أن يفصح عن الخطوط الحمراء التي وضعها للأتراك في هذه المنطقة.
ويشير ذلك إلى انقسام داخل واشنطن بشأن قرار الانسحاب من شمال سوريا، إذ دعا السناتور ليندسي غراهام الجمهوري المقرب جدا من ترامب إلى "العودة عن قراره"، معتبرا أن هذا الخيار "ينطوي على كارثة".
وقال في تغريدة "إذا طبقت هذه الخطة فسأقدم مشروع قرار إلى مجلس الشيوخ يطلب أن نعود عن هذا القرار. أتوقع أن يلقى دعما واسعا من قبل الحزبين".

العملية التركية
وبعد إفساح أميركا المجال أمامها، ستمضي القوات التركية قريبا في عمليتها العسكرية التي تخطط لها منذ فترة طويلة هناك لإنشاء ما تصفها بأنها "منطقة آمنة".
وذكر وزير خارجية تركيا، مولود تشاوش أوغلو، أن بلاده عازمة على "تطهير" سوريا ممن وصفهم بـ"الإرهابيين"، الذي يهددون أمن تركيا.
وتعد الوحدات الكردية شريكا رئيسيا للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم داعش، إذ نجحت هذه الوحدات التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية في دحر التنظيم في مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.
إلا أن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب "إرهابيين" وامتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود.

موقف الأكراد

ردت قوات سوريا الديموقراطية  باتهام ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لأردوغان لهجوم وشيك، حسب "أسوشيتد برس".
وذكرت في بيان "رغم الجهود المبذولة من قبلنا لتجنب أي تصعيد عسكري مع تركيا والمرونة التي أبديناها من أجل المضي قدما لإنشاء آلية أمن الحدود، فإن القوات الأميركية لم تف بالتزاماتها وسحبت قواتها من المناطق الحدودية مع تركيا".
كما وجهت قوات سوريا الديمقراطية تحذيرا شديد اللهجة لأنقرة، وهددت بالرد بقوة على أي توغل تركي، وتحويل الصراع إلى حرب شاملة.
وسارعت الأمم المتحدة إلى الدخول على خط هذه المستجدات، وذلك على لسان منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأزمة السورية بانوس مومسيس، الذي قال للصحفيين في جنيف، إنه يجب حماية المدنيين من أي عملية عسكرية تركية في شمال شرق سوريا.
وتأمل المنظمة الدولية في الحيلولة دون وقوع موجات نزوح كبيرة أو عمليات قتل على غرار ما حدث في البوسنة والهرسك.
وتقدم الأمم المتحدة حاليا مساعدات لنحو 700 ألف شخص في منطقة شمال شرق سوريا، التي يبلغ تعداد سكانها 1.7 مليون.
هذا وعبرت دول أخرى عن معارضتها للقرار الأميركي والخطة التركية، حيث حذر الاتحاد الأوروبي من "عملية عسكرية تركية في سوريا".
كما علقت المفوضية الأوروبية بالقول "لا يمكن الوصول إلى حل للأزمة بالطرق العسكرية".
ودعت فرنسا هي الأخرى تركيا إلى الامتناع عن أي عملية عسكرية في سوريا "قد تؤدي إلى عودة ظهور تنظيم داعش"، مطالبة بإبقاء المتطرفين الأجانب في معسكرات يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق البلاد.
من جهته، شددت روسيا على ضرورة "انسحاب كل القوات الأجنبية غير القانونية من سوريا".

الحرة..خلاف إيراني تركي بسبب عملية شرق الفرات في سوريا

الحرة..خلاف إيراني
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، مساء الاثنين، إن طهران "تعارض" عملية عسكرية في سوريا، وفق ما جاء في بيان رسمي.

ودعا وزير الخارجية الإيراني خلال مكالمة هاتفية مع تشاوش أوغلو إلى "احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها الوطنية وشدد على ضرورة مكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار والأمن في سوريا"، وفق ما جاء في بيان وزارة الخارجية.

وتأتي الخطوة الإيرانية بعدما بدا وكأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أخلى الساحة أمام هجوم تركي على القوات الكردية في شمال سوريا.
واعتبر ظريف خلال محادثاته مع تشاوش أوغلو أن "اتفاق أضنة كان أفضل وسيلة لسوريا وتركيا من أجل معالجة مخاوفهما" المتبادلة.
وكان الهدف من اتفاق التعاون المشترك المعروف باسم "اتفاق أضنة" الموقع عام 1998 بين تركيا وسوريا في هذه المدينة التركية، إنهاء أزمة بين أنقرة ودمشق كان سببها حينها وجود زعيم حزب العمال عبد الله أوجلان في سوريا.
وترى تركيا أن هذا الاتفاق يمنحها الحق في التدخل على الأراضي السورية ضد حزب العمال الكردستاني والحركات المرتبطة به في حال عدم تحرك النظام السوري ضدها.
وبموجب الاتفاق، تعهدت سوريا بمنع أنشطة حزب العمال الكردستاني في شمال أراضيها.
أهداف تركيا
ولتركيا هدفان رئيسيان في شمال شرق سوريا، الأول هو إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها، إذ تعتبرها خطرا أمنيا، وإنشاء منطقة داخل سوريا يمكن فيها توطين مليوني لاجئ سوري تستضيفهم في الوقت الراهن.
وتدفع أنقرة واشنطن للمشاركة في إقامة "منطقة آمنة" تمتد 32 كيلومترا في الأراضي السورية، لكنها حذرت مرارا من أنها قد تتخذ عملا عسكريا من جانب واحد متهمة واشنطن بالتلكؤ.
بل وتحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الآونة الأخيرة عن توغل أعمق في سوريا يتجاوز "المنطقة الآمنة" المقترحة إلى مدينتي الرقة ودير الزور من أجل السماح لمزيد من اللاجئين بالعودة إلى سوريا.

روسيا اليوم.هل تعيد تركيا ترسيم خريطة الحرب في سوريا؟

روسيا اليوم.هل تعيد
مع الترقب لتوغل تركي وشيك شمالي سوريا، يبدو أن أنقرة تستعد لترسيم خريطة الصراع السوري مرة أخرى، في خطوات لتوسيع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرتها على الحدود، مع انسحاب أميركي لنحو 100 جندي يرافقها تهديدات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وسيكون هذا ثالث توغل من نوعه لتركيا منذ 2016، بعدما نشرت بالفعل قوات على الأرض عبر قطاع في شمال سوريا بهدف احتواء النفوذ الكردي بسوريا في الأساس، مما يوجه ضربة لقوات حاربت تنظيم داعش ويقودها الأكراد.

ما الذي تريده تركيا؟

لتركيا هدفان رئيسيان في شمال شرق سوريا، الأول هو إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها، إذ تعتبرها خطرا أمنيا، وإنشاء منطقة داخل سوريا يمكن فيها توطين مليوني لاجئ سوري تستضيفهم في الوقت الراهن.

وتدفع أنقرة الولايات المتحدة للمشاركة في إقامة "منطقة آمنة" تمتد 32 كيلومترا في الأراضي السورية، لكنها حذرت مرارا من أنها قد تتخذ عملا عسكريا من جانب واحد متهمة واشنطن بالتلكؤ.

بل وتحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الآونة الأخيرة عن توغل أعمق في سوريا يتجاوز "المنطقة الآمنة" المقترحة إلى مدينتي الرقة ودير الزور من أجل السماح لمزيد من اللاجئين بالعودة إلى سوريا.

أمضت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي يقودها الأكراد أعواما وهي توسع نطاق سيطرتها عبر شمال وشرق سوريا بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.

والأكراد مثال نادر على تحقيق مكاسب في الحرب السورية، إذ أقاموا مع حلفائهم هيئات حاكمة مع التأكيد دوما على أن هدفهم هو الحكم الذاتي وليس الاستقلال، إلا أن ذلك قد ينهار في حالة حدوث هجوم تركي كبير من شأنه أن يوقع المنطقة في حرب.

من جانبه، يحذر مجلس سوريا الديمقراطية المرتبط بـ"قسد" بأن الهجوم سيفجر موجة نزوح جماعي جديدة.

كنا سيعرض أي انسحاب أميركي كامل المنطقة لخطر المزيد من التوغلات التركية وعودة تنظيم داعش أو لمحاولات الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا استعادة أراض.


المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية، التي تسيطر عليها في الوقت الراهن قوات يقودها الأكراد تمتد لمسافة 480 كيلومترا من نهر الفرات في الغرب إلى حدود العراق في الشرق.

ويبدو أن خطط تركيا العسكرية تنصب في الوقت الحالي حول قطاع حدودي بين مدينتي رأس العين وتل أبيض، اللتين يفصلهما نحو 100 كيلومتر.

وأبلغ مسؤول أميركي رويترز، الاثنين، أن القوات الأميركية انسحبت من مواقع المراقبة هناك، ورغم أن هذا الجزء يقع تحت سيطرة القوات التي يقودها الأكراد، فإنه كان على مر التاريخ يحوي وجودا عربيا قويا.

وقال مسؤول تركي: "مكان وتوقيت ونطاق تنفيذ الإجراءات الرامية لمواجهة المخاطر الأمنية ستقرره تركيا مجددا".

من جانبهما، تدعم روسيا وإيران، القوتان الرئيسيتان الأجنبيتان الأخريان في سوريا، الرئيس السوري

بشار الأسد، بقوة على النقيض من تركيا والولايات المتحدة اللتين دعتاه للتنحي ودعمتا معارضين يحاربون للإطاحة به.

وقالت روسيا إن تركيا لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال إنه ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وإن على كل القوات العسكرية الأجنبية، التي لها "وجود غير مشروع" أن ترحل عن سوريا.

وإذا سحبت الولايات المتحدة كل قواتها من شمال شرق سوريا، فإن حكومة دمشق مدعومة من روسيا، قد تحاول استعادة السيطرة على معظم المنطقة التي لم تسيطر عليها تركيا.


لا يوجد دعم علني من حلفاء تركيا الغربيين لخطتها من أجل توطين مليوني لاجئ سوري، أي أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين تستضيفهم في الوقت الراهن، في شمال شرق سوريا.

والباعث الرئيسي لقلق الغرب هو أن يؤدي تدفق السوريين العرب السنة على شمال شرق سوريا، الذي يهيمن عليه الأكراد إلى تغيير التركيبة السكانية للمنطقة.

وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة السورية إن على كل الأطراف تفادي تشريد المدنيين إذا شنت تركيا الهجوم.


لطالما اعتبرت دمشق أنقرة قوة احتلال لها مخططات في الشمال السوري، كما لمحت أحيانا إلى استعدادها لإبرام اتفاق مع الأكراد على الرغم من أن مفاوضاتهما الأخيرة وصلت لطريق مسدود.

كما أن الفوضى قد تتيح لتنظيم داعش فرصة للنهوض من جديد. وتشن قوات سوريا الديمقراطية عمليات ضد خلايا داعش النائمة منذ انتزعت من التنظيم السيطرة على آخر معاقله في وقت سابق هذا العام.

ولطالما حذر قادة الأكراد السوريين من أن قوات سوريا الديمقراطية ربما لا تتمكن من مواصلة احتجاز أسرى داعش، إذا تدهور الوضع في حالة الغزو التركي.

ووفقا لإدارة العلاقات الخارجية في الإدارة التي يقودها الأكراد بشمال سوريا، لا تزال قوات سوريا الديمقراطية تحتجز خمسة آلاف مقاتل من العراق وسوريا بالإضافة إلى ألف أجنبي من أكثر من 55 دولة.

شارك