ماذا بعد سقوط قيادات القاعدة باليمن في قبضة الأمريكان؟!

الخميس 06/نوفمبر/2014 - 07:13 م
طباعة ماذا بعد سقوط قيادات
 
أكدت جماعة أنصار الشريعة، التابعة لتنظيم القاعدة، مقتل قيادات من الصف الأول في ضربات تلقاها التنظيم من طائرة أمريكية دون طيار يوم الثلاثاء الماضي، وتوعد تنظيم القاعدة، في بيان له، بالانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية، والحوثيين في اليمن، لمقتل قيادته قائلا:" علي جميع المسلمين في اليمن، النهوض ورفع السلاح، في وجه أمريكا وأذنابها"

طائرات بدون طيار تصيد قيادات القاعدة

طائرات بدون طيار
تستخدم أمريكا في محاربة القاعدة باليمن طائرات دون طيار وهي التي نفذت أغلب العمليات ضد تنظيم القاعدة في البلاد، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الفرع اليمني من القاعدة الأخطر بين فروع التنظيم العالمي وهو مدرج ضمن اللائحة الأمريكية السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية". وعرضت واشنطن 45 مليون دولار مكافأة لمن يبلغ عن ثمانية من قادة هذا التنظيم وبينهم قائده اليمني ناصر الوحيشي.
ولذلك بدأت واشنطن حرب الطائرة بدون طيار ضد أعضاء التنظيم في اليمن، وذلك بعد أن بدأت الحملة في عام 2001، وتصاعدت في 14 يناير 2010، عندما أعلن اليمن حربا مفتوحة على القاعدة، ففي مايو 2010 استهدفت  طائرة بدون طيار أعضاء من تنظيم القاعدة في "وادي عبيدة"، اليمن قتل خمسة أشخاص.
وتصاعد القتال مع تنظيم القاعدة خلال فترة الثورة اليمنية في عام 2011، مع الجهاديين الذين استولوا على معظم محافظة أبين وأعلنوا فيها إمارة في نهاية مارس.
 وخلال الأشهر القليلة الأولى من عام 2012 كانت هناك موجة أخرى من العنف والقتال، وسيطر المسلحون على مدن في جنوب غرب البلاد وسط معارك ثقيلة مع قوات الحكومة. 
وبلغ عدد الضربات طائرة بدون طيار في اليمن أكثر من 120 ضربة منذ 2002، منها 39 في 2013، و36 منذ مطلع 2014 وحده، عملا باتفاقيات "مكافحة الإرهاب" ما بين البلدين التي وقعت أيام الرئيس السابق علي عبد الله صالح ويستمر العمل بها إلى يومنا هذا، بالرغم من إدانة "منظمة العفو الدولية" لهذا النوع من الضربات، علما بأن هذه الطائرات تنطلق من قواعدها في المملكة العربية السعودية بحسب عدة مصادر أمنية وصحفية. 
ووفقا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي الأخير المتعلق بنزوع الإرهاب لعام 2013 الذي أعلن عنه في 30 أبريل 2014، أكد التقرير أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يعتبر من أكثر الفروع ارتباطا بتنظيم القاعدة المركزي، والأشد خطورة على الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الأمريكيين في اليمن إلى جانب قدرته على تهديد مصالح واشنطن في اليمن، كما أن زعيمه ناصر الوحيشي تمكن من فرض نفسه وزيادة نفوذه وترسيخ مرجعيته، وبات الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أيمن الظواهري، حيث تمكن الفرع من تنفيذ أكثر من 100 هجوم داخل اليمن عام 2013.
وفي نهاية 2012 رفعت الولايات المتحدة سقف دعمها لليمن للعام الثالث على التوالي. كما أن عام 2012 شهد للمرة الثالثة منذ عدّة أعوام زيادة جديدة في عدد المقاتلين في صفوف القاعدة، حيث تشير التقديرات الحالية إلى أن عدد مقاتلي القاعدة يتراوح بين 1000 إلى بضعة آلاف مقاتل، وبعد مضي عقد واحد على تقديم الولايات المتحدة دعماً متقطعاً لليمن فيما تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أصبح أقوى مما كان عليه في سبتمبر 2001.

أبرز قيادات القاعدة

أبرز قيادات القاعدة
بدأت أمريكا حربا موسعة ضد تنظيم القاعدة في منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطي حيث خاضت حرب ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان الافغانية في 2001 .
 واستهدفت الولايات المتحدة في 3 نوفمبر 2002 قاسم سالم الحارثي وكمال دروش، وهما من أهم قيادات تنظيم القاعدة في اليمن.
وفي 17 ديسمبر 2009 قُتل صالح الكاظمي، وهو رابع المطلوبين من الإرهابيين في اليمن وأيضا أُدين بمشاركته في هجوم ناقلة النفط ليمبورج.
وفي 24 ديسمبر 2009 قتل محمد أحمد صالح عمير من كبار قادة تنظيم القاعدة، وأُدين بضلوعه في تفجير المدمرة الأمريكية "كول".
ومع بداية عام 2010 بدأت الولايات المتحدة، حربا قوية ضد تنظيم  القاعدة في اليمن، وبالتعاون مع مسئولين يمنيين، أربعة صواريخ كروز على أهداف إرهابية مشتبه فيها في اليمن.
وقتلت الطائرات الأمريكية بدون طيار أكثر من 35 شخصًا من أبرز قيادات القاعدة الرئيسية في اليمن، بما في ذلك رجل الدين اليمني الأمريكي أنور العولقي في 30 سبتمبر 2011، وفهد القوص، الذي كان يشتبه في تورطهم في تفجير 2000 يو إس إس كول بعدن.
وفي 25 مايو 2010 قتل محمد سعيد بن جميل الرجل الثاني في ابين بعد الامير الخضر حسين الجدني "طبقا ليمن أوبزرفر".
وفي 5 مايو 2011 قتل مسعد مبارك الظاهري وعبدالله مبارك الظاهري وهما من قيادات البارزة بتنظيم القاعدة باليمن.
وفي 3 يونيه 2011 قتل أبو علي الحارثي وهو قيادي بارز في القاعدة واخ غير شقيق لأنور العولقي.
وفي 14 يوليو 2001 قتل هادي محمد علي وهو قيادي بارز في القاعدة، وفي 1 أغسطس 2001 قتل ناصر الشدادي قيادي بارز في القاعدة متخصص في صناعة القنابل لأعضاء التنظيم
في 30 سبتمبر 2011: أنور العولقي كان هدفا لضربة أمريكية بدون طيار قامت بقتله بنجاح مع بضعة مسلحين آخرين بينما كانوا جميعا في نفس السيارة للحصول على وجبة الإفطا، كما قتل أيضا سمير خان أحد أبرز المطلوبين لضلوعه في هجوم 2002 علي ناقلة النفط "ليمبورج".
في 14 أكتوبر 2011 قتل إبراهيم البناء، وعبدالرحمن العولقي أحد أهم أبرز قيادات تنظيم القاعدة في اليمن، وفي 23 ديسمبر 2001 قتل عبد الرحمن الوحشي، وهو شقيق ناصر الوحشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، بموقع قريب من مدينة زنجبار في جنوبي اليمن.

2012 عام القتل الأكبر لعناصر القاعدة

2012 عام القتل الأكبر
في 30 يناير 2012 قتل عبدالرحمن الفتاني وهو قائد بارز في تنظيم القاعدة، وفي 9 مارس 2012 قتل عبد الوهاب الحميقاتي أحد أبرز المطلوب للسلطات الأمريكية وتم رصد مكأفة مالية لمن يدل عليه.
وفي 13 مارس 2012 قتل ناصر الظافري، قائد تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء اليمنية، أحد اهم معاقل القاعدة بالبلاد.
وفي 22 أبريل، قتل محمد العمدة رابع المطلوبين الإرهابيين لدي الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، وأيضا أدى بمشاركته في هجوم ناقلة النفط "ليمبورج".
في 6 مايو 2012 قتل القياديان بتنظيم القاعدة فهد القوص، وفهد المسلم، وادين "القوص" في ضلوعه بتفجير المدمرة "كول".
وفي 10 مايو قتل خلدون السيد، أبرز قيادات تنظيم أنصار الشريعة " القاعدة" اعترف بيان منسوب لجماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة بمقتل قيادي بارز في التنظيم في الغارة الجوية التي استهدفت موقعاً للمسلحين في مدينة جعار بمحافظة أبين .
وفي 12 مايو 2012 قامت طائرة دون طيار بإطلاق صواريخ على قافلة مؤلفة من ثلاث شاحنات (بيك أب) كانت مُنطلقة في طريق صحراوي في محافظة شبوة، وقُتل سبعة مسلحين في الهجوم، وأعلنت وزارة الإعلام اليمنية في وقت لاحق أسماء القتلى، وهم: علي علي حسن علي غريب الشبواني الذي ينتمي إلى عائلة آل شبوان وحسن سعود حسن بن معيلي من قبيلة عبيدة، وحميد ناصر الأقرع من قبيلة الجدعان ومحسن سعد خرصان من قبيلة الجدعان، وأحمد صالح الفير من قبيلة مُراد وجميعهم ينتمون إلى محافظة مارب، كما قُتل رجلان من محافظة شبوة، وهما: عارف عيسى شبوي وصالح الناصر النسي، إضافة إلى «الإرهابي» المصري الجنسية أبو عبيدة المصري.
وفي 16 مايو قتل قائداً في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يُدعى سمير الفتحاني المكنّى بـ«سمير سالم المقيّد» قُتل في الهجوم لطائرة أمريكية بدون طيار.
وفي 28 مايو قتل قائد الذهب، وهو قيادي بارز في القاعدة اخ غير الشقيق لأنور العولقي، وفي مايو 2012 أيضا ذكرت تقارير إخبارية أن طائرة أمريكية دون طيار شنت غارة جوية على منطقة الحصون الواقعة بالقرب من محافظة مارب. وذكرت وزارة الإعلام اليمنية أن ستة من أعضاء القاعدة الذين قتلوا؛ هم: محسن عبد الرحمن اليوسفي وصالح محمد جابر الشبواني وأبو متعب اليماني وأبو ليث الحضرمي، إضافة إلى مواطنين سعوديين لم تُعرف هويتهما.
وفي 3 يوليو 2012 قتل القياديان فهد الحارثي وحسن الاسحاقي، وهما قيادان في تنظيم القاعدة، 
 وفي 6 اغسطس قتل عبد الله عوض المصري، الذي كان يكنّى أيضاً بـ "أبو أسامة الماربي" وكان يقوم بصنع القنابل، وبينما لم تعرف جنسية المصري إلا أنه قيل أن لقبه (المصري) يشير إلى أنه مصري الجنسية، وقالت وكالة الأنباء التابعة للدولة أن ستة قتلى آخرين كانوا ينتمون إلى مسلحي القاعدة؛ وهم: أبو جعفر العراقي بحريني الجنسية وأبو البراء الشروري سعودي، وأبو مصعب المصري، وأبو حفصة المصري، وكلاهما مصري الجنسية، إضافة إلى أبو حفصة التونسي تونسي الجنسية، وإبراهيم السخي يمني، وقالت بعض التقارير إن أحد المركبتين كانت عبارة عن دراجة نارية كان يستقلها المصري وشخص آخر. وأشارت تلك التقارير إلى أن أربعة انفجارات هزت المنطقة، حيث كانت طائرتان دون طيار تحلق فوق المكان. 
وفي 31 اغسطس 2012 قتل خالد باتيس، وأعلنت وزارة الدّفاع اليمنية أن خالد مسلم باتيس قتل في الهجوم. وكانت قوات الأمن ألقت القبض سابقاً على باتيس، لكنه فرّ من السجن أثناء ثورة 2011. وكان مطلوباً بسبب مزاعم أنه كان العقل المدبر للهجوم الذي نفذته القاعدة ضد ناقلة النفط الفرنسية (ليمبرج) عام 2000. حيث قتل في الهجوم بحار بلجيكي، وفي 5 سبتمبر 2012 لحق به مراد بن سالم القيادي الأبرز في التنظيم، وقتل عبر طائرة أمريكية دون طيار نفذت الهجوم.

وشهد أكتوبر مقتل أكثر من عضو وقيادي بتنظيم القاعدة في الغارة الجوية التي نفذتها طائرة أمريكية بدون طيار واستهدفت مزرعة في منطقة الجسر وادي بناء شمال غرب جعار بمحافظة أبين – جنوب اليمن، وتم العثور على تسع جثث بينهم نادر الشدادي، وحسب المصادر فان القتلى هم ( نادر ناصر حيدرة الشدادي – مرسل محسن حسن – عدنان أحمد علي الشاعر – عوض همام – كمال علي أبكر – بالإضافة إلى اربع جثث مجهولة-)، كما شهد الشهر مقتل أحد القيادات المحلية في القاعدة ويُدعى سند عريدان العاقل، المكنّى بـ سند عبد الله العاقل.
وفي الشهر نفسه قتل أدت غارة جوية يشتبه أن تكون نُفذت في ساعات متأخرة من الصباح بواسطة طائرة دون طيار ضد مسلّحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في منطقة الصعيد الجبلية الصحراوية الواقعة في محافظة شبوة، ممّا أدى إلى مقتل ثلاثة من المسلحين وإصابة آخرين بجروح. وقالت مصادر إعلامية محلية إن خمسة صواريخ تم إطلاقها في عدّة غارات جوية. وقالت مصادر محلية إن أبو الدرداء المصري الجنسية الذي ينتمي للقاعدة كان ضمن ثلاثة مسلحين على الأقل قتلوا في الهجوم. وقالت المصادر إن بقية مسلّحي القاعدة الذين سقطوا في الهجوم هم: سعد عاطف العولقي زعيم القاعدة في إمارة عزان بشبوة، ومسعد الحبيشي (المكنّى بهاجر البراصي) وهو قائد ميداني في التنظيم، إضافة إلى شخص آخر سعودي ومسلحين اثنين لم تعرف هويتهما وينتميان إلى محافظة حضرموت. وينتمي العولقي والحبيشي إلى قبيلة العوالق.
وفي 7 نوفمبر 2012 قتل عدنان القاضي أحد المطلوبين للسلطات الأمريكية لضلوعه في تفجير السفارة الأمريكية بصنعاء في 2008، وفي نفس الشهر قتل سعيد الشهري نائب زعيم ومؤسس تنظيم القاعدة في اليمن ن مسئولا عن عدد من الأعمال الإرهابية منها اختطاف وقتل أجانب في اليمن تم إطلاق سراحه من قبل السلطات السعودية بعد خضوعة لـ"برنامج تأهيلي" في 2007، تم اعتقاله في باكستان في ديسمبر 2001 وقضى خمس سنوات في سجن غوانتنامو وسلم للسطات السعودية في عام 2007 وأطلق سراحه نفس العام بعد خضوعه لبرنامج وزارة الداخلية السعودية "للمناصحة" .
وفي 20 دسيمبر 2012 قتل عبدالرؤف ناصب، أحد قيادات القاعد باليمن، يعتبر من ضمن القيادات الوسطى في القاعدة، وذكرت الوكالة أن شخصاً من عائلة النصيب قد أكد مقتل عبد الرءوف نصيب، وقالت رويترز أن نصيب كان قد فر من منطقة لودر إلى محافظة البيضاء في وقت مبكر من عام 2012 إثر وقوع هجوم عسكري هناك.
 وفي نفس الشهر قتل عبد الله باوزير، يوصف بالعقل المدبر والمخطط لعملية اقتحام السجون باليمن والتي ادت إلى فرار جماعي لمعتقلي القاعدة، وفي نوفمبر أيضا قتل قيادي آخر بتنظيم القاعة يدعي صالح محمد العامري.

أبرز قتلي القاعدة في 2013 و2014

أبرز قتلي القاعدة
شهد عام 2013 مقتل العديد من قيادات القاعدة، حيث قتل مقبل عبادة الزوبة في 3 يناير بهجوم لطائرة بدون طيار، كما قتل إسماعيل بن سعيد بن جميل وهو قيادي بالقاعدة في 19 ينارير من نفس العا، وشهد شهر يناير أيضا مقتل ثلاث قيادات اخري وبالتحديد يوم21 يناير حيث قتل أحمد الزايدي الملقب بـ"الناجدي"، و«قاسم سودة طعيمان» المكنى بـ«قاسم الماربي»، »، و«علي صالح الدولة»، وهم من القيادات المحلية لتنظيم القاعدة في محافظة مآرب اليمنية، و"طعميان" افرجت عنه السلطات اليمنية في أبريل 2012 بعد عدة أشهر من سجنه.
وشهد شهر أبريل في 2013 مقتل حميد الردمي القيادي بتنظيم القاعدة بمحافظة ذمار اليمنية، واربعة آخرين هم:مكرم علي أحمد حمود الحاج ونجم الدين علي عبدالله الراعي وغازي حمود العماد وإسماعيل المقدشي. وفي مايو 2013 قتل كلا من عبدربه مقبل جارالله الزاوية، وعباد موسي الكبسي وهم من القيادات المحلية لتنظيم القاعدة باليمن.
وفي يونيه 2013 قتل صالح حسن حريضان، واثنين آخرين من أعضاء تنظيم القاعدة في غارات جوية نفذتها طائرة بدون طيار يرجح انها أمريكية في محافظة الجوف اليمنية .
وفي أغسطس 2013 قتل قائد أحمد ناصر الذهب، أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في اليمن ـ بترت يده اليمني في المواجهات التي شهدتها محافظة أبين أثناء سيطرة تنظيم القاعدة (أنصار الشريعة) عليها مطلع 2012. وتولى قيادة التنظيم في محافظة البيضاء بعد مقتل شقيقه الأكبر الشيخ طارق الذهب في وقت سابق على يد أخية غير الشقيق حزام الذهب.
وفي أبريل 2014 استهدف طائرة بدون طيار سيارة دفع رباعي كانت تقل ثلاثة أشخاص في ضواحي بلدة بيحان في محافظة شبوة، وقد أفاد شهود عيان عن عملية إنزال عسكرية تلت الهجوم وهدفها سحب الجثث، ما قد يشير إلى وجود شخصية قيادية لتنظيم القاعدة في عداد القتلى، وما لبثت وسائل الإعلام العربية والأمريكية أن تناقلت الخبر، مؤكدة أن إبراهيم العسيري هو العقل المدبر لعدد من التفجيرات في مسار القاعدة الأكثر ابتكارا وإزعاجاً، وينسب له أنه كان وراء عملية ديترويت عام 2009، وقنابل الطابعات التي كانت ستشحن إلى الولايات المتحدة العام التالي على متن طائرة أمريكية، وقد ضحى بشقيقه الأصغر في تفجير انتحاري في محاولة فاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي الحالي عام 2009، وقد قتل شقيقه في هذا الانفجار الذي استخدم فيه عسيري حوالي 100 غرام من مادة PETN، وهي على شكل مسحوق أبيض شديد الانفجار يصعب اكتشافه، وقد قتل شقيقه فقط في الانفجار
ويُعرف عنه قدرته الفائقة في صناعة المتفجرات، التي قد تتمكن من اختراق التدابير الأمنية، وإذا كان العسيري قد قُتل فعلاً، فإن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيفقد بعضاً من قدراته في مجال العمليات الانتحارية بالخصوص التي تميزه والتي لم تكن تمثل تحديا يمنيا فقط ولكن تمددت تأثيراتها خارج اليمن ووصلت للعديد من مطارات الدول الكبرى وكادت تطال عددًا من كبار المسئولين.

وفي 17 مايو 2014،- أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن تقدم كبير في العمليات العسكرية التي تنفذها ضد تنظيم القاعدة في البلاد، نافية صحة تقارير حول إمكانية التوصل إلى هدنة مع التنظيم، كما أعلنت مصرع ثلاثة من عناصره، على رأسهم قيادي يعرف بلقب "بيكاسو" ويوصف بأنه "سفاح القاعدة".
وقالت وزارة الدفاع اليمنية: "لقي سفاح تنظيم القاعدة المعروف باسم بيكاسو مصرعه، متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل أيام في محافظة البيضاء، وعرف بارتكابه جرائم وحشية خطيرة بحق ضحاياه والتمثيل بجثثهم." كما أكدت مقتل القيادي في التنظيم، ناصر عاطف، وشقيقه أحمد المكنى بـ"أبو سالم" خلال المعارك في شبوة.
وأكد الجيش اليمني أنه تمكن مع اللجان الشعبية من دخول مدينة المحفد، بعد أن "وجه ضربات ساحقة وألحق هزيمة نكراء بقيادات وعناصر الإرهاب."

الهجمات الأخيرة

 الهجمات الأخيرة
وفي 5 نوفمبر 2014 أكد مأمون حاتم ــ القيادي في أنصار الشريعة ــ مقتل القيادي في تنظيم القاعدة بمحافظة البيضاء، نبيل الذهب، جراء قصف جوي نفذته طائرة أمريكية من دون طيار.
وقال حاتم، في سلسلة تغريدات على موقع التدوين "تويتر": إن الذهب قتل في مواجهات "الرافضة الحوثيين" في معارك رداع، في غارة نفذها الطيران الأمريكي.
وكانت طائرة أمريكية من دون طيار نفذت غارتين، استهدفت الأولى سيارتين تابعتين لعناصر تنظيم القاعدة في منطقة "يكلا" المعقل الرئيس لهم، وأسفر عنها قتلى وجرحى في صفوف التنظيم بينهم قيادات بارزة.
وأضاف، أن "المعلومات المتطابقة تفيد بأن من بين تلك القيادات البارزة التي لقت حتفها، هم: نبيل الذهب، وأبو علي الصنعاني، ومحمد جارالله الملقب بـ"أبوصالح"، والصنبجي الملقب بـ"الخبزي"، ويعتبر مأمون حاتم من أهم قيادات "القاعدة" ويشغل صفة المتحدث الإعلامي للتنظيم في جزيرة العرب . وكانت مصادر إعلامية تحدثت قبل أيام أن قائد الخلية المتورطة بذبح 14 جندياً في حضرموت، جلال بلعيد يتواجد في منطقة "السدة" في ضيافة حاتم.
ونبيل الذهب فهو أحد أشقاء "آل الذهب" الذين تولوا زعامة القاعدة في منطقة رداع منذ أن أحكم التنظيم سيطرته عليها في 2012، ويعتبر قائد القاعدة في محافظة البيضاء "وسط"، بحسب أوساط إسلامية.

القاعدة اليوم

القاعدة اليوم
لا شك أن تنظيم "القاعدة" استثمر ويستثمر بنجاح، حالة الفوضى وغياب سلطة القانون والانفلات الأمني والمنازعات السياسية في تعزيز سيطرته، فإن الحكومة اليمنية تواجه تحدياً كبيراً في استئصال التنظيم والقضاء النهائي على أوكاره، إذ أن إعادة بناء الدولة والنظام السياسي، وهيكلة الجيش والمؤسسات العسكرية، ومعالجة الفساد، ستستغرق وقتاً طويلاً يعطي لأعضاء التنظيم فرصة أخرى لتبني استراتيجيات مقاومة، تسمح لهم بالتهيؤ لمواجهة الضربات الحكومية، والمحافظة على مواقعهم الاستراتيجية. 
لذلك فالقاعدة ليست سببا للفشل بل هي نتيجة منطقية، كما هو حال المشروع الانفصالي في الجنوب، والمشروع الحوثي في الشمال، واعتماد المقاربة العسكرية الأمنية في سائر القضايا لا يأتي بخير لليمن ولا لليمنيين.

شارك

موضوعات ذات صلة