تقارير تفضح أكاذيب أردوغان.. لا توجد قوات سودانية تقاتل في ليبيا

الثلاثاء 21/يناير/2020 - 12:11 م
طباعة تقارير تفضح أكاذيب أميرة الشريف
 
في الوقت الذي أفادت فيه وسائل إعلام ليبية أن مئات من عناصر "قوات الدعم السريع"، القوات شبه العسكرية التي تنضوي رسميا تحت قيادة القوات المسلحة السودانية، تم إرسالهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي في الهجوم الذي يشنه لتطهير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة، أعلن خبراء بالأمم المتحدة، أنهم لم يجدوا "أدلة موثوقا بها" تؤكد وجود قوات عسكرية سودانية تقاتل مع قوات المشير خليفة حفتر.
ويكشف الخبراء الإدعاءات المزيفة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي ذكر في تصريحات سابقة له أن نحو "2500 مقاتل من مرتزقة شركة Wagner الروسية في ليبيا، إضافة إلى نحو 5 آلاف مرتزق من السودان، وآخرين من تشاد والنيجر" يقاتلون في ليبيا.
وفندت مجوعة من الخبراء الأمميين في تقرير لها هذه الادعاءات، ووصفتها بأنها مزاعم لا أدلة عليها، وذكرت أن "المجموعة ليس لديها أي دليل موثوق به على وجود قوات الدعم السريع في ليبيا". 
في الوقت نفسه، أكدت أن الكثير من المقاتلين العرب المتحدرين من دارفور، الإقليم الواقع في غرب السودان والغارق منذ 2003 في حرب أهلية، ومن تشاد المجاورة يقاتلون في ليبيا كأفراد "مرتزقة".
كما أكد التقرير أن عددا من الجماعات المسلحة في دارفور منخرط في الحرب الدائرة في ليبيا و"شاركت في العديد من العمليات العسكرية" إلى جانب المتحاربين في هذا البلد.
وقال التقرير "لقد نجحت الحركة في زيادة قدراتها العسكرية من خلال شرائها أسلحة وذخيرة من ميليشيات محليّة وقيامها بحملة تجنيد".
و"جيش تحرير السودان" قاتل قوات الرئيس عمر البشير الذي أطاح به الجيش في أبريل 2019 بعد انتفاضة شعبية واسعة النطاق.
واندلع الصراع في دارفور في 2003 عندما حمل متمرّدون من أقليّات عرقية السلاح ضدّ حكومة البشير التي اتّهموها بتهميشهم سياسياً واجتماعياً. وخلّف النزاع حوالي 300 ألف قتيل و2,5 مليون مهجّر، وفقاً للأمم المتّحدة.
ولا يشارك "جيش تحرير السودان" في محادثات السلام الجارية حالياً بين الحكومة الانتقالية السودانية وفصائل متمردة في كل من دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان.
إلى ذلك، أكد غسان سلامة، في مقابلة مع قناة ليبية أن الرئيس التركي تعهد في البند الخامس من بيان مؤتمر برلين مثل غيره، بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة.
وقال في حوار مع قناة تلفزيون 218 الليبية: "لدي الآن ورقة وتعهد ولدي ما أحاسبه عليه وقبل ذلك لم يكن متوفراً" في إشارة إلى قمة برلين التي عقدت الأحد التزم قادة أبرز الدول المعنية بالنزاع في ليبيا في ختامها باحترام حظر إرسال الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011، وعدم التدخل عسكرياً، والدعوة إلى وقف العمليات القتالية وخفض التصعيد.
ورداً على سؤال بشأن كيفية إخراج 2000 مقاتل سوري أرسلتهم أنقرة إلى ليبيا، قال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا: "هناك مشروع سنتقدم به إلى لجنة 5 + 5 ليتخلى الليبيون عن المقاتلين الأجانب، ليس فقط الـ 2000 سوري بل آلاف آخرين".
وتٌتهم تركيا بإرسال مئات المقاتلين السوريين الموالين لها إلى ليبيا "مرتزقة أردوغان" لدعم حكومة السراج في مواجهة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
في سياق متصل، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية، متواصلة، مشيراً إلى أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن بلغ نحو 1750 "مرتزقاً"، في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1500 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات.
وكان طالب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال مؤتمر حول ليبيا في برلين بـ"الكف" عن إرسال مقاتلين سوريين موالين لتركيا إلى طرابلس دعما للحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة.
وأعلن ماكرون خلال المؤتمر "يجب أن أقول لكم إن ما يقلقني بشدة هو وصول مقاتلين سوريين وأجانب إلى مدينة طرابلس، يجب أن يتوقف ذلك".
وأضاف الرئيس الفرنسي "من يعتقدون أنهم يحققون مكاسب من ذلك لا يدركون المجازفات التي يعرضون أنفسهم ونحن جميعاً لها".
وشدد ماكرون على ضرورة وقف غير مشروط لإطلاق النار، فيما يطالب السراج بتراجع قوات الجيش الليبي إلى مواقعها قبل الهجوم على طرابلس.
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، السلطة الشرعية المتمثلة في الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وسلطة تمثّلها حكومة السراج التي تمولها تركيا.

شارك