تركيا.. عائلة أردوغان تغرق في قناة إسطنبول

الخميس 23/يناير/2020 - 11:26 ص
طباعة تركيا.. عائلة أردوغان علي رجب
 
يوما بعد يوم تتكشف الحقائق وراء مشروع قناة إسطنبول الجديدة الذي أعلن عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن مشروعاته العملاقة؛ ليتبين أن هدف مشروع القناة تحقيق الربح لمجموعة بعينها. 
الجدل المثار حول مشروع القناة الجديدة لا ينتهي، وكان أبرز نقاط الجدل هو شراء الشيخة موزه بنت ناصر المسند، والدة أمير قطر تميم بن حمد آل ثان، 44 دونما مطلة على المسار المخطط للقناة، مما تسبب في جدل كبير على الشارعين التركي والعربي.
الجدل الخاص بالأراضي المطلة على مشروع القناة، وما يحيطها، لم يتوقف عند الشيخة موزه فقط، وإنما ظهرت ادعاءات جديدة تقول بأن الشخصية الاقتصادية الأعلى في البلاد أيضًا كان لها نصيب من هذه الأراضي بمساحة 13 دونما؛ هذه الشخصية هو وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، صهر الرئيس أردوغان.
مشروع القناة الجديدة الذي يصرُّ أردوغان على تنفيذه يواجه معارضة شرسة من رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، بسبب ما يتسبب فيه من ضرر بطبيعة مدينة إسطنبول، فضلًا عن إلحاقه ضررًا بالغًا بالموارد المائية للمدينة، بالإضافة إلى جعل المدينة المكتظة بالفعل أكثر اكتظاظًا بالسكان. المشروع تسبب في غضب أهالي المدينة، ودفعهم لتنظيم حملات توقيع لوقف تنفيذ المشروع منذ أشهر.
أردوغان الذي يحاول جاهدًا، منذ أشهر، منح قطاع العقارات الذي يصفه بقاطرة الاقتصاد التركي، قبلة الحياة للخروج من حالة الكساد الاقتصادي، يرى أن هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 13-25 مليار دولار أمريكي، هو طوق نجاة الاقتصاد.
المشروع أعلنه أردوغان في عام 2011، دون أن يتم الكشف عن المكان المتوقع أن تمر منه القناة، الأمر الذي دفع المواطنين لشراء الأراضي في المناطق التي من المحتمل أن تمر منها.
إلا أن الأسماء والشخصيات المقربة من أردوغان، كانت تركز على شراء الأراضي في المناطق التي ستشهد سرعة كبيرة في زيادة قيمتها، وكان ذلك بشكل متعمد ومخطط. كان على رأس تلك الشخصيات، برات ألبيراق وزير الخزانة والمالية الذي قام بشراء مساحات كبيرة من الأراضي، بعد عام واحد فقط من الإعلان عن المشروع. لم تكن هذه الواقعة هي الأولى من نوعها بالنسبة لألبيراق، إذ سبق أن حصل على 12 دونما من الأراضي القريبة للغاية من مطار إسطنبول الجديد الذي افتتح خلال العام الماضي.
أما المحامي أحمد أوزيل الموكل عن ألبيراق، فتبريراته للأمر تثبت للجميع أن حزب العدالة والتنمية يضع عمامة دينية أو قبعة قومية على كل فساد يتم الكشف عنه.
أوزيل أوضح أن صادق ألبيراق، والد برات ألبيراق، كان قد حصل على أراضٍ في تلك المنطقة في عام 2003، مشيرًا إلى أن الأراضي الواقعة بجانبها طرحت للبيع في وقت لاحق.
وزعم أوزيل أن شراء ألبيراق للأراضي المحيطة بأراضي والده أمر طبيعي، قائلًا: "لقد طرحت للبيع من قبل مالكها في عام 2012، وقام السيد برات ألبيراق بشرائها، كما يمكن لأي مواطن آخر أن يشتريها، بدلًا من أن يحصل عليها أجنبي".
كما تبين أيضًا أن رجال أعمال عرب قد حصلوا على أراضٍ مطلة على المسار المخطط لمشروع قناة إسطنبول الذي أثار موجة كبيرة من الجدل في الشارع التركي، وظهر لدى الجميع فضول بالشخصيات العربية الأخرى التي اشترت أراضي في تلك المنطقة التي ستزيد قيمتها أضعافًا مضاعفة عقب تنفيذ المشروع.
الأراضي التي حصل عليها ألبيراق تقع في قرية "بوياليك" التي شهدت تدافعًا كبيرًا من قبل المستثمرين لشراء الأراضي هناك، حسب رواية أهالي القرية؛ حيث أوضحوا أن القرية تقع على بعد كيلو متر واحد من مسار القناة، وكذلك على مسافة خمس دقائق بالسيارة من المطار الجديد.
في تعليق من أهالي القرية، قالوا: "لم يكن هناك من يمر من قريتنا قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، ولكن الأسابيع القليلة الماضية شهدت فيها القرية إقبالًا غير مسبوق. سماسرة العقارات يأتون من أجل شراء الأراضي. خمسة من بين كل عشرة أشخاص من جنسيات عربية. ارتفعت قيمة الأراضي بدرجة كبيرة. ويقولون: سترتفع أكثر وأكثر. ستحفر القناة على بعد كيلو متر واحد منا. لن تبقى قريتنا على هذا الحال".
أما الأخبار التي انتشرت في الفترة الأخيرة، عن شراء الشيخة موزه بنت ناصر، والدة أمير قطر تميم بن حمد آل ثان، أراضي حول مسار القناة الجديدة بمساحة 44 دونما، فقد تسببت في موجة جدل غير مسبوقة.
الشيخة موزه كانت قد أسست شركة في 8 نوفمبر الماضي، في منطقة باشاك شهير في الشطر الأوروبي من إسطنبول، برأسمال 100 ألف ليرة تركية، وبعد شهر واحد فقط من تأسيس الشركة، قامت بشراء 44 دونما من الأراضي؛ الأمر الذي أثار نقاشًا حادًّا في الشارع.
رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، المعارض للمشروع بشدة، يرى أن تنفيذه سيدمر بحيرة "تاركوس" التي تعتبر من أهم مصادر المياه العذبة لمدينة إسطنبول، ويقول: "إن الناس في كفاح كبير من أجل حماية مصادرهم من المياه العذبة. العالم يتحدث عن حروب المياه التي ستحدث مستقبلًا. أما أنتم فتسعون وراء تدمير مصدر المياه الضخم لمدينة إسطنبول، من خلال قناة ما هي إلا خيال ووهم في عقولكم، ولن تجدي نفعًا بأي شكل من الأشكال".

شارك