أردوغان في جامبيا.. الأهداف والدلائل

الخميس 23/يناير/2020 - 12:40 م
طباعة أردوغان في جامبيا.. علي رجب
 
بات التغلغل التركي في أفريقيا يتخذ منحى تصاعديا مع  اعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن زيارته 3 دول أفريقية خلال الايام القادمة، والتي تشمل كلا من الجزائر وهي متعلقة بالملف اللليبي ومنطقة الساحل والصحراء، وكذلك جامبيا وهي دولة افريقية صغيرة تسعى تركيا لاختطافها والسيطرة عليها في دول غرب افريقيا، وكذلك السنغال أهم دول القارة السمراء وخاصة في غربها.


أهداف التواجد التركي
وتثير علاقة تركيا وانفتاحها على جامبيا أصغر دولة في البر الرئيسي لقارة أفريقيا ويحدها من الشمال والشرق والجنوب السنغال، ويخترقها نهر جامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي الذي يحد البلاد من الغرب، والتيتشكل نقطة تركية للتغلغل في الغرب الافريقي وايضا ارتكاز مهمة في تحركات نظام أردوغان في منطقة الساحل والصحراء، ومن ثم  الدول العربية (موريتانيا-المغرب-الجزائر-تونس-ليبيا) في شمال أفريقيا.
في يوليو 2018،  ذكرت نشرة "جلوبال سيكيوريتي" الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية والدفاعية أن الدبلوماسيين الأتراك يعتمدون على استغلال المشاعر الدينية للتجمعات السكانية المسلمة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي مقدمتها نيجيريا والنيجر ومالي والسنغال لنسج شبكات نفوذ ومصالح تركية على أراضيها.

مطاردة جولن
كذلك شكلت مطاردة نظام اردوغان لتنظيم حرك الخدمة الذي أسسه الداعية والمعارض التركي فتح الله جولن، أكد اسباب التزجه التركي لخامبيا، حيث أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الغامبيين أوساينو داربو، في يوليو 2017، عن شكر بلاده لجامبيا جراء تعاونها فيما يتعلق بمكافحة منظمة فتح الله جولن.
وأضاف جاويش أوغلو أن "العمل جارٍ من أجل تسليم جميع المدارس التابعة للمنظمة الإرهابية، إلى وقف المعارف التركي "، على حد قوله.

بيع السلاح ودعم الإرهاب
مخططات حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا للتغلغل في إفريقيا عبر الجماعات المسلحة جاء بعد رفض الاتحادالأوروبي المتكرر ضم تركيا، ما زاد من حاجتها للبحث عن تأسيس تحالفات جديدة في مناطق استراتيجية، إلا أن ذلك تسبب في توسيع عزلة تركيا نتيجة استياء كثير من دول العالم في تدخلاتها غير المبررة بشؤونها الداخلية ودعم الإرهاب.
بيع السلاح واتخاذ جامبيا منصة لدعم الجماعات الارهابية ، يشكل اهمية في الاستراتيجية الأمنية التركية وسياستها في التغلغل داخل افريقيا وكذلك وضع أعينها على الدول العربية في شمال افريقيا خاصة موريتانيا التي ينشط فيها حزب الإصلاح الإخواني"تواصل" والذي يشكل  احد اذرع تركيا والاخوان في موريتانيا.
ونقلت الأناضول عن العقيد نهاد أكتورك، الذي يشغل منصب مستشار عسكري تركي للرئيس الجامبي آداما بارو، قوله إن بلاده تلعب دوراً مهما في تدريب وتسليح القوات الجامبية.
وقال  “أكتورك” إن مدربين أتراك جاؤوا لجامبيا بهدف تدريب قرابة 7 آلاف جندي في عام 2007، كما تلقى 500 جندي من الجيش الغامبي تدريبات في تركيا.
وأضاف  أكتورك، الذي يعمل كمدير للمدرسة العسكرية لتدريب القوات المسلحة في العاصمة بانجول، إن بلاده تشكل مثلا يحتذى به لمؤسسات غامبيا مبينا أن أنقرة تبرعت خلال العام الحالي بعتاد عسكري للجيش الجامبي البالغ تعداده 8 آلاف جندي.

الاقتصاد والموانئ
قد تشكل جامبيا ايضا في ظل وضعها الاقتصادي السئ وعطشها للاستثمار والدعم الاقتصادي، فرص لتغلغل تركيا وسيطرتها على جامبيا، يشكل  ميناء «بانجول-بارا» ظروفًا مثاليةً لوصول وبقاء السفن؛ حيث تستغرق السفن أقل من 6 أيام من أوروبا و7 أيام من أمريكا عن طريق البحر، مما يعزِّز تحسين الأنشطة اللوجستية، وتحسين أرباح الجهات الفاعلة الاقتصادية ويشكل فرص استثمارية كبرى للشركات التركية وتغلغل تركيا في قطاع الموانئ.
ودعا جاويش أوغلو الشركات التركية للاستثمار في جامبيا، مشيرًا إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها، واستعداد حكومتها لتقديم الدعم للمستثمرين الأتراك.

تهديد اوروبا:
تشكل جامبيا موقعها على ساحل الأطلسى نقطة لتهديد الدول الاوربية، عبر اتخاذها نقطة للهجرة غير الشرعية والتي يجيد نظام أردوغان المتاجرة بها أمام الاتحاد الاوروبي، كذلك ايضا تهريب  كل الممنوعات والسلاح والارهابين إلى العواصم الأوروبية.
أيضا تشكل جامبيا، نقطة لتهديد المصالح المصرية والأوروبية في القارة السمراء، عبر دعم تركيا للجماعات الارهابية في القارة بما يشكل ميليشيات انكشارية في خدمة المصالح التركية.
وثائق نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، المتخصص في تتبع الحركات المتطرفة، بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية، أكدت أن وكالة الاستخبارات التركية أرسلت مئات الآلاف من الدولارات إلى الجماعات الارهابية في افريقيا وعلى رأسها حركة الشباب الصومالية، عبر عميل كان سجينا سابقا في معتقل "جوانتانامو" الأمريكي.
وأوضح أن المواطن التركي إبراهيم سين، المعتقل حاليا في باكستان لانتمائه للقاعدة، تعاون مع الاستخبارات التركية لتهريب الأسلحة والعناصر الإرهابية إلى سوريا.
«إبراهيم سين» عمل سابقًا مع تنظيم القاعدة، وجرى اعتقاله وإدانته في باكستان بسبب ارتباطاته بالتنظيم، وجرى كذلك تحويله إلى سجن جوانتانامو، قبل أن تفرج عنه السلطات الأمريكية في عام 2005.
وأكد المحقق الأمريكي ديفيد كوهين أن الاستخبارات التركية جندت إبراهيم سين لنقل الأموال إلى حركة الشبا الصومالية في سبتمبر 2012، فضلا عن استخدامه لنقل الجهاديين إلى سوريا.
أردوغان قرر إسقاط جميع التهم المسندة إلى إبراهيم سين وإنهاء محاكمته في أكتوبر 2014، كما قرر إقالة مسؤولين في الشرطة وجميع المدعين العموم والقضاة الذين أخضعوا عميله المفضل للتحقيق، حسب "نورديك مونيتور".
لذلك يبدو أن زيارة أردوغان الى جامبيا تحمل الكيرة من الأهداف المخطط لها من قبل ادارة الرئيس التركي والتي  يسعى الى تسريع تنفيذه في ظل مخاوفه من خسارة ليبيا، بعد خسارته السودان وعرقلة مشروعه في تونس.











شارك