تقرير أمريكي يدعو واشنطن لتطوير "استجابة متعددة الجوانب" لمواجهة "المحور التركي -القطري الإرهابي"

الجمعة 24/يناير/2020 - 01:59 م
طباعة تقرير أمريكي يدعو فاطمة عبدالغني
 
تطوير واشنطن لاستجابة "متعددة الجوانب" هو السبيل لإجبار أنقرة والدوحة على الحد من سلوكهما الخبيث في المنطقة، وهو الأمر الذي أقره تقرير لموقع "ناشونال إنترست" الأمريكي حيث وصف تركيا وقطر بـ"الأخوين" في السلاح،  اللذين يتشاركان في التمويل غير المشروع لتعزيز الأيديولوجيات المتطرفة. الأمر الذي يتطلب من واشنطن إلى تطوير استجابة "متعددة الجوانب" لإجبار أنقرة والدوحة على الحد من سلوكهما الخبيث.
ويرى بإيكان إرديمير البرلمانى التركي السابق، والمدير الأول لبرنامج تركيا فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وفارشا كودوفايور الباحثة بالموقع أن التحالف القطري- التركي أسهم فى انتشار العنف الطائفي فى الشرق الأوسط وخلف قتال بين السنة والشيعة، فضلاً عن انقسام العالم السني إلى محورين متنافسين على النفوذ في المنطقة من العراق إلى ليبيا ما يضيف مزيداً من التعقيد إلى منطقة مشتعلة أصلاً، موضحة أن التحالف التركي القطري يقابله كتلة مضادة من كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات.
ويعطي الكاتب أحدث مثال عن كيفية استنزاف تلك المنافسات المريرة، بالإشارة للعملية التركية في أكتوبر2019، عبر الحدود في شمال شرق سوريا.
فقد دعمت قطر، إلى جانب حماس وباكستان، الحملة التي واجهت تنديداً دولياً. وعلى نفس المنوال، عندما قاطعت السعودية، والبحرين، والإمارات، ومصر قطر، في يونيو2017، سارعت تركيا لإرسال شحنات جوية من الأغذية وغيرها من السلع،  حيث كانت المساعدات الإنسانية التي قدمتها تركيا في بداية الحصار مجرد علامة أوضح على التقارب الاستراتيجي الذي كان يخيم على مدار سنوات، والذي شكله تقارب مشترك للإسلاميين يؤثر على مشاركتهم الإقليمية.
وفيما تعتبر تركيا وقطر حلفاء لأمريكا ظاهرياً، وتستضيفان قواعد أمريكية كبرى، فإنهما تعملان معاً على الترويج لأجندة إسلامية مزعزعة لاستقرار الشرق الأوسط. 
وألقى تقرير موقع "ناشونال إنترست"، الضوء على تقرير جديد للموقع، تحت عنوان "الإخوة في السلاح: توحيد المحور التركي-القطري"، أشار إلى أن أيديولوجية "الإخوان" هي قلب هذا المحور، الذي ازداد قوة ومتانة بعد صعود رجب طيب أردوغان إلى الحكم في 2002، الأمر الذي مكنه من احتضان الجماعة علانية بعد ترسيخ حكمه داخل تركيا. 
أما داخل قطر فليس لدى جماعة الإخوان مساحة للعمل، الإ أن الدوحة عززت بقوة أيديولوجية الجماعة ومصالحها في الخارج. 
وتساهلت تركيا وقطر مع مجموعة من التنظيمات الإسلامية، ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية لمعاقبة أفراد وكيانات داخل تركيا وقطر تدعم، وتحرض حماس والجهاد الإسلامي والقاعدة، وتنظيمات أخرى.
ووفقًا للتقرير تضم قائمة الشخصيات الإسلامية المرحب باستضافتهم في تركيا وقطر شخصيات بارزة مثل يوسف القرضاوي ، وهو رجل دين من جماعة الإخوان المسلمين في المنفى ، الذي شجع على تنفيذ هجمات انتحارية ضد القوات الأمريكية في العراق، وخالد مشعل ، زعيم حماس  الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين، وصالح العروري، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، ووجدي عبد الحميد محمد غنيم، الداعية متطرف أطلق على الحملة ضد "داعش" حملة "صليبية".
وتابع التقرير "وفرت تركيا وقطر ملاذات آمنة لمعتنقي هذه الأيدولوجيات المتطرفة وقياداتها، مما يشكل انتهاكا صارخا للعقوبات الأميركية والأممية".
وكشف التقرير أن الشراكة التركية القطرية تنمو عبر مجموعة واسعة من المجالات ، بما في ذلك التعاون في مجال الدفاع، والعلاقات العسكرية، والإعلام، والطاقة، والخدمات المصرفية. 
ما يجعل الأجندة الإسلامية المزعزعة للاستقرار في التحالف التركي-القطري مثيرة للقلق بالنسبة لواشنطن، 
وسلط التقرير، الضوء على أن أجندة تركيا وقطر المدمرة والمزعزعة للاستقرار "مثيرة للقلق بالنسبة للواشنطن”، فالدولتان حليفتان للولايات المتحدة، على الأقل ظاهريا.. كما أنهما تستضيفان قواعد عسكرية أميركية مهمة، لكنهما أصبحتا إخوة في السلاح وفي مشاريعهما المشجعة على الأيديولوجيات المتطرفة.
ولمواجهة ذلك، يقترح التقرير على واشنطن تطوير استجابة متعددة الجوانب تشمل حلفائها عبر الأطلسي وشركائها الإقليميين لإجبار أنقرة والدوحة على كبح سلوكهما الخبيث. وتشمل الخيارات تكييف الحوار الرفيع المستوى في المستقبل مع قطر حول الخطوات الملموسة والقابلة للتحقق التي تم اتخاذها بشأن تمويل الإرهاب، إضافة إلى استكشاف بدائل للمنشآت الأمريكية في تركيا وقطر،  فضلاً عن الاستمرار في معاقبة الأفراد والكيانات الإرهابية والتمويلات غير المشروع لها في تركيا وقطر.

شارك