أردوغان يؤكد خرقه لاتفاقية برلين ويعترف بانتهاك حظر إرسال قوات إلى ليبيا

السبت 25/يناير/2020 - 12:08 م
طباعة أردوغان يؤكد خرقه فاطمة عبدالغني
 
لم يمر سوى أيام على مؤتمر برلين والذي تعهد فيه المجتمعون في بند من بنود البيان الموقع بعدم إرسال عسكريين إلى مناطق الصراع الليبي، وحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا أو دعم الفرقاء الليبيين، حتى خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معترفا أمس الجمعة 24 يناير بأن العسكريين الأتراك الذين يجري إرسالهم إلى ليبيا يقومون بدعم وتدريب القوات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وذلك في تراجع واضح عن وعوده السابقة بوقف إرسال العسكريين الأتراك الى ليبيا ومخالفة لمقررات مؤتمر برلين، بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة.
وأضاف أردوغان، الذي كان يتحدث في اسطنبول بعد مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن على الدول التي حضرت قمة برلين الخاصة بليبيا يوم الأحد عدم مساعدة منافس السراج، خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي.
من ناحية أخرى كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه بعد أقل من 48 ساعة على مؤتمر برلين، واصلت أنقرة إرسال مرتزقة إلى ليبيا، ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600، في حين أن عدد المسلحين الذين وصلوا للمعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1790.
كما كشف المرصد أن عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى طرابلس مستمرة بشكل كبير، بالتزامن مع وصول دفعات جديدة من المرتزقة إلى هناك.
وعلى صعيد متصل، أكد المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش اللواء أحمد المسماري أن قرار القيادة العامة بتفعيل منطقة الحظر الجوي فوق العاصمة طرابلس يرجع لعدة أسباب أبرزها استخدام النظام التركي لمطار معيتيقة الدولي في نقل آلاف الإرهابيين عبر رحلات مدنية.
وأشار المتحدث العسكري الرسمي، إلى أن النظام التركي ينقل أسلحة وعتاداً عسكرياً وأنظمة دفاع جوي وخبراء وقادة عسكريين أتراكاً عبر مطار معيتيقة في طرابلس، متهماً حكومة الوفاق باستخدام الطائرات المدنية في نقل الإرهابيين والأسلحة لإيهام المجتمع الدولي بأن الرحلات تنقل ركاباً مدنيين.
ومن جانبها ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، الأربعاء الماضي، أن نحو ألفي مقاتل سوري من الموالين لتركيا وصلوا إلى ليبيا، وبعضهم تمركز في شرق العاصمة طرابلس، لافتة إلى أنهم يتقاضون ألفي دولار للمقاتل الواحد من قبل حكومة الوفاق؛ وهو ما تنفيه حكومة الوفاق.
وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت عن وزير خارجية تركيا قوله، إن بلاده لا تعتزم إرسال المزيد من المستشارين العسكريين إلى ليبيا طالما كان وقف إطلاق النار ساريا.
كما أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في مقابلة مع قناة ليبية أن الرئيس التركي تعهد في البند الخامس من بيان مؤتمر برلين مثل غيره، بعدم التدخل في ليبيا أو إرسال قوات أو مرتزقة.
وقال في حوار مع قناة تلفزيون 218 الليبية: "لدي الآن ورقة وتعهد ولدي ما أحاسبه عليه وقبل ذلك لم يكن متوفراً"، في إشارة إلى قمة برلين التي عقدت الأحد، التزم قادة أبرز الدول المعنية بالنزاع في ليبيا في ختامها باحترام حظر إرسال الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011، وعدم التدخل عسكرياً، والدعوة إلى وقف العمليات القتالية وخفض التصعيد.
ورداً على سؤال بشأن كيفية إخراج 2000 مقاتل سوري أرسلتهم أنقرة إلى ليبيا، قال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا: "هناك مشروع سنتقدم به إلى لجنة 5 + 5 ليتخلى الليبيون عن المقاتلين الأجانب، ليس فقط الـ 2000 سوري بل آلاف آخرين".
وكان السراج أدلى بتصريحات لقناة "بي بي سي" البريطانية، اعترف فيها بوجود مرتزقة سوريين يقاتلون في صفوف ميليشياته ضد قوات الجيش الوطني، وأكد أنه لن يتردد في طلب مساعدة أي طرف لدحر ما سماه "العدوان على طرابلس".
وأضاف: نحن لا نتردد في التعاون مع أي طرف في مساعدتنا لدحر الاعتداء بأي طريقة كانت ولنا الحق فنحن في حالة دفاع عن النفس شرعية ضد محاولة انقلابية يقوم بها طرف آخر.
وهاجم الدول التي تنتقد جلبه، بالتعاون مع تركيا، المرتزقة السوريين إلى بلاده قائلاً: "الذين يعطوننا دروساً في ذلك من الحكومات التي تدعى الديموقراطية ليقولوا لنا كيف يتم التعامل مع أي طرف متمرد يحاول الانقلاب على الشرعية".
يشار إلى أن أنقرة تدعم حكومة السراج التي تعتمد على الميليشيات، وأبرمت معها مذكرتي تفاهم بخصوص ترسيم الحدود والتعاون العسكري، الأمر الذي أثار إدانات إقليمية ودولية، وأثار المخاوف من تدخل عسكري تركي يزيد الأوضاع سوءًا في ليبيا.

شارك