المظاهرات تستعيد زخمها في العراق.. و"الصدر" يعلن انسحابه منها

الأحد 26/يناير/2020 - 12:23 م
طباعة المظاهرات تستعيد فاطمة عبدالغني
 
"لبيك يا عراق" على اسم العراق على لسانهم استفاقوا بل يبدو أنهم لم يغمض لهم جفن هذه الليلة، إنهم الشباب المتظاهرون في البصرة، وليلتهم كانت قاصية ونارية، النيران أبرمتها قوات الأمن التي قررت إنهاء الاعتصامات المدنية المعلنة في المدينة بالقوة، القرار اتخذ وبدأ التنفيذ قبل ساعات الفجر.
مصادر محلية نقلت التفاصيل، مؤكدة قيام عناصر تابعة لما يعرفون باسم "قوات الصدمة" التابعة لميليشيات كتائب حزب الله بمداهمة متظاهرين بأكثر من 60 مدرعة عسكرية وبإحراق خيامهم وإزالة الحواجز التي أقامها المتظاهرون، قبضة أمنية استفاقت عليها ليس البصرة وحدها فهي مشاهد تكررت كذلك في كربلاء كما في العاصمة بغداد، سيارات مدرعة وقنابل فرقت المتظاهرين وحرقت الخيام وفتحت الطرقات والجسور عنوة.
ومن جهاتها سارعت السلطات في العاصمة لتلخيص الخبر بالإعلان عما روجت له كإنجاز أمني، مشيرة إلى إعادة فتح الحركة أمام السيارات والساحات والطرقات في بغداد، مؤكدة أن إجراءاتها هذه مستمرة وستبقى بشكل دائم، وهو تعهد حكومي لا يبدو أنه يتماشى مع أهواء المتظاهرين.
هذا كما شهدت العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم الأحد 26 يناير، تدفق أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحات الاعتصام، فيما وقعت صدامات في الناصرية، غداة يوم عنيف شهد مقتل 3 متظاهرين
ولوحظت أعداد كبيرة من المتظاهرين يتدفقون باتجاه ساحتي التحرير والخلاني ونفق التحرير، في ظل توقعات بوصول مزيد من المشاركين، خصوصا مجاميع من الطلاب.
وفي الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب شرقي العراق، أفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية أطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع فور اندلاع مصادمات مع المتظاهرين في تقاطع البهو، ما أسفر عن وقوع إصابات بالاختناق. 
تطورات تأتي بعد إعلان مصادر طبية عراقية في وقت سابق السبت مقتل 4 متظاهرين خلال احتجاجات في محافظتي بغداد والناصرية بالعراق.
وأعلنت قيادة شرطة ذي قار العراقية إصابة قائد بقوات الأمن وعدد من العناصر، بعد التعرض لهم بالحجارة من قبل "عناصر منفلتة".
وذكر بيان لقيادة الشرطة تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "شرطة ذي قار وقيادة العمليات، وبالاتفاق مع عدد من المتظاهرين السلميين، اتفقوا على فتح طريق بديل لمرور الحالات الطارئة بدلاً من الطريق الدولي الذي تم إغلاقه".
وأضاف أنه أثناء فتح الطرق البديلة، سادت حالة من الفوضى والتعرض للشرطة من "المنفلتين"، أدت إلى "إصابة قائد الشرطة وعدد من أفراد الشرطة بعد التعرض لهم بالحجارة".
كما تزامنت التطورات مع إعلان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس السبت، أنه سيتوقف عن المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة. في موقف للرجل قوبل بغضب شعبي.
وأفاد المتظاهرون، بأن أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انسحبوا منذ الليلة الماضية من ساحات التظاهر المركزية في ذي قار والبصرة وميسان، وتم رفع خيام الاعتصام ومغادرة الساحات.
وأصدر أتباع الصدر بياناً في ساحة الحبوبي أعلنوا فيه الانسحاب الكامل من ساحة الاعتصام والتظاهر.
يأتي هذا فيما انتقدت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جانين هينس ما سمته "غياب المساءلة وعدم الحسم"، بشأن مطالب المحتجين الذي يتظاهرون منذ مطلع أكتوبر الماضي.
وقالت في تغريدة على حسابها في تويتر: "إن غياب المساءلة وعدم الحسم لا يليقان بآمال العراقيين، التي عبروا عنها بشجاعة منذ أربعة أشهر وحتى الآن".
وأضافت: "فيما ترتفع أعداد القتلى والجرحى، تظل الخطوات المتخذة حتى الآن جوفاء، إذا لم تكتمل. ويجب خدمة الشعب وحمايته، وليس قمعه بعنف".
هذا وقد أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق (تابعة للبرلمان) الأسبوع قبل الماضي، أن إجمالي ضحايا المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد منذ انطلاقها وحتى الآن بلغ 429 قتيلا ونحو 23 ألف مصاب.
وقال علي البياتي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، إن عدد المعتقلين تجاوز 2900 معتقل، منهم 93 فقط قيد الاحتجاز حاليا". 
وأضاف أن "عدد المفقودين بلغ 58 شخصا، في حين بلغت حالات الاغتيال التي تطال الناشطين والمتظاهرين والإعلاميين 37 حالة".
يذكر أن المظاهرات الاحتجاجية في العراق انطلقت في الأول من شهر أكتوبر الماضي في بغداد وتسع محافظات جنوبي العراق ضد توسع نفوذ إيران بالبلاد. 
وما زالت المظاهرات متواصلة للمطالبة بإصلاح العملية السياسية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، لمواجهة حالات الفساد المستشري هناك ومعالجة البطالة.

شارك