بعد انقلاب الصدر.. المراجع الشيعية تدعم تظاهرات العراق

الإثنين 27/يناير/2020 - 12:34 م
طباعة بعد انقلاب الصدر.. علي رجب
 

ألقت الاحتجاجت العراقية بظلالها على المرجعية الشيعية في البلاد، مع تحول مفاجئ من قبل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عن دعمه للتظاهرات، وكذلك اتهامات قادة الميليشيات والفصائل الموالية لايران المتظاهرين بالعمالة، وهو ما ادى الى اصدار العديد من رجل الدين الشيعة اصحاب التوجه الوطني العراقي، بدعم التظاهرات والتاكيد على ان الشعب العراقي هو صاحب الكلمة الأولي في اختيار السلطة الحاكمة.


الطائي مع ثورة الشباب


المرجع الشيعي لعراق الشيخ قاسم الطائي، اكد  انه الشعب العراقي هو الوحيد صاحب حق التنصيب والعزل يفي اختيار سلطته الحاكمة.


وقال الطائي في بيان له اليوم :"إن للشعب حق للتنصيب وله حق التبعيد، ونعتقد أن احد أهم أسباب الإرباك الحكومي هو مخلفات سلطة الاحتلال التي يهيئ من وراء الكواليس مشاحنات للاحتقان الحكومي لإعطاء صورة عجزها في ضبط الأمن وإلجائها الى تقديم طلب إبقاء تلك القواعد، ولكن بثمن مدفوع من أموال العراق".

وأضاف المرجع الشيعي المعروف برفضه للتدخلات الخارجية في العراق، مخاطبا المتظاهرين: إن خروجكم في مسيرة تظاهرية سلمية، احتجاجية على ما وصلت إليه الأوضاع من تردي في بلدنا الغالي، وإخفاق في الأداء أدى الى تضييع الحقوق وهدر الأموال، وارتباك الأمن وتفشي الرشوة، وفساد مؤسسات بكاملها ولسان حالكم يقول يا أيتها السلطة بعد أن استصرختمونا والهين فاصرخناكم مرجفين، سللتم علينا سيفاً لنا في انتخابكم واحتششتم علينا ناراً قد اقتدحناها على عدونا وعدوكم.. إن هذا التردي ما كان ليقف عند حد إلا بالرفض له والاستنكار من خلال زحفكم المؤمل أن يكون واسعاً وكبيراً يشمل جميع العراقيين.


وتابع الطائي في بيانه :"ليعلم الجميع بأن المظاهرة لا تستهدف غير إصلاح الأحوال ولا مساس لها بالدولة ومؤسساتها ومنافسة سلطانها، ومن هنا حرّمنا كل تصرف يسيء إليها من أعمال التخريب والنهب والسلب وما يشوه صورة الانتظام الجماهيري المتوقع في مشهد عظيم يهز العالم، وليس ذلك على العراقيين بعزيز، فهم من صاغ ملحمة الزيارة الأربعينية، حيث الاصطفاف الشعبي من مختلف الطوائف والأديان والأعراق، فليكن مسيركم وتظاهركم بتلك الصورة، بل الأحسن منها".


وحذر المرجع الشيعي من عمليات الاستفزاز، قائلا :" استفزاز المواطنين من قبل رجال الأمن أمر مرفوض ومدان ولا ثمرة فيه بل فيه شوكة في عيونهم كما حدث في تونس ومصر وليبيا".


وطالب المرجع الشيعي المتظاهرين بان تكون" الشعارات المرفوعة بعيدة عن الاستفزاز وأن تسمو بالمطالب الى إعادة المكانة العراقية والكرامة الشخصية والقيمة الحضارية للشعب العراقي".


وشدد على أن "للشعب العراقي حق للتنصيب وله حق التبعيد، ونعتقد أن احد أهم أسباب الإرباك الحكومي هو مخلفات سلطة الاحتلال التي يهيئ من وراء الكواليس مشاحنات للاحتقان الحكومي لإعطاء صورة عجزها في ضبط الأمن وإلجائها الى تقديم طلب إبقاء تلك القواعد، ولكن بثمن مدفوع من أموال العراق".


ودعم الطائي مطالب المتظاهرين العراقيين بعملية إصلاح شاملة تنطلق من إنهاء حالة الانحلال والفساد، وتغيير الدستور وإعادة صياغته وفق أسس جديدة بعد فشل المعمول منه وإلغاء العديد من القوانين المجحفة بحق الشعب العراقي والتي منها- على سبيل المثال لا الحصر- قانون تقاعد السلطات الثلاث الذي يستنزف أموال خرافية من ميزانية الدولة.

اليعقوبي يدعم المتظاهرين


وفي أكتوبر الماضي، أصدرالمرجع الشيعي أيه الله الشيخ محمد اليعقوبي بيانا حول ما تحقق من إنجاز في انتفاضة حرية العراق جاء فيه أعتقد ان من أغلى الثمرات التي حققتها نهضة الشباب الواعي الغيور في انتفاضة التحرير هي استعادة الهوية الوطنية التي سلبها الطائفيون والفاسدون والعملاء حتى أفقدونا الأمل بإحيائها وأجبروا الكثير من أبناء الوطن على الهجرة منه تاركين أهلهم وذكرياتهم وعيونهم شاخصة الى من خلفهم، لكن الشباب الشجعان فجروا هذا البركان في نفوس الشعب كافة وأيقظوا هذه الطاقة العارمة ووحدوا جميع فئات الشعب تحت شعار واحد وهو الوطن الحر المستقل السيد الذي يحفظ كرامة أبنائه ويحقق لهم السعادة والازدهار في حاضرهم ومستقبلهم”.


وقال المرجع اليعقوبي “لقد رأينا من هؤلاء الشباب ما يثلج الصدور ويبهر العقول ويعيد الى العالم صورة العراق الأصيل مؤسس الحضارات ومنار العلوم والمعارف لكل الأمم , فقد لمسنا فيهم الايثار والشجاعة والوعي والإخلاص وتنظيم الأدوار والمطالبة بالحقوق ورفض الظلم والفساد بالطرق السلمية المتحضرة، وهذه خصال لا تجتمع في امة الا قدّسها الله تعالى ورفع شأنها، واذا توانت واستكانت وتخاذلت ومكّنت الباطل والفساد فأنها تُهان وتُذل وتحرم من أبسط حقوقها، وهذا ما أخبر به النبي (صلى الله عليه واله) في الحديث الشريف ( ما قدست أمة لم يؤخذ لضعيفها من قويِّها غير متعتع).


ودعا اليعوقبي الحكومة والقيادات السياسية والعسكرية ان تعي ان هؤلاء الشباب هم الثروة الحقيقية للبلد وهم من يضمن مستقبلاً زاهراً للبلاد فلا يفرطوا بهذه الثروة الهائلة، معتبرا أن الإصرار على سياسة القمع واستعمال العنف فإنه لا يجدي نفعاً بل يجرّ البلاد والعباد الى الهاوية، وإنكم لا تستطيعون هزيمة شباب يُقدِمون على الموت ويتلقون الرصاص بصدور عارية.

انقلاب الصدر

بيانات المراجع الشيعية في العراق تأتي مع انقلاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من دعمه للتظاهرات بالانسحاب منها، وهو ما إدى الى اتهامات من قبل المتظاهرين لمقتدى الصدر بخيانة، بعد قرار الانسحاب من المياديين ومن ثم اقتحام قوات الأمن للساحات مما ادى إلى مقتل واصابة المئات من المتظاهرين.


و هدد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر،الأحد 26 يناير2020، المتظاهرين باتخاذ "موقف آخر" لمساندة القوات الأمنية، إذا لم يعيدوا "الثورة إلى مسارها" في تصعيد ثانٍ لافت لموقفه ضد الاحتجاجات المتواصلة منذ تشرين الأول الماضي.


ونقل صالح محمد العراقي عن الصدر قوله مخاطباً أنصاره في البداية: "أتفهم عواطفكم الجياشة إزاء الهجمة الامريكية ضد سماحته إلا أنه ينهاكم عن التظاهر لاجل ذلك حتى لا ننجر الى فتنة داخلية". 


وأضاف الصدر: "أنني إذ أوقفت الدعم الإيجابي والسلبي ان جاز التعبير انما اردت ارجاع الثورة الى مسارها ورونقها الاول لا الى معاداتها".


وتابع مهدداً المتظاهرين: "إن لم يعودوا فسيكون لنا موقف آخر لمساندة القوات الأمنية البطلة والتي لابد لها من بسط الأمن لا الدفاع عن الفاسدين بل من أجل مصالح الشعب ولاجل العراق وسلامته".


وشدد الصدر على أنه "لن نسمح للفاسدين بركوب موجها لاسيما من سارعوا الى تصريحات لصالح الثورة ما ان ظنوا اننا ابتعدنا عنها.. ولن نبتعد إنما لا نريد أن تسوء سمعتها".


مراقبون يرون أن هناك المرجعية اصبحت على خط دعم التظاهرات في الشارع ضد سلطة الميليشيات، وهو ما يشير إلى أن  التغير داخل العراق بات  قريبا، وقد تتجه الأمور إلى تغير في البنية الداخلية لنظام الحكم في العراق، او تغيير النظام السياسي العراقي بأكمله.

شارك