خفايا علاقة أردوغان بالجماعات الإرهابية وتأثيره على مستقبل تركيا

السبت 01/فبراير/2020 - 02:36 م
طباعة خفايا علاقة أردوغان علي رجب
 

تتتغير الأحداث داخل تركيا وخارجها، وتظهر أمراض وحروب وصراعات وتظل علاقة الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بالجماعات الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا محور جدل واسع داخليًا وخارجيًا.


تلك العلاقات أضيف لها مؤخرًا إرساله الجهاديين السوريين للقتال في الجبهة الليبية خلال الأشهر الأخيرة. إلا أن أردوغان لديه استعدادات وتجهيزات أخرى أكثر خطورة، ولكن لا يتم الحديث عنها كثيرًا، ولم ينتبه إليها الكثيرون؛ في حالة نجاح مخطط أردوغان الذي يستميت لتنفيذه، فإن تركيا ستتحول إلى "أردوغانستان" أو ستظل في قبضة الإسلام السياسي إلى ما لا نهاية.


رئيس أحد الأقسام في مركز الأمن القومي في جامعة "DeSales" الأمريكية، أحمد يايلا، نشر مقالًا بعنوان "هل يعد أردوغان العدة لأردوغانستان؟" على الموقع الإلكتروني "Invesgitave Journal"؛ لفت فيه الأنظار إلى أن أردوغان حول رئاسة إدارة الاستخبارات في مديريات الأمن إلى جهاز استخباراتي خاص به.


يايلا أوضح أن اسم هذه الوحدة تم تغييرها إلى رئاسة استخبارات المديرية العامة للأمن (EGMİB)، بموجب قرار من رئاسةالجمهورية بتاريخ 17 يناير الجاري بقوام 300 ألف عامل.


بخلاف المهام التي يتكفل بها جهاز الاستخبارات الوطنية (MİT)، فإن هذه الوحدة تهدف إلى مكافحة كافة أنواع الجرائم،وتكون عاملة في عموم تركيا.


وأوضح يايلا في مقاله أن وحدة الاستخبارات في مديريات الأمن أصبحت مرمى لأسهم أردوغان بعد أن فضحت فساده والحاشية المحيطة به في عام 2013؛ فكان مصير كبار المسؤولين والقيادات فيها إما الفصل من العمل أو تغيير محل عمله؛ بينما تم تعيين أكثر من 80 ألف آخر في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو 2016، مؤكدًا أنه تم اختيارهم من الشخصياتالأكثر قربًا ووفاءً لأردوغان.


يايلا كشف أيضًا أن الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي على محطة الحافلات المركزية في العاصمة أنقرة فيعام 2015، كانت مديرية الأمن على علم به ولكنه لم تمنعه، مما أسفر عن مقتل 109 مدنيين في هذا الحادث.


مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي أيضًا نشر تقريرًا حول ذلك الحادث المؤسف، كشف فيه أنه تم بتعليمات وأوامرمن حزب العدالة والتنمية الحاكم نفسه.

وأوضح يايلا أن أردوغان سيحاول تأسيس الجمهورية الإسلامية التركية، من خلال الاستعانة باستخبارات جهاز الشرطة الذي سيقوم بتشكيله.

يايلا سلط الضوء أيضًا على موضوع آخر يحمل قدرا كبيرا من الأهمية، كان ظهوره في تصريحات أردوغان 2 يناير الجاري. أردوغان قال في تصريحاته: "لقد أصبحنا غير قادرين على تحقيق أمن مدننا من خلال قوات إنفاذ القانون الحالية. يجب علينا أن نطور أساليب جديدة للتعامل مع هذا الوضع الجديد".


الكاتب الصحافي أحمد تاكان، والذي كان أحد مستشاري رئيس الجمهورية السابق عبد الله جول، أوضح أن أردوغان يريد تشكيل قوات إنفاذ قانون مشابهة لنظيرتها في إيران، اعتمادًا على وقف "TURGEV" التابع لنجله بلال أردوغان أوالعناصر المسلحة التابعة لشركة "سدات" التي أسسها ويديرها عدنان تانري فردي كبير مستشاري أردوغان، مشيرًا إلى أنهيهدف إلى السيطرة على المجتمع والشارع التركي بهذه الطريقة.


بروفيسور القانون كمال جوزلار، أوضح في مقاله المنشور بتاريخ 16 ديسمبر 2019، أن أعداد البرامج الإسلامية في الجامعات التركية زادت بنحو خمسة أضعاف، وزاد عدد الكليات الإسلامية من 24 إلى 92 كلية للمرة الأولى،لافتًا إلى أنها محاولة من أردوغان للاستعداد لتحويل الجهاز القضائي إلى نظام الشريعة الإسلامية.


مقال يايلا المليء بالمفاجئات التي لم ينتبه إليها الكثيرون، سلط الضوء أيضًا على أن الزعيم الجديد الذي تولى قيادة تنظيم داعش الإرهابي أمير محمد عبد الرحمن المولى الصلبي، خلفًا لأبي بكر البغدادي، يحمل الجنسية العراقية ولكنه من أصل"تركماني"، فضلًا عن أن شقيقه عادل الصلبي معروف للغاية في الأوساط التركية، وفي الوقت نفسه هو عضو في جبهة تركمان العراق الذي يديرها جهاز الاستخبارات التركية.


وأوضح يايلا أن علاقات الأخوين الصلبي تزيد المخاوف تجاه علاقات تركيا بتنظيم داعش، مشيرًا إلى أن ما يزيد المخاوف هوأن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي قتل في سوريا بالقرب من الحدود التركية وفي منطقة خاضعة للسيطرة التركية، فضلًا عن أن زوجته وأفراد عائلته كان مسموحا لهم بالعيش داخل تركيا منذ عام 2018.


عند النظر إلى المشهد كاملًا نجد أن قوات الشرطة ستكون "غير كافية" لحماية المدن الكبرى، وأن جميع مؤسسات الدولة يتمإعادة هيكلتها وتشكيلها وفقًا لنظام الرجل الواحد، وكذلك تصريحات مؤسس شركة "سادات" الجنرال المتقاعد عدنان تانري فردي في الأيام الأخيرة حول وجود استعدادات لظهور "المهدي"، بالإضافة إلى السرعة الكبيرة في عمليات "تسليح" المواليد لأردوغان؛ الأمر الذي يمكن تفسيره أن أردوغان يجري استعداداته لصدامات واشتباكات ما.


يايلا أكد أيضًا أن أردوغان لم يعد أمامه خيار آخر غير البقاء في السلطة بأي شكل، لأنه يدرك أنه لن يتمكن من الحفاظ على عرشه في أي استحقاق انتخابي في ظل النزيف الشديد الذي يتعرض له الاقتصاد، ويعرف جيدًا أنه قد يحاكم عن الجرائمالتي ارتكبها ضد الإنسانية، مشددًا على أنه يسعى لتأسيس دولة إسلامية واضعًا في حساباته كل هذه الاعتبارات.


.

شارك